مجلة الرسالة/العدد 617/المسرح والسينما
→ القصص | مجلة الرسالة - العدد 617 المسرح والسينما [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 30 - 04 - 1945 |
فلم (قبلة في لبنان)
تأليف الأستاذين: سليمان نجيب بك ويوسف جوهر
إخراج الأستاذ احمد بدر خان - إنتاج شركة اتحاد الفنيين
الموضوع
زوجة شابة من سيدات الطبقة الراقية تسافر وحيدة إلى لبنان، وهناك تلتقي بشاب مصري ويتعارفان ويتفاهمان ويساعد الجو الشاعري على أن تصحو العاطفة في قلبيهما، وتنتهي هذه اليقظة الفاجئة إلى قبلة خاطفة تنبه الزوجة إلى الخطر المحدق بها فتختفي عن عين الفتى وتعجل بالعودة إلى القاهرة من غير أن تحيط أسرتها علماً بهذه العودة، وتفاجئ زوجها يقبل فتاة في بيتها فتثور (طبعاً) ويعلم والد زوجها بما حدث فيسخر هذا الوالد العصري من ابنه الذي لو كان مثل أبيه لما استطاعت زوجته أن تضبطه متلبساً بفعلته. . . ثم يعلم هذا الوالد بما كان بين زوجة ابنه وبين من تعرفت به في لبنان - بعد أن حاول عبثاً حملها على أن تغفر لزوجها خطيئته - فيستغل ما استكشفه من سر العلاقة التي ربطت بين الزوجة الشابة والفتى في لبنان. والصورة التي كانت قد التقطت لهما. فيتهددها بهذا السر فتنزل على إرادته وتعفو عن زوجها من غير أن يعرف الزوج عن خطيئتها شيئاً، ويتلقى الفتى المحب هذا الدرس القاسي فيذهب إلى غير رجعة. . .
هذا ملخص لقصة الفيلم، وقد سبق للفرقة المصرية أن قدمت هذه القصة بالذات وأسمتها (كلنا كده) ودار حولها نقاش وكان مما قيل فيها: أنها تسئ إلى الأخلاق والكرامة بالصورة التي أرادها المؤلف للطبقة الراقية في مصر. ولست أدري لماذا وقع اختيار اتحاد الفنيين على هذه القصة لتكون باكورة إنتاجهم. وإن كنت أدري أن مثل هذه القصة ليست صالحة لتكون فيلماً نظيف الصورة رفيع الفكرة. . .
التمثيل
قام سليمان نجيب بك بدور (محسن باشا) وقد أراد له المؤلف أن يكون والد من الصنف الذي يفهم (المصرية) على أنها سخرية بالأوضاع واستهانة بالتقاليد فكان له ما أراد، ولهذا لم تنسني لسليمان بك فرصة فنية تقضيه بذل جهد ممتاز. وقام أنور وجدي بدور (سامي بك) وهذا دوره الذي يجيده، وقامت مديحة يسري بدور (فتحية هانم) فأبدعت حقاً وعرفت كيف تجيد التعبير عن احساسات مختلفة في براعة فائقة، وقام محمد فوزي بدور (منير) ويمكن أن نعتبر هذا الدور بداية طيبة إذا اعتبرنا صاحبه وجهاً جديداً، وقد وقفت زينب صدقي وفردوس محمد وهاجر حمدي، وكذلك نجحت النجمة الجديدة ليلى عبدة ودلت على استعداد يؤهلها لأن تكون نجمة لامعة، ووفق أيضاً فؤاد شفيق ومحمد كامل.
الأغاني:
ألف أكثرها أحمد بدر خان فدل على طول باعه في التأليف، ولحنها وغناها محمد فوزي فدل على أنه يمشي في طريق النجاح. وكلها تشهد ببراعته في التلحين والموسيقى التصويرية.
الصوت والإضاءة والديكور:
كان الصوت سيئاً جداً في كثير من المشاهد، وكانت الإضاءة خير ما في الفيلم وكذلك الديكور.
الإخراج:
اضطلع به الأستاذ أحمد بدر خان وهو مخرج شاب له موهبته وثقافته ومقدرته، وقد بذل جهداً كبيراً في الإخراج ولكن تفاهة القصة جعلته كجندي يحارب في غير ميدان.
وبعد:
فإن من الشائع عندنا أن الذين يؤلفون للسينما يسيرون وراء المؤلف الغربي ويأخذون عنه ويقتبسون منه ويحاكونه. ناسين أو متناسين أن لكل بلد جوه ومزاجه وتقاليده. وقد تجلت هذه الظاهرة واضحة في قصة هذا الفيلم. وقد تستساغ مثل هذه القصة في البلاد الغربية لأنها لا تتنافى مع ما ألفوه من عادات وتقاليد، ولكنها في مصر لا يمكن أن تستساغ ولا أن تهضم. . .
. . . كم أتمنى أن تقوم عندنا نهضة فنية صحيحة!! نعم كم أتمنى!! عبد الفتاح متولي عبن
25