الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 639/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 639/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 639
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 01 - 10 - 1945


حنين الزوج - من قصص جحا

(للأستاذ كامل كيلاني)

صفحة مختارة من المخطوط الجحوي النفيس الذي عثرت عليه ولعله مكتوب بخط صاحبه أو أحد معاصريه

قال: (أبو الغصن عبد الله دجين بن ثابت) الملقب (بجحا):

(لم يلبث الظلام أن خيم على المدينة وساكنيها، وأطفأت الأنوار، وسكنت الجلبة والضوضاء، وساد الصمت، وتلألأت النجوم في السماء، ورددت الكلاب نباحها كلما طرق آذانها صوت، أو أحست نأمة أو شعرت بقادم

أما بيت (أبي الغصن جحا)، فقد أوحش (أي: خلا من ساكنه)، فجلست (ربابة) زوجه، أمام مغزلها - بعد أن نام ولداها وجارتها - تفكر في ذلك الغائب الذي كان يملأ بيتها بهجة وسعادة. وظلت تغزل وهي تسلي نفسها بالأنشودة القديمة التالية:

يا طير، يا أشجار، يا روضة ... فيها من الفردوس أزهارُ

يا خيط، يا إبرة، يا مِغزَلي، ... يا نجم، يا كوكب، يا دار

يا نحل: طني واملئي مِسمعي، ... وحدثي قلبي (متى ساروا؟)

سافر ربُّ الدار عن داره، ... وقد خلت من أُنسه الدار

عناية الله، وتوفيقه ... ولطفه، صحب وسمار

والشمس والبدر ونجم السما ... تحوطه منهن أنوار

يا نحل طني واملئي مسمعي ... وحدثي قلبي: متى ساروا؟

سافَر رب الدار عن داره ... وأوحشت من بعده الدار

يا ورد، يا ريحان، يا نرجساً ... يحفه نور وأنوار

يا ملء داري وفؤادي معاً ... قد فرقتنا عنك أقدار

يا نحل طني واملئي مسمعي ... وحدثي قلبي متى ساروا؟

سافر رب الدار عن داره ... وأظلمت من بعده الدار

عاد فراغا كل شئ هنأ ... منذ ترامت بك أسف متى يرى الدار وسكانها؟ ... متى تراه هذه الدار؟

يا نحل طني واملئي مسمعي ... وحدثي قلبي متى ساروا؟

سافر رب الدار عن داره ... فهل تسلى عنه ديَّار؟

كامل كيلاني

خطأ شائع:

جاء في (الرسالة 637) في مقالة (القطبان الأرضيان والإسكيمو) ما نصه:

(وأمر الخليفة المأمون ببناء مرصد فلكي فوق جبل قاسيون في دمشق، وبقيت آثاره حتى دخول الحلفاء إلى سوريا سنة 941)

وهذا خطأ شائع تلقيناه قديماً عن معلمينا، واشتهر على ألسنة عامة أهل الشام وخاصتهم، وقد فتشت عن سند له من رواية ثابتة أو نقل يعتمد عليه فلم أجد؛ والصواب ما ذكره ابن طولون مؤرخ الشام في كتابه (تاريخ الصالحية)، وهو من أجل مخطوطات المكتبة الظاهرية في دمشق قال عند الكلام على هذه القبة:

(وهي من بناء نائب الشام برقوق الذي دخل دمشق في 7 جمادي الأولى سنة 875 دخولا عظيما، ثم خرج لقتال سواربك فأخذه غدراً وعاد إلى دمشق 13 صفر 877 وبنى هذه القبة وسماها (قبة النصر). (أقول: وبقي ذلك اسمها إلى أن هدمت من ثلاث سنين). وكان برقوق هذا سفاكا فتاكا مات في 12 شوال سنة 877هـ وصبر وحمل إلى مصر فدفن في القاهرة قرب الرميلة كما وصى) أهـ

وهذه القبة كانت على ظهر جبل قاسيون سحط البحر بنحو ألف ومئتي متر، وكانت علم دمشق يراها القادم على البلد من مشارف حوران

