مجلة الرسالة/العدد 701/من (لزوميات مخيمر)
→ غرام الكهولة. . . | مجلة الرسالة - العدد 701 من (لزوميات مخيمر) [[مؤلف:|]] |
البريد الأدبي ← |
بتاريخ: 09 - 12 - 1946 |
للأستاذ أحمد مخيمر
(إلي أصدقائي الشعراء: عبد الرحمن الخمسي، وعبد العليم
عيسى، والعلائي. . .)
غنوة. . .
سألتكِ هل تدرين أنكِ غنوةٌ ... تغنّت بها الآزالُ، فالتفت الدهر
وعشتِ زماناً في ذَراها صغيرةً ... ومهدكِ ينمو حوله العشب والزهرُ
وقد كان مثواكِ المغاورُ والربا ... ومعلبكِ الغاب المظلل، والنهرُ
فلم تعلمي إذ ذاكِ أنك رغبةٌ ... وأشواق روح في جوانحها بهرُ
وأنَّ الليالي أسرعت بكِ دونها ... فكم صرعت شهراً ليتبعه شهرُ
فمن أجلكِ انسابت على الأفق شمسها ... ورفَّتْ على الظلماءِ أنجمها الزهرُ. . .
منارة الحب. . .
خبَّ بنا يا ليلَ ركبُ الهوى ... في جسد من شوقه ناحلِ
لغايةٍ لم يدر ما سرها ... من لم يكنْ يا ليلَ بالراحل
منارةٌ أنتِ ليمّ الهوى ... أقامها الشوق على الساحل
كأنما في خلدي نورها ... غمامةٌ في بلدٍ قاحل. . .
لقيا. . .
سروري بلقياك سلوانيهْ ... فلا تبعدي الخطو يا غانيهْ
لئن صح ما زعم الزاعمون ... فويلٌ لأيامنا العانيه
ويا أسفا إن طوتكِ المنونْ ... فرحتِ، ويا طول أحزانيه
سيخرس بعدكِ هذا اللسان، ... وتُطْبَقُ بعدكِ أجفانيه
فما أبتغي نعمةً لا تدوم، ... وما أشتهي لذةً فانيه
وكيف؟ وهذا المحيا الجميل ... وقد رفَّ مبعث إيمانيه أرى في سناء الوجود الرحيب ... وأكشف أعماق وجدانيه
وأوقن أن رحاب السماء ... إذا ما دنا أصبحت دانيه
ويبعث بي فرحة بالبقاء ... تبدّد شكّي وأشجانيه
فيا قبسَ الخالد لا تبعدي ... فأنتِ على الأرض سلوانيه
ظمئتُ لينبوع تلك الشفاه ... فهاتيَ لي القبلة الثانية
كأني بها قطرة من ندى ... ترفّ على وردة قانيه
إذا نلتها خلتُ أني إله ... أصرّف بالعزم أكوانيه
ويا ملكا غادياً بالحنان ... تمرَّدَ في الصدر شيطانيه
أنازعه جاهداً أن يقرّ ... ويستمرئ الدهر عصيانيه
تعاليْ إلى روضتي في الخيال ... فأسقيك من دماء غدرانيه
وأطمعكِ الثمر المشتهى ... تدلَّى بأطراف أغصانيه
نما، وحلا، وغدا في الغصو ... ن يرتقب الأيدي الجانيه
تخالينه في حوافي الظلال ... كواكب مشرقةً دانيه
ويا فرحاً في ضمير الزمان ... بدا بعد لأي فأغرانبيه
وكنتُ ذكرتُ شقاء الوجود ... فلما بدا ليَ أنسانيه
وزين لي كل شيء أراه، ... وجمَّل بالنور أزمانيه
وأفعم بالحب رحب الفضاء ... فقد خلته مهجة حانيه
لأمرٍ أنرتِ ظلام الحياة ... فأبصرت الأعين الرانيه
وجَلَّيْت لي خطرات الوجود ... وما كنَّ قبلكِ من شانيه