الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 613/القصص

مجلة الرسالة/العدد 613/القصص

ناظر المدرسة Учитель هي قصة قصيرة بقلم أنطون تشيخوف نشرت عام 1886. نشرت هذه الترجمة في العدد 613 من مجلة الرسالة الذي صدر بتاريخ 2 أبريل 1945



ناظر المدرسة

للقصصي الروسي أنطون تشيكوف

ترجمةاللأستاذ محمد قطب

كان فيودور لوكيتش سيسوييف - ناظر المدرسة التابعة للمصنع الذي يديره كوليكين - كان يعد نفسه لحفلة الغداء السنوية. ففي كل عام بعد انتهاء الامتحانات كان المدير يقيم حفلا يدعي إليه مفتش المدارس الأولية والممتحنون ويحضره كذلك مديروا المصنع.

وعلى الرغم من الصبغة الرسمية التي كانت لهذه الحفلات فإنها كانت ذائما حافلة بالحياة والمرح، وكان المدعوون يقضون فيها وقتاً طيباً ناسين ما بينهم من فروق. وكانوا يأكلون حتى يمتلئوا ويشربون ويتحدثون حتى تبح أصواتهم، ثم يتفرقون في المساء المتأخر وقد انطلقت حناجرهم بغناء صاخب تغطي حدته على ضجيج آلات المصنع!

وقد حضر سيسوييف من أمثال هذه الحفلات ثلاثة عشر إذ كانت قد مضت عليه ثلاث عشرة سنة في نظارة تلك المدرسة. والآن - هو يعد نفسه للرابع عشر - كان يحاول أن يبدو عليه البشر وأن تبدو حركاته مضبوطة بقدر الإمكان. وقد مرت عليه ساعة كاملة وهو ينظف بالفرشاة بذلته الجديدة السوداء وقضى ساعة أخرى أمام المرآة وهو يرتدي قميصاً على آخر طراز. ولكن دبوس الرقبة لم يشأ أن يدخل في عروته بسهولة فثار الرجل وصخب وراح يوجه أعنف اللوم إلى زوجته ويهددها بعظائم الأمور.

وكانت زوجته المسكينة قد أنهكت قواها وهي تدور حوله لتقضي له حوائجه وتساعده على إعداد نفسه. والحق أنه هو نفسه قد خارت قواه آخر الأمر حتى إنه - حين أحضر له حذاؤه الملمع من المطبخ - لم يستطع أن يلبسه واضطر أن يضطجع حينا من الوقت ويشرب كوبا من الماء فتنهدت زوجته آسفة وقالت له (لقد غدوت ضعيفاً جداً، وكان الأجدر بك ألا تذهب إلى هذا الغداء أبدا)

فقاطعها غاضباً (لا أريد نصائح من فضلك!)

وقد كان ثائراً جداً. . . وكانت نتيجة الامتحانات الأخيرة تثيره أكثر من كل شيء. ومع أن الامتحان قد أنتهى بصورة باهرة وحصل تلاميذ الفرقة الأخيرة على شهادات وجوائز أيضاً، وسر لهذه النتيجة رجال المصنع ورجال الحكومة سواء، إلا أن ذلك كله لم يكن كافياً لحضرة الناظر. . . فقد آذاه أن التلميذ بابكين الذي لم يكن يخطئ في الإملاء أبداً قد أخطأ ثلاث مرات، وأن سرجييف كان شديد الاضطرات فلم يعرف حاصل ضرب 17 13، وأن المفتش وهو شاب غير مجرب - قد اختار للاملاء قطعة صعبة، وأن ليابونوف - وهو ناظر مدرسة مجاورة - لم يسلك مسلك الزملاء حين اختاره المفتش لإملاء القطعة بل جعل يبتلع الحروف ابتلاعا ولم ينطق الكلمات كما هي مكتوبة!

