مجلة الرسالة/العدد 65/كلمة وكليمة
→ عدو الديمقراطية | مجلة الرسالة - العدد 65 كلمة وكليمة [[مؤلف:|]] |
صفحة من التاريخ ← |
بتاريخ: 01 - 10 - 1934 |
للأستاذ مصطفى صادق الرافعي
نحن من التنظير بين المدنيتين الأوربية والإسلامية، كأننا بازاء جوادين أحدهما مخلى له الطريق إلى غايته، والأخر يُضرب وجهُه مرةً ويصرف بالعوائق مرة؛ ومع ذلك يقابل بينهما في السابق! لو حكم الشرق أوربا لظهر جوادها حماراً
أربعة آلاف كلمة في الثرثرة، اقل من أربع كلمات في الحكمة
لا تغضب من حماقة امرأة تحبها، ولا تغضبي من حماقة رجل تحبينه، وإلا فأين تدسُ الحياةُ سُمها إلا في ألذ أطعمتها؟
يموت الحيُ شيئاً فشيئاً؛ وحين لا يبقى فيه ما يموت، يقال مات. . .
قضت الحياة أن يكون النصر لمن يحتمل الضربات لا لمن يضربها.
غلَبَ رجل على امرأة كانت تهواه وجعل يباهي بما صنع، فقلت له: يا هذا إن من السخرية أن تزعم انك تعبت في فتح باب مفتوح. . .
حق الإرادة؛ هي في الذكور مذ كرة، وفي الإناث مؤنثة؛ فعند ما يغلب سحر الحقيقة التي في الرجل على الحقيقة التي في المرأة تلتمس المرأة إرادتها لتعوذ بها فلا تجدها إلا صورة. . فإذا امتنعت كانت في صورة امتناع على استجابة، وإذا غضبت كانت في صورة غضب على رضى. ولهذا ما يكره بعضهن الحجاب فانه يذكرهن تأنيث الإرادة ويُبعدهن ويحذًِرهن؛ ويا شؤمَ من إذا نجت من ذلك الخطر نجت كارهة. .
هناك حب يسمو ولا يزال يسمو؛ إذ يكون المحبوب فيه مع المحب كالتًرجمان مع السائح؛ ذلك حب بعض الشعراء لبعض الأجسام المترجمة.
تكون الأمانيُّ مرةً كَسْبُ أفكارنا ومرة لصوصية أفكارنا!. . .
ينفُر الإنسان من الكلمة التي تحكمه، ولكنه في الحب لا يبحث إلا عن الكلمة التي تحكمه.
من خُلقَ بطلاً فل عجب أن توجِد له الأقدار دائماً من كل ما حوله مادة حرب، مائةٌ من مائةٌ في التوكل على الله تكون مائةً من مائة في النجاح؛ ولكن تسعة وتسعين من المائة في التوكل لا تكون إلا خيبة محققة.
هل أستطيع أيتها الجميلة السوداء أن أقول في وصف خديك انهما في حمرة الورد؟ فلماذا تغضبين إذا قلت انهما في التماع الزيتون الأسود. .؟ وأنت أيتها الحسناء المتكبرة السخيفة! لماذا تغضبين إذا رأيت في قلبك الزيتون ولم أر الورد؟
في بعض أحوال الحب، تكون العواطف المحبة لك في الباطن هي المعادية لك في الظاهر.
لا يسعد أحد بشعور غيره؛ وطبيعي أن يكون هذا هو الذي يجعل السعادة ممكنة في الناس؛ ولكن العجيب انه هو الذي يجعلها غير ممكنة، إذ لا يريد كل إنسان لنفسه إلا شعور غيره.
الناس يزاحمون في الدنيا لأجسامهم، فأما بؤس وأما سعادة، والحكماء والمحبون يزاحمون لأرواحهم، فأما بؤسان وأما سعادتان ما أظرفها كانت وابلغها حين قالت لي: ألا تنظر ثانياً فتفهم ثالثاً. .؟
يخيل إلى والله أن قلب المرأة امرأة معها؛ فأما أن تأخذها نكبتين أو معونتين.
فلسفتي أن الكبرياء على المتكبرين هو أعلى التواضع.
مصادفة التعس حظاً تحتاج في اتفاقها إلى مصادفة تجئ بها
تستطيع أن تقول في كل نابغة عظيم: انه أذكى البلداء. .
فان كذبك الناس لم يكذبك هو.
المودًَة القوية تتحمل العتاب والمحاسبة لتثبت أنها قوية
الحب يُخرج من نفسك شخصا غيرك، والبغض يخرج من هذا الشخص غيره. فتحب بنفسين وتبغض بثلاث.
إن رضى المحب قال في الحبيب احسن ما يعرف، وما لا يعرف؛ وان غضب قال فيه أسوأ ما يعرف، وما لا يعرف، وما لا يمكن أن يعرف
إذا رأيت كبراء قوم همُهم عيشهم؛ فاعلم أنها أمة مأكولة. فلو شهرت السيف الماضي لقاتل بروح مِلعقة. . ولو رعدت بالأسطول الجبار لصلصل كآنية المطبخ. . .
لم تعد التربية في كل أمة تربية للناس ولكن للمطامع؛ فما يكبر جيل إلا كبرت معه الحرب. . .
يراد من التجمل الصناعي حين تبالغ فيه المرأة أن يخف فيثقل؛ ويراد من الجمال الطبيعي أن يخف فيزداد خفة. . .
من النساء من إذا رايتها حسبت روحها زجاجة ملئت عطراً؛ ومنهن من إذا رايتها حسبت روحها ملئت زيت خروع. . .
أول فلسفة الشريعة في الزواج انه حصرُ المعاني البهيمية من كل رجل وامرأة في الرجل والمرأة بذاتيهما. فاخر فلسفة الشريعة في الزواج انه إذا عم وانتظم تراجعت بهيمية العالم فصغرت وصغرت حتى تكون كأنها في اثنين فقط. . .
إذا سألت السياسي الداهية فسكت عن الجواب فقد قال لك قولا
من لا يملك على الأرض شيئاً يملك على الأقل أن يفرح وان يحزن. . .
مات واصبح كأن لم يوجد، ومع ذلك فقد وجد، ومع ذلك فكأن لم يوجد. إن خرج من هذا التركيب المنطقي معنى يثبت في الفهم، كان للحياة في الفهم معنى ثابت. . .
أيا غاضباً من صر وف القضا ... بنفسك تَعْنُفُ لا بالقدَرْ
ويا ضارباً صخرةً بالعَصَا ... ضربت العصا أم ضربت الحجر؟
طنطا
مصطفى صادق الرافعي