الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 662/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 662/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 662
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 11 - 03 - 1946


إلى الأستاذ محمود محمد شاكر:

سلام عليك. وبعد فقد قرأت ردك علي فاستغربته، فإنك ذكرت الآية الشريفة (والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا) واتخذت منها شاهدا على صحة عبارتك وعلى غلط رأيي فيها. والحق أن هذه الآية دليل على بطلان قولك ودليل على صحة قولي. ففيها عبارة (والسلام علي) معرفة بأل لأنها تشير إلى (سلام عليه) في آية قبلها هي (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا). قال الزمخشري في الكاشف عن هذه العبارة المتصلة بأل: (قيل أدخل لام التعريف لتعرفه بالذكر قبله كقولك: جاءنا رجل فكان من فعل الرجل كذا. والمعنى ذلك السلام الموجه إلى يحيى في المواطن الثلاثة موجه إلى). وإن لم ترض بهذا أيها الأستاذ فانظر إلى تعقب الزمخشري عليه، قال: (والصحيح أن يكون هذا التعريف تعريضاً بالأصل وباللعنة على متهمي مريم وأعدائها من إليهود، وتحقيقه أن اللام للجنس فإذا قال: وجنس السلام على خاصة، فقد عرض بأن ضده عليكم. ونظيره قوله تعالى: والسلام على من اتبع الهدى، ويعني أن العذاب على من كذب وتولى).

وبديهي أيها الأستاذ انك لا تعني بقولك (السلام عليكم) في بدء كتابك الأول تعريضاً بأحد إذ لا حاجة للتعريض.

ولو أعدت النظر في تعقيب الزمخشري لوجدت رداً على شاهدك الآخر في الآية الشريفة: (فأتياه فقولا أنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى).

وبعد أن أظهرت لك الحقيقة بآيتين تناولتهما أنت من القران الكريم للرد علي، أقول:

إنك دللت على صحة عبارتك بالاستشهاد بصحيح البخاري ومسند ابن حنبل، وفاتك أن الحديث لا يستشهد به أهل اللغة والنحو لان كثيراً منه مروي بالمعنى وفي خزانة الأدب للبغدادي أقوال للعلماء كثيرة تؤيد ذلك. قال السيوطي: (فإن غالب الأحاديث مروي بالمعنى، وقد تداولتها الأعاجم والمولدون قبل تدوينها فرووها بما أدت إليه عبارتهم فزادوا ونقصوا وقدموا وأخروا وأبدلوا ألفاظا بألفاظ - ج1ص6).

وقال سفيان الثوري وهو أحد رواة الحديث المعول عليهم (إن قلت لكم إني أحدثكم كم سمعت فلا تصدقوني إنما هو المعنى ج1ص6). وجاء في الكتاب نفسه لأبي حيان يفيد أن أئمة البصريين والكوفيين كالخليل وسيبويه والكسائي والفراء وغيرهم لم يستشهدوا بالحديث، وعلل ذلك بما تقدم من العلل.

وأظنك الآن أيها الأستاذ توافقني على إغلاق باب الاستشهاد بالحديث.

أما أهل القبلة فتشهدهم بعد الصلاة مختلف فيه فمنهم من يقول (سلام عليك. . . . .) ومنهم من يقول (السلام عليك. . .) وحبذا لو أطلعتني على نص يوثق به يشير إلى انهم منذ زمن الرسول (ص) يقولون في التشهد (السلام عليك أيها النبي.).

وأما الأخفش الذي اتخذت منه حجة لقولك فلا يعتمد به لأنك لم تذكر المصدر الذي نقلت عنه.

وحسبك أيها الأستاذ أن تجد القاعدة مختصرة في هذا البيت القديم:

سلام الله يا مطر عليها ... وليس عليك يا مطر السلام

والحق انه لم يكن ينبغي لي أن آتيك بشواهد من آي الذكر الحكيم أو الشعر لأني لست بصدد ذلك.

