مجلة الرسالة/العدد 622/ثرى الحرب
→ فرنسا الجريحة | مجلة الرسالة - العدد 622 ثرى الحرب [[مؤلف:|]] |
أشواق. . . ← |
بتاريخ: 04 - 06 - 1945 |
للأستاذ محمد برهام
أراه فأذكر الخط السعيدا ... وأطرق إذ أرى حظي بليدا
لقد فهم الحياة فجد حتى ... أقام لنفسه ملكاً وطيدا
إذا عبست له الأقدار (بيضا) ... فقد ضحكت له الأقدار (سودا)
ثرىَّ الحرب إن الناس حرب ... عليك لجمعك المال العديدا
وأوليك المديح ولا أبالي ... إذا ما صرت في مدحي فريدا
وجود ظالم لا خير فيه ... فما أحراك أن تنسى الوجودا
أليس المرء في دنياه مالا ... يقاس به هبوطاً أو صعودا
تحدث بالثراء ولو كذابا ... تجدك غدوت إنساناً مجيدا
وقالوا جاهل قلنا سيغدو ... على الأيام ابلغنا قصيدا
وقالوا مجده مجد طريف ... فقلت المجد لم يخلق تليدا
صفات سوف تنساها الليالي ... وثروته تخلده خلودا
لعمرك كم نمجد أثرياء ... فنطريهم ونلبسهم عقودا
وكانوا لا تسلني كيف كانوا ... وخلى المال صيتهم بعيدا
إذا فنشت عن أسباب مجد ... فلا تنسَ الدراهم والنقودا
لماذا لا أكون ثرىَّ حرب ... فألبس خاتماً وأزين جيداً
وقل ما شئت في ذمي فعندي ... سواء أن تذم وأن تشيدا
أينبل شاعر قد وظفوه ... فلاقى في وظيفته الجحودا
بلا حول، فإن طلب الترقي ... أقاموا دونه (كَدْراً) جديدا
منيع، تتبع النظرات فيه ... فتلقى كل أحرفه قيودا
نظل سنين نحسب - كي نعلَّي ... (جنيهاً) وا تفاهة ما أريدا
علاوات كدود البطن تردى ... فسموها (الوحيدة) والوحيدا
إلهي طال للعدل انتظاري ... ولا أمل لدي أرى الفقيدا
فمن ذا يشتري علمي وشعري ... ويبدلني بهم جهلا مفيد هنيئاً يا ثرى الحرب مال ... ضمنت بجمعه العيش الرغيدا
فعش من نور جهلك في رخاء ... ودع لي الفقر والخلق الحميدا