مجلة الرسالة/العدد 627/في إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب
→ السلفية والمستقبلية | مجلة الرسالة - العدد 627 في إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب [[مؤلف:|]] |
بقية حديث في فرنسا ← |
بتاريخ: 09 - 07 - 1945 |
لأستاذ محمد إسعاف النشاشي
- 7 -
ج 10 ص 237: وعن النضر بن شميل قال: دخلت على أمير المؤمنين المأمون بمرو فقال: أنشدني أقنع بيت للعرب فأنشده قول الحكم بن عبدل:
إني أمرؤ لم أزل وذاك من الله أدي ... باً أُعَلِّمُ الأُدبا
لا أحتوي خُلَّةَ الصديق لا ... أتبع نفسي شيئاً إذا ذهبا
وجاء في الشرح: (أديباً في الأغاني قديماً (لا أحتوي) من الاحتواء وهو كونها له وتحت أمره (خلة الخ) يريد زوجة صديقه
قلت: شميل جاءت بكسر الياء وتشديدها وهي - كما قال ابن خلكان -: بضم الشين المعجمة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها لام. . .
(قديماً) كما روى الأغاني خير من (أديبا)
(أعِّلم الأُدبا) هي أُعِّلم الأَدبا)
وهو يعني أدب النفس، ومن هذا الأدب ومن القناعة ألاّ يقول: أعلِّم الأدباء.
(لا أحتوي) هي (لا أجتوي) أي لا أكره وأمل.
و (الخلة) هنا هي الصداقة لا زوجة صديقة. والخلة بالكسر: المصادقة والموادة والإخاء. والبيتان تليهما في الكتاب أبيات.
- ج 12 ص 277: وله (علي بن ثَوْران الكندي):
هتك ادمع بصوب الهتَنِ ... كلَّ ما أضمرت من سر خفيّ
يا إخلائي علي الخَيف، أما ... تتقون الله في حثّ المطيّ!
قلت: لا تشدد الياء في (خفي والمطي) حتى لا يختل الوزن:
و (بصوب الهتن) هما (بصوبٍ هتِنٍ) وهتن بكسر التاء. وهذه اللفظة (هتن) لم تجئ في شعر قديم وصل إلينا، ولم يذكرها معجم نعرفه. وقد استعملها المتنبئ في هذا البيت في إحدى قصائده:
العارض الهتن ابن العارض الهتن ابن ... العارض الهتن ابن العارض الهتن جاء في (ديوان أبي الطيب المتنبئ) النسخة التي صححها وجمع تعليقاتها (الدكتور عبد الوهاب عزام) وطبعتها (لجنة الترجمة والتأليف والنشر).
قال ابن القطاع: هذا البيت الذي أفسد المتنبئ فيه اللغة، وغلط فيه، وكرر غلطته أربع مرات؛ وذلك أن العلماء مجمعون على أن يقال: هتن المطر والدمع يهتن هتناً وهتوناً، واسم الفاعل منه هاتن، وكذلك يقال: هتل المطر والدمع يهتل هتلاً وهتولاً باللام، وأسم الفاعل هاتل. ولم يقل أحد من العلماء ولا جاء عن أحد من العرب: هتِنَ يهتَن على فعِل يفعَل فيكون اسم الفاعل منه هتِن على فعِل. ولم يذكره أحد من جميع الرواة ولا اهتدي إليه إلى هذه الغاية حتى نبهت عليه.
جاء في (نزهة الألباء في طبقات الأدباء) للأنباري:
لما أنشد (المتنبي) سيف الدولة قولة في مطلع بعض قصائده: (وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه) كان هناك ابن خالويه فقال: يا أبا الطيب إنما يقال: شجاه - توهمه فعلاً ماضياً - فقال أبو الطيب: أسكت، فما وصل الأمر إليك قصد أبو الطيب أشجاه أكثره شجي لا الفعل الماضي. . .
قلت: فهل يقول أبو الطيب لأبن القطاع - وقد أسمعه ما أسمعه -: اسكت، فما وصل الأمر إليك، قد سمعتها من الأعراب، وجدتها في شعر الأعشى أو قلتها ولى - وقد (بلغت في علم اللغة المبالغ) - أن أقولها. وهل نتقبل نحن (الهتن) - هذه قصتها - في هذا الزمن بقبول حسن. . .؟
- ج 8 ص 129 - : قال العماد (الأصفهاني): أقام ملك النحاة (الحسن بن الصافي) في رعاية نور الدين محمود بن زنكي، وكان مطبوعاً متناسب الأحوال والأفعال، يحكم على أهل التمييز بحكم ملك فيُقيل ولا يُستقال، وكان يقول: هل سيبويه إلا من رعيتي وحاشيتي، ولو عاش ابن جني لم يسعه إلا حمل غاشيتي.
وجاء في الشرح: وكانت (يستقال) في الأصل (ولا يستثقل) وفي البغية: يستقال.
