مجلة الرسالة/العدد 683/نقل الأديب
→ حكم المفكرين الغربيين علي (محمد) | مجلة الرسالة - العدد 683 نقل الأديب [[مؤلف:|]] |
عينان. . . ← |
بتاريخ: 05 - 08 - 1946 |
للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي
816 - الرضى عن الله والغنى عن الناس
الكامل للمبرد:
كان عبد الله بن يزيد أبو خالد من عقلاء الرجال. قال له عبد الملك يوماً: ما مالك؟
فقال: شيئان لا عيلة على معهما: الرضى عن الله، والغنى عن الناس. فلما نهض من بين يديه قيل له: هلا خبرت بمقدار مالك.
فقال: لم يعد أن يكون قليلاً فيحقروني أو كثيراً فيحسدني.
817 - ولو علي الحجارة
قال زياد في رجل ولي تحصيب جامع البصرة: أثر الإمارة ولو على الحجارة.
818 - مظلوم
لم يخلق الله مسجوناً تسائله ... ما بال سجنك إلا قال: مظلوم
819 - وأحمد فيه معرفة ووزن
حكي إنه كان بالعراق رجلان أحدهما اسمه عمرو والآخر اسمه أحمد فعزل عمرو عن عمله وولى أحمد مكانه بسبب مال وزنه فقال بعض الشعراء في ذلك:
أيا عمر، استعد لغير هذا ... فأحمد في الولاية مطمئن
وكل منكما كفء كريم ... ومنع الصرف فيه كما يظن
فيصدق فيك معرفة وعدل ... وأحمد فيه معرفة ووزن
820 - يعوقني أبوك عنه. . .
تاريخ ابن عساكر.
لما ولى مروان بن الحكم في عمله الأول دخل عليه حويطب فتحدث عنده. فقال له مروان: ماسنك؟ فاخبره. فقال له كبرت ايها الشيخ وتأخر إسلامك حتى سبقك الأحداث.
فقال له: الله المستعان، لقد هممت بالإسلام غير مرة، كل ذلك يعوقني أبوك عنه وينه ويقول: تضيع شرفك ودين آبائك لدين محدث وتصير تابعاً.
فأسكت (والله) مروان وندم على ما كان قال له:
821 - وكل بصاحبه يسخر
ألم تراني أزور الوزير ... فأمدحه ثم أستغفر
فأثنى عليه ويثني عليَّ ... وكل بصاحبه يسخر
822 - المتنبي وكافور
حكي عن المتنبي إنه قال: كنت إذا دخلت على كافور وأنشدته يضحك إلي ويبش في وجهي إلي أن أنشدته:
ولما صار ود الناس خبا ... جزيت على ابتسام بابتسام
وصرت أشك فيمن اصطفيه ... لعلمي أنه بعض الأنام
فما ضحك بعدها في وجهي إلى أن تفرقنا؛ فعجبت من فطنته وذكائه.
823 - قد كدت تسبين فؤاد الحاكم
قدم رجل امرأة حسنة النقيبة إلى القاضي فقال: يعمد أحدكم إلى المرأة الكريمة فيتزوجها ثم يسيء إليها. ففطن الرجل بحال القاضي. فعمد إلى نقابها فأسفره، فرأى القاضي وجهاً وحشاً فحكم القاضي عليها وقال قومي لعنك الله! كلام مظلوم ووجه ظالم
فقال زوجها:
قومي إلى رحلك أم حاتم
قد كدت تسبين فؤاد الحاكم
بنطق مظلوم ووجه ظالم
824 - وليس لي عباءة. . .
لقي رجل صاحباً له فقال له: إني احبك. فقال: كذبت لو كنت صادقاً ما كان لفرسك برقع وليس لي عباءة.
825 - ولكن لترى نظر بعضهم إلى جارية حسناء خرجت يوم عيد في النظارة فقال: هذه لم تخرج لترى ولكن لترى.
826 - كما أطرق على حسن الغناء
في ديوان المعاني:
روى عن محمد الأمين إنه قال: إني لأطرب على حسن الشعر كما أطرب على حسن الغناء.
827 - لماذا أكلت طعام السفن
قال ابن فارس: أنشدني الأستاذ أبو علي محمد بن أحمد بن الفضل لرجل بشيراز يعرف بالهمذاني وهو اليوم حي يرزق، وقد عاب بعض كتابها على حضوره طعاماً مرض منه:
وقيت الردى وصروف العلل ... ولا عرفت قدماك الزلل
شكي المرض المجد لما مرضت ... فلما نهضت سليما ابل
لك الذنب لا عتب إلا عليك ... لماذا أكلت طعام السفل
828 - بيت المتنبي العظيم
أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني:
لا يسلم الشرف من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدم
معنى معقول لم يزل العقلاء يقضون بصحته، ويرى العارفون بالسياسة الأخذ بسنته، وبه جاءت أوامر الله سبحانه، وعليه جرت الأحكام الشرعية والسنن النبوية، وبه استقام لأهل الدين دينهم، وانتفى عنهم أذى من يفتنهم ويضرهم إذ كان موضوع الجبلة على أن لا تخلو الدنيا من الطغاة الماردين، والغواة المعاندين الذين لا يعوزهم الحكمة فتردعهم، ولا يتصورون الرشد فيكفهم النصح ويمنعهم، ولا يحسون بنقائص الغي والضلال، وما في الجور والظلم من الضعة والخبال، فيجدوا لذلك مس ألم يحبسهم على الامر، ويقف بهم عند الزجر، بل كانوا كالبهائم والسباع لا يوجعهم إلا ما يخرق الأبشار من حد الحديد وسطو البأس الشديد. فلو لم تطبع لأمثالهم السيوف، ولم تطلق فيهم الحتوف لما استقام دين ولا دنيا، ولا نال أهل الشرف ما نالوه من الرتب العليا. فلا يطيب الشرب من منهل لم تعف عنه الاقذاء، ولا تقر الروح في بدن لم تدفع عنه الأدواء.
