مجلة الرسالة/العدد 661/البريد الأدبي
→ قصة الذرة: | مجلة الرسالة - العدد 661 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
الكتب ← |
بتاريخ: 04 - 03 - 1946 |
إلى معالي دسوقي أباضة باشا:
(كان معاليه في الصدر ممن نالوا رضا المليك فانعم عليهم، وقد كان من نصيب معاليه الوشاح الأكبر من نيشان النيل)
يا سيدي، اقل من ... كما أراك نِلْتَهُ!
ما زانك اليوم الوسا ... مُ. . . إنما قد زنته
صدرك يوحي مجده ... لكلّ ما حمَلْتَهُ
المجد بحر خضته ... ومنهج سلكته
المجد معنى مبهم ... وأنت قد أوضحته
بيت الأباظيين أف ... ق قد رفعت سَمتْه
يألق بالنور من الأق ... مار. . . . لكن زدته
أعزك البيت الكري ... م قدر ما أعززته
فإن اكن جعلته ... منك. . . فقل أنصفته!
من الفراش ذلك الشع ... ر إليك يرسل
ما عاقني عن نظمه ... أني بسقمي مثقل
خلا هواك. . كل شي ... ء في النهى معطل
إن لم اقله. . . إنه ... في خاطري يرتل
إن بك حب صادق ... فالنظم شئ يسهل
يا سيدي. . أنت الذي ... نحبه ونأمل!
فنل علاء دائماً ... وأننا نسجل!
وابق وازدد علا ... أنت بذاك امثل
العوضي الوكيل
إلى من يكتبون باللغة العربية:
من المعلوم أن رقم (100) يكتب (مائة) بزيادة الألف ويلفظ (مئة) وهذه قاعدة قديمة ف اللغة لجأ إليها الناس تحاشيا من الالتباس بين (مئة) و (منه) وذلك حين لم يكن للشكل والأعاجم وجود. قال ابن قتيبة (و (مائة) زادوا فيها ألفا ليفصلوا بينها وبين (منه) إلا ترى انك تقول: (أخذت مائة) و (أخذت منه)؟ فلو لم تكن الألف لالتبس على قارئ).
أما ألان فنحن نستعمل الشكل والإعجام ولم يبق ما يدعو إلى الالتباس في القراءة بين الكلمتين المذكورتين أنفا أو غيرهما أو لم يبق ما يدعونا إلى أن نكتب (مائة) بزيادة الألف.
وبديهي انه إذا زالت العلة زال المعلول.
ولست أسوق كلمتي هذه عبثا، فإن كثيرا ممن يحسنون قراءة اللغة العربية يغلطون في هذه الكلمة فإذا رأوا (مائة) لفظوها (مائة) حسابين أن الألف اصلية، وربما توهم السامع فظنها (ماءة) أي ماء، وهنا نكون تجاه التباس أخر ناشئ من غلط فظيع حتى أن جماعة من مذيعي الإذاعات العربية يقعون في هذه الغلطة ولا شك في أن ملايين من المستمعين يتعلمون ذلك واذكر أني كنت يوما مع أستاذ جليل في بيته نستمع إلى المذياع فوقع المذيع في هذه الغلطة؛ فتأوه الأستاذ وقال: (لقد فسدت لغتنا فإنا لله وأنا إليه راجعون)
وأخيرا: اقترح على كل من يكتب باللغة العربية أن يكتب (مئة) ويلفظ (مئة) جاريا على القول الذي قدمناه: (وإذا زالت العلة زال المعلول).
