مجلة الرسالة/العدد 709/البريد الأدبي
→ من هنا ومن هناك | مجلة الرسالة - العدد 709 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
الكتب ← |
بتاريخ: 03 - 02 - 1947 |
تقدير كريم لكتاب الرسالة الخالدة:
بعث سعادة الامين العام لرئاسة الجمهورية السورية الكتاب التالي:
الى مقام رئاسة مجلس الوزراء:
ظهر كتاب الرسالة الخالدة من تأليف المفكر العربي الغني عن التعريف عبد الرحمن عزام باشا (الرسالة الخالدة) وقد اطلع فخامة الرئيس على هذا السفر الجليل فالفاه طافحاً بالايمان القومي حافلاً بالفكرة الروحية التي قام عليها مجد الآباء والتي يهمنا ان تنتظم نفوس شبيبتنا في عصر طغت فيه المادة وضعف فيه الرادع الخلقي.
وان فخامة الرئيس يرغب إلى مقامكم ان تأمروا بان تقتني دور الكتب الحكومية والبلدية هذا السفر الجليل وان توصي المعاهد طلابها بمطالعته حرصاً على ان يعم الانتفاع به من الشبيبة والقراء، ولكم خالص الاحترام.
دمشق في: (1 ربيع الاول سنة 1366 - 23 كانون الثاني
سنة 1947)
الامين العام لرئاسة الجمهورية
انسى الازهر المراغي؟
انسى الازهر المراغي فلا يؤبنه بحفل، ولا يشيد به في جمع، ولا يخلده بمنشأة، ولا يذكره في مناسبة، وقد اخذ بيده هرماً، تحامل عليه الداء، واستبد به المرض؟. . .
لقد كان المراغي عالماً من طراز نادر، يجود به الزمان على قلة وبعد،. . . تعدى تفكيره سور الازهر وجوانب الدرس، وتخطى فهمه مماحكات العلماء ومجادلات القدامى، إلى ما يلائم تطور الزمن، ويساير تقدم الجماعة، ويتفق وطبائع البيئة، مستمداً من روح الإسلام السمحة، ومرونته العجيبة، قوانين توائم بين العلم والدين، وتؤاخي بين الفلسفة والشريعة، واحكاما تنير للناس ما غمض من قضايا، أو خفي من آياته. . . فلما توفاه الله إليه، كان اسوأ الناس ظناً بالعلماء ووفائهم، يؤمن بأن حفلة تأبينيه ستقام على الاكثر في يوم ذكرى الاربعين، وانها لن تكون بالمعنى الذي تواضع عليه الناس، انما تكون مهرجاناً دينياً يردون فيه إلى الرجل بعض ما اسدى إليهم من المعروف، وان فيضا من تخليده وتقديره سيتبع الذكرى، ولكن - وا اسفاه - مات المراغي، فلم يقم له حفل، ولم يذكره عالم، ولم يخلد له اثر!
من كان يظن ان رجلاً اقام جامعة، واحيا منصباً، وفتح بيوتاً، وهذب نفوساً، وصقل ارواحاً، وهز السياسة كما هز الاعواد المنابر، مات ومر على موته عام وبضع عام، ومع هذا فقد ضن عليه مريدوه، واصدقائه وخلصائه، وزملائه واخوانه، والذين نفعهم في الشدائد، بحفلة ولو متواضعة، في حي الازهر العتيق!. . .
والعجيب، ان الذين احسن إليهم المراغي في حياته، فبوأهم المناصب، وبلغهم المراتب، وصنعهم رجالاً. هم في طليعة محاربيه والداعين إلى نسيانه، واهالة التراب على ذكراه؟!.
عفاء على الوفاء عفاء. .!!
الطاهر أحمد مكي
حول (قطربل):
في العراق كثير من الاثار الجليلة لكثير من البلدان والقرى تحدثنا عنها كتب التاريخ والأدب باسهاب. . . منها ما طمست معالمها فلم تعد تظهر الا كتلول ومرتفعات. وما اكثرها في فيافي بين النهرين. . . ومنها ما لايزال ماثلاً للاعيان ينتظر جهود العلماء والباحثين ففي تظافرهم ما يسد هذه الثلمة المزرية في تاريخنا المجيد.
وقطربل واحدة من القرى ببغداد حدثنا عنها الأستاذ شكري محمود أحمد في العدد 704 من الرسالة الغراء حديثاً ادبياً ممتعاً. وقد ابدع في وصف جمالها الضاحك ومناظرها الفاتنة ما شاء له الابداع. ولكن شيئا واحدا لفت نظري في حديثه وهو قوله عنها: (قرية بين بغداد وعكبرا). فهذا القول لا يتفق والحقيقة وقد قاله قبل هذا ياقوت الحموي في معجم البلدان وعليه اعتمد الأستاذ كما اعتقد. . . وقد صحح ابن عبد الحق الحنبلي هذا الغلط الثابت واشار إليه في كتابه مراصد الاطلاع بقوله (قطربل. . . قرية. قال بين بغداد وعكبرا: قلتبين بغداد والمزرفة لأن عكبرا في الجانب الشرقي وهي في الغربي وبينهما فراسخ.
واليها ينسب الطسوج التي هي فيه فيقال طسوج قطربل. . . وما فوقه الصراة من اسافل سقي دجيل فهو من طسوج قطربل. . .)
وبعد فلقطربل ذكر حميد في مختلف كتب التاريخ ولعل الأستاذ ان يعود إلى الحديث عنها باسهاب. وبذلك يسدي إلى التاريخ خدمة جلى تذكر فتشكر.
الكاظمية - العراق
محمد موسى الموسوي
1 - في اللغة:
اشاع بعضهم استعمال مثل: (جميل وجميل جداً) باقحام حرف العطف في التأكيد اللفظي.
وإذا عذر في تقليده الناشئون فلن يعذر الراسخون كالجارم والمدني.
قال الأستاذ الجارم في مقالته الخامسة في المعارضات في الشعر العربي المنشورة بعدد يناير 1947 من مجلة الكتاب الغراء:
(وغير هؤلاء كثيرون وكثيرون) أي كثيرون جداً. والوجه ان يقال: كثيرون كثيرون بلاعطف.
وقال الأستاذ محمد المدني في صفحة 18 من العدد الممتاز من الرسالة الغراء (6 يناير 47):
(إلى حد بعيد وبعيد جداً) والوجه: بعيد بعيد جداً، أو بعيد جداً بعيد - ان اراد -
2 - حاشرة (زنزانة):
وضع الأستاذ علي الطنطاوي في مقالة بعدد الرسالة الاخيركلمة حجيرة لزنزانة. والأستاذ الطنطاوي موفق فيما يضع من أسماء لمسميات لم تكن.
وقد كنت سميت الزنزانة باسم (حاشرة) واظن أنه أدل على المعنى من حجيرة الذي لا يفيد سوى التصغير.
ولعل الأستاذ والسادة الأدباء يوافقون على ذلك فيستعملونه.
فلسطيني