829 - إجازة كلا إجازة
الكشاف للزمخشري:
(إن شجرة الزقوم طعام الأثيم) وهو الفاجر الكثير الآثام. وعن أبى الدرداء إنه كان يقرئ رجلا فكان يقول: طعام اليتيم، فقال: قل: طعام الفاجر يا هذا. وبهذا يستدل على إن إبدال كلمة مكان كلمة جائز إذا كانت مؤدية معناها، ومنه أجاز أبو حنيفة القراءة بالفارسية على شريطة وهي أن يؤدي القارئ المعاني على كمالها من غير أن يخرم منها حرفا، قالوا: وهذه الشريطة تشهد إنها إجازة كلا إجازة لأن في كلام العرب خصوصاً في القرآن الذي هو معجز بفصاحته وغرابة نظمه وأساليبه من لطائف المعاني والأغراض مالا يستقل بأدائه لسان من فارسية وغيرها. وما كان أبو حنيفة (رحمة الله) يحسن الفارسية، فلم يكن ذلك منه عن تحقق وتبصر. وروي على بن الجمد عن أبى يوسف عن أبى حنيفة مثل قول صاحبيه في إنكار القراءة بالفارسية.
830 - الغنيمة الباردة
الفائق للزمخشري: الغنيمة الباردة هي التي تجئ عفواً من غير أن يصطلى دونها بنار الحرب ويباشر حر القتال. وقيل: الثابتة الحاصلة، من برد لي عليه حق. وقيل الهنيئة الطيبة من العيش البارد. والأصل في وقوع البرد عبارة عن الطيب والهناءة أن الهواء والماء لما كان طيبهما ببردهما خصوصاً في بلاد تهامة والحجاز قيل: هواء بارد وماء بارد على سبيل الاستطالة، ثم كثر حتى قيل: عيش بارد وغنيمة باردة، وبرد أمرنا.
831 - فانظر إلى من يقودها
إذا شئت أن تقتاس أمر قبيلة ... وأحلامها فانظر إلى من يقودها
832 - . . . إلى أن تستوفي أجرتك
الإمتاع والمؤانسة لأبى حيان التوحيدي:
حدثنا ابن سيف الرواية قال: رأيت جحظة (البرمكي) قد دعا بناء ليبني له حائطا، فحضر، فلما أمسى اقتضى البناء الأجرة، فتماكسا وذلك إن الرجل طلب عشرين درهما، فقال جحظة: إنما عملت يا هذا نصف يوم وتطلب عشرين درهما! قال: أنت لا تدري أني قد بنيت لك حائطا ليبقى مائة سنة. فبينما هما كذلك وجب الحائط وسقط، فقال جحظة: هذا عملك الحسن؟ قال: فأردت أن يبقى ألف سنة؟ قال: لا، ولكن كان يبقى إلى أن تستوفي أجرتك. . .
833 - الكمثري:
المعرب لموهوب الجواليقي: قال الأصمعي: من الفارسي المعرب (الكمثري) يقال: كمثراة وكمثري منون مشدد، ولم يعرف التخفيف. قال ابو حاتم: وقد يزعمون إنه لا يجوز غير التخفيف، فأنكر ذلك الأصمعي وأنشد:
أكمثرِّي يزيد الحلق ضيقا ... احب إليك أم تين نضيج
قال: الأصمعي: حدثني عقيلي قال: قيل لابن ميادة الكمثري) فلم يعرفه لأنه أعرابي، ثم فكر وقال: مالهم - قاتلهم الله - يقولون ألا كم أثري.
ليست - والله - بأثري ولا كرامة. وإلا كم المرتفعات من الأرض.
834 - يا يزيد بن مزيد
ابن خلكان: رأيت في بعض المجاميع حكاية عن بعضهم إنه قال: كنت مع يزيد مزيد فإذا صائح في الليل (يا يزيد ابن مزيد) فقال: علي بهذا الصائح، فلما جئ به، قال: ما حملك على أن ناديت بهذا الاسم؟ فقال: نفقت دابتي، ونفدت نفقتي وسمعت قول الشاعر:
إذا قيل من للمجد والجود والندى ... فناد بصوت يا يزيد بن مزيد
فلما سمع يزيد مقالته هش له، وقال له: أتعرف يزيد بن مزيد؟ قال: لا والله، قال: أنا هو، وأمر له بفرس ابلق كان معجبا به وبمائة دينار.