وبعد أن ارتدى الرجل حذاءه بمساعدة زوجته ونظر إلى نفسه في المرآة مرة أخرى، أمسك بعصاه المحببة وذهب إلى الحفل. وما إن وصل إلى منزل مدير المصنع حتى حدث له حادث بسيط فقد انتابه نوبة سعال عنيفة فجعل يهتز حتى طارت قبعته من فوق رأسه ووقعت عصاه من يده. وما إن سمع المفتش والمدرسون سعاله حتى هرعوا إليه فوجدوه جالساً على أسفل السلم سابحا في بحر من العرق، فقال المفتش مستغرباً (أهذا أنت يافيودور لوكيتش؟ هو. . . أتيت؟) ولماذا لا أحضر؟)

(كان يجب أن تكون في المنزل ياصديقي العزيز فلست اليوم على ما يرام)

إنني اليوم كما كنت بالأمس. . . وإذا كان وجودي يضايقكن فأستطيع أن أرجع)

(أوه يا فيودور. لا تتحدث بهذه اللهجة! تفضل بالدخول. إنك أنت تشرف هذا الحفل لا نحن. وإننا لمسرورون برؤيتك. . . مسرورون جداً!)

وكان كل شيء في الداخل قد أعد للحفل. وكانت في حجرة المائدة المزينة بزهور (الجيرانيوم) مائدتان إحداهما - الكبيرة - للطعام، والأخرى قد وضعت عليها طائفة من المشهيات. وكان ضوء النهار الحار يدخل بقدر من خلال الستائر المدلاة على النوافذ. وكانت مناظر الطبيعة المنقوشة على الستائر وأزهار الجيرانيوم وشارئح اللحم المرتبة في الصحاف. . . تعطي كلها جوا فطريا عاطفيا يلائم طبيعة صاحب المنزل وهو رجل ألماني طيب القلب صغير الجرم تلمع عيناه بالبشر والمحبة يدعى (أدولف أندريتش بروُني) وكان يدور حول المائدة الصغيرة نشيطاً متحمساً يملأ الأكواب بالشراب، ويملأ الصحاف بالطعام محاولا بكل طريقة أن يعبر عن صداقته وأن ينشر البشر على الجميع.

ولما رأى سيسوييف صاح (من ذا الذي أرى؟ فيودور لوكيتش! إن هذا بديع! لقد أتيت برغم مرضك. أيها السادة دعوني أهنئكم بحضور فيودور لوكيتش!)

وكان المدرسون في ذلك الوقت قد اجتمعوا حول المائدة يأكلون المشهيات، فقطب فيودور غاضباً لأن زملاءه قد بدأوا الطعام والشراب من غير أن ينتظروه. ولاحظ من بينهم ليابونوف الذي أملى الإملاء في الامتحان فاجه نحوه قائلا:

(لم يكن سلوكك مما يجدر بالزملاء! أبداً! فأن السادة الكرام لا يملون هكذا!)

فقال ليانوف مقطباً (يالله! أما زلت تفكر في هذا الموضوع؟ أما سئمت الأخذ والرد فيه؟)

(بلى. مازلت أفكر فيه! إن بابكين لم يكن يخطيء أبداً! وانا أعرف لماذا أمليت هكذا. لقد أردت أن تطوح بتلاميذي حتى تبدو مدرستك خيراً من مدرستي. إنني أعرف كل شيء!. . .)

