مجلة الرسالة/العدد 718/نقل الأديب
→ مضحكات مبكيات | مجلة الرسالة - العدد 718 نقل الأديب [[مؤلف:|]] |
الواعظ الضرير!. . . . ← |
بتاريخ: 07 - 04 - 1947 |
للأستاذ محمد اسعاف النشاشيبي
908 - فلا أقاموا دينا ولا أبقوا دنيا
منهاج السنة النبوية لابن تيمية: إن الله بعث رسوله (ﷺ) بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، فإذا تولى خليفة من الخلفاء كيزيد بعد الملك والمنصور وغيرهم فإما أن يقال: يجب منعه من الولاية وقتاله حتى يتولى غيره كما يفعله من يرى السيف فهذا رأي فاسد فإن مفسدته أعظم من مصلحته، وقل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة، وكان الأشعث الذي خرج على عبد الملك بالعراق، وكالذين خرجوا على المنصور بالمدينة بالبصرة وأمثال هؤلاء. وغاية هؤلاء إمام أن يغلبوا وإما أن يزول ملكهم فلا يكون لهم عاقبة، فإن عبد الله بن علي قتل كثيراً وقتله أبو جعفر المنصور.
وأما أهل الحرة وابن الأشعث فهزموا وهزم أصحابهم، فلا أقاموا دينا، ولا أبقوا دنيا، والله (تعالى) لا يأمر بأمر لا يحصل به صلاح الدين ولا صلاح الدنيا. وإن كان فاعل ذلك من عباد الله المتقين ومن أهل الجنة فليسوا أفضل من علي وطلحة والزبير وعائشة وغيرهم، ومع ذلك لم يحمدوا ما فعلوه من القتال وهم أعظم قدرا عند الله وأحسن نية من غيرهم.
وكذلك أهل الحرة كان فيهم من أهل العلم والدين خلق، وكذلك أصحاب ابن الأشعث كان فيهم خلق من أهل العلم والدين والله يغفر لهم كلهم.
909 - النداء من الله للعباد ومن العباد لله
الموافقات للشاطبي: إن القرآن أتى بالنداء من الله تعالى للعباد ومن العباد لله سبحانه، فحين أتى من قبل الله للعباد جاء بحرف النداء المقتضى للبعد ثابتا غير محذوف كقوله تعالى: (يا عبادي الذين آمنوا، إن أرضي واسعة) (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم، لا تقنطوا من رحمة الله) (قل: يا أيها الناس، إني رسول الله إليكم جميعا) فإني أتى بالنداء من العباد إلى الله تعالى جاء من غير حرف نداء ثابت بناء على أن حرف النداء للتنبيه في الأصل، والله منزه عن التنبيه: (ربنا لا تؤاخذنا إن أخطأنا، وبنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا) (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا). . . فحصل من هذا التنبيه على أدبين: أحدهما ترك حرف النداء ولآخر استشعار القرب، كما أن في إثبات الحرف التنبيه على معنيين: إثبات التنبيه لمن شأنه الغفلة والإعراض والغيبة وهو العبد، والدلالة على ارتفاع شأن المنادي وأنه منزه عن مدانات العباد، إذ هو في دنوه عال، وفي علوه دان، سبحانه!
910 - تهنئة بعزل
الشريشي: من غرائب التكاتب في العزل ما كتب به أحمد ابن مهران معزول: بلغني (أعزك الله) انصرافك من عملك، فسررت بذلك ولم أستفظعه لعلمي بأن قدرك أجل وأعلى من أن يرفعك علم تتولاه، أو يضعك عزل عنه. والله لو لم تختر الانصراف وترد الانعزال لكان في لطف تدبيرك وثقوب رويتك وحسن تأتيك - ما تزيل به السبب الداعي إلى عزلك والباعث على صرفك. ونحن إلى أن نهنيك بهذا الحال أولى بنا أن نعزيك إذ أردت الصرف فأوتيته، وأحببت الاعتزال فأعطيته، فبارك الله لك في منقلبك، وهناك النعم بدوامها، ورزقك الشكر الموجب المزيد لك فيها.
