مجلة الرسالة/العدد 635/نظرات في دائرة المعارف الإسلامية
→ بعد عيد وفاء النيل | مجلة الرسالة - العدد 635 نظرات في دائرة المعارف الإسلامية [[مؤلف:|]] |
في بيتي. . . ← |
بتاريخ: 03 - 09 - 1945 |
1 - نظرات في دائرة المعارف الإسلامية
الترجمة العربية
للأستاذ كوركيس عواد
تمهيد:
حينما يريد المؤرخ الأمين المنصف عرض أهم المصنفات المنقولة إلى العربية في عصرنا الحاضر، واستقصاء أنفس ما طبع منها، يجد في طليعتها (دائرة المعارف الإسلامية) التي اضطلع بترجمتها من أصولها الفرنجية لجنة عاملة، قوامها أربعة أساتذة وهبهم الله مزايا وخلالا حسنة كالصبر والمثابرة وبعد الهمة واستسهال الصعب
وإذا ما قيل (دائرة المعارف الإسلامية)، فذاك يعني مجموعة كبيرة من المباحث ادخرت كنوزا من العلم بشؤون البلدان العربية والإسلامية وبشعوبها وأديانها ولغاتها ورسومها ومشاهير رجالها وأهم أحداثها التاريخية وأحوالها الاجتماعية والاقتصادية والدينية. وبعبارة أخرى إن هذه الدائرة احتوت على كل ما يحسن الوقوف عليه في هذه المناحي الخطيرة الشأن، فهي وحدها خزانة شرقية حافلة تشيد لمؤلفيها - وهم أقطاب الاستشراق في هذا العصر - بالاطلاع الواسع على ما يتعلق بالشرق وبالبراعة في الجمع والتأليف والدقة في التبويب والتصنيف
ولا مراء أن الإقدام على ترجمة سفر كبير كهذا يكون محفوفا بصعاب لا يدرك مداها إلا من يعاني أمر الترجمة. وفي تذليل أغلب تلك العقبات ما يحملنا على الإقرار بفضل هؤلاء الأساتذة المترجمين والاعتراف بما أفرغوه من جهد محمود في إتقان عملهم والسير به إلى الأمام ما وسعهم ذلك
بيد إنه لترامي أطراف الموضوع وتشعب مناحيه لا مناص من أن يحصل هنا وهناك بعض الهفوات، أو تقع العين على ألفاظ مصحفة أو عبارات تفتقر إلى إيضاح أو تعقيب. وهذا كله لا يحط من قدر الترجمة ولا يغض من جهد المترجمين في شيء
وقد كنا وما زلنا نترقب صدور أجزاء هذه الدائرة الواحد تلو الآخر فنتلقفها ونطالعها بشوق. وكنا نعنى بوجه خاص بالمباحث العراقية المنشورة فيها، فنعلم على المواط تحتاج إلى تأمل وإعادة نظر في ترجمتها. ولما اجتمع لدينا من هاتيك الملاحظات ما يؤلف مقالا رأينا أن نستأذن المترجمين الكرام في نشرها اليوم إظهارا للحقيقة التي هي رائد كل نفس كبيرة وإفادة لمن يملك نسخة من هذه الدائرة بترجمتها العربية
وقد صنفنا ملاحظاتنا هذه فجعلناها على أبواب خمسة وهي: أعلام الناس، الأمكنة والبقاع، الكتب والمراجع، الأعداد، الملاحظات المتفرقة. وسنسير في إيرادها وفقا لسياقة المجلدات والصحائف ومن الله التوفيق
أولا: أعلام الناس
ورد في 1: 81 ب15 معن بن صاعدة. وصوابه معن ابن زائدة
وفي 1: 827 البيروتي (بالتاء) وصوابه: البيروني (بالنون).
وهذا من أوهام الطبع
وقد تصحف اسم القس ميخائيل (الغزيري) اللبناني الماروني
(1710 - 1794م) غير مرة إلى (كازبري) (انظر مثلا 1:
1207؛ 1: 1526و 19؛ 1: 245 ب7) وذلك لأن اسمه
يكتب باللاتينية هكذا وللوقوف على ترجمة الغزيري نحيل
القارئ إلى مراجعة: الآداب العربية في القرن التاسع عشر
للأب لويس شيخو اليسوعي (1: 18)، وما كتبه الأب بولس
مسمد في مجلة المشرق (34 (1936) ص601 - 604).
