الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 71/من تراثنا العلمي

مجلة الرسالة/العدد 71/من تراثنا العلمي

بتاريخ: 12 - 11 - 1934


فضائل مصر لابن زولاق

وصف وتلخيص لنسخة مخطوطة

للأستاذ علي الطنطاوي

قال مؤرخ مصر الأستاذ عنان في كتابه مصر الإسلامية إن لابن زولاق كتاباً يسمى فضائل مصر، وقد يسمى أخبار مصر، وإن بعض المؤرخين نقلوا عنه وقد رأيت نسخة من هذا الكتاب في المكتبة العربية العامرة في دمشق أطلعني عليها صديقي الأديب الأستاذ أحمد عبيد وهاك وصفها:

مخطوط يقع في (63) من القطع المتوسط، في كل صفحة (25) سطراً، وهو مكتوب بخط قريب من النسخ، وليس فيه ما يدل على تاريخ نسخه، وإنما يوجد في آخره هذه العبارة:

(طالعت هذا الكتاب المسمى بفضايل مصر وصفاتها للشيخ ابن ذولاق الليثي رحمة الله عليه وعلى كاتب هذه الحروف ومالك هذا الكتاب الحاج إبراهيم الشكوري الطرابلسي والمسلمين. تحريراً بأواخر شهر ذي الحجة في سنة 1115 ألف ومائة وخمسة عشر)

أما صفحة العنوان ففيها اسم الكتاب:

(كتاب فضايل مصر وصفاتها لابن ذولاق الليثي رحمه الله آمين) وفيها أسماء الذين ملكوا الكتاب، بعضها ظاهر، وبعضها غير ظاهر، وهي مكتوبة متباينة:

السيد هاشم باكييكج.

الحمد الله. ملكه أفقر الورى أحمد الرشيدي الشافعي الأزهري.

فقير عفو ربه الغني عمر العمري.

الفقير محمد العمري سنة 209.

الفقير محمد سعدي العمري.

وجاء في أول الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين على القوم الكافرين. الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى.

1 - قال أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن الحسين بن الحسن ابن علي بن خالد - راشد ب عبيد الله سليمان بن ذولاق الليثي:

هذا كتاب جمعت فيه من جملة من أخبار مصر وفضايلها وصفتها، اختصرته من كتابي الكبير في (تاريخ مصر وأخبارها) ولم أذكر في هذا الكتاب إسناد الخبر ليقرب على من أراده، وبالله التوفيق.

فأول ما أبتدئ من ذلك، أن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه، ذكر مصر في ثمانية وعشرين وصفاً في القرآن (وعدد الآيات التي فيها ذكر مصر، أو فيها إيماء إليها، وذكر ما قاله العلماء فيها)

2 - باب ما روي عن رسول الله (ﷺ):

ستفتح عليكم بعدي مصر، فاستوصوا بقبطها خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً. (وسرد كثيراً من الأحاديث التي تدل على فضل مصر وأهلها، ولكنه أوردها مجردة من الأسانيد، ولم يذكر درجتها ومخرجيها).

3 - ذكر دعاء الأنبياء عليهم السلام لمصر.

4 - ذكر وصايا العلماء لمصر ودعاؤهم لها:

قال سعيد بن أبي هلال: اسم مصر في الكتب السالفة أم البلاد. وقال عبد الله بن عمرو: أهل مصر أكرم الأعاجم، وأسمحهم يداً، وأفضلهم عنصراً، وأقربهم رحماً بالعرب عامة، وبقريش خاصة (وذكر مثل ذلك عن آخرين).

5 - ذكر من ولد بمصر من الأنبياء، ومن كان بها منهم.

6 - من كان فيها من الصديقين والصديقات:

(ذكر مؤمن آل فرعون وآسية امرأة فرعون، وأم إسحاق ومريم ابنة عمران، وماشطة بنت فرعون، وأن إبراهيم تسري بهاجر أم إسماعيل، وتزوج يوسف بنت صاحب عين شمس. وذكر مارية القبطية الخ. . . .)

7 - وأن مصر بلد الحكمة والعلم ومنها خرج الحكماء الذين عمروا الدنيا بكلامهم وحكمتهم وتدبيرهم، فمنهم ذو القرنين وهو الإسكندر (وذكر القرية التي هو منها وذكره في القرآن وأنه به سميت الإسكندرية، وأنه بنى إسكندرية أخرى ببلاد الخزر وثالثة ببلاد الروم الخ. .) ومن مصر جماعة الحكماء، هرمس وهو المثلث بالنعمة، نبي وحكيم وملك (وعد فيمن خرج منها طائفة كبيرة من الفلاسفة والحكماء ثم قال) فهؤلاء حكماء الأرض وعلماؤها الذين ورثوا الحكم، من مصر خرجوا، وبها ولدوا الخ، وكانت مصر يسير إليها في الزمن الأول طلبة العلم الخ. وبمصر من العلوم التي عمرت بها الدنيا علم الطب اليوناني الخ. .

