الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 619/عيد الجلوس والربيع والسلام

مجلة الرسالة/العدد 619/عيد الجلوس والربيع والسلام

مجلة الرسالة - العدد 619
عيد الجلوس والربيع والسلام
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 14 - 05 - 1945


للأستاذ محمد عبد الغني حسن

لواءُ مُلك يا مولاي منشورُ ... وعيدك السَّمَح ضاحي الوجه مشهور

له على الأرض ضجَّات وجلجلةٌ ... وفي السموات تهليلٌ وتكبير

يومٌ من الُخلد قد خُطَّت صحائفُه ... كأنه في سجل الُخلد مسطور

مع الربيع قد انهلَّت بشائرُه ... وللربيع إذا وافى تباشير

كأنه مُؤْذِنٌ بالخطبِ في بلد ... ثَراؤه في كتاب الله مذكور. . .

مولاي تلك الأسارير التي انبسطت ... ما أشرقت مثَلها فينا أساريرُ

مولاي تلك الأزاهير التي ابتسمت ... ما شابهتها على الروض الأزاهير

تبسَّم الزمن المنكودُ واعتدلت ... أموره وتحامتنا الأعاصير

ومرَّ من سيئات الدهر ما غُفِرَتْ ... وكلُّ سوء على الأيام مغفور

وأصبحت مصرُ والأيام مقبلةٌ ... والحظُّ في أمرها جَذْلانُ مسرور

لما جلست أقال الله عثرتها ... وصافحتها على الخير المقادير

مولاي عيدُك هذا العام تغمرُه ... بشرى السلام وَيَسْرى فَوقَه النورُ

كأنه من هُتاف الحقُّ أغنية ... أو أنه من نشيد السلم مَزْمور

كانَ الطُّغاة لهم تدبيرُ منتقم ... فينا، ولله يا مولاي تدير. . .

رَمَوا والله في أغراضهم هَدَفٌ ... وقدَّروا، ولحكم الله تقدير. . .

شَنُّوا على الأرض حرباً غير عاقلة ... الجوُّ منها لظى والبحر تَنُّورُ

ظنوا الليالي عنيهم غيرَ دائرة ... مَن اطمأنَّ إلى الأيام مغرور

الأرضُ ضاقت عليهم وهْي مُفْزعةٌ ... والجوُّ سُدَّ عليهم وَهْوَ مذعور. . .

كم آمرٍ بات منهم وهو مُؤْيمِرٌ ... وآسرٍ بات فيهم وهو مأسور. . .

مولاي: في الشرق نورٌ كم أضاء به ... على الدجنَّات في التاريخ دَيجور

وللعروبة يا مولاي ألوية ... يُنبيك عنها من الرومان (نقفور)

لواؤُها في دروب البرَّ منتصر ... وجيشها في خِضَمَّ منصور

إذا غزت فهي نيران مسعرة ... وإن رمت فهي تخريب وت ماض من العيش قد ولت بشاشته ... وما جرت فيه بالسعد المقادير

قد غَيَّر الدهرُ يا مولاي سيرته ... والدهر في صرفه حوْلٌ وتغيير

إنا لنرجوك لمال تجرها ... فكل كسر على كفيك مجبور

عسى الليالي التي ضاعت نضارتها ... تعود منها الفيافي وهي يخضور

ما دام فيه قلوبٌ مثلُ قلبكمو ... فكل معسوره لا شك ميسور

فكن إلى المجد ركناً في بنايته ... فإنما الملك إصلاح وتعمير

يا قائد الجيش إن السيف ما برحت ... له على الأرض آراءٌ وتدبيرُ

كفى الوقوفُ بمجد ليس يحفظه ... إلا الفوارسُ والأُسّدْ المغاوير

من فاته السيف في الدنيا فليس له ... من ذنبه في حِفاظ الحقَّ تكفيرُ

لا يحفظ الحقَّ إلا السيفُ منصلتاً ... دعوى السلام بتلك الأرض تغرير. . .