مجلة الرسالة/العدد 626/البريد الأدبي
→ فرحة السلم | مجلة الرسالة - العدد 626 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 02 - 07 - 1945 |
حول انهيار فرنسا
سألنا كثيرون عمن هو الأستاذ العربي الكبير كاتب مقالات (حول انهيار فرنسا) التي نشرت بالرسالة. وجوابنا أنه الأستاذ ساطع الحصري بك وكان قد ألقاها في نادي المثنى ببغداد عقب انهيار فرنسا؛ فلما حانت الفرصة لنشرها نشرناها ولم نصرح باسمه قبل أن نستأذنه وقد أذن. وفي كتابه الذي أذن فيه يذكر أسمه حديث عن مأساة دمشق الأخيرة ننشر منه هذه الفقرة: (لقد قدر لي أن أشهد الفصل الأخير من المأساة التي بدأت عنا قبل ربع قرن. قد شاهدت انفجار أول قنبلة فرنسية في هذه الربوع وأنا أسير مع فيصل العظيم بجانب مستشفى (المزة) صباح يوم (ميسلون) في 24 تموز سنة 1920؛ ثم سمعت دوي آخر قنبلة فرنسية تلقى من المزة على المدينة مساء يوم 31 أيار سنة 1945. لبثت في فندق (أوريان بالاس) إحدى وعشرين ساعة أسمع فيها بدون انقطاع أصوات البنادق والرشاشات. ودوي القذائف والقنابل، ورأى الرصاص والشظايا تخترق الشبابيك والجدران، والقنابل تنفجر على السَطح وفي داخل القاعات. ثم استطعت أن أنتقل إلى بناية في أعلى المدينة لأطلع من هناك عل القذف الذي استمر أربعاً وعشرين ساعة أخرى. ثم تجولت ساعة في المدينة ورأيت من هول الفظائع والمناظر ما رأيت، ثم عدت إلى الفندق فرأيت في غرفتي آثار سبع عشرة رصاصة. . .!)
في إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب
حضرة سيدي المحترم رئيس تحرير الرسالة الغراء
أهدي إليكم سلاماً ذكياً عاطراً وتحيات مباركة طيبة. . . وبعد، فإني متتبع بعناية وإكبار تصحيح الأديب الفاضل الأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي لكتاب إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، وقد رأيت في العدد الأخير من الرسالة الغراء تصحيحه لبيت أبي تراب علي بن نصر الكاتب الوارد في ج 15ص 98 وهو:
حالي بحمد الله حال جيده ... لكنه من كل خير عاطل
ولم يرتض الضبط (جَيّده) ورأى حضرته أن الأصل (حالٌ جيد) بحذف التاء، وقال: (قلت: حالي بحمد الله حال جيد)، والحال يذكر وإن كان التأنيث أكثر اهـ.
وأنا أرى أن البيت (حالي بحمد الله حالٍ جيدُه) على المجاز، وحال اسم فاعل من حلي ضد عطل، والجِيد العنق، ودليل ذلك مقابلة الحلي في صدر البيت بضده في عجزه وهو قوله (عاطل) فإن وافقكم رأيي هذا رجوت نشره في الرسالة الغراء مع شكوى لحضرتكم وحضرة الناقد الأديب الأستاذ النشاشيبي، وتقبلوا فائق التحية والسلام.
أحمد يوسف نجاتي
الأستاذ بكلية اللغة العربية
إلى الأستاذ عبده الزيات من الدكتور عبد الفتاح السيد بك
تحية وسلاما، وبعد فقد تناولت بيد الشكر والامتنان يومياتك القيمة وأخذت في الاطلاع عليها واستيعاب ما فيها من ملاحظات ودروس في الحياة المحامي العملية. ولم أشأ أن أؤخر القيام بواجب شكرك على إهدائي هذه الرسالة النفيسة حتى أتم الاطلاع على صحفها جميعاً، بل رأيت من فرط ارتياحي لما قرأته منها أن أسطر لك كتابي هذا مقدمة لقيامي بواجب زيارتك لكي أكرر الثناء العاطر
إن ملاحظاتك تذل حقاً على خلق نبيل وإحساس رقيق وشعور سام.
وإن كان لي ملاحظة أبديها فهي حرماني من الاطلاع على هذه اليوميات قبل الآن وقت أن كنت مبتدئاً في المحاماة التي أريد أن تعتقد بقول زميل نابه لك من قبل إنها مهنة الكرامة والكفاح والمجد، لا مهنة العبودية والمذلة وغير ذلك مما ذكرت في يومية 15 مايو سنة 1940 لأنك بذلك أيها الزميل تحاول أن تثبط عن غير قصد همة شيخ مثلي أراد في آخر أيامه أن يكون له شرف الانتساب إليها لا للكسب - صدقني - ولكن لما يشعر به في قرارة نفسه من أنها سبيل الدفاع عن الحق ومعاونة القضاء فعلا على الاضطلاع بمهمة العدالة؛ ولا يضير المحامي أن يصادف في عمله تعباً ونصباً، فإن الحياة كلها كفاح. وحسبنا فيها أن تؤدي واجباتنا بضمير مرتاح ونفس مطمئنة.
