مجلة الرسالة/العدد 670/نقل الأديب
→ في كتاب: | مجلة الرسالة - العدد 670 نقل الأديب [[مؤلف:|]] |
الرباط الأسود ← |
بتاريخ: 06 - 05 - 1946 |
للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي
725 - فلما وردا علي لم أعقل ما عملت
في (الأغاني): اصطحب شيخ مع شباب في سفينة في الفرات، ومعهم مغنية، فلما صاروا في بعض الطريق قالوا للشيخ معنا جارية لبعضنا وهي مغنية فأحببنا أن نسمع غناءها فهبناك، فإن أذنت لنا فعلنا، قال: أنا أصعد إلى ظلال السفينة فاصنعوا أنتم ما شئتم، فصعد، وأخذت الجارية عودها فغنت:
حتى إذا الصبح بدا ضوءه ... وغابت الجوزاء والمرزم '
أقبلت - والوطء خفي - كما ... ينساب من مكمنه الأرقم
فطرب الشيخ وصاح، ثم رمى بنفسه بثيابه في الفرات وجعل يغوص ويطفو ويقول: (أنا الأرقم، أنا الأرقم) فألقوا أنفسهم خلفه، فبعد لأي ما استخرجوه، فقالوا له: ما أصابك؟ فقال: دب شيء من قدمي إلى رأسي كدبيب النمل، ونزل في رأسي مثله فلما وردا على قلبي لم أعقل ما عملت.
726 - وفي بيته مثل الغزال المربب
قال المبرد: اتهم سعد بن مصعب بن الزبير بامرأة في ليلة مناحة أو عرس، وكانت تحته ابنة حمزة بن عبد الله بن الزبير، فقال الأحوص (وكان بالمدينة رجل يقال له سعد النار):
ليس بسعد النار من تذكرونه ... ولكن سعد النار سعد بن مصعب
ألم تر أن القوم ليلة جمعهم ... بغوه فألفوه لدى شر مركب
فما يبتغي بالشر لا در دره ... وفي بيته مثل الغزال المريب
727 - ثم لم يرجع إليكم
قال الجاحظ: قال رجل من فقهاء المدينة: من عندنا خرج العلم. فقال ابن شبرمة: نعم ثم لم رجع إليكم.
728 - أصبت
في كتاب الأم للشافعي: أخبرنا عبد المجيد عن ابن جريج قال: أخبرنا عطاء. قال سمعت عبيد الله بن عمير يقول: اجتمعت جماعة فيما حول مكة، فحانت الصلاة، فتقدم رجل من آل أبي السائب أعجمي اللسان، فأخره المسور بن مخرمة وقدم غيره. فبلغ عمر بن الخطاب، فلم يعرفه بشيء حتى جاء المدينة، فلما جاء المدينة عرفه بذلك، فقال المسور: أنظرني يا أمير المؤمنين، إن الرجل كان أعجمي اللسان، وكان في الحج فخشيت أن يسمع بعض الحجاج قراءته فيأخذ بعجمته. فقال: هنالك ذهبت بها؟ فقلت: نعم. فقال: أصبت
729 - وتأخذ الواحد من أمه
يا موت، ما أجفاك من نازل! ... تنزل بالمرء على رغمه
نستلب العذراء من خدرها ... وتأخذ الواحد من أمه
730 - فاقرأ عليهم سورة المائدة
دعي ابن حجاج إلى دعوة مع جماعة فتأخر عنهم الطعام، فقال لصاحب الدعوة:
يا ذاهباً في داره آيبا ... من غير ما معنى ولا فائدة
قد جن أضيافك من جوعهم ... فاقرأ عليهم سورة المائدة!
731 - لا كان دهر يولى على بني الناس مثلك
قال أبو الفداء: غضب أرغون شاه على فرس له قيمة فضربه حتى سقط، ثم قام فضربه حتى سقط، وهكذا مرات حتى عجز عن القيام، فبكى الحاضرون على هذا الفرس فقيل فيه:
عقرت طرفك حتى ... أظهرت للناس عقلك
لا كان دهر يولى ... على بني الناس مثلك
732 - كلام بكلام
مر رجل بآخر فسلم عليه فقال: هلم، فهم الرجل أن يقعد معه، فقال الآكل: رفقاً، أما عرفت هذا ما هو؟
فقال: ما هو؟
قال: علي أن أقول هلم، وعليك أن تقول هنيئاً حتى يكون كلاماً بكلام. فقام الرجل.
فقال: قد أعفيتك من التسليم ومن تكليف الرد فقال: قد أعفيت نفسي إذا من هلم
732 - وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر
نظر شيخ من الأعراب إلى امرأته تتصنع وهي عجوز فقال:
عجوز ترجى أن تكون فتية ... وهل لحب الجنبان واحدودب الظهر
تدس إلى العطار سلعة بيتها ... وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟
وما غرني إلا خضاب بكفها ... وكحل بعينيها وأثوابها الصفر
وجاءوا بها قبل المحاق بليلة ... فكان محاقاً كله ذلك الشهر
733 - ونطقهم عندها بهمس
قال أبو مروان عامر بن غصن:
يا فتية خيرة فدتهم ... من حادثات الزمان نفسي
شربهم الخمر في بكور ... ونطقهم عندها بهمس
أما ترون الشتاء يلقي ... في الأرض بسطا من الدمقس
مقطب عابس ينادي: ... يوم سرور ويوم أنس