مجلة الرسالة/العدد 678/نقل الأديب
→ ظرف الفقهاء | مجلة الرسالة - العدد 678 نقل الأديب [[مؤلف:|]] |
من الأدب الغربي: ← |
بتاريخ: 01 - 07 - 1946 |
للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي
769 - يا رب. . .!
نظر ابن السبابة إلى مبارك التركي على دابة فرفع رأسه إلى السماء وقال: يا رب، هذا حمار، وله ذابة، وأنا إنسان، وليس لي حمار.
770 - لما رضينا ولغضبنا
في الأغاني: أنشد المهدي قول المؤمل:
قتلت شاعر هذا الحي من مضر ... والله يعلم ما ترضى بذا مضر
فضحك وقال: لو علمنا أنها فعلت لما رضينا ولغضبنا وأنكرنا.
771 - وفي جهنم ماء
قال محمد بن مسروق البغدادي: خرجت ليلة في أيام جهالتي وأنا نشوان وكنت أغنى بهذا البيت:
بطور سيناء كرْم ما مررت به ... إلا تعجبت ممن يشرب الماء
فسمعت قائلا يقول:
وفي جهنم ماء ما تجرعه ... خلق فأبقى له في الجوف أمعاء
فكان ذلك سبب توبتي واشتغالي بالعلم والعبادة.
772 - وإن تركته أخذ في الترهات
ذكر أعرابي رجلا بسوء الأدب فقال: إن حدثته سبقك إلى ذلك الحديث، وإن تركته أخذ في الترهات.
773 - قد صحح مذهبكم
قال محمد بن هلال الصابي: خرج قوم من الديلم إلى اقطاعهم فظفروا باللص المعروف بالعراقي فحملوه إلى الوزير المهلبي فتقدم بإحضار أحمد بن محمد القزويني الكاتب وكان ينظر في شرطة بغداد فقال له المهلبي: هذا اللص العيار العراقي الذي عجزتم عن أخذه فخذه واكتب خطك بتسلمه.
فقال السمع والطاعة إلى ما يأمر به الوزير، ولكنك تقول ثلاثة وهذا واحد فكيف أكتب خطى بتسلم ثلاثة.
فقال: يا هذا. هذا العدد صفة لهذا الواحد، فكتب يقول: أحمد بن محمد القزويني الكاتب: تسلمت من حضرة الوزير، اللص العيار العراقي ثلاثة وهم واحد رجل، وكتب بخطه في التاريخ. فضحك الوزير وقال لنصراني هناك: قد صحح القزويني مذهبكم في تسلم هذا اللص.
774 - أسأل الله أن يديم لنا بقاء ك
روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار:
أمر عبد الله بن الزبير لأبي الجهم العدوى بألف درهم فدعا له وشكر فقال: بلغني أن معاوية أمر لك بمائة ألف درهم فسخطتها وقد شكرتني.
فقال أبو الجهم: بأبي أنت! اسأل الله أن يديم لنا بقاءك فأني أخاف عن فقدناك أن يمسخ الناس قردة وخنازير، كان ذلك من معاوية قليلا وهذا منك كثير، فأطرق عبد الله ولم ينطق.
775 - طلبناه في النهار فما وجدناه
دخل اللصوص على أبي بكر الدبابي يطلبون شيئا فرآهم يدورون في البيت.
فقال: يا فتيان. هذا الذي تطلبونه في الليل قد طلبناه في النهار فما وجدناه.
776 - قد سحرتني
الخصائص لابن جني: الأخبار في التلطيف بعذوبة الألفاظ إلى قضاء الحوائج أكثر من يؤتى عليها، إلا ترى إلى قول بعضهم وقد سأل آخر حاجة.
فقال المسئول: إن علي يمينا إلا أفعل هذا.
فقال له السائل: إن كنت (أيدك الله) لم تحلف يمينا قط على أمر فرأيت غيره خيرا منه فكفرت عنها له وأمضيته، فما أحب أن أحنثك، وأن كان ذلك قد كان منك فلا تجعلني أدون الرجلين عندك.