911 - تمتع من الدنيا فإنك فاني
سعيد بن حميد:
نمتع من الدنيا فإنك فإني ... وإنك في أيدي الحوادث عاني
ولا يأتين يوم عليك وليلة ... فتخلو من شرب وعزف قيان
فإني رأيت الدهر يلعب بالفتى ... وينقله حانين تختلفان
فأما التي تمضي فأحلام نائم ... وأما التي تبقى لها فأماني
921 - . . . ما بعت الضيعة
شرح المقامات للشريشي: كان بالبصرة رجل ذو ضياع فأنفق ماله في الشراب، فباع ضيعته، فلما تم البيع قال له المشتري: تأتيني بالعشى أدفع لك المال وأشاهدك. فقال: لو كنت ممن يرى بالعشى ما بعت الضيعة. قال محمود بن الحسن الكاتب بعت داري فأصابني مثل هذا فقلت: أتلفت مالي في العقار ... وخرجت فيه عن عقاري
حتى إذا كتب الكتاب (م) ... وجاءني رسل التجار
قالوا الشهادة بالعشى (م) ... ونحن في صدر النهار
فأجبتهم ردوا الكتاب (م) ... ولا تعنوا بانتظاري
لو كنت أظهر بالعشى (م) ... لما سمحت ببيع داري
913 - ائتمنه قوم فأدى إليهم الأمانة
تاريخ الطبري: أحمد بن يوسف بن القاسم: سمعت إبراهيم ابن صالح يقول: كنا في مجلس ننتظر الأذان فيه على المنصور، فتذاكرنا الحجاج، فمنا من حمده، ومنا من ذمه، فكان ممن حمده معن بن زائدة، وممن ذمه الحسن بن زيد، ثم إذن لنا، فدخلنا على المنصور، فانبرى الحسن بن زيد فقال: يا أمير المؤمنين ما كنت احسبني أبقى حتى يذكر الحجاج في دارك وعلى بساطك فيثنى عليه، فقال أبو جعفر: وما استنكرت من ذلك؟ رجل استكفاه قوم فكفاهم، والله لوددت أتى وجدت مثل الحجاج حتى استكفيه أمري، وأنزله أحد الحرمين. فقال له معن: يا أمير المؤمنين، إن لك مثل الحجاج عدة لو استكفيتهم كفوك قال: ومن هم؟ كأنك تريد نفسك؟ قال: وإن أردتها فلم أبعد من ذلك. قال: كلا لست كذلك، إن الحجاج ائتمنه قوم فأدى إليهم الأمانة، وإنا ائتمنك فخنتنا. . .
معجم البلدان: ذكر الحجاج عند عبد الوهاب الثقفي بسوء، فغضب، وقال: إنما تذكرون المساوئ أو ما تعلمون أنه أول من ضرب درهما عليه (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وأول من بنى مدينة بعد الصحابة في الإسلام، وأول من اتخذ المحامل وأن امرأة من المسلمين سبيت بالهند فنادت يا حجاجاه! فاتصل به ذلك، فجعل يقول: لبيك، لبيك، وأنفق سبعة آلاف ألف درهم حتى افتتح الهند، واستنقذ المرأة، وأحسن إليها، واتخذ المناظر بينه وبين قزوين، وكان إذا دخن أهل قزوين دخنت المناظر إن كان نهارا، إن كان ليلا أشعلوا نيرانا فتجرد الخيل إليهم، فكانت المناظر متصلة بين قزوين وواسط، وكان قزوين ثغرا حينئذ. . .
سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي: قال - عمر بن عبد العزيز -: ما حسدت الحجاج على شئ حسدي إياه في حبه القرآن وإعطائه أهله.