وفي 1: 163ب25 أبرد يصان. والصواب: برديصان
وورد في السطرين الأخيرين من 1: 163 ب ما هذا نصه: (كان أبوه (أبو برديصان) يدعى نهامة وأمه تدعى نهشيران) والصواب: (كان أبوه يدعى نوحاما وأمه تدعى نحشيرام). ونوحاما لفظة إرمية معناها البعث والنشور وفي 1: 217 ب9 عطاء مالك الجويني. والصواب: عطاء ملك الجويني، على ما هو مشهور في المظان التاريخية
ومن الغريب أن اسم الإمام أبي منصور (الثعالبي) قد صحف
إلى (الثعلبي) في غير موطن (انظر مثلا 1: 223 ب19؛ 3:
4735؛ 3: 473 ب1)
وفي 1: 255 ب2 ذكر (سوش الرسى)، ولكن هذا الاسم ورد بصورة (سوسن الرسى) في معجم البلدان (1: 723 طبعة وستنفلد؛ مادة: بلغار).
ومن هذا القبيل تصحيف اسم صدر الدين محمد (الخجندي) إلى (الخوجندي) في 1: 291 ب24. والخجندي (بخاء معجمة مضمومة ثم جيم مفتوحة وسكون النون ودال مهملة) نسبة إلى خجندة، مدينة بما وراء النهر على شاطئ سيحون (راجع معجم البلدان وكتب الانساب).
وفي 1: 30722 ذكر (بني كشير). وصوابها (بني قشير)
راجع: أخبار النحويين البصريين للسيرافي (ص15 طبعة
كرنكو) ونزهة الألباء في طبقات الأدباء لابن الأنباري (ص7
من طبعة سنة 1294هـ).
وذكر في 1: 3111 عن أبي بكر بن سعد بن زلكي أتابك
فارس أنه من الأسرة (السلغورية). قلنا: الصواب أن تكتب
(السلغرية) (بحذف الواو) وهم على ما جاء في الكامل لابن
الأثير (10: 238 طبعة تورنبرج، حوادث سنة 495هـ)
قبيل من التركمان يقالى لهم سلغر.
ومن الأعلام الشرقية التي أصابها التصحيف غير مرة (انظر
مثلا 1: 32419؛ 1: 324 ب2، 4: 573 و22 و27) هو
هرمزد (رسام) الموصلي، المتوفى سنة 1911، الذي نزح
إلى انكلترة وأحرز شهرة بعيدة بين علماء الآثار العراقية،
وألف تصانيف مختلفة بالإنكليزية (راجع ترجمته في تاريخ
الموصل لصائغ (2: 274 - 276). قلنا: هذا الرجل الذي
يكتب اسمه بالإنكليزية قد تصحف في الدائرة إلى (رسم)
وذلك في المواطن المشار إليها أعلاه.
وفي 1: 335 13 لابن حيان. وصوابه: لأبي حيان. وكأن
هذا من أغلاط الطبع.
وفي 1: 413 ب9؛ 1: 415 3 ديوان أبي نواس طبعة
آصف. والذي يرى على غلاف الطبعة المذكورة من الديوان:
آصاف
وقد وقع نظرنا في 1: 421 25 على اسم (مينوس). قلنا:
عرف اسم هذا العالم الرياضي اليوناني في المراجع العربية
القديمة بصورة (منالاؤس) أو (منالاوس) راجع: الفهرست
لابن النديم (ص267 طبع ليبسك أو ص374 طبع القاهرة)، وأخبار الحكماء للقفطي (ص321 طبع ليبسك) وتاريخ
مختصر الدول لابن العبري (ص64 طبعة صالحاني)، وكشف
الظنون عن أسامي الكتب والفنون للحاج خليفة) (1: 90 طبعة
ليبسك، أو 1: 134 طبعة استانبول الأولى، أو 1: 143 طبعة
استانبول الثانية).
وفي السطر الأخير من 1: 504 ب ورد اسم (البرازيلي) وصوابه: البرزالي. وغالب الظن إنه من أوهام الطبع.
وقد وجدنا طائفة من أسماء المؤلفين الفرنج قد أصابها التشويه
من ذلك (1: 530السطر الأخير) ريتر والصواب روتر.
وكذلك (1: 531 18) صوابه
ومن الأعلام الشرقية التي لم تسلم من التصحيف ما ذكر في
1: 548 5 باسم (جبرييل سيونيتا) وصوابه: جبرائيل
الصهيوني، وهو كاهن ماروني من قرية اهدن في لبنان. عاش
سنة 1577 - 1648م. وقد ترجمه الأب أغناطيوس طنوس،
في المشرق (38 (1940) ص253 - 304).
