الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 598/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 598/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 598
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 18 - 12 - 1944


فكاهات الشعراء

(احتاج الشاعر الأستاذ محمد الأسمر إلى زوج من (كلوتش

الأحذية) فأرسله إليه صديقه الشاعر محمد عبد الغني حسن

مشفوعاً بهذه الأبيات):

إنني مُرْسِل إليك (الكوِتشا) ... وَيدي مِنْ نَدَاك ترَعش رَعشا

ليتني أستطيعُ إهداء نفسٍ ... لم تجدْ في صفاء نفسك خدشا

ما لحرب البَسوسِ عادت ضَروسا ... تبطش اليومَ بالممالك بطشا

عجباً أصبح (الكوتشُ) نفيساً ... بينما المرءُ لا يُساوي قرشا!!

لا تَضْركَ الكُعوب إن هي عزت ... أَنتَ أَعلى (كعباً) وأرفعُ عرشا

يا مُذيب القلوب رقةَ شِعْرٍ ... أوَ لم تخشَ أن تُذيب (الكوتشا)؟!

خفةٌ فيك لم تُتَح (لبهاءٍ) ... وأفانينُ لم تكن (للأعشى)

أنت تمشي على الأديم خفيفاً ... لم تُصِّعر خداً ولم تُعْلْ رمشا!

فلماذا (الكوتش) تطفر فيه ... طائراً في السماء تطلبُ عشا؟

يا خفيف الظلال بين أناسٍ ... يَطَأُون الثرى صخوراً (وديشا)

ما عهدنا عليك في الود زَيْفاً ... ما عرفنا عليكَ في الحب غشا

فلماذا تَزِيفُ كَعْبَ حِذاءٍ ... إنّ كَعْبَ القَنا يُهابُ ويُخشى

فلما قرأها الأستاذ الأسمر رد عليها بهذه الأبيات:

هشَّ قلبي لّما بعثتَ وبشَّا ... بقوا في القريض، بَلْهَ الكوِتشا

ما طلبناهُ للحذاءِ، وحاشا ... بل طلبناه في الأضاحيِّ كبشا

فهو خيرٌ من بعض لحم أراهُ ... يتعشَّى بمن به يتعشَّى

ربَّ لحم إذا الكوتش رآهُ ... قال ماذا أرى وخاف وكشَّا

العُجول المعلَّقات صخورٌ ... علقوها مثل العجاجيل غشّا

كل من كان مثل (دبشة) أمسى ... يَزنُ اليوم للجماهير (دبشا) هذه الحربُ غيَّرت كل شيء ... لم يعد عيشنا كما كان عيشا

فالرغيف اللُّبابُ أصبح طيناً ... والحرير الدِّمقبس أصبح خيشا

ما لهذا الغلاء يزحف كالسَّيْ ... ل ويغشى كالليل ساعةَ يغشى

ليس يُنجيك من بوائقهِ السو ... د اعتصامٌ أو أن تكون المِخَشَّا

نحن غرقى فيه، وحسبُكَ منه ... أن يصير الجنيهُ عشرين قرشا

يا صديقي يا بلبلَ النيل أرسلْ ... تُ بقلبي إليك فاقبله عُشَّا

أيها الشاعر المُرِّبي صُغِ الشع ... ر، وصُغِ فِتيةَ البلاد قُريشا

أنت نعم الشادي، ونعم المربي ... إن عوى جاهلٌ غروراً وطيشا

محمد الأسمر

الجامعات الأربع في وادي النيل

نشرت جريدة الأهرام كلمة للأستاذ منصور جاب الله اقترح فيها ضم كلية غوردون بالخرطوم إلى جامعة فؤاد الأول، أخذاً من خطاب ألقاه سعادة حاكم السودان العام حيث قال إن الكلية ستنتمي إلى إحدى الجامعات الخارجية في الوقت الحاضر.

