الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 605/هذا العالم المتغير

مجلة الرسالة/العدد 605/هذا العالم المتغير

مجلة الرسالة - العدد 605
هذا العالم المتغير
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 05 - 02 - 1945


للأستاذ فوزي الشتوي

معجزة الأبحاث الروسية

12 رجلاً يعودون إلى الحياة

أذاعت جريدة برافدا الروسية أن الطب تمكن من إعادة الحياة إلى 12 جندياً من 51 بعد وفاتهم. وأبرق المراسل الحربي لإحدى الجرائد الأمريكية بتفاصيل الخبر، فأيده وتمت هذه العمليات في خطوط القتال الأمامية، وتحت وابل من قنابل المدافع. فأن الأطباء الروسيين يستغلون الحرب الحالية وكثرة ضحاياها ليجروا من التجارب ما يستحيل التفكير فيه في زمن السلم

ويشرف على هذه التجارب الدكتور نيجوفسكي من معهد الاتحاد السوفيتي للطب التجريبي، فبعد ما ظهر على المصابين جميع علامات الوفاة أجريت معهم تجربة جديدة للتنفس وتغذية أجسامهم بالدم. فدفع الهواء إلى الرئتين مباشرة كما غذى الجسم بالدم عن طريق وريد يؤدي إلى القلب، لا عن طريق شريان

وتقول جريدة برافدا أن التجربة تمت على أساس النظرية القائلة إن الإنسان في الدقائق الأولى لوفاته يكون قريباً من الحياة، فيتاح إيقاف الموت أن اتخذت الخطوات الموفقة لإعادة القلب والرئتين إلى عملهما. وبذلك يستعيد الضغط الدموي بناءه، ويمتنع انحلال الجهاز العصبي.

ويقول الأطباء الذين أجروا هذه التجارب أن خطواتها يجب أن تتم بأقصى سرعة لأن الجهاز العصبي يتعرض لعدة تغيرات يتعذر تصحيحها أن حدثت في الدقائق الخمس أو الست بعد الوفاة. ولهذا كان من الضروري أن يكون الطبيب سريع التقدير كثير النشاط في التنفيذ

ولم تكن هذه التجربة الأولى من نوعها، بل سبقتها عدة تجارب بلغ عددها 250 تجربة على الكلاب. وتقرر في نهايتها أن إعادة الحياة ممكنة في بعض الحالات بواسطة منفاخ يدفع الهواء مباشرة إلى الرئتين، وبنقل الدم في وريد متصل بالقلب حتى يستطيع الدم تنب عضلاته.

وقال الأطباء إن نقل الدم بالطرق العادية ومثله عملية التنفس الصناعي كانتا عديمتي القيمة في حالة حدوث الوفاة. وقد اثبت هؤلاء الأطباء صحة أقوالهم بعدة محاولات لم تسفر عن أية نتيجة.

وذكرت جريدة برافدا حالة الجندي الروسي الكسندر نوزوف. فأنه أحضر إلى مستشفى الميدان بعدما أطارت قنبلة إحدى ساقيه. وظل في حالة نزع مدة 14 ساعة، كان تنفسه أثنائها غير عميق، وقال الأطباء أن النبض كان ضعيفاً جداً يتعذر الإحساس به. استمر الأطباء في علاجه مدة 12 ساعة، فنقلوا إليه الدم، وحقنوه بالكافور والكافيين بدون جدوى. وأخيراً فقدوا كل أمل في إنقاذه وخصوصاً عندما بدأت أعراض الموت تظهر عليه

وعندئذ تسلمه الدكتور نيجوفسكي ومساعدوه وأجروا عليه تجاربهم. واستعملوا الطريقة الحديثة بنقل الدم إلى الوريد بدلاً من الشريان فأستعاد القلب تأديته لوظيفته. وفي الوقت نفسه أجريت عملية التنفس الصناعي بدفع الهواء إلى الرئتين مباشرة فتحسنت صحة المريض كثيراً، فأتيح لأحد الجراحين إجراء عملية الساق بدون صعوبة. وبعد يومين استعاد المصاب من القوة ما يكفي لنقله إلى مستشفى في مؤخرة الميدان

لقاح للسل

أوشكت مشكلة الإصابة بمرض السل أن تصل إلى علاج ناجح بعد تقرير قدمه الدكتوران والاس بروك وروبرت داي من مستشفى هوبكنس أنهما توصلا إلى العثور على اللقاح المضاد للسل. فأنهما اكتشفا عدداً من الأحياء الميكروسكوبية في فأر الحقل البريطاني. وهذه الأحياء من نفس عائلة الميكروبات التي تسبب السل للماشية والطيور وللإنسان

وبتطبيق الطريقة القديم الناجحة التي أدت إلى الوقاية من الجدري الخبيث باستعمال لقاح جدري الأبقار يتوقع العلماء أن يقوا الإنسان مرض السل باستعمال قريبه الذي يوجد في الفيران كمادة لقاح

وأجريت عدة تجارب على حلوف جويانا لاختبار أثر هذه اللقاح الجديد، فلوحظ أن عدوى السل تأخرت مدة طويلة كما لوحظ عند ظهور أعراضه أنه لم يكن قاسياً. وتقدمت التجارب مرحلة أخرى لتطبيقها على الإنسان فأعلن في التقارير الطبية أن حقن اللقاح تحت الجلد أو في الأوعية الدموية في الإنسان يؤد إلى زيادة وطأة المرض

وتقول التقارير الأخيرة إن نتائج تجربة استعمال لقاح الفيران للوقاية من السل البشري نجحت تجاربها في حالات قليلة عرضت فيها القردة للعدوى فلم تصب بالمرض مما شجع الباحثين على الاستمرار في تجاربهما

من الطباق الرديء

يتجه العلم الآن إلى الاستفادة من كل حاصلات الأرض على أحسن وجه. ويهتم بهذه الناحية علم جديد يطلقون عليه اسم هندسة الكيمياء. فالمواد التي نلقيها، وخصوصاً النباتية من لحاء الأشجار وغيرها، تحلل إلى عناصرها الأولية، وتصنع منها مواد جديدة جيدة لفائدة الإنسان في الناحيتين الصناعية والغذائية.

ويتنبأ علماء هذا العلم بأن أنواع الطباق الرديئة لن تستعمل لأغراض التدخين، بل ينتظرها مستقبل احسن وأخطر، فيستخرجون منها الشمع والأصباغ وزيوت لمعمل الصابون، ويستخرجون من البذور زيوت الطباق والمنيكوتين، أما الألياف فتصنع منها لوحات للحوائط

طماطم بدون بذر

توصل أحد الأخصائيين في الزراعة من جامعة كاليفورنيا من استنبات طماطم بدون بذور داخلها. والمهم في هذا الاستنبات انه ينتظر أن يؤدي إلى نتائج كبيرة القيمة في توليد نباتات أخرى تكون ذات قيمة أكبر ومحصول أوفر وأقل نفقة

ويقول مستنبت هذه الطماطم إنها كانت تمتاز عن مثيلاتها من ذوات البذور بقوتها وكبر حجمها وخصوصاً في آخر فصل الحصاد

وفي سنة 1943 تيسر الحصول على ثلاثة مستنبتات مختلفة من الطماطم الخالية من البذور، والتي ينتظر عندما تقدم للأسواق أن تكون غالية الثمن

في 10 دقائق يجدد الإطار

من المشاكل التي يواجهها العالم في الفترة الحالية الحاجة إلى إطارات المطاط للسيارات، فإن نشوب الحرب في الشرق الأقصى حرم العالم من الموارد الطبيعية لهذه المادة الضرورية لأدوات النقل حتى أسرعت الدول إلى صقل صناعة المطاط الصناعي، وكان إصلاح إطارات السيارات من المسائل المعقدة، يحتاج ترميمها وإصلاحها إلى وقت طويل

ووصل أخيراً أحد مهندسي مصلحة الحرب البريطانية إلى استنباط وسيلة يتاح بها إصلاح الإطارات في مدة 10 دقائق، فتمتد حياتها إلى 100. 000 ميل أخرى. وذلك باستعمال الإليكترونات الكهربائية في ترقيع الأجزاء البالية من الإطارات فتعيدها جديدة إلى حالتها الأولى. وتضيف هذه الآلة المقدار اللازم من المطاط بطريقة آلية بصرف النضر عن كبر الجزء البالي أو صغره.

فوزي الشتوي