ونظيره في أبعاده عن اسمه الحقيقي (يوحنا الحصروني)
(نسبة إلى حصرون من قرى لبنان) المتوفى سنة 1632م، فقد
تصحف اسمه في الدائرة (1: 548 6) إلى (جون هسرونيتا).
وفي 1: 571 16 - 18 وردت العبارة التالية: (كما إنه
حكمها (حكم مدينة إربل في العراق) ابان الساسانيين حكام
استطاعوا أن يستقلوا بحكمها في فترات متفاوتة، نذكر منهم
قردغ الذي اتخذ حصن ملقى القريب من إربل مقراً لهم).
قلنا: الصواب في (قردغ) أن يكتب (قرداغ) وهو أحد مشاهير شهداء المشرق في العهد الساساني، قتل سنة 359م. وللوقوف على ترجمته وأخباره يرجع إلى المؤلفات التالية: أعمال الشهداء والقديسين (بالإرمية 2: 442 - 506 طبعة بيجان في ليبسك)؛ وشهداء المشرق لأدى شير (1: 311 - 345)؛ وتاريخ كلدو واثور لأدى شير أيضاً (2: 87 - 88)؛ ويزداندوخت لصائغ (ص111 - 124، 193 - 202، 300 - 308) 138) و ' و 224 - 632 49)
وفي 1: 571 ب7 مظفر الدين قكبري. وهو تصحيف ظاهر. والمشهور في الكتب التاريخية: مظفر الدين كوكبوري فقد ضبطه إبن خلكان (وفيات الأعيان 1: 624 طبعة بولاق الأولى) بضم الكافين بينهما واو ساكنة ثم باء موحدة مضمومة ثم واو ساكنة وبعدها راء، وقال إنه اسم تركي معناه بالعربي ذئب أزرق. ولم ينفرد إبن خلكان بهذا الضبط، بل تابعه فيه غير واحد من المؤرخين، راجع في ذلك: تاريخ أبي الفداء (4: 398 طبعة ريسكي، أو 3: 153 طبعة الحسينية بالقاهرة) والنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري بردى (5: 378 و6: 282 طبعة دار الكتب المصرية)، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي (5: 138).
على أن هذا الاسم ورد في بعض المراجع الأخرى بحذف واوه الثانية، فقيل (كوكبري). راجع: فهارس الكامل لابن الأثير وتاريخ مختصر الدول لابن العبري (ص404) والحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة لابن الفوطي (ص44 طبعة الدكتور مصطفى جواد)، والبداية والنهاية في التاريخ لابن كثير (13: 136) والسلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي (1: 247 طبعة الدكتور محمد مصطفى زيادة).
وقد قرأنا في 1: 753 10 - 15 ما هذا نصه: (وهناك
مصنف يتعرض لأهمية إربل في تاريخ بلاد الشام (كذا)
الديني قبل الإسلام، صنفه كنسي من أسقفية إربل، ونشره
في ج1، ليبسك 1908 ودرسه ساخو في ص1915
رقم 6) انتهى.
قلنا: في هذه الأسطر المنقولة أمور تحتاج إلى تعديل أو إيضاح.
فلفظة (بلاد الشام) لا معنى لها ها هنا، وهي في الأصل الفرنسي وهي على ما يبدو لنا مصحفة عن ' أي بلاد آثور، فهو مطابق للمطلب.
أما هذا الرجل (الكنسي) الذي صنف الكتاب المشار إليه، فقد ذهب ناشره إلى إنه (مشيحا زخا) النسطوري، ولكن بعض الباحثين من المستشرقين شكوا في صحة أدلته فلم يوافقوه على رأيه.
وأما (منجانا) فمحرف أيضاً. واسمه الصحيح القس (ثم الدكتور) ألفونس (منكنا)، وهو امرؤ عراقي ولد في قرية شرانش من أعمال الموصل في شمالي العراق، وبعد أن أنهى دروسه في الموصل وعاش فيها مدة، نزح إلى انكلترة فلبث هنالك حتى توفى سنة 1937.
والمصنف التاريخي المشار إليه لم ينشر في ليبسك كما ورد في الدائرة، إنما نشر (بنصه الإرمي منقولا إلى الفرنسية) في مطبعة الدومنكان بالموصل وأمره مشهور. كما أن سخو لم يدرس هذا الكتاب فحسب؛ بل نقله أيضاً إلى الألمانية بعنوان أما الرقم 1915 المذكور في الفقرة المنقولة أعلاه، فلا يدل على الصفحة، إنما يدل على سنة طبع تلك الترجمة الألمانية.
(يتبع)
كوركيس عواد