الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 665/نقل الأديب

مجلة الرسالة/العدد 665/نقل الأديب

بتاريخ: 01 - 04 - 1946


للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي

683 - قضية خمرية. . .

في (شرح المقامات) للشريشي:

قال أحمد بن ظبيان الحائز: أجمع قوم على شراب لهم فغناهم مغنيهم بشعر حسان:

إنّ التي ناولَتني فرددتُها ... قُتِلت (قُتِلتَ) فهاتها لم تُقتل

كلتاهما حلب العصر فعاطني ... بزجاجة أرخاهما للمِفصلِ

فقال بعضهم: امرأتي طالق أن لم أسأل الليلة عبيد الله بن الحسن القاضي عن علة هذا الشعر لمَ قال: (إن التي) فوحد ثم قال: (كلتاهما) فثنى؟ فأشفقوا على صاحبهم وتركوا ما كانوا عليه، ومضوا يتخطون القبائل حتى انتهوا إلى بني شقرة، وعبيد الله بن الحسن يصلي، فلما فرغ من صلاته قالوا قد جئناك في أمر قد دعتنا إليه ضرورة، وشرحوا له خبرهم، فقال: (إن التي ناولتني فرددتها) عني بها الممزوجة بالماء ثم قال من بعدُ (كلتاهما حلب العصير) يريد الخمر المحتلبَة من العنب والماء المحتلب من السحاب المكني عنها بالمعصرات في قوله تعالى وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا.

648 - وصرت أنسى أنني أنسى

أبن الحجاج البلوي: أنشدني العثماني لبعضهم في النسيان

أفرط نسياني إلى غاية ... لم يدع النسيان لي حسا

فصرت مهما عرضت حاجة ... مهمة ضمنتها الطرسا

وصرت أنسى الطرس في راحتي ... وصرت أنسى أنني أنسى

685 - على يد الإفلاس

قال أبن الهبارية:

يقول أبو سعيد إذ رآني ... عفيفاً منذ عام ما شربت

على يد أي شيخ تبت؟ قل لي ... فقلت: على يد الإفلاس تبت

686 - وإن تركناك فلنفسك قال أبو العيناء: كنا عند أبي دؤاد ومعنا محمود الوراق وجماعة من أهل الأدب والعلم فجاءه رسول إيتاخ فقال: إن الحاجب أبا منصور يقرأ على القاضي السلام ويقول: القاضي يتعنى ويجئ في الأوقات وقد تفاقم الأمر بينه وبين كاتب أمير المؤمنين (يريد أبن الزيات) فصار يضرنا عنده، قصد القاضي. وما أحب أن يتعنى إليَّ لهذا السبب إذ كنت أصل إلى مكافأته.

فقال: أجيبوه عن رسالته. فلم ندر ما نقول ونظر بعضنا إلى بعض فقال: أما عندكم جواب؟

قلنا: القاضي (أعزه الله) أعلم بجوابه منا.

فقال للرسول: إقرأ عليه السلام، وقل له: ما أتيتك متكثراً بك من قلة، ولا متعززاً بك من ذلة، ولا طالباً منك رتبة، ولا شاكياً إليك كربة، ولكنك رجل ساعدك زمان، وحركك سلطان، ولا عِلم يؤلف، ولا أصل يعرف، فإن جئتك فلسلطانك، وإن تركتك فلنفسك. فعجبنا من جوابه.

687 - القدر والطلب

قال الطرطوشي: القدر والطلب كأعمى ومقعد في قرية يحمل الأعمى المقعد ويدل المقعد الأعمى.

688 - نصيحة. . .

قال محمد بن الجهم: من شأن من استغنى عنك ألا يقيم عليك، ومن أحتاج إليك أن لا يزول عنك، فمن حبك لصديقك وضنك بمودته ألا تبذل له ما يغنيه عنك، وأن تتلطف فيما يحوجه إليك، وقد قيل في مثل هذا: أجع كلبك يتبعك، وسمنه يأكلك. فمن أغنى صديقه فقد أعانه على الغدر، وقع أسبابه من الشكر. والمعين على الغدر شريك الغادر كما أن مزين الفجور شريك الفاجر.

689 - انظر إلى وجهك ثم أعشق

جاريةٌ أعجبها حسنُها ... فمثلُها في الناس لم يخلق

خّبرتها أني محبٌّ لها ... فأقبلت تضحك من منطقي

والتفتت نحو فتاة لها ... كالرشأ الوسنان في قرطق قالت لها قولي لهذا الفتى: ... انظر إلى وجهك ثم أعشق

إسماعيل القراطيسي:

وقد أتاني خبر ساءني ... مقالها في السر: واسوأتاه!

أمثل هذا ينبغي وصلنا ... أما يرى ذا وجهه في المراه؟!

690 - فتوى الفتوة

قال الصفدي في شرح اللامية:

أخبرني من لفظة الشيخ العلامة أثير الدين أبو حيان سماعاً من كتابه المسمى مجاني العصر في ترجمة جمال الدين الوراق الكتبي (عرف بالوطواط) أنه كان بينه وبين بعض القضاة مودة فلما تولى ذلك القاضي قضاء الديار المصرية توهم جمال الدين أنه يحسن إليه ويبره، فسأله فلم يجبه إلى شيء من مقصوده. فأستفتى عليه فضلاء الديار المصرية فكتبوا على فتياه بأجوبة مختلفة وصير ذلك كتاباً، وسماه (فتوى الفتوة ومرآة المروة) وقد راحت به نسخة إلى المغرب.

قلت: سألت أنا الشيخ أثير الدين عن ذلك القاضي فيما بيني وبينه فأخبرني أنه شهاب الدين محمد الخولي، وقد وقفت أنا على ذلك الكتاب ونقلته بخطي، وهو في الجزء الثاني عشر من التذكرة والفتيا نثر حسن، وأجوبة الجماعة هل عصره نثر ونظم. ومعنى الفتيا: أيجوز لمن حسنت حاله وارتفعت منزلته ألا يحسن إلى صاحبه ولا يفي له بشيء من دنياه؟

691 - فإن لم نجد عقلاً فماذا تحيف

قال الصاحب في رجل كثير الشرب، بطئ السكر:

يقال لماذا ليس يسكر بعد ما ... توالت عليه من نداماه قرقف

فقلت: سبيل الخمر أن تنقص الحجى ... فإن لم تجد عقلاً فماذا تَحيّف؟

692 - ما يمنعك من ذلك؟

قال رجل لخالد بن صفوان: إني أحبك

قال: وما يمنعك من ذلك ولست لك بجار ولا أخ زلا أبن عم؟ (يريد أن الحسد موكل بالأدنى فالأدنى) 693 - جوابان لسؤالين

سأل إنسان أبن الجوزي فقال: ما لنا نرى الكوز الجديد إذا صب فيه الماء ينش ويخرج منه صوت شكواه؟

فقال: لأنه يشتكي إلى برد الماء ما لاقاه من حر النار.

فقال السائل: فما لنا نراه إذا ملأناه لا يبرد فإذا نقص برد؟

فقال: حتى تعلموا أن الهواء لا يدخل إلا على ناقص