8 - ذكر من ملك مصر من الطوفان إلى أن فتحت بالإسلام:

ملك مصر ثلاثة وخمسون ملكاً، أولهم مصر بن نيصر بن حام بن نوح. وآخرهم هرقل الرومي وكسرى الفارسي، منهم أربعة وثلاثون فرعوناً، ممن طغى وتكبر وادعى الآلهية، ومنهم من عمر أربعمائة سنة وأقل وأكثر، ولم يكن أعتى ولا أشد من فرعون موسى، ولم يكن من أولاد الملوك، وإنما أخذ مصر بحيلة (وذكر هذه الحيلة، ثم جاء بأخبار طويلة عنه وعن بختنصر، ولم يسم إلا قليلاً من سائر الفراعين).

9 - ذكر من ملك مصر في الإسلام من الولاة منذ فتحها عمرو بن العاص في سنة عشرين من الهجرة إلى سلخ شعبان سنة اثنين وستين وثلاثمائة (واثني عشر).

أولهم عمرو بن العاص وآخرهم جوهر، منهم أربعة عشر من بني هاشم، وعشرة من قريش، واثنان من الأنصار، وسبعة وثلاثون من سائر العرب، واثنان وأربعون من الموالي، إلى أن دخلها المعز لدين الله أبو تميم - بن إسماعيل المنصور بن محمد القائم ابن عبد المهدي، وصارت مصر دار خلافة بعد أن كانت دار إمارة، وقد عملت في ذلك كتاباً.

10 - ذكر من دخل مصر من الخلفاء قبل المعز (عد فيمن دخل منهم ابن الزبير في الجيش الذي فتح المغرب أيام عثمان، ومعاوية بلغ إلى عين شمس ولم يدخلها، ومروان بن الحكم وابنه عبد الملك وعمر بن عبد العزيز الخ. . .).

11 - ذكر علماء الخراج بمصر، وذكر قضاتها:

ولي بمصر من عمال الخراج منذ فتحها المسلمون إلى سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة، واحد وعشرون، منهم من جمع لهم الحرب والخراج، ومنهم من انفرد بالخراج (وعدّ طائفة منهم ثم قال:) وقد شرحت ذكرهم في التاريخ.

وأما قضاتها منذ فتحها إلى سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة فهم واحد وستون قاضياً، أولهم قيس بن أبي العاص وآخرهم علي بن النعمان، فمنهم من أقام خمساً وعشرين سنة مثل بكار بن قتيبة، ومنهم من بلغ عشرين سنة أو أقل من ذلك، وأقل من وليها يحيى بن أكثم، ولي ثلاثة أيام والمأمون بمصر، ثم صرفه وسيره معه إلى الثغر.

12 - ذكر من دخل مصر من أصحاب رسول الله ﷺ ومن توفي بها منهم.

13 - ذكر من كان بمصر من عيون العلماء والرواة وطبقاتهم: يزيد بن أبي حبيب، وعمر بن الحارث، والليث ابن سعد والمفضل بن فضالة، وعبد الله بن وهب، وأشهب بن عبد العزيز الخ. . . وسكن بمصر محمد بن إدريس الشافعي الخ. . وكان بمصر جماعة بعد هؤلاء: أيوب بن سليمان الفارضي، ويوسف بن يحيى البويطي، وأحمد بن صالح، وإسماعيل بن يحيى الُمزَني الخ. . . وكل هؤلاء مُفْتٍ، ومنهم من يفتي في علوم، وقد سارت مؤلفاتهم.

وكان بمصر من المحدثين المسندين: حرملة بن يحيى وعيسى بن حماد ويونس بن عبد الأعلى الخ. . والحسن بن علي بن زولاق جد أبي، وجماعة سوى هؤلاء. . وكان بعد هؤلاء جماعة منهم محمد ابن زمان وإسماعيل بن داود الخ. . .

وكان بمصر من الفراض المؤلفين: أيوب بن سليمان والحسن ابن محمد الخ. . وكان بمصر من عيون حفاظ الحديث محمد بن أحمد بن عبد الحميد الخ. .

وكان بمصر من رواة الحديث والأخبار والفقه: سعيد بن عفير وسعيد بن أبي مريم الخ. . وبعد هؤلاء الحسن بن علي بن زولاق جد أبي، ويحيى بن عثمان الخ. . وبعد هؤلاء علي بن حسن بن قديد الخ. .

وكان بمصر من عيون النحويين عبد الملك بن هشام، ومحمود النحوي الخ. . .

وكان بمصر من عيون الشعراء الخ. . ونصيب وجميل وبها توفي. والأخوص وابن قيس الرقيات وأبو نؤاس الخ. . وجعفر ابن حدار ويوسف بن المغيرة والحسن بن عبد السلام وإسماعيل ابن أبي هاشم ومحمد بن الحسن الخ. .

وكان بمصر من المتكلمين حفص المقري وإسماعيل بن يحيى الخ.

وكان بمصر من النساب هانئ بن المنذر ومحمد بن أحمد الحداد الخ.

وكان بها من الزهاد وأصحاب الوعاظ سليمان بن. . . (وعد جماعة).

