الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 599/السلم العالمية حلم الأبد

مجلة الرسالة/العدد 599/السلم العالمية حلم الأبد

مجلة الرسالة - العدد 599
السلم العالمية حلم الأبد
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 25 - 12 - 1944

2 - السلم العالمية حلم الأبد

للأستاذ توحيد السلحدار بك

يقول الدكتور الأهواني: (الخطوات التي يخطوها العالم في سبيل التطور والوحدة خطوات سريعة جدا (كذا)، هي التي تجعلنا نقول بأن السلم قريبة الآن. ونحن نؤيد هذا القول بشواهد في التاريخ، معتمدين على النظر إلى تطور الإنسانية خلال العصور الطويلة)

إن مذاهب التاريخ وأنواعه وكتبه كثيرة، فعلى أيها اعتمد الدكتور يا ترى؟ يحسن، على كل حال، تقديم كلمة في التاريخ بوجه عام، قبل النظر في (الشواهد) وفي (تطور الإنسانية) مما اعتمد عليه الدكتور

إن كل قرن يكتب في التاريخ لإحيائه وتجديده. والتواريخ المكتوبة على أحدث وجهات النظر تعتمد على المنطق والفلسفة كي تبين حقيقة ذات شأن تؤخذ، بالنظرة الشاملة، من مشهد الحوادث الإنسانية، وهذا هو التاريخ السامي إلى المرتبة العلمية. على أن تطبيق هذه الطريقة يعرض المؤرخ لتعميمات واهية الأساس، واستنتاجات فطيرة، وإطلاق في الكلام. ولا يقدر سوى القليلين على ترجيح كفة الأمانة، كل الترجيح، في التحليل والحكم؛ وترجيح الضمير والعلم على هوى الآراء المحملة، وجواذب الحاضر السطحية، والتباس الشهادات الناقص تحقيقها. ومما يجب التنبه له، في هذا الباب، عادة التوفيق بين الحوادث المنقضية وبين هم المؤرخ من جهة تأليفه وفنه، أو بينها وبين أذواق عصر من العصور ووجدانيات أهله، ومصالحهم أو بعض المصالح الحزبية. والزمان الحاضر عصر تقدم، لكن يجب الاعتراف بأن الذين بالغوا في الفروض المخاطر بها كثيرون

وهذا ويلز يقول في مقدمة كتابه: (ليس يمكن أن يوجد سلم ولا نجاح مشتركان بغير أساس مشترك من الفكر التاريخية)؛ وتاريخه مكتوب في سبيل هذا الرأي. بين في كتابه مذهب جبون في تاريخ الرومان، ثم قال: (حاولنا أن نعرض الحوادث على صورة أخرى). وقد ذهب الأستاذ جيمو، مترجم الكتاب إلى الفرنسية، في مقدمة ترجمته، إلى أن هذا التاريخ (هو، قبل كل شيء، صنيع كاتب وسع دائرة نظره، فجعل الأمم والمدنيات في مكان الأفراد من كتب الخيال: ومن هنا وقعه التمثيلي في النفس. إن هذا التاريخ - وإن تأسس على أدلة قوية - لينشئ بقدر ما يحدث. . . هو قصص يصف حادثة لم تكن منتظرة، بطله الإنسان؛ والذين اعتبروا، حتى اليوم، من رجال التاريخ ليسوا فيها سوى المخرجين؛ وما الإمبراطوريات إلا مناظرها؛. . . وسيمة البطولة عند ويلز أن يخدم الإنسان، ويحمل نفسه منفذ الأقدار الذي يحتم على الإنسانية بالتدريج، في جميع المعتركات، اتحاداً في الفكر وفي الإرادة). ولم يوافق على وجهة نظر ويلز في كل الأحوال مع موافقتهم في بعضها: جنبير، الأستاذ بالسربون؛ وديريه، الأستاذ بجامعة رن ودينن، أستاذ الأدب فيها؛ وبول، الأستاذ في المزيم، أي حديقة النبات بباريس؛ ودسو، الأستاذ بمدرسة متحف اللوفر، وإضرابهم ممن ساعدوا المترجم