والمسألة هي أن العرف الجاري بين الكتاب القدامى أن يبدءوا كتبهم بـ (سلام عليك أو عليكم) ويختموها بـ (السلام عليك أو عليكم). وحسبي أن اثبت كلام أبن قتيبة الذي تحاملت عليه في ردك عليَّ، قال: (وتكتب في صدر الكتاب: سلام عليك وفي آخره: السلام عليك، لأن الشيء إذا بدء بذكره كان نكرة فإذا أعدته صار معرفة. وكذا كل شيء نكرة حتى يعرف بما عرف، تقول: مر بنا رجل. ثم تقول: رأيت الرجل قد رجع. وتقول: رأيته قد رجع. فكذلك لما صرت إلى آخر الكتاب وقد جرى في أوله ذكر السلام عرفته انه ذلك السلام المتقدم - أدب الكاتب ص 254).

وحسبي أن أعزز قول ابن قتيبة بالأدلة، فتفضل بالاطلاع على قسم من الكتب للعصر الإسلامي.

كتب الرسول (ص) إلى المقوقس ما يأتي:

(من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط. سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام. . . الخ - فتوح مصر لابن عبد الحكم ص42، والطبري ج3 ص287).

وكتب الرسول (ص) إلى كسرى فارس:

(بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس. سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله. الخ صبح الأعشى ص276) وكتب أبو بكر (ر) للمرتدين:

(بسم الله الرحمن الرحيم. من أبي بكر خليفة رسول الله ﷺ إلى من بلغه كتابي هذا عامة أو خاصة أقام على إسلامه أو رجع عنه. سلام على من اتبع الهدى. . الخ. . الطبري ج3 ص276)

ومعلوم أن هذه الكتب مدونة ويستشهد بها اللغويون والنحاة. .

واعلم يا سيدي أني - كما تقول - (قنعت لك ولنفسي وللناس بالنقل مجردا. . .) والسلام عليك.

بغداد

صبحي البصام

يا ابن أمي:

قرأت في الرسالة المباركة في العدد الأخير: قصيدة للمرحوم أبي القاسم الشابي تحت عنوان (يا ابن أمي) فدهشت لتلك القصيدة العصماء يجيء فيها هذا التعبير الذي تأباه قواعد اللغة.

ذلك أن القاعدة التي ذكرتها كتب اللغة لاستعمال هذا العبارة هي: إذا أضيف المنادي إلى مضاف إلى ياء المتكلم وجب إثبات الياء إلا في ابن أم وابن عم فتحذف الياء منهما وجوبا لكثرة الاستعمال. وتكسر الميم أو تفتح فتقول يا ابن أم ويا ابن عم بفتح الميم وكسرها.

قال الله تعالى (قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي) وقد قرر ابن ما لك هذه القاعدة بقوله:

وفتح أو كسر وحذف اليا استمر ... في يا ابن أم يا ابن عم لا مفر

محمد عبد المقصود هيكل

إلى الأستاذ محمود الحفيف: لاحظت أنكم جريتم في مقاليكم بالعددين الأخيرتين من الرسالة على كتابة كلمتي (بيوريتان) و (البيوريتانية) كما هما. وأرى أنه كان يحسن أن تستخدموا بدلا منهما تعبير (الطهريين) لان هذه ترجمة للكلمة الإنجليزية تؤدي بالضبط المعنى المقصود، فضلا عن أنها سهلة فصيحة لا تعقيد فيها.

فلعلكم ترون رأيي والسلام.

وديع فلسطين

نسبة بيت:

نسب الأستاذ العقاد في مقاله عن (حمام الحرم) هذا البيت:

يسقط الطير حيث يلتقط الح ... (م) ب وتغشى منازل الكرماء

إلى الطائي وهو بالطبع يعني أبا تمام، والمعروف أن البيت لبشار بن برد من قصيدة يمدح بها عقبة بن سلم، ويقول فيها:

إنما لذة الجواد ابن سل ... م في عطاء، ومركب للقاء

وأكبر الظن أن هذا الخطأ في النسبة وقع من استأذنا الكبير سهوا كما هو ظاهر.

محمد احمد عبد