فصاح ليابونوف محتداً (لماذا تحاول أن تقيم معركة؟ وأي شيء حدا بك إلى إغضابي؟)

فتدخل المفتش قائلا: (مهلا أيها السادة. هل يجوز أن يتحدوا على شيء بسيط كهذا؟ ثلاثة أخطاء. . . بدلا من واحد. . . هل هذا يهم؟)

(نعم، يهم. إن بابكين لم يكن يخطيء أبداً)

فصاح ليابونوف (إنه لن يترك هذا الحديث أبدا. وهو يستغل ضعفه ومرضه فيسبب لنا المتاعب جميعاً. إنني ياسيدي لن أعاملك كرجل مريض)

فاحتد سيسوييف قائلا: (دع مرضي جانباً. فليس لك به شأن. إنهم جميعاً يرددون في وجهي المرض. . . المرض. . . المرض. كأني محتاج إلى عطفك! ثم خبرني من أين جاءتك فكرة مرضي؟ لقد كنت مريضاً قبل الامتحان. هذا صحيح لكني شفيت تماماً ولم يبقى من أثر المرض إلا شيء من الضعف)

وهنا قال مدرس الديانة الأب نيكولاى (لقد استعدت صحتك فاشكر ربك. وعليك أن تسر بهذا ولكنك سريع الغضب)

فقاطعه سيسوييف قائلا: (وأنت أيضاً. . . ما كان أحسن صنيعك! الأسئلة يجب أن تكون مستقيمة وواضحة ولكنك ظللت تسأل ألغازاً. ليس هذا ما يجب صنعه!)

. . . وأخيراً فلحوا في تهدئته وأخذوه إلى المائدة. فظل يتردد فيما يشرب حتى قرر أن يشرب زجاجة كاملة من النبيذ ثم جذب إليه قطعة من فطير اللحم واستخرج ما حشيت به وقضم منه قضمة فخيل إليه أنها خالية من الملح فرش عليها الملح رشا وما لبث أن دفعها بعيداً إذ أصبحت الفطيرة غارقة في الملح. . .

وفي أثناء الغداء كان سيسوييف يجلس بين المفتش وبروني وبدأ شرب الانخاب حسب العادات المتبعة. فبدأ المفتش بقوله: (إنني أعتبر من واجبي أن اقترح عليكم شكر اللذين أخذ هذه المدرسة تحت كنفهما وإن كانا لم يحضرا هذا الاجتماع وأعني بهما دانيال بتروفيتش و. . . و. . . و. . .) فقال بروني يلقنه (وايفان بتروفيتش)

(وايفان بتروفتش كوليكين الذين لاياكلون جهداً في سبيل المدرسة وأقترح أن نشرب نخبهما. . .)

فنهض بروني واقفاً كالملدوغ وقال (أنا من جانبي أقترح أن نشرب نخب مفتش المدارس الأولية بافل جينادييفتش ناداروف! فنهض المدعون وأزاحوا كراسيهم وبداوا يقرعون الأكواب وكان النخب الثالث دائماً من نصيب سيسوييف. وبهذه المناسبة نهض واقفاً ثم أخذ يلقي كلمته بعد أن أتخذ سماء الجد وتنحنح. . . وقد بدأ كلمته بقوله إن الله لم يمن عليه بموهبة البلاغة وإنه لم يكن مستعداً للخطابة. ثم قال إنه في خلال الأربعة عشر عاماً التي قضاها ناظراً للمدرسة كانت هناك دسائس تحاك وأياد تلعب في الخفاء. بل وصل الأمر إلى حد كتابة تقارير سرية إلى السلطات التي بيدها الأمر. وقال إنه يعرف أعداءه الذين أدلوا بمعلوماتهم ضده ولكنه لن يذكر أسماءهم (حتى لا يفسد شهية أحد) وأنه برغم هذه الدسائس فإن مدرسة كوليكين كانت الأولى في المنطقة كلها (ليس من الناحية الخلقية فحسب بل من الناحية المادية أيضاً).

ثم قال (في كل مكان آخر يتناول النظار رواتب تتراوح بين مائتي روبل وثلثمائة بينما أتناول أنا خمسمائة روبل، وعلاوة على هذا فقد أعيد تقش منزلي وأثث على حساب المصنع وفي هذا العام غطيت الجدران بالورق. . .)