ونحن نرجو أن يتم هذا الأمر في الوقت الذي تنشأ فيه جامعة أسيوط، فتضم ربوع وادي النيل جامعات أربعاً: جامعة فؤاد الأول في القاهرة، وجامعة فاروق الأول في الإسكندرية، وجامعة محمد علي في أسيوط، وجامعة غوردون في الخرطوم.

ومصر إن طالبت بإزالة القواعد القائمة الآن بينها وبين السودان ليصبحا قطراً واحداً وبلداً واحداً، فليس أقل من أن ندعو إلى ضم كلية غوردون إلى جامعتها الكبرى كخطوة نرجو أن تكون موفقة إن شاء الله.

وإنا لموقنون بأن مصر لن تدخر وسعاً للسعي في إظهار ما تكنه للسودان من ود وعطف عن هذا الطريق الثقافي ولاسيما وقد فتحت (مدرسة فاروق الأول الثانوية المصرية) بالخرطوم أبوابها لأبناء السودان الكرام كي تساعدهم على ارتشاف أفاويق الثقافة من مناهلها الطبيعية.

عبد العزيز جادو تصويب

وقع خطأ مطبعي في مقالي المنشور بالعدد 597 من الرسالة عن (هوستن ستيوارت شمبرلين)، إذ أضيفت إلى المقال فقرة طويلة من مقال آخر لي عن نيتشه عنوانه (سبيل مطروق). ولا ريب أن القراء قد فطنوا إلى أن هذه الفقرة تبدأ بالعبارة الآتية وهي: (بعضها يتفق مع ما ذهب إليه نيتشه. . الخ) إذ لم يرد اسم نيتشه في المقال كله (وهو ينتهي قبل هذه الفقرة).

وبهذه المناسبة أحب أن أقول لذلك الأديب الذي بعث إلي برسالة يسألني فيها عن سبب انقطاعي عن الكتابة في الرسالة عن نيتشه؛ إنني لم أنقطع عن عرض فلسفة نيتشه (فإن لي كتابا بأكمله عن نيتشه وفلسفته) ولكنني لم أجد متسعاً من الوقت لموافاة الرسالة ببعض فصول من هذا الكتاب أعيد كتابتها من جديد، فلذلك تراني أؤثر أن أكتب في موضوع آخر، من أن أعيد النظر فيما سبق لي تدوينه.

زكريا إبراهيم

مدرس بمدرسة السويس الثانوية

ذكرى شوقي وتمثاله

احتفلت وزارة المعارف بذكرى المغفور له (أحمد شوقي بك) في دار ألأوبرا الملكية مساء الجمعة الماضي، فألقى كلمة الافتتاح معالي الدكتور محمد حسين هيكل باشا وزير المعارف، وأنشد الأستاذ خليل مطران بك قصيدة عصماء، ثم تفضل صاحب الجلالة الملك المعظم بإزاحة الستار عن تمثال نصفي لأمير الشعراء نصب في مدخل دار الأوبرا الملكية

والتمثال من البرنز بالحجم الطبيعي. وهو من صنع الأستاذ إبراهيم جابر. وأول من فكر في إقامة هذا التمثال لأول من وضع الأساس للشعر التمثيلي في المسرح المصري هو الدكتور هيكل باشا سنة 1938، وهو الذي دعا اليوم إلى هذا الاحتفال، لإزاحة الستار عن هذا التمثال.

وبعد ذلك مثلت الفرقة المصرية فصلاً من رواية مصرع (كليوباترة)، وفصلاً من رواية (مجنون ليلى)، ثم فصلاً من رواية (هدى)؛ وكلها من تأليف صاحب الذكرى العظيم

إلى الدكتور زكي مبارك

سلام الله عليك، وبعد قرأت كلمتك الأخيرة المنشورة على صفحات الرسالة تحت عنوان (زكي مبارك وكتاب الله) فلم يقع نظري - مع الأسف - إلا على تجريحك للأستاذ محمد أحمد الغمراوي واتهامه المجرد بأنه يعجز عن فهم كتبك ولا يستطيع هو ولا أشياخه نقدها، وإلا على تعجبك من (ثنائه على نفسه بنشر ما قال أحد مخاطبيه مدحا في قدحه على كتاب النثر الفني). وكنت أنتظر أن أقرأ بدلا من ذلك - أو مع ذلك إذا لم يكن منه بد - تفنيداً علميا للنقد الذي وجهه إليك حتى أستبين ويستبين القراء وجهة نظر الطرف الثاني في الموضوع.

ولما كنت تعنى بمدح أحد مخاطبيه، كلمتي التي عقبت بها على مقاله الرابع عن (فساد الطريقة في كتاب النثر الفني) فإنني أبادر - إنصافا له وبيانا للحقيقة - إلى تنبيهك إلى ما في نسبتك إليه الثناء على نفسه من تجن عليه، فالواقع أنني لم أبعث إليه رأساً بكلمتي حتى يصح أن ينسب إليه إنه نشرها، وإنما وجهتها إليه على صفحات (الرسالة) وهي التي تفضلت بالنشر على عادتها فيما يرد إليها من كلمات (البريد الأدبي). وأتعجب بدوري: كيف يغيب ذلك عنك وأنت الذي توجه وتوجه إليك الرسائل على صفحات الرسالة منذ سنين! كذلك أقرر - في الوقت نفسه - أنني إنما عنيت بالمدح فيما وجهته إلى الأستاذ الغمراوي، آراءه العلمية التي اشتمل عليها نقده والتي تناولت بعضها بالتفنيد، فلا شأن لي بما عدا ذلك؛ ولو انك ضمنت كلمتك الأخيرة شيئاً من هذا، لكانت أيضاً جديرة مني ومن سواي بالإطراء

وبمناسبة تعرضك لنقد الأستاذ الغمراوي بعد طول سكوت، ألا ترى أن النقاش بيني وبينه قد وصل - بعد جوابيه الأول والثاني على نقدي - إلى مرحلة تقتضيك بعدها الأمانة العلمية وواجبك نحو القراء أن تتولى إكماله معه باعتبارك الأصيل، عسى أن يساعد ذلك على جلاء وجه الحق في هذا الموضوع، وبخاصة فيما يتعلق برأي الباقلاني في السجع؟

إبراهيم زكي الدين بدوي كتاب بساتين الفاكهة - إنشاؤها وتعهدها

كان من ثمار النهضة المصرية الحديثة في شتى نواحي الإنتاج الزراعي أن توسع القائمون على سياستها ورعايتها في إنشاء البساتين حتى بلغت مساحتها في الأقاليم المختلفة سبعين ألف فدان. وليس هذا التوسع العظيم في هذا الزمن القصير قائماً على الكم وحده؛ وإنما يقوم كذلك على الكيف باجتلاب الأنواع وأقلمتها وتجربتها، وانتقاء البذور وإكثارها وترقيتها على الطرق العلمية الصحيحة. والفضل في ذلك يرجع إلى جهود الأكفاء من الأساتذة الإحصائيين في كلية الزراعة وقسم البساتين. وفي مقدمة هؤلاء الأفاضل الدكتور محمد بهجت أستاذ فلاحة البساتين في هذه الكلية، وأحد العاملين المخلصين في ذلك القسم، ومؤلف هذا الكتاب القيم الذي نقدمه إلى قرائنا اليوم

اجتمع للأستاذ بهجت من دراسته العالية بمصر، ومن دراسته العليا في كاليفورنيا، ومن اطلاعه الواسع على الكتب والنشرات الحديثة، ومن مشاهداته الكثيرة بمحطات التجارب الزراعية وحدائق الزرع الأهلية، ومن تجاربه الخاصة في قسم البساتين؛ اجتمع له من كل ذلك ما جعله جديراً بتأليف كتابه (بساتين الفاكهة) على نمط لم يتهيأ لأحد من قبله. فقد امتاز هذا الكتاب بمزايا كثيرة نذكر منها: أنه أحاط بكل ما وصل إليه العلم الزراعي في موضوعه إلى يوم الفراغ منه؛ وأنه طبق النظريات العلمية على تربة مصر ومناخها فلم يأخذ بأقوال العلماء وتجاربهم أخذ الناقل أو المقلد؛ وأنه غلب فيه الجهة العملية على الجهة النظرية بناء على مشاهداته واختباراته؛ وأنه توخى في كتابته التبسيط والتسهيل ليكون داني القطوف من الطالب المختص والزارع العادي فيستفيد منه كل قارئ. والكتاب معقود على سبعة أبواب تضمنت أمهات المسائل في هذا العلم، كالمشاتل، وإكثار الفاكهة، والأصول، وإنشاء البساتين، والتسميد، والري، والتقليم. وقد صدره المؤلف بمقدمة تاريخية بليغة ألمت بأطوار فلاحة البساتين في القديم والحديث. فله من ربه خير الجزاء، ومن قرائه أجزل الشكر

مجلة (الثريا) التونسية

بهذا العنوان أصدر جماعة من صفوة الأدباء في تونس مجلة شهرية جامعة تعالج الأدب والتاريخ وتعنى على الأخص بتراجم النابغين من قدامى المغرب، وتشجيع الناشئين من محدثيه.

وهذه كلمة مقتطفة من افتتاحية عددها السابع عن الأدب المغربي:

(يوجد أدب مغربي رائع الصورة، فائق الأسلوب، واضح المعالم، بين الصفة والذات، يستمد وحيه من طبيعة الأرض ومناخها، ويتغذى إلهامه من عوائد أهلها ورجالها، وهذا الأدب المغربي في حاجة إلى من ينصره، وفي افتقار إلى من يدعو إليه ويظهره.

وأحلت الجنوب التونسي والجزائري والمغربي وتخيلها، ومياه أودية الشمال الأفريقي وجبال الأطلس وشواطئ المغرب الواقعة على البحر المتوسط تطبع الأدب المغربي بطابع قوي كما طبعت الفن (المألوف) بطابع ممتاز، وتاريخ الموحدين والمرابطين وتاريخ العرب الذين نزحوا للمغرب يحملون الدين والنور والبلاغة والشعر، وتاريخ العبيديين والعائلات المالكة التي انتشر صيتها واتسع نفوذها، لبنة صالحة لإقامة الهيكل القوي الذي نريد تشييده لتوضيح سبل تفكيرنا، وخصائص ثقافتنا.

والأدباء الذين ألفوا الكتب في العروض ونقد الشعر، وفي الفقه وأحكام التشريع، والشعراء الذين تغنوا بجمال المغرب والأندلس، حريون بأن يكونوا أساتذة لنا نسير على ضوئهم.

والعلماء المغاربة الذين ألفوا في الفلاحة والطب والبيطرة والهندسة ووسعوا آفاق المعرفة في هذه الربوع، وشع نبراسهم في جنوبي إيطاليا وفي جزائر البحر المتوسط يطالبوننا بتخليد ذكرهم، والإشادة بأمرهم، حتى يكونوا قدوة لشبابنا الطموح. . .)

الرصافي وأبو حنيفة

جاء في مقال (حول وحدة الوجود) للأستاذ الرصافي المنشور بالعدد السابق ما نصه:

(حتى أن الإمام أبا حنيفة أجاز قراءة القرآن بالفارسية في الصلاة) مع أن أبا حنيفة الفارسي يقول:

(لو قرأ بغير العربية فأما أن يكون مجنوناً فيداوى، أو زنديقاً فيقتل)، كما ورد في ص136 من شرح الفقه الأكبر لأبي حنيفة، للعلامة ملا علي القارئ، نقلا عن شارح عقيدة الطحاوي عن الشيخ حافظ الدين النسفي في المنار. فهل عند الأستاذ الرصافي نص يؤيد ما قال؟ راشد سليمان

غرام يوم الثلاثاء

ضاق نطاق هذا العدد عن نشر حولية الدكتور زكي مبارك فأرجأناها إلى العدد المقبل