وفي العدد (380 من الرسالة) سؤال عن هذه القبة، والقبة الأخرى القائمة على الجبل المطل على وادي الربوة في دمشق، ولم يجب عليه أحد، وهذا الجواب

أما القبة الثانية المسماة (قبة السيار)، فهي من بناء الأمير سيار الشجاعي

(دمشق)

ناجي الطنطاوي ابن عباش لا ابن عباس:

الاستدراك الذي أخذه علينا الأديب الفاضل علي جلال الدين شاهين صحيح ومقبول؛ ولكن منشأ اللبس يعود إلى تصحيف وقع في كلمتنا ولم نتكلف تصحيحه. والقصة التي سجلها صاحب نشوار المحاضرة، عن قراد شارع الخلد ببغداد، إنما تنسب إلى (ابن عياش) لا ابن عباس. وإلا فأين يقع زمن هذا الأخير أو مكانه، من بغداد وشارع الخلد على عهد العباسيين؟

وأين عياش كان من رجال الدولتين: ولد في أيام سليمان بن عبد الملك (عام 97 هجرية) وتوفي قبل وفاة الرشيد بشهر (عام 193هـ). وهو المحدث الثقة أبو بكر بن عياش الكوفي. اختلف في اسمه، وأشهر ما قيل في ذلك (شعبة) ثم (مطرف) وكان من أصحاب عاصم والكلبي، ومن رواة شعر الفرزدق وذي الرمة، روي عنهما شعرهما سماعاً

وامتداد الحياة بابن عياش إلى آخر عهد الرشيد لا يوجد شكا في أنه شهد بعينيه ما كان يجري على الوزراء في ذلك العهد من نكبات الزمان، مع الإقرار بأن هذه الحوادث كانت لا تزال آخذة بسبيل التزيد والانتشار، حتى لم تبلغ ذروتها، وتستكمل صورتها البشعة إلا فيما تلا ذلك من عصور

فقصة القراد البغدادي غير مستعبدة على هذا الوجه، ولا سيما إذا ذكرنا أن ابن عياش كان من ثقاة المحدثين، الذين لا يفترون ولا يفترون عليهم، وقد وثقه أحمد بن حنبل. كما كان من أهل الوقار والهيبة حتى لقالوا: إن الاختلاف في اسمه يرجع إلى كف الناس عن سؤاله تهيباً له.

هذا، ودقة العبرة ولطف المغزى في القصة يجعلنا لا نستبعد نسبتها إلى ابن عياش، إذ كان الرجل من أهم الفكرة العميقة، الذين يتلمسون من صغائر الحوادث جلائل العبر. وكان لا يستنكف أن يستقصي أنه الأمور، ويتبع أضيق المسالك في سبيل الوصول إلى حقيقة صغيرة يضيفها إلى ما تستوعبه نفسه من مباهج العلم ومفاتن المعرفة. حدث أبو هاشم الدلال قال: رأيت أبا بكر بن عياش مهموماً، فقلت له: مالي أراك مهموماً؟ قال: سيف كسرى لا أدري إلى من صار!! محمود عزت عرفة

المدرس بقوص الأميرية

من الشعر الضائع لحافظ إبراهيم

عثرت في بعض أوراقي القديمة على هذه الأبيات نقلا عن بعض الصحف القديمة لتشابه الفكرة بينها وبين ما قاله برناردشو عن الهرم وأبي الهول. وقد راجعت الديوان فلم أجدها، لذلك أثبتها هنا في مجلة (الرسالة) التي تحفظ الأوابد:

سخر العلم ليبنى آية ... فوق شط النيل تبدو كالعلم

هي ذكر خالد لكنه ... عابس الوجه إذا الذكر ابتسم

كل ما فيها على إعجازها ... أنها قبرٌ لجبار حُطَمْ

ليته سخر ما في عهده ... من قوًى في غير تقديس الرمم

من فنون أعجزت أطواقنا ... وعلوم عندها الفهم وجم

وبنان مبدعات صورت ... أوجه العذر لعباد الصنم

أبدعت ما أبدعت ثم انطوت ... وعلى أسرارها الدهر ختم

عبد القادر محمود