14 - ذكر عيون أشراف مصر ومن دخلها من آل أبي طالب وأول من دخل منهم: قال: كانت مصر دار تشيع منذ أيام محمد بن أبي بكر، وهرب من مصر جماعة من شيعته - عند دخول مروان بن الحكم إليها وما صنعه بأصحاب مسجد الأقدام - وكان أهل مصر لا يؤولون في فتاويهم إلا بما يرد جواب جعفر الصادق رضي الله عنه.

وسافر إلى مصر جماعة من العلوية، وكان أول علوي دخل مصر علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ودخل يدعو إلى بيعة أبيه وعمه، فسعى به إلى حميد بن قحطبة أمير مصر، فراسله سراً إشفاقاً عليه الخ. . وتوفي علي بن محمد بريف مصر الخ. . ثم دخلها إسحاق بن جعفر بن محمد الخ. . ومعه زوجته نفيسة بنت زيد وتوفيت بمصر فأراد حملها إلى المدينة فسأله أهل مصر دفنها بمصر، واتخذوا قبرها مشهداً وهو باق إلى اليوم معروف. ثم دخلها محمد بن جعفر الخ. . وكلثوم صاحبة القبر المشهور ابنته (وذكر سائر من دخلها منهم وأخبارهم ووفاتهم في فصل طويل).

15 - ذكر من حدّث بمصر من ولد أبي طالب (عدّ أسماء جماعة منهم ثم قال) ولو شرعت في شرحهم لخرج الكتاب عن فنه.

16 - ذكر من عدّل بمصر من العلويين وقبل القضاة شهادتهم.

17 - ذكر من كان بمصر من وجوه العباسيين.

18 - ذكر التشيع بمصر والبيوتات المتشيعة:

قال يزيد بن أبي حبيب فقيه مصر: أقلبت أهل مصر عن التشيع إلا جماعة: يعني بيت بني لهيعة وبني نباته، وكان أهل مصر يكتبون بمسائلهم إلى جعفر الصادق رضي الله عنه ولا يعدلون عن فتياه، ولما قدم عليهم إسحاق بن جعفر حفوا به كالكعبة، ولما توفيت زوجته نفيسة الخ. .

وأما البيوتات المعروفة بمصر بالتشيع المكشوف قديماً فمنها: عبيد الله بن لهيعة وعباس بن لهيعة، وكان الليث بن سعد فقيه مصر لما أحرقت دار عبيد الله بن لهيعة أرسل إليه الليث بألف دينار وقال استعن بهذه واعفنا من فضائل علي بن أبي طالب، فأخذها عبيد الله وأنفذ إليه حديثاً من فضائل علي ليغيظ به الليث!.

ومنها بيت الحَسَنِ بن علي بن زولاق جد أبي. بيت علم ونسك وفقه ورواية، وإنما احتمل له التشيع له لفقهه وإتقانه وتفقهه في الرواية، وكان مقبول الشهادة منذ سنة عشرين ومائتين إلى أن توفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وكان عليه قولاً لا يملي حديثاً أو يبتدئ بفضائل علي رضي الله عنه.

وكان بعده ابنه الحسين جدي، وابن ابنه إبراهيم والدي رحمه الله. ومنهم. . (وعد طائفة منهم).

19 - ذكر من كان بمصر من عيون الفرسان.

20 - ومصر فرضة الدنيا. . وكذلك ساحلها بالقلزم ينقل إلى الحرمين والى جدة والى عمان والى الهند والى الصين وصنعاء وعدن والسند وجزائر البحر.

ومن جهة دمياط والغرما، فرضة بلد الروم وأقاصي الإفرنجة وقبرص وسائر سواحل الشام إلى حدود العراق.

ومن جهة الإسكندرية فرضة أقربطش وصقلية وبلد الروم والمغرب وبلد البربر والحبشة والحجاز واليمن.

وأما ما فيها من ثغور الرباط، فمن ذلك رباط البرلس ورباط رشيد ورباط الإسكندرية ورباط ذات الحمام الخ. . وما ينضاف إلى هذه الثغور وجهاتها الخ.

وكانت برقة وطرابلس من ثغور مصر إلى أن خرجت منها في سنة ثلاثمائة فأضيفت إلى رباط المغرب.

21 - وأما المساجد الشريفة (فعد منها كثيراً ثم قال) وبمصر مساجد الصحابة سوى ما ذكرناه. . . عدتها مائتين ثلاثة وثمانين مسجداً (؟) كانوا يبنونها بالآجر الأحمر ويبنون منازلهم باللبن وأكثرها باق إلى اليوم. منها. . (وعد طائفة منها، ثم قال) هذه مساجد الخطط التي بناها أصحاب رسول الله (ص) سوى ما حدث بعدهم وبعد استقرار الخطط الخ. . وبالقرافة ونواحيها مساجد منها: مسجد الإجابة، ومسجد الكرب، وبها دار الأبرار.

22 - وبمصر من البقاع الشريفة:

(عد ما شاء ثم قال:) ولولا أني اشترطت الاختصاروأن أذكر عيون كل من الأخبار لأطلت كتابي هذا.

للبحث بقية

علي الطنطاوي