مجلة الرسالة/العدد 594/الكتب
→ البريد الأدبي | مجلة الرسالة - العدد 594 الكتب [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 20 - 11 - 1944 |
1 - تاريخ ما قبل التاريخ
(مطبعة الشباب الحديثة)
الأستاذ الفاضل عبد الله حسين كاتب وصحفي معروف بسعة ثقافته وطلاوة أسلوبه وحسن تناوله للموضوعات التي يعرضها لقرائه المعجبين به، وقد اضطره مرضه الذي ابل منه والحمد لله إلى البعد عن عالم التأليف وقتاً غير قصير، وقد فاجأنا اليوم بكتابه الطريف (تاريخ ما قبل التاريخ) فذكرنا بمؤلفات ولزم خصوصاً في كتابه (خلاصة التاريخ) الذي جمع فيه أشتاتاً من المعارف منذ خلق الله الخلق إلى اليوم. . . وقد تصفحنا كتاب الأستاذ الفاضل ثم لم نجد بداً من قراءته أخيراً. . . فكانت ساعات ثمينة من المتعة الذهنية لم نقف فيها إلا عند هنات لا تنقص من جهد الأستاذ. . . نحسب أن أهمها ما كان يضطر إليه الأستاذ من السرد الصحفي للموضوعات، وعدم المبالاة أحياناً بتنسيق التبويب، فبينما يحدثنا عن الفن فلا يذكر من الفنون إلا التمثيل، ثم ينتقل إلى الأدب والشعر (وكل ذلك في الفصل الثامن عشر) إذا به يحدثنا عن العواطف الجنسية في الفصل الحادي والعشرين ويتناول الموسيقى في هذا الموضع مع كونها في مقدمة الفنون وكان مكانها في الفصل الثامن عشر وإن مست العواطف التي يحدثنا عنها الأستاذ. . . ومما لاحظناه أيضاً انتقال الأستاذ فجأة من العام إلى الخاص، ككلامه عن الحديد في مصر في الفصل التاسع (العصور الجيولوجية وعصور المصنوعات المعدنية) وكان الأظرف جعل الكتاب عاماً بدل هذا التخصيص الذي كان حقه أن يفرد بكتاب مستقل.
الحق أنه كتاب جميل؛ فيه جهد وفيه فكر.
2 - هارون الرشيد والبرامكة
(مطبعة جلبي بدمنهور)
كتاب شائق للآنسة بنت بطوطة كتبته بالفرنسية ونقله إلى العربية الأستاذ د. ن. والكتاب قصة لهذه الفاجعة الألمة التي انتهت بنكبة البرامكة، والتي كان لحادثة العباسة أخت الرشيد في علاقتها الشريفة بوزير الرشيد المقرب جعفر البرمكي دخل كبير في أشنع مأساة لطخ العصر الذهبي للحكومة الإسلامية. . . وقد استطاعت الآنسة بنت بطوطة أن تستعرض في الكتاب جميع الآراء المختلفة في أسلوب روائي ممتع تستحق من اجله التهنئة، كما جاءت الترجمة العربية ترجمة سهلة في عبارة خالية من التكلف
3 - عشاق العرب وقصر الهودج
(جماعة النشر للجامعيين)
يخطو الأستاذ الفاضل كامل عجلان المدرس بالأزهر خطى حثيثة نحو الكمال الأدبي، ونحن يسرنا أن يلتفت شباب الأزهر إلى ضرورة المشاركة في نهضة مصر الأدبية في عالم الشعر والقصة والرواية بأنواعها. . . فليس يحرم هذه الفنون على شباب الأزهريين إلا جاهل بقيمتها وقيمة الأزهر وبرسالته الحديثة. . . وقد بدأ الأستاذ عجلان يساهم في الإنتاج الأدبي، فقدم للقراء مجموعته الطريفة (عشاق العرب)، وهي خمس قصص حوارية من أروع قصص الحب في الأدب العربي أولاها، حبابة، وثانيتها جميل، وثالثتها زينب بنت إسحاق، والرابعة قيس ولبنى، ثم الخامسة غادة الهودج وهي أطولها، وكان الأحرى اختصاصها بكتاب قائم بذاته. . . وغادة الهودج التي نثرها الأستاذ عجلان هي قصر الهودج التي نظمها صديقنا الأستاذ باكثير. . . وقد وفق كل منهما توفيقاً كبيراً في الوصول إلى هدفه. . . وسنجري أن شاء الله موازنة بين التمثيليتين في فصل خاص عسى أن يكون قريباً.
4 - وامعتصماه!
(دار اليقظة العربية: دمشق)
مجموعة من التمثيليات الجيدة يصلح الكثير منها للتمثيل بالمدارس، أنشأها الأستاذ الأديب عبد الوهاب أبو السعود أحد أدباء سوريا الشقيقة، وقد راقتنا منها القطعة الرمزية الجميلة: الوطن - بقدر ما شاقنا حسن تصريف المؤلف للحوار في المجموعة كلها، وحسن استخلاصه لموضوعاته من أدبنا العربي الصميم.
(د. خ)