غاشيتي: المراد بالغاشية أنه يكون من أتباعه وخدمه.
قلت: (فيقيل ولا يستقال) هما (فيَقتال ولا يُقتال) أي يحكم على غيره ولا يحكم غيره عليه. في اللسان والتاج: اقتالَ عليهم احتكم. قال أبو عبيد: سمعت الهيثم بن عدي يقول: سمعت عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز يقول في رقية النملة: العروس تحتفل، وتقتال وتكتحل، وكل شئ تفتعل، غير ألاَّ تعصي لرجل. قال: تقتال: تحتكم على زوجها.
و (الغاشية) هنا غاشية السرج وهي غطاؤه.
- ج 16 ص 11:
أبيت الليل مرتقباً كئيباً ... لهمّ في الضلوع، له أُوار
وجاء في الشرح: كانت هذه الكلمة (مرتقباً) في الأصل (مرتفقاً).
قلت: الأصل صحيح. في الأساس: وبت مرتفقاً متكئاً على مرفقي، وفي اللسان: وبات مرتفقاً أي متكئاُ على مرفق يده، وأنشد ابن بري لأعشى باهلة:
فبت مرتفقاً والعين ساهرة ... كأن نومي عليّ الليلَ مَحجور
وفي (الكامل) و (جمهرة أشعار العرب) لأعشى باهلة هذا في قصيدته التي يرثي بها المنتشر:
فبت مرتفقاً للنجم أرقبه ... حيران ذا حذر لو ينفع الحذر
وروى ياقوت لأبن بكير المحاربي:
فبت مرتفقاً أرعى النجوم إلى ... أن جاوب الديك فينا سحرة ديكا
- ج 17 ص 32: حبس عيسى بن سليمان الهاشمي كيسان. وكان أبو عبيدة يعبث به كثيراً، فشفع فيه أبو عبيدة إلى الأمير، فأمر بإخراجه. فقال للجلاوزة: من أخرجني؟ قالوا: تكلم فيك شيخ مخضوب. فقال: أُمه. . . إن برَّح من الحبس، إحْبيس ظلم، وطليق ذل، لا يكون هذا أبداً.
وجاء في الشرح: إحبيس بمعنى محبوس
قلت: (برح) غير مضعف، وليس هناك برح بالتشديد، وفي مستدرك التاج: تَبرّح كبرح وأبرحه هو، قال مليح الهذلي:
مَكَثْنَ علي حاجاتهن وقد مضى ... شباب الضحى والعيس ما تتبرح
و (إحبيس ظلم الخ) هي أُحبيس ظلم وطليق ذل؟! وليس في العربية إحبيس.
- ج 17 ص 217: وله (لمحمد بن أحمد بن سهل المعروف بابن بُشْران):
لا تغترر بهوى الملاح فربما ... ظهرت خلائقْ للملاح قباحُ وكذا السيوف يَرَوْنَ حسن صِقالها ... وبحدها تُتَخطَّف الأرواح
قلت: وكذا السيوف يروقُ حسنُ صقالها.
- ج 15 ص 267: وكان عَلْقمةُ والياً على حُوران.
قلت: وردت حوران بضم وهي بالفتح كما ضبط ياقوت في (معجم البلدان)
- ج 15 ص 101: قرأت بخط أبي سعد: سمعت علي بن نصر النيسابوري مذاكرة بمرو يقول: كنت ببغداد فرأيت أهلها تستحسن هذه الأبيات التي لأبي إسماعيل المنشئ:
ذكرتكم عند الزلال على الظما ... فلم أنتفع من بردهُ بِبَلالِ
فأنشدت قصيدة في نقيب النقباء أبي القاسم علي بن طرّاد الزينبي على هذا الروي أولها:
خليلي، زُمت للرحيل جمالي ... فقد ضاق في أرض العراق مجالي
وَقُوداً عتاقاً كالأهلة، إنما=ديار الندى والمكرمات حوالي
وما أوجبت بغداد حقي وغادرت ... بلابل بعد الظاعنين ببالي
وجاء في الشرح: قوداً جمع قوداء: النوق وفي البيت قصر، يقول فيه: إن ديار الندى والكرم حوالي بغداد لا فيها:
قلت (خليليّ، زُمّا للرحيل جمالي) و (قودا) أمر لصاحبيه: قاد، قد، قوداً. و (حوالي) هي (خوالي) بالخاء لا بالحاء.
- ج 17 ص 244: سئل الأديب الأبيوردي عن أحاديث الصفات، فقال: نُقرّ ونُمِرّ.
وجاء في الشرح: نقر ونمر أي نعترف به ونجيزه.
قلت: نقر ونَمُرَ: نسكت ولا نخوض في صفات الله (عز وجل) مع الخائضْين، لا نجئ معتزلين نافين ولا مشبهين مجسمين، نقر ونمر. . .