وأخذ الناظر بعد ذلك يتحدث عن كرم المصنع في تزويد التلاميذ بأدوات الكتابة بالنسبة لمدارس الحكومة. وقال إن المدرسة مدينة في كل هذا لا إلى رؤساء المصنع الذين يقيمون على بعد ولا يزورونها إلا نادراً، وإنما إلى الرجل الذي برغم كونه ألماني العنصر وعلى عقيدة لوثرن فإنه روسي في دخيلة نفسه.

وتكلم سيسوييف طويلا. . وكان يقف بين الحين والحين ليلتقط نفسه، وكان يتصنع البلاغة وحسن التأثير حتى أصبح كلامه مملا ممجوجا. وظل يردد الإشارة إلى أعدائه ويكرر نفسه ويسعل ويمد أصابعه في الفضاء باشارات غير مناسبة، وأخيراً أنهكت قواه وتصبب العرق من كل بدنه وانخفض صوته حتى لكأنه يحدث نفسه وختم كلامه بجمل غير مترابطة (وعلى هذا فأنا أقترح شرب نخب بروني أعني أدولف أندرييتش، الذي هو بيننا. . . وبصفة عامة. . . تفهمون ما أقول. . .)

وحينما انتهى من حديثه تنفس الجميع الصعداء كأنما رش أحدهم ماء باردا فصفا الجو. . ولم يكن قد بقي فيهم أحد على مرحه إلا بروني الذي شد على يد سيسوييف مصافحا وعاد وجهه ينضح بالبشر قائلا:

(أشكرك. وأشعر بسعادة عظيمة لأنك فهمتني! إنني ارجو من كل قلبي أن يكون كل شيء حسناً ولكن يجب أن الاحظ أنك تضخم من أهميتي كثيراً وإن نجاح المدرسة يرجع في الحقيقة إليك أنت يا صديقي. فلولاك أنت لما امتازت من أي مدرسة أخرى. وقد تظن أنني أجاملك، ولكني لا أجامل أحداً. وإذا كنا ندفع لك خمسمائة روبل في السنة فلأننا نقدرك. أليس كذلك أيها السادة؟ إن ما أقول صحيح. إليس كذلك؟ إننا لن نكن لندفع لغيره مثل هذا الأجر. والواقع أن المدرسة الطيبة السمعة هي شرف للمصنع!)

فقال المفتش (لايسعني إلا أن أقول إن مدرستكم ممتازة ولا تظنوا هذا رياء، فإني لم أصادف مدرسة أخرى كهذه في حياتي. وبينما كنت أجلس لامتحان التلاميذ كان يغمرني الإعجاب. . تلاميذ مدهشون! إن معلوماتهم جيدة وإنهم يجيبون إجابات مشرقة وفي الوقت ذاته فإنهم - على نحو ما - ممتازون. ثم هم صادقون في عواطفهم، ويستطيع الإنسان أن يجزم بأنهم يحبونك يافيودور لوكيتش. إنك ناظر مدرسة لحما ودما. ولا بد أنك ولدت مدرساً. فإن فيك جميع المواهب، من ميل فطري وتجريب طويل وحب لعملك. وإنه - بالاختصار - يدهشنا - بالنظر إلى ضعف صحتك - أن نرى فيك كل هذا النشاط والفهم والمواظبة والثقة بنفسك. لقد وصفك أحدهم في اجتماع مدرسي بانك شاعر في عملك. أجل إنك لشاعر!) وهب الحاضرون على الطعام كرجل واحد يتحدثون عن مواهب سيسوييف وكأنما فتح خزان فسال طوفان من الكلمات الحماسية الصادقة. ونسي الجميع خطبة سيسوييف وحالته العصبية المنكرة ووجهه المعبر عن الحقد والكراهية. وجعلوا يتحدثون بحرية حتى أولئك المدرسون الجدد المستحون الذين كانوا لا يتحدثون إلى المفتشين إلا بقولهم (سعادتكم). وكان من الجلي أن سيسوييف - في محيطه - رجل ذو حيثية.