أكرر لك شكري أيها الزميل وارجوا المزيد من هذه اليوميات وتقبل ممن يفخر بك تلميذاً وزميلاً أزكى السلام.
عبد الفتاح السيد تقرير المجمع اللغوي لكتابيين قيمين:
(ألف الدكتور على عبد الواحد وافي الأستاذ بكلية الآداب كتابين نفيسين في علم اللغة وفقهها لم يصنف في بابهما خير منهما في سداد المنهج وغزارة المادة وطرافة البحث لا في القديم ولا في الحديث. وقد بعث بنسختين من طبعتهما الثانية إلى مجمع فؤاد الأول للغة العربية فجاءه من معالي رئيس المجمع الخطاب التالي):
(حضرة الأستاذ الدكتور علي عبد الواحد وافي: (عرض على لجنة الأدب في المجمع كتابكم (علم اللغة)، وصنوه (فقه اللغة). وقد جمدت لكم اللجنة ما بذلتم من جهد في البحث والدرس والاستخلاص؛ فقد حوى هذان الكتابان من مختلف مسائل اللغة وعالجها من مشكلاتها ما تمس إليه حاجة الباحث المتطلع. وقد انتهجتم في التأليف طريقة علمية حقيقية بالتقدير، وبسطتم من المعلومات ما يدل على غزارة مادة وحسن إحاطة. وكان لما أيدتم أو فندتم من وجهات النظر المتباينة مظهر من استقلال الرأي
وإننا إذ نشكر لكم هذا المجهود في التأليف، نرجو لكم المزيد من التوفيق، وتقلبوا أطيب تحياتي)
رئيس المجمع
أحمد لطفي السيد
أهل السنة وأصحاب الحديث
أهل السنة محمد يوسف موسى في العدد 622 من الرسالة كلمة طيبة عن كتابي (التعليم في رأي القابسي) الذي صدر أخيراً مع رسالة القابسي المخطوطة (أحكام المعلمين والمتعلمين). وهي كلمة تدل على أن الأستاذ يوسف موسى قد عنى بقراءة الرسالة عناية عظيمة، مع تحقيق العلماء وبصر أصحاب الفكر، مما هو جدير بعلم الكلمة وفضله.
وقد أشار الأستاذ الفاضل إلى مسألتين: أولادهما ورود (أهل السنة) لدلالة على (أصحاب الحديث) في مواضع نص على صفحاتها من الكتاب.
ولا نزاع في أن هناك فرقاً بين أهل السنة وأصحاب الحدث، فأهل السنة يقابلون الفرق الإسلامية الأخرى، وعلى الأخص الشيعة والمعتزلة، ولا يلزم أن يكون أهل السنة من الأشاعرة والماتريدية كما ذكر الأستاذ يوسف موسى، لأنه قبل الإمام أبي الحسن على ابن إسماعيل الأشعري المتوفى 324هـ، كان مذهب أهل السنة موجوداً في مقابل الفرق الإسلامية التي تخالفه. كما أن فرقة الأشاعرة بعد موت الأشعري تعمقت في علم الكلام للرد على المعتزلة وعلى غير المعتزلة، في الوقت الذي بقى فيه كثير من المسلمين متمسكين بالسنة من غير أن يكونوا معتزلة أو أشاعرة. أما أصحاب الحديث، فيذكرون عادة في مقابل أصحاب الرأي من الفقهاء، كما هو معروف.
ومع ذلك فالتفرقة الدقيقة بين أهل السنة وأصحاب الحديث لا يستمسك بها كثير من العلماء. فمنهم من يجعل أصحاب الحديث اصطلاحا مرادفا لأهل السنة، فيتكلم على أصحاب الحديث في مسائل كلامية لا فقهية. ونقصد هنا بالمسائل الكلامية، الاعتقادات لا العبادات. قال الإمام المحدث المفسر شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل الصابوني المتوفى 449هـ في رسالته عقيدة السلف وأصحاب الحديث (أصحاب الحديث حفظ الله أحياءهم ورحم أمواتهم يشهدون لله تعالى بالوحدانية، وللرسول (ص) بالرسالة والنبوة، ويعرفون ربهم عز وجل بصفاته التي نطق بها وحيه وتنزيله، أو شهد له بها رسوله (ص) على ما وردت الأخبار الصحاح به، ونقلته العدول الثقات عنه. . .)