طال هذا الاستطراد المتعلق بالتاريخ، لكن عذره أن ملاحظة ما فيه تفيد في تقدير (شواهد) الدكتور التاريخية ونظره إلى (تطور الإنسانية)

فهو يقول إن الجماعات انتقلت، بمقتضى الرقي والعمران، من قبائل متناثرة ومدن صغيرة إلى دول وشعوب كبيرة، (وكلما اتسعت الدولة زالت الفوارق في اللغة، والتقاليد، والعادات، والفكر، والدين)

أما التاريخ فيقول إن الدول تتسع ثم تضيق، كما اتسعت الدولة العثمانية ثم ضاقت تركيا، من غير أن تزول تلك الفوارق؛ وكذلك الإمبراطورية النمسوية، وغيرها. واللغات وفروعها عديدة، والشعوب المختلفة لا تعرف غير لغاتها، والراقية تخلص لغاتها مما يهدد كيانها وإن تعلمت بعض اللغات الأجنبية؛ واليابان التي يعرف بعض أهلها اللغة الإنجليزية، مثلا، تحافظ على اليابانية ولا تهمل ثقافتها القومية، والروسيا اتسمت وليست اللغات العديدة فيها بسبيل الوحدة. ومصر التي اتسعت وضاقت، وتدانت أرجاؤها، وكثرت فيها المواصلات والمخالطات، لما تزل بها الفوارق على امتداد القرون بين التقاليد والعادات؛ بله ظواهر الأمور في طبقة محصورة من الآخذين عن الفرنسيين أو الإنجليز أو غيرهم، بل إن ما أخذوا يزيد الفوارق ولا ينتظر أن يعم. وقد تشعبت الأديان الوثنية والكتابية الأصلية، ولم تتوحد أصولها ولا مذاهبها في دولة ولا أمة؛ ولم ينس التاريخ ما وقع بين الكاثوليك والبروتستان؛ والذي أصاب اليهود، في دولة واسعة كألمانيا قد حدث في هذا الزمان. فالقول بزوال هذه الفوارق كلما اتسعت الدولة يشعر بعجلة في التحقيق، والاستنتاج، والتعميم، وإطلاق الكلام ويقول الدكتور: ظهر عامل جديد (سيقلب كيان الإنسانية كلها) و (هو سرعة المواصلات البرية، والبحرية والجوية)

وويلز يقول، في مقدمة كتابه: (أدنت البشر بعضهم من بعض لخيرهم أو لشرهم رسائل مواصلات أسرع). ويقول في كتابه: (لما كان جبون، من نحو قرن ونصف، يهنئ الجمعية اللطيفة في ذلك العصر بخاتمة طور الثورات السياسية والاجتماعية الكبرى، كان يهمل أكثر من أمارة تبدو لنا اليوم، في ضوء الحوادث، منبئة برجات رهيبة وانفساخات وانفكاكات شديدة. . . كانت الإمبراطورية ضمان سلامة وأمن للعالم. . . إن تقدم الملاحة وبناء السفن، بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، أمكن من سلام بريطاني مقبول عند الجميع، إن نمو الملاحة الجوية والمواصلات البرية قد يرد هذا السلام أمرا تقل الرغبة فيه بقدر ما يكون غير ثابت آمن). ويقول أيضاً: إن نظام الدول العظمى كان بأعلى درجاته (في قريب من الوقت الذي بدأت تظهر فيه القوى الفاكة التي بلغت مبلغا يجعلنا نتساءل قلقين في الساعة الحاضرة (حول 1930): هل ستجلب خراب عالمنا بأسره؟)

ذلك ما يقول واصف (سير الإنسانية العظيم نحو وحدة عالمية). وبواكير الأحوال تدل على أن انقلاب (كيان الإنسانية) سيكون شرا لها، لا خيراً، لأن الغريزة الأساسية الدافعة إلى الكفاح في الحياة والفوارق الطبيعية بين الأفراد والجماعات لم تتغير ولن تتغير

ويقول الدكتور: ستخطو الإنسانية خطوات أخر (يخيل إلينا أنها قريبة الوقوع وهي: وحدة اللغة، ووحدة التقاليد، ووحدة الزي، ووحدة الأساليب في شتى فروع الحياة). ومن آيات هذا الاتجاه (أن تركيا اصطنعت الكتابة بالحروف اللاتينية. . وفي مصر من يريد مثل ذلك)؛ ومنها (محاولة اختراع لغة عالمية سموها. . . اسبرابتو)

وهذه (وحدات) كثيرة أو حجج كأنها واردة لمجرد الاحتجاج، إذ ليس بخفي على الدكتور أن سكان الأرض 1821 مليون، هم ستة أجناس أصلية فروعها أكثر من خمسين؛ وأن لغاتهم ومشتقاتها ألف على التقريب، أصولها الأساسية أحد عشر، ويتفاهم بها الهمجي والمثقف ومن بينها في دركات ودرجات لا تحصى؛ وأن اللغة صور لما في النفس من وجدانيات وأفكار. فكيف تنشأ وحدة النفس والدركات والمدركات فيها حتى تتحقق وحدة اللغة في جميع العالمين، مع ما بينهم من تفاوت طبيعي من الجهتين الحسية والمعنوية، ومن اختلاف الموطن والعيشة والموروث المستقر في أعماق الجسم والنفس، والمكتسب المتنوع تنوع عوامل التطور الباطنية والخارجية. فما (وحدة الأساليب في شتى فروع الحياة) إلا شيء خيالي. وإن جاز أن يتمنى هذه الوحدة وأمثالها آخذ بالظواهر الجزئية القريبة، في عجلة ومبالغة، فالنهج إلى الحقائق البشرية هو النظر في الأسباب الفطرية والعلل الجوهرية. أما الإسبيرانتو فلغة اصطلاحية وضعها زامنهوف الطبيب، اللغوي، الروسي، سنة 1887، تسهيلاً للعلاقات بين الأمم، والمقاطع الأصلية في هذه اللغة مأخوذة من أكثر المقاطع تداولاً في أكثر اللغات شيوعاً؛ وهي تكتب طبقاً للصوت في النطق؛ ونحوها بسيط محصور في ست عشرة قاعدة؛ ومع ذلك، فكم من الخلق ومن القائمين بشؤون الأمم استعملوا هذه اللغة بل عرفوها في السبع والخمسين السنة الماضية؟ كلا، إن حجة الإسبرانتو هي حجة على رأي المحتج بها وليست له. وأما الترك الجادون في إحياء قوميتهم، بإحياء تاريخهم ولغتهم، فلم يصطنعوا الكتابة بالحروف اللاتينية ليهملوا التركية التي يتوخون تصفيتها من الدخيل فيها. ومن أراد من المصريين استعمال هذه الحروف لم يقصد سوى المحافظة على اللغة العربية الصحيحة، أصاب أو لم يصب في اقتراحه. أما وحدة الزي، على فرض أنها قد تتحقق، فإنها تظل شيئاً سطحياً ليس يقوى على تغيير ما هو خاضع للسنن الطبيعية في القلوب والعقول. ولو تحققت هذه الوحدات جميعا لأصبح الناس كالآلات التي تخرج من المصنع على غرار واحد، ولابد من استحالة الفطرة البشرية قبل أن تحصل هذه الوحدة

تبين، فيما تقدم من البحث، ضعف (القوى) و (الأبلغ) من أدلة الدكتور على أن السلام (قريب الأمد). وبقي إنه خرج منها بقوله: (من العوامل القوية في منع الحروب وتحقيق السلام - بعد توحيد العالم على النحو الذي وصفنا وقوعه في المستقبل):

أولاً: إن (العالم يسير الآن نحو خطة جديدة يرمى بها إلى نزع السلاح)

لكن كليمنصو، وهو من علمت، يعترض إذ يقول: (الأخير هو أن تنظر ملهاة (نزع الأسلحة) الزائف في نفس الساعة التي تتسع فيها صناعة هذه الأسلحة اتساعاً جنونياً)

وقال لوي ده لنه، عضو مجمع العلوم الفرنسي، بشأن ما تلا الحرب الماضية من المؤتمرات: (منذ مدة، راجت مؤقتاً مؤتمرات السلام والأحلاف المقدسة. وهذه حال دورية تمتد عادة بقدر بقاء الذكرى الأليمة من حرب أخيرة: افرضه جيلاً. وبما أن من مميزات زماننا عقلية فؤيرة تتخيل أنها اكتشفت العالم، يميل الناس اليوم بوجه عام إلى التسليم بأن هذه الحال نهائية. أرجو أن يشاء الله!) وقد صدق: إذ نشبت الحرب الحاضرة، وهي أشد إيلاماً من الماضية، ولذا بدأ الناس من الآن ينتظرون نزع السلاح ويسلمون بإمكان سلم دائمة

ثانيا: إن العالم الآن (يجري في التعليم على بث روح السلم واعتناق فلسفة السلام)

ثالثا: إن الواقع هو (انتشار التعليم بين سواد الناس، وما يتبع ذلك من رقي عقلي، ونزوع إلى تغليب الحكمة على الشهوة، وحل المشكلات بالعقل لا بالقوة. وكلما ارتفعت عقليات الأفراد صعب قيادهم قيادا أعمى لمصلحة ذوي المطامع)

فهل يجب إذن أن نعتقد أن أفراد الشعب الأماني، مثلاً، لم ينتشر التعليم فيهم، وأن عقليتهم منحطة، ولذا أثر أصحاب المطامع في عقولهم ونفوسهم حتى انقادوا إلى هذه الحرب انقياداً أعمى؟ أو أن هؤلاء الأفراد وزعماءهم سوف يهذبون على (فلسفة السلام) حتى ينسوا أحقادهم القديمة والحديثة على أعدائهم، ويتغلبوا على غرائزهم وشهواتهم فلا يوجد بعد ذلك فيهم أحد يحاول دفعهم إلى حرب، ولا ينقادون انقياداً أعمى ولا بصيراً؟ ومن الذي سيتولى تغذيتهم بهذه الفلسفة؟ هم، من شقاء أنفسهم، أم غيرهم؟ وهل أفلحت الدول التي اقتسمت بولونيا منذ أواخر القرن الثامن عشر في عقليتها ونفسيتها ونزعتها الوطنية جميع الدول في تغذية شعوبها وتهذيبها بفلسفة السلام النظرية؟ وأيها يبدأ مخاطراً بهذا التهذيب؟ وما يكون الحامل على هذه المخاطرة؟ أهو خيفة رزايا الحرب الحديثة، أم مثل أعلى مهلك، أم مقتضيات الاقتصاد وهو الذي يسوق إلى الحرب؟ هذه أسئلة لا نهاية لأمثالها. وقد يغني عن أجوبتها استشهاد طائفة من العلماء وكبار الكتاب:

يقول له دنتك: (يبدو لي أن الحروب بين الأمم لا مناص منها. . . وحين لا توجد حرب أهلية يتباغض المواطنون ويتحاسدون. وهذه الحرب الأهلية الكامنة أليست أمقت الحروب جميعاً؟ وإن تحقق حلم أنصار السلام كان ذلك نهاية الإنسانية في أجل قريب. . . إن حلمهم يعبر عنه يجعل كريمة جداً ومؤثرة جداً: يقولون إن الإنسان المتخلص من هموم الحرب يتمم صنيع العلم العظيم. . . لا أحد يحب العلم أكثر من حبي إياه، لكن لا أحد أيضاً يلاحظ - بأكثر وضوح من ملاحظتي - عجز العلم عن تغيير الإنسان)

