مجلة الرسالة/العدد 698/البريد الأدبي
→ وفاء الشعراء. . . | مجلة الرسالة - العدد 698 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 18 - 11 - 1946 |
قارئ منى، في إرشاد الأديب:
1 - إلى السيد محمد حسين إسماعيل في البصرة:
قصة (القارئ) - يا أيها الفاضل الأديب - حق، وهل يمنع من صحتها مانع؟ وهذا الشاعر إنما شعر في الذي كان واشتهر، والأبيات رواها الخطيب في (تاريخ بغداد) - ج2ص237 - ولم يشر إلى حكاية، لم يزد عن الرواية، والشعر يشرح نفسه، ولم اعثر في مصنف طالعته على حديث ذاك القارئ، (ومن هوى الصدق في قولي وعادته)، صددت عن البناء عن الرجم، فمن يعرف من أهل الفضل ما غلب عنا فيشركنا - غير مأمور - فيما استفاد مشكورا. وغير ضائر - ونحن في التكلم على قاري منى - أن أروي مقال ياقوت في (منى) كيما يجئ في هذه الخرفشة أو الخربشة شيء مفيد. قال صاحب (معجم البلدان):
(منى بالكسر والتنوين. . . بليدة على فرسخ من مكة، طولها ميلان، تعمر أيام الموسم، وتخلو بقية السنة إلا ممن يحفظها. وقل أن يكون في الإسلام بلد مذكور إلا ولأهله بمنى مضرب. وعلى راس منى من نحو مكة عقبة ترمي عليها الجمرة يوم النحر، ومنى شعبان بينهما أزقة، والمسجد في الشارع الايمن، ومسجد الكبش بقرب العقبة، وبها مصانع وآبار وخانات وحوانيت، وهي بين جبلين مطلين عليها. وكان أبو الحسن الكرخي يحتج بجوار الجمعة بها لأنها ومكة كمصر واحد. فلما حج أبو بكر الجصاص ورأى بعد ما بينهما استضعف هذه العلة، وقال: هذه مصر من أمصار المسلمين تعمر وقتا. وتخلو وقتا، وخلوها لا يخرجها عن حد الأمصار، وعلى هذه العلة يعتمد أبو الحسن القزويني، قال البشاري: وسألني يوما كم يسكنها وسط السنة من الناس؟ قلت: عشرون إلى ثلاثين رجلا، وقلما تجد مضربا إلا وفيه امرأة تحفظه، فقال: صدق أبو بكر فيما علل. وقد ذكر منى الشعراء، قال العرجي:
نلبث حولا كاملا مله ... ما نلتقي إلا على منهج
الحج إن حجت وماذا منى ... وأهله إن هي لم تحجج؟)
قلت: تلكم (منى) بالأمس، فكيف اليوم حالها؟
2 - إلى السيد عدنان أسعد في الزيتون: لا ريب في أن اصل الأدب (والأدب من ذي الغيبة) هو (والأوب من ذي الغيبة) والدليل على ما ذهبت إليه أنت - أيها الفاضل الأديب - قريب وإن تباعد مني؛ فإن الناسخ القديم البارع (سامحه الله) أستبدل بالواو دالا ثم جاء الطابع فطبع. وأما بيت امرئ القيس فلا يظاهرك لكن قد يشايعني، وقول (الملك الضليل) هو الذي ضلل. . . وقوي (الغنم) عندي، فهو لم ير الإياب بل رضي من الغنيمة بالاياب، ولم تكن حاله كما قال في هذه البائية:
ألم أمض المطي بكل خرق ... أمق الطول يلماع السراب
وأركب في اللهام المجر حتى ... أنال مآكل القحم الرغاب
وقد طوفت في الآفاق حتى ... رضيت من الغنيمة بالإياب
لم تكن حاله كما قال و (لم يركب الأهوال إلا لينال الآمال) فلما اخفق رضى من الغنيمة بالإياب. وكأن الغائب الآئب غير غانم أو رابح أو ناجح أو مستفيد لا تتم غبطته الأهل به. والأوبة البحت أو البحتة المجردة التي تسر العائد والمنتظر إنما هي أوبة الجندي من المعركة، من ميدان الحرب. . . (ومن نجا برأسه فقد ربح) - كما قال الشاعر في صفين - أو عودة الحبيبة - كما يقول العارفون - عند المحب وعندها. والسلام.