وقد كان القابسي من أهل السنة، كما كان من أصحاب الحديث. فإذا كنت قد وصفته في بعض الأحيان بإحدى الصفتين فلم أكن مجانباً في ذلك الصواب. وبخاصة إذا لم يكن المقام يقتضي المقابلة بين الفرق المختلفة. أما إذا كان المقام مقام تفرقة صريحة بينه وبين المتكلمين من المعتزلة، فقد عنيت بالنص على أنه من أهل السنة.
أما المسألة الثانية وهي الحكم على المعتزلة بما ذكره الغزالي، وقد كان يحسن أن ألتمس الحكم عليهم من كتبهم أنفسهم، فإنما ذكرته هو ما كنت أعنيه؛ لأني أردت بيان رأي خصوم المعتزلة في آرائهم، ولم يكن يهمني تحقيقها من كتبهم.
دكتور احمد فؤاد الأهواني
إلى شيوخنا الأدباء أقف الآن حائراً في شئون الفكر، ويمتد خيالي إلى الوراء فأطالع تراث الآداب المختلفة وملاحم الشعراء العظيمة، وأخرج بعد ذلك إلى الحياة العامة، وأشاهد مباذلها وقيمها المختلفة من خير وشر، ثم أعود بعد ذلك فأحبس نفسي في برج عاجي أو سجن فسيح، أجتر غابر ذكرياتي، وأطالع أدب شيوخنا الأدباء من صناديد المفكرين والكتاب الذين أتيح لهم بما لديهم من عبقريات فذة أن يعرفوا في هذه البلاد والأقطار العربية الشقيقة. ولكننا نراهم عاكفين على إنتاجهم ولا يفكرون في شئون الجيل الجديد والعمل لصالح مستقبل الأدب في مصر.
ولعل الذي أثار هذا المعنى الجليل في نفسي هو نداء الأستاذ الكبير الزيات إلى وجوب إنشاء دار للترجمة تترجم لنا كل ما في أدب الغرب من روائع وأعلام. ولاشك أنه نداء صادق أمين، فللأستاذ الكبير الثناء والشكر من وفود جيل يرقب أعمال الأدباء بجانب تراثهم الخالد في الأدب. وعلى هذا الضوء نتوجه إلى الأستاذ العقاد، والدكتور طه حسين، والأستاذ الزيات في شئ من اللوم والتقصير: من في أدباء الشباب سيخلف العقاد العظيم؟ وهل في العربية كاتب تقرب منزلته في أسلوبه مثل الزيات؟ الجواب: لا. . . ولكن هل فكر الزيات في أن يخلفه أديب أو جماعة من الأدباء يمثلون مدرسة خالدة في الأسلوب الرصين؟ وهل امتدت خدمة الدكتور طه حسين حينما كان مستشاراً فنياً لوزارة المعارف إلى عمل نافع لثقافة جيل جيد؟! كم كنا نود من الدكتور طه أن يشير إلى مثل ما أشار إليه الأستاذ الزيات من إنشاء دار للترجمة. . .؟! وهل اتفق أقطاب الأدب الحديث وهم العقاد وطه حسين والزيات على ذلك العمل الجليل فأسرع العقاد في مجلس الشيوخ يطالب بذلك. وأشياء وأشياء نودها من أشياخنا الأدباء لضرورة نهضة الجيل الجديد كإنشاء دار تعرف باسم الأدب الحديث للمحاضرات والمناظرة.
وإني لأخشى ألا يكون في امتداد أدباء الشباب من ينصف شيوخنا الأدباء في المستقبل إلا إذا تأثروا بأدبهم ونشاطهم ولن يكون ذلك إلا إذا قامت مدارس أدبية تمثل ألوان الأدب الحديث وأعلامه الأفذاذ.
وبعد فهذه ناحية لم يلح في تناولها أدباؤنا الشباب الذين أتيحت لهم الكتابة في الجرائد والمجلات، فهل تفسح لنا الرسالة الغراء في نشر هذه الكلمة؟ نرجو ذلك وللأستاذ الزيات الشكر والثناء على عمله المتواصل في خدمة الشباب والأدب والثقافة.
أحمد محمود دعبس
طالب بالمدرسة السعيدية
الجمال الفني في القرآن
وقعت أخطاء مطبعية في المقال المنشور بالعدد الماضي يمكن أن يدركها القارئ فنكتفي بتصحيح أثنين منها للضرورة:
وقع اضطراب في هذه الفقرة فنعيدها مصححة زيادة الكلمات الساقطة منها:
(وتكملة لهذا البيان أقرر أن هذه الطريقة تكثر في مواضع التشريع وفي بعض مواضع الجدل. أما طريقة التصوير فإنها تكاد تطرد في سائر الأغراض).
ووقع خطأ في هذه الآية:
(يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض).