مجلة الرسالة/العدد 595/الكتب
→ عبد الرحمن عزام بك | مجلة الرسالة - العدد 595 الكتب [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 27 - 11 - 1944 |
كتاب المستقصي للزمخشري
محمود جاد الله الزمخشري المتوفى سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة إمام من أئمة اللغة له تصانيف فائقة في الحديث والتفسير والنحو واللغة والمعاني، وغيرها منها: (تفسير الكشاف) و (أساس البلاغة) و (المفصل في النحو) وهذه أشهر كتبه وأكثرها تداولاً، وله تصانيف غير هذه لا يعرف شيء عنها، منها (المستقصي في الأمثال العربية)، ولندرة هذا الكتاب أحببت أن أقدم شيئاً عنه على صفحات (الرسالة) العزيزة
لم يذكر صاحب (معجم المطبوعات العربية والمعربة) هذا الكتاب في
حديثه عن كتب الزمخشري المطبوعة، وهذا المعجم شامل لأسماء
الكتب المطبوعة في الأقطار الشرقية والغربية من يوم ظهور الطباعة
إلى نهاية سنة 1919. على أن المرحوم جرجي زيدان يذكر في كتابه
(تاريخ آداب اللغة العربية) شيئاً عنه، فيقول: (إن منه نسخة في
المكتبة الخديوية في 178 صفحة، ومنه في مكاتب أوربا، والظاهر أنه
غير مطبوع. . .)
وأقول إن النسخة التي اطلعت عليها تقع في 478 صفحة ولست أعتقد أن في الشرق نسخة أكمل منها
يقول المؤلف في مقدمة الكتاب إنه قد خرج هذه الأمثال (في واحد وستين باباً ينطق كل باب منها بذكر ما يشتمل عليه أولاً، ويفصح عن الاستشهاد وسياقه المراد آخراً، وما منها إلا ما يتعلق في اللغة بسبب، ويضرب في الاستعارات والتشبيهات بسهم). وقد عقد الباب الأول منها للكلام فيما يضاف إلى اسم الله تعالى، والباب الثاني فيما يضاف إلى الأنبياء، والباب الثالث فيما يضاف إلى الملائكة والجن، والباب الرابع فيما يضاف إلى القرون الأولى، والباب الخامس فيما يضاف إلى الصحابة والتابعين؛ ولا أريد أن أعدد جميع الأبواب، وإنما أريد أن أذكر نماذج للمواضيع التي طرقها من غير أن ألتزم في ذ تسلسل الأبواب. فقد ذكر في الأبواب الأُخرى ما يضاف إلى الشعراء، وما يضاف إلى البلدان والأماكن، وما يضاف إلى الحيوان والطير، ثم ما يضاف إلى النيران والشجر والنبات والطعام والشراب والسلاح والليالي والأوقات والأزمان، ثم الأدب وما يتعلق به، ثم في فنون مختلفة مرتبة على حروف الهجاء. . .
يتكلم في الباب الأول فيما يضاف إلى اسم الله تعالى فيبين لماذا يقال: أهل الله، وبيت الله، ورسول الله، وكتاب الله، وخليل الله، وأرض الله، وسيف الله، ونهر الله إلى آخر هذه الإضافات. ثم يمضي في شرحها فيقول في قولهم أهل الله مثلاً: (إنه كان يقال لقريش في الجاهلية أهل الله لما تميزوا به عن سائر العرب في المحاسن والفضائل والمكارم التي هي أكثر من أن تحصر؛ فمنها: مجاورتهم لبيت الله تعالى، وإيثارهم سكنى حرمه على جميع بلاد الله تعالى وصبرهم على أذى مكة وخشونة العيش بها، ومنها ما تفردوا به من الإيلاف والرفادة والسقاية والوفادة والرياسة. .) وهكذا يمضي في بيان فضائل قريش وتعداد مناقبها. ثم ينتقل إلى الكلام في بيت الله وفضائله ورسول الله (ص) وفضائله ثم ينتقل إلى الكلام في سيف الله (خالد بن الوليد). ويقول مثلاً عن نهر الله: (. . . من أمثال العامة والخاصة إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل. وإذا جاء نهر الله بطل نهر عيسى، ونهر معقل بالبصرة ونهر عيسى ببغداد وعليهما أكثر الضياع الفاخرة والبساتين النزهة. وإنما يريدون بنهر الله النيل والأمطار فإنها تغلب سائر المياه والانهار، ولا أعرف نهراً مخصوصاً بهذه الإضافة سواهما)
وينتقل بعد هذا إلى الكلام في إضافات أُخرى مثل حسن يوسف، وبلاء أيوب، وصدق أبي ذر، وحلم الأحنف، وندامة الكسعي؛ فيذكر الحوادث والنوادر التي كانت سبباً في هذه الإضافات وهو في كلامه هذا أقرب ما يكون إلى المؤرخ. على أنه حين يتحدث عن الشعراء وما يضاف إليهم يجمع الأدب إلى التاريخ، وقد ذكر الشيء الكثير مما يضاف إلى الشعراء مثل: حلة امرئ القيس، وحلم لبيد، وحوليات زهير، وصحيفة المتلمس ولسان حسان، وسيف الفرزدق، وغزل ابن أبي ربيعة. . الخ، ثم يتحدث عن حلة امرئ القيس فيقول: (يضرب مثلا للشيء الحسن يكون له اثر قبيح)، ثم يذكر قصة امرئ القيس ووفوده على قيصر. ويقول عن لسان حسان (يضرب به المثل في الذلاقة والطول والحدة) ثم يذكر طرفاً في أخبار حسان ويقول عن سيف الفرزدق (يضرب مثلا للسيف الكليل بيد الجبان)، ويسوق حادثاً وقع لجرير والفرزدق كان سبباً في هذا المثل. وقد كسر أبواب الكتاب الأُخرى على ذكر مختلف الإضافات ولا أريد أن أمضي في الحديث عنها لأن فيما ذكرت ما يكفي لإعطاء فكرة عن الكتاب وما فيه ولست إلى غير هذا قصدت.
(البصرة)
عبد الحميد صالح البكر
مليم الأكبر
(جماعة النشر للجامعيين)
الأستاذ عادل كامل من أدباء الشباب المصريين الذين لهم في عالم القصة قدر ملحوظ، وقد فازت قصته (ملك من شعاع) بالجائزة الممتازة في مسابقة وزارة المعارف، ولكن قصة (مليم الأكبر) لم تفز بشيء من ذلك، مع أنها في نظرنا خير من قصته الفائزة، وكان ظريفاً من جماعة النشر للجامعيين أن تختار هذه القصة بالذات لتقدمها لجمهورها من القراء لتعطيهم مثلا من أمثلة التحكيم الأدبي في مصر، وخصوصاً ذلك التحكيم الرسمي العجيب. . . وقصة مليم الأكبر تشمل مقدمة ضخمة في 128 صحيفة هي من أثمن المقدمات الأدبية التي تذكرنا بمقدمات برنرد شو الممتعة. ولابد من عودة إلى القصة في فصل بذاته إن شاء الله.
وجيدة
(جماعة نشر الثقافة)
لست أدري لماذا يؤثر الأستاذ شعبان فهمي الكتابة باللغة الدارجة المصرية وهو يداول الحوار بين أبطاله، ولا سيما في مثل قصته الجميلة (وجيدة). . . لا أنكر أنني كنت من أنصار هذا الرأي قبل أن أستبين خطله، فاللغة الدارجة في رأيي هي أداة للتحادث مؤقتة، وسيقضي عليها انتشار التعليم والصحافة الراقية المهذبة. . . ثم نحن ليست لنا لهجة دارجة واحدة، بل قد تعدو لهجاتنا الدارجة العشرين أو الثلاثين. . . هذا غير لهجات الشعوب العربية الأُخرى. . . فإذا كان لدينا هذا اللسان العربي المبين الجامع الذي يخلصنا في طول البلاد العربية وعرضها، من هذه اللكنات العجيبة، فلماذا نهمله وهو خير لنا كل الخير؟ ثم لا يفوتن الأخ الفاضل أنه بإيثاره اللهجة الدارجة القاهرية يحصر مجهوده الأدبي في محيط ضيق وقراء معدودين، فلا أظن مثلاً أن قارئاً عراقياً أو شامياً أو جزائرياً يرغب في قراءة قصة طويلة كل حوارها بهذه اللهجة الدارجة التي لا يفهمها، ونحن كمصدرين للأدب إلى إخواننا العرب، يجب أن نلقي بالنا إلى تيسير الأداة التي نخاطبهم بها
وفي القصة بعض الآراء الجريئة التي يستجيدها بعض القراء كما يفرق منها بعضهم الآخر.
(د. خ)
القاهرة - من المعز إلى الفاروق
(للبكباشي عبد الرحمن زكي)
مؤلف هذا الكتاب من رجال السيف؛ إلا أن الله وهب له مزية البحث التاريخي؛ فوقف عليه كثيراً من وقته؛ ودرس حتى حصل على دبلوم في الآثار من جامعة فؤاد الأول. ولا أطيل الثناء على هذا الصديق الوفي، فإن أبحاثه ورسائله النفيسة الممتعة تغنيه عن كل ثناء. فهو صاحب كتاب (الجيش المصري في عهد محمد علي الكبير) وهو سفر تاريخي قيم؛ وصاحب رسائل (معارك مصرية في القرن التاسع عشر)، و (الصحراء المصرية والحرب)، و (القائد إبراهيم)، و (معارك مصرية في القرن العشرين)، و (موقعة كادش بين مصر وختيا) مشتركا مع الأستاذ محمد فاضل يوسف. و (حروب مصر القديمة) مشتركا مع اليوزباشي محمد حسين عواد. وغيرها.
وفي الكتاب أبواب عن قاهرة المعز، وقاهرة صلاح الدين، وقاهرة دولتي المماليك، وقاهرة الباشوات والبكوات. وقاهرة محمد علي باشا، وقاهرة الخديو إسماعيل وقاهرة المغفور له الملك فؤاد وقاهرة الفاروق
وفي خلال هذه الأبواب فصول طريفة عن قصور القاهرة وأخطاطها ومساجدها وأسواقها ومشاهدها وحفلاتها ودور كتبها ومدارسها وكل أثر للحياة فيها. والكتاب بحق يعد تتمة لخطط علي باشا مبارك على فرق ما بين الكتابين من الإجمال والتفصيل
إن مراجع المؤلف التي أثبتها في آخر الكتاب تدل على اطلاع واسع؛ وقد استطاع صديقنا أن يصور لنا القاهرة في ألف سنة في (فيلم) تاريخي جميل
وإذا كانت العواصم حبيبة إلى نفوس الأهل، فإن هذا الكتاب جدير أن يكون حبيباً إلى نفوس القراء.
محمد عبد الغني حسن