مجلة الرسالة/العدد 715/نقل الأديب
→ فنان. . .! | مجلة الرسالة - العدد 715 نقل الأديب [[مؤلف:|]] |
توقيع ← |
بتاريخ: 17 - 03 - 1947 |
للأستاذ محمد اسعاف النشاشيبي
888 - إنهما مما أهل به لغير الله
الموافقات للشاطبي: نهي عن (معاقرة الأعراب) وهي أن يتبارى الرجلان فيعقر كل واحد منهما، يجاود به صاحبه، فأكثرهما عقراً أجودهما، نهي عن أكله لأنه مما أهل لغير الله به قال الخطابي: وفي معناه ما جرت به عادة الناس من ذبح الحيوان بحضرة الملوك والرؤساء عند قدومهم البلدان أوان حوادث تتجدد لهم وفي نحو ذلك من الأمور.
وخرّج أبو داود: (نهى عليه الصلاة والسلام عن طعام المتبارين أن يؤكل) وهما المتعارضان ليُرى أيهما يغلب صاحبه. وهذا وما كان نحوه إنما شرع على جهة أن يذبح على المشروع بقصد مجرد الأكل، فإذا زيد عليه هذا القصد كان تشريكاً في المشروع، ولحظاً لغير أمر الله تعالى، وعلى هذا وقعت الفتيا من ابن عتاب بنهيه عن أكل اللحوم في النيروز وقوله فيها: إنها مما أهل به لغير الله.
889 - بحث لغوي في شج وشجى
الاقتضاب في شرح أدب الكتاب للبطليوسي.
قد أكثر اللغويون من إنكار التشديد في هذه اللفظة (الشجى) وذلك عجب منهم، لأنه لا خلاف بينهم أن يقال: شجوت الرجل أشجوه إذا أحزنته، وشجى يشجى شجاً إذا حزن، فإذا قيل: شج بالتخفيف كان اسم فاعل من شجى يشجى فهو شج كقولك عمى يعمى فهو عم، وإذا قيل: شجى بالتشديد كان اسم مفعول من شجوته أشجوه فهو مشجو وشجي كقولك مقتول وقتيل ومجروح وجريح. وقد روي أن ابن قتيبة قال لأبي تمام الطائي: يا أبا تمام، أخطأت في قولك:
ألا ويل الشجي من الخليِّ ... وبالي الربع من إحدى بليِّ
فقال له أبو تمام: ولم قلت ذلك؟
قال: لأن يعقوب قال: شج بالتخفيف ولا يشدد.
فقال له أبو تمام: من أفصح عندك؟ ابن الجُرمقانية يعقوب أم أبو الأسود الدؤلي حيث يقول:
ويل الشجي من الخلي فإنه ... نصب الفؤاد لشجوه مغموم
والذي قاله أبو تمام صحيح، وقد طابق فيه السماع والقياس، وقد قال أبو دؤاد الإيادي، وناهيك به حجة:
من لعين بدمعها موليه ... ولنفس مما عناها شجيه
890 - خذ بيدي فهكذا تزول النعم
تاريخ بغداد للخطيب: أبو محمد عبد الله المعروف بابن الأكفاني قال سمعت أبي يقول: حججت في بعض السنين وحج في تلك السنة أبو القاسم عبد الله بن محمد وأبو بكر محمد بن جعفر الأدَمي القارئ صاحب الألحان، كان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن وأجهرهم بالقراءة. فلما صرنا بمدينة الرسول (ﷺ) جاءني أبو القاسم فقال لي: ههنا رجل ضرير قد جمع حلقة في مسجد رسول الله وقعد يقص ويروي الكذب من الأحاديث الموضوعة والأخبار المفتعلة فإن رأيت أن تمضي بنا إليه لننكر عليه ذلك ونمنعه منه، فقلت له: يا أبا القاسم، إن كلامنا لا يؤثر مع هذا الجمع الكثير والخلق العظيم، ولسنا ببغداد فيعرف لنا موضوعنا، وننزل منازلنا، ولكن ههنا أمر آخر وهو الصواب وأقبلت على أبي بكر الأدمي فقلت له: استعد واقرأ، فما هو إلا أن ابتدأ بالقراءة حتى افلت الحلقة، وانفصل الناس جميعاً، وأحاطوا بنا يسمعون قراءة أبي بكر، وتركوا الضرير وحده، فسمعته يقول لقائده: خذ بيدي فهكذا تزول النعم!!
891 - كلنا صيادون ولكن الشباك تختلف
النجوم الزاهرة: قال القاضي التنوخي: جاء رجل من الصوفية إلى بجكم، فوعظه بالعربية والفارسية حتى أبكاه، فلما خرج قال بجكم لرجل: احمل معك ألف درهم وادفعها إليه، فأخذها الرجل ولحقه، وأقبل بجكم يقول. ما أظنه يقبلها، فلما عاد الغلام ويده فارغة قال بجكم: أخذها؟
قال: نعم.
فقال بجكم بالفارسية: كلنا صيادون ولكن الشباك تختلف. . .
892 - سيرة أردشير
ثمار القلوب في المضاف والمنسوب لأبي منصور الثعالبي:
سيرة أردشير - من حسن سيرته أن له كتاباً في حسن السيرة يضرب المثل به، وتقتبس الملوك من نوادره، فمن نكته قوله:
إذا رغب الملك عن العدل رغبت الرعية عن الطاعة.
لا صلاح للخاصة مع فساد العامة، ولا نظام للدهماء مع دولة الغوغاء.
أوحش الأشياء عند الملوك رأس صار ذنباً وذنب صار رأساً.
لا سلطان إلا برجال، ولا رجال إلا بمال، ولا مال إلا بعمارة، ولا بعمارة إلا بعدل وحسن سياسة.
ومن كلامه: القتل أنفى للقتل. وأجمل منه في معناه قول الله تعالى: ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب.
893 - جعلك من عجائب البحر
أخبار الظراف والمتماجنين لابن الجوزي: قال أبو الحسن السلامي الشاعر: مدح الخالديان سيف الدولة بن حمدان بقصيدة أولها:
تصد ودارها صدد ... وتوعده ولا تعد
وقد قتلته ظالمة ... فلا عقل ولا قود
وقال فيها في مدحه:
فوجه كله قمر ... وسائر جسمه أسد
فأعجب بها سيف الدولة، واستحسن هذا البيت، وجعل يردده، فدخل عليه الشيظمي الشاعر فقال له: اسمع هذا البيت وأنشده، فقال الشيظمي: احمد ربك فقد جعلك من عجائب البحر
894 - راحة الجسم والنفس والقلب واللسان
عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة:
من كلام ثابت بن قرة: راحة الجسم في قلة الطعام، وراحة النفس في قلة الآثام، وراحة القلب في قلة الاهتمام، وراحة اللسان في قلة الكلام. . .