(بغداد)
صبحي البصام
من خماسيات الأميري:
من الذين يزورون القاهرة في هذا الشتاء الأستاذ عمر بهاء الأميري، وهو من شعراء حلب المجيدين، ومحاميها النابهين. وقد اعتاد أن يجالس الأستاذ كامل كيلاني رجلا استثقله في فندق (الكونتنتال) فمر به ذات ليلة فوجد في مجلسه ثقيلا فجرى لسانه بهذه الأبيات يقابل فيها بين ظرف صديقه وسماجة جليسه:
شتان بين مهفهف ... غض الحواشي، كالفراشة
يصغي إليك، ووجهه ... زانته أضواء البشاشة
وغليظ أوداج، إذا ... لاطفته، أبدى انكماشه فظ السكوت، وإن يناقش ... قلت: ما أذرى نقاشه
هذا يضيع به الحشي ... ش، وذاك يفدى بالحشاشة
البعثات الأزهرية إلى الخارج
إلى الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر:
أنت يا مولاي أزهري نلت أرقى الشهادات الأزهرية، وهي (شهادة العالمية من الدرجة الأولى) ولكنك لم تقنع بهذا الزاد العربي الشرقي مع خصبه ودسامته، بل أردت أن تجمع بين علم الشرق الموروث وعلم الغرب المستحدث، فرحلت إلى فرنسا، وطلبت العلم في رحاب (السوربون) وأجدت الفرنسية، وكنت أستاذا في الجامعة الفؤادية سنوات وسنوات، وبذلك أدركت أكثر من سواك مبلغ الخير الذي يحصله الأزهري إذا ما جمع بين القديم والحديث، وقارن بين تراث العرب وتراث الغرب؛ فهل يكون عجيبا بعد هذا، أو غريبا أن نلجأ إليك هاتفين بك لتسارع بتنظيم البعثات العلمية الأزهرية إلى الخارج من شباب الأزهر المعمور الذين أتموا دراستهم في الكليات الأزهرية، وعندهم استعداد وقدرة على الارتحال ومواصلة الطلب أكثر من الطاعنين في السن المقتربين من هدوء الشيخوخة والهرم؟!.
لقد سارعت الجامعات المصرية، والوزارات والهيئات في مصر فكتبت كتائبها وحشدت جموعها، وأوفدت بعثاتها إلى الخارج، عقب الحرب مباشرة مع أن هذه الجامعات والوزارات تجد من أبنائها القدامى والمحدثين من ينوبون عن هذه البعثات أو يحلون محل أفرادها. . . .
أما الأزهر الشريف الذي يحتاج إلى البعثات أكثر من غيره فلم نر من أبنائه فردا واحدا يرسل إلى الخارج في بعثة من البعثات!
أن الأزهريين في أمس الحاجة إلى دراسة اللغات الأجنبية، وإلى الوقوف على شبه المستشرقين والملحدين ليدافعوا عن دينهم وإلى معرفة الحياة الاجتماعية والثقافية عند الغربيين، ليستفيدوا منها في بناء مجتمعهم الإسلامي الجديد! فمتى يتمكنون من تحقيق هذه الأهداف!!. . .
لقد تشرفت يا مولاي الأستاذ الأكبر بالحديث أمام فضيلتكم منذ حين عن موضوع البعثات، وتفضلتم بتقدير هذه اللهجة التي تهدف إلى الخير العام، وتتحدث عن الرغبات الإصلاحية الشاملة، واعتذرتم بان العام الدراسي قد انتصف أو كاد ينتهي، ولا يمكن أيفاد أحد من المبعوثين الأزهريين في هذا العام، ووعدتم بتنفيذ هذه الرغبة في بداءة العام القادم؛ ولكنا نخشى يا مولاي أن تشغلنا الأيام القادمة بشواغلها فلتستخر ربك ولتصدر أمرك بتنظيم لجنة تنظر من الآن في تنظيم البعثات حتى إذا ما بدا العام الجديد أو اقبل كانت الكتائب مجهزة، والبعوث مهياة، والله يسدد خطاك ويديم عليك هداك، ويحقق بك الآمال
أحمد الشرباصي
المدرس بالأزهر الشريف
ابن حكينا:
في (شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد): الحسن بن أحمد بن حكينا الشاعر المشهور، قال العماد الكاتب: اجمع أهل بغداد على انه لم يرزق أحد من الشعراء لطافة طبعه. وقيده في تاج العروس بكسرتين مشدد الكاف (في حكن)، ومع شهرته وقع في (فوات الوفيات) و (دائرة معارف البستاني) و (الأعلام للأستاذ الزركلي) مصحفا إلى (جكينا) بجيم مفتوحة وكاف مكسورة.
عبد القادر محمد