فقال له: قد سحرتني. وقضى حاجته.
777 - جيش بأبي
ضرب الحجاج البعث على المحتلمين ومن أنبت من الصبيان فكانت المرأة تجئ إلى ابنها وقد جرد فتضمنه إليها وتقول: (بأبي) جزعا عليه، فسمى ذلك الجيش (جيش بأبي) وأحضر ابن عبدل فجرد أعرج فأعفى فقال في ذلك:
لعمري لقد جردتني فوجدتني ... كثير العيوب سيئ المتجرد
فأعفيتني لما رأيت زمانتي ... ووفقت مني للقضاء المسدد
778 - لما التقينا مات الكلام
أبو محجن حبيب بن عمرو الثقفي:
لما رأينا خيلا محجلة ... وقوم بغى في جحفل لجب
طرنا إليهم بكل سلهبة ... وكل صافي الأديم كالذهب
وكل عضب، في متنه أثر ... ومشرفي كالملح ذي شطب
لما التقينا مات الكلام ودار ... الموت دور الرحى على القطب
إن حملوا لم نرم مواضعنا ... وإن حملنا جثوا على الركب
779 - فأين الحس
قال دهمان الغلال: مررت ببشار يوما وهو جالس على بابه وحده وليس معه خلق، وبيده مخصرة يلعب بها، وقدامه طبق فيه تفاح وأترج. فلما رأيته وليس عنده أحد تاقت نفسي إلى أن أسرق ما بين يديه، فجئت قليلاً قليلاً وهو كاف حتى مددت يدي لأتناول منه فرفع القضيب فضرب به يدي ضربة كاد يكسرها.
فقلت: قطع الله يدك أنت الآن أعمى؟
فقال: يا أحمق، فأين الحس؟
780 - فهم لذلك مستأهلون
محاضرات الراغب:
قال ابن سيرين: مكتوب في كتاب سوء الأدب: إذا أتيت منزل قوم فلم ترض بما يأكلون، وسألتهم ما لا يجدون، وكلفتهم ما لا يطيقون، وأسمعتهم ما يكرهون، فإن لم يخرجوك فهم لذلك مستأهلون.
781 - ما بقي معه شيء
الفهرست لابن النديم: سعيد بن حميد كاتب شاعر، مترسل عذب الألفاظ مقدم في صناعته، جيد التناول للسرقة، كثير الإغارة. قال أحمد بن أبي طاهر: لو قيل لكلام سعيد وشعره: ارجع إلى أهلك ما بقى له شيء.
الجرجاني:
لو نقضت أشعاره نفضة ... لانتشرت تطلب أصحابها
782 - أنت أسد فاطلب لنفسك لبوة
قال الفضل بن محمد الضبي: حدثنا بعض أصحابنا أن جارية لأمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد ذات ظرف وجمال مرت برجل من بني سعد - وكان شجاعا فارسا - فلما رآها قال: طوبى لمن كان له امرأة مثلك، ثم انه أتبعها رسولا يسألها ألها زوج؟ ويذكره لها؟
فقالت للرسول: ما حرفته؟
فأبلغه قولها. فقال: ارجع إليها فقل لها:
وسائلة ما حرفتي قلت حرفتي ... مقارعة الأبطال في كل شارق
إذا عرضت لي الخيل يوما رأيتني ... أمام رعيل الخيل أحمي حقائقي
وأصبر نفسي حين لاحر صابر ... على ألم البيض الرقاق البوارق
فأنشدها الرسول ما قال. فقالت: ارجع إليه وقل له: أنت أسد فاطلب لنفسك لبوة فلست من نسائك.
783 - عقلنا حين ليس لنا فضول
جعفر المعبدي:
وكان المال يأتينا فكنا ... نبذره وليس لنا عقول
فلما أن تولى المال عنا ... عقلنا حين ليس لنا فضول