ولما كان قد تعود النجاح وسماع المديح مدة الأربعة عشر عاما التي قضاها ناظرا مدرسة فإنه كان يستمع بغير اهتمام إلى حماسة المعجبين. .

وكان بروني هو الذي شرب نخب هذا المديح بدلا من سيسوييف، فقد انتبه لكل كلمة تقال وكان يصفق ويهلل وينحني متواضعاً كأنما كان كل هذا المديح خاصاً به هو لابناظر المدرسة. وكان يصيح قائلا: (مرحى. . مرحى! هذا حق! لقد عرفتم ما أقصد!. . بديع!!)

وكان ينظر إلى ناظر الدرسة كأنما يريد أن يشاركه فرحه وأخيراً لم يطق صبراً، فقفز واقفاً وغطى بصوته جميع أصواتهم وهو يصيح: (أيها السادة! اسمحوا لي أن أتكلم! هس! أمام كل الذي تقولونه ليس لي إلا جواب واحد: وهو أن إدارة المصنع لن تنسى ما أداه فيودور لوكيتش من الخدمات!. . .)

وساد الصمت. ورفع سيسوييف بصره إلى وجه الألماني المتورد الذي عاد يقول: (إننا نعرف كيف نقدر مجهوداته. والجواب على كلماتكم هو أن أخبركم أن مبلغاً من المال قد وضع في المصرف في الشهر الماضي من أجل عائلة فيودور لوكيتش). فنظر سيسوييف متفهماً إلى الألماني وإلى زملائه كأنه غير قادر أن يفهم لماذا وضع المبلغ لعائلته وليس له هو. وفي لحظة واحدة استطاع أن يرى جميع الوجوه المنحدرة إليه، وفي العيون المثبتة نحوه، لا إحساس العطف ولا الشفقة التي لم يكن يحتملها، بل شيئاً آخر عطوفاً رقيقاً، ولكنه في الوقت ذاته مشؤم مخيف كأنه حقيقة واقعة. شيء سري كالقشعريرة في جسده وملأ قلبه بيأس دفين، فقام فجأة بوجه ممتقع وضرب وأسه بيديه، وظل هكذا ربع دقيقة وهو يحدق في نقطة امامه، كأنه يرى الموت الذي تحدث عنه بروني. . . ثم جلس ثانية والدموع تنهمر من عينيه. وسمع من حوله أصواتاً فزعة تقول: ماذا؟ ماذا؟ ماء اشرب شيئاً من الماء!) ومرت لحظة قصيرة هدأ خلاها الرجل، ولكن المجتمعين لم يعودوا إلى مزاجهم الأول. وانتهى الغداء في صمت حئيب، وفي وقت أسرع من كل المرات السابقة.

وحين عاد سيسوييف إلى المنزل ذهب تواً إلى المرآة ثم قال في نفسه وهو ينظر إلى خديه المترهلين وعينيه اللتين تحيط بهما هالة سوداء (حقا. لم يكن ما يدعوني أن أبكي كل هذا البكاء! إن وجهي اليوم خير منه بالأمس. وإن ما أعانيه هو الانيميا والزكام الناشيء من المعدة. وسمالي ناشيء من المعدة). وخلع ملابسه وقد عاد إليه اطمئنانه وقضى وقتاً طويلاً ينظف بالفرشاة بذلته الجديدة السوداء ثم طبقها بعناية ووضعها في مكانها. ثم ذهب إلى المكتب حيث تراكمت كراسات التلاميذ فأخرج من بينها كراسة بايكين وجعل يتأمل في جمال خطه. . .

وفي الوقت ذاته - بينما كان هو يفحص كراسات التلاميذ - كان طبيب المنطقة يجلس في الغرفة المجاورة ويهمس في أذن زوجته أنه لم يكن يجوز أن بيح الذهاب إلى حفلة غداء لرجل لايحتمل أن يعيش أكثر من أسبوع.

محمد قطب