محمد إسعاف النشاشيبي
جواب:
كتب مجهول باسم مستعار لا وجود لصاحبه، يعلمنا أصول النقد وقواعده. . . ونحن نجاهد هؤلاء الإباحيين بأقلامنا جهادا، نرجو عليه ثواب المجاهدين، ولسنا ننقدهم نقدا. ثم إن النقد نحن أربابه، ونحن ألفنا فيه لنعلم الناس قواعده، وندلهم على أصوله، وما أنت منه يا هذا في قليل ولا كثير، فانصرف رحمك الله إلى ما تفهم، ودع النقد لأهله، ولولا إنك كتبت في (الرسالة)، لكان جوابك مني جواب الذي نبحني في آخر دقيقة وطن في أذني من شاطئ الفرات، و (سلاما)!
(دمشق)
علي الطنطاوي
رأي غريب لأديب: لبعض القراء تعليقات على ما يقرءون، ولكن بعض الناس يرون من الغرابة أن تتبع القارئات المقالات الأدبية بشغف واهتمام، ويجدون ذلك دليلا على فقر صاحبته من الجمال، لان الجمال في رأيهم يغنيها عن هذا التتبع. هذا رأي أديب كتبه له أحد محرري مجلة الأسبوع، وهو رأي كما ترون غريب. فما العلاقة بين الأدب والجمال؟! وهل إذا دققت المرأة فيما تقرا وتذوقته عد ذلك دليلا على إنها ليست على جانب من الجمال تشتغل به؟!
غريب جدا هذا الرأي في الوقت الذي نشكو فيه من أمية القراء ونطلب الثقافة للجميع، واغرب منه أن يكون من أديب يفهم قيمة الأدب ويعرف مقدار الثقافة!
فما رأي الأدباء في رأي الأديب وفي نعيه على المرأة قراءتها للمجلات الأدبية؛ ثم ما رأي أديب مجلة الأسبوع فيما يريد أن تقرأه المرأة وما ينبغي لها أن تكون؟ أفتونا أفادكم الله فانه يخيل إلى إننا لا زلنا في ظلمات!
(قارئة بالمنصورة)
من الأمانة في العلم:
نشر الأستاذ المنجد (دور القران بدمشق) وترجم لأعلامه سوى بضعة رجال قال انه لم يعثر على تراجمهم:
1 - الخضر بن كامل بن سالم بن سبيع الدمشقي السروجي المعبر (لا المقير) توفي في شوال سنة 608 على ما في (شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد) ج5 ص33
2 - أمين الدين أبو الغنائم سالم بن الحسن بن هبة الله الشافعي التغلبي الدمشقي. توفي في جمادى الآخرة سنة 637 عن ستين سنة، ودفن بتربته بقاسيون، وخلف ذرية صالحة أبقت ذكره. ترجم له أيضاً في (شذرات الذهب). ج5 ص184
وهو نجل الحافظ أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصري، المترجم له في (شذرات الذهب) ج4 ص285
3 - أبو مسلم الكاتب محمد بن أحمد على البغدادي. توفي في مصر في ذي القعدة سنة 399ن له ترجمة كذلك في (شذرات الذهب في أخبار من ذهب) ج3 ص 156
4 - محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن عبد العزيز البصروي. ولد ببصري، ثم تحول لدمشق، واشتغل بالعلم حتى بلغ درجة الإفتاء، توفي بدمشق في أواخر سنة 871، ترجم له السخاوي في كتابه (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع) ج7 ص295، وهو مذكور في ترجمة الخضيري (صاحب مدرسة القران المشهورة) من (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع) ج9 ص117
عبد الرحمن محمد عبد الوهاب