ويقول ويلز: (كل ما يفعل الأفراد والأمم هو نتيجة من البواعث الغريزية المؤثرة تأثيراً عكسياً في الأفكار التي نفثتها المحادثة والكتب والصحف ودروس المعلمين في عقل الشعوب. والفرق بين إنسان اليوم وإنسان كرمنيون فرق ضعيف كل الضعف: إن الفرق الأساسي هو في سعته ونوع الحصيلة العقلية التي تكونت على مر خمسمائة وستمائة القرن الفاصلة بين الأول والثاني)

ويقول كليمنصو: (إن الانفعال هو الذي يدفعنا إلى الفعل، وليس القياس (يعني ليس العقل والفكر). . . أليس الذي يفضي بنا إلى أعمال الحياة هو تتابع حركات انفعالية، تحدث عن صواب أو خطأ، ثم يتقدم العقل بعد ذلك لتبرير هذه الأعمال؟)

ويقول جستاف له بون، أو ماكس نردو: (العقل ينشئ العلم، والوجدانيات تسير بالتاريخ). ويقول له دنتك أيضاً: (أن توجد هو أن تكافح، وأن تحيي هو أن تغلب) و (الأنانية هي الإس الوحيد لكل جمعية)

رابعا: (إن تحقيق المساواة لجميع سكان العالم في الحياة المادية، وهو ما يقضي به التطور الذي نشهد آثاره، كفيل بمنع الحرب وإقرار السلام)

والثابت أن المساواة، مادية كانت أو معنوية، مستحيلة في البشر لاختلافهم وتفاوتهم تفاوتاً طبيعياً، جسمياً ونفسياً على ما ذكر آنفا، فليست إلا خيالاً وخرافة. ومفهوم المساواة التي أعلنتها الثورة الفرنسية - مثلا - غير معناها في العقول العامية ومن يظن أن المساواة المزعومة التي تشمل البشر سوف توجد يكون واهماً. وأكبر منه وهماً من يظن أنها ستعم الأرض قاطبة في مستقبل قريب

يقول ده لني أيضاً: (إن النظام المنعوت بالرأسمالية أخذ في التهدم لينتهي، من طريق الدولة الاشتراكية إلى الشيوعية والعبودية. . . وتلك قفزة مخيفة إلى المجهول)

وأخيراً، يقول كليمنصو أيضاً: (إن جدا أعمى يعلق المستقبل، ولا يستطيع العقل التجريبي أن يعد بشيء وراء الرجاء وهذه خسارة يتحملها) و (نحن - على الخير والشر - تحت سيطرة سنن لا تلين. فهل من المؤكد أن عندنا ما نتعاتب فيه؟ ألا يكون أعلى المقدور لنا أن نقتتل ونتحاب في آن؟ إننا نخفف من فظاعة الكفاح بفترات احترام، حتى بتواد بين السر الحية، أليس في ذلك مشابهة قاسية لما نسميه بسلامة طوية عند بني جنسنا سلام الإنسانية؟ بلى. إن هذا السلام الذي في وسعنا أن نهديه إليكم نرغب فيه ونعظ به الناس وصداه يرن في معابدنا، فانظروا ما صنعنا به؛ إن الحرب لا تزال قريبة جدا من حالنا الطبيعية، والسلام لا يزال في أكثر الأحيان نظاما للقسوة؛ وأنتم أنفسكم، يا من تشكون بحق، لا يبقي بعضكم على بعض؛ وارتفاع طاقتنا يجعلنا جميعاً على حال - سارة أو سيئة - نبيد فيها كل ما يقع تحت سلطاننا)

من يدري درس أو لم يدرس علمي النفس والاجتماع كل أولئك الشهود الذين ورد شيء من كلامهم في هذا المقال. لكن إذا كان لعرفانهم قيمة، فلا غرو أن يقول قائل: إن منع الحرب حلم الأبد وبوده لو يكون قريب الأمد. والحق أن السلم العالمية أمنية مثالية، حتى أن فرض جدلاً أنها قد تتحقق في زمان قصي من الأبدية؛ فليس اليوم بد من اعتبارها حلم الأبد.

محمد توحيد السلحدار