الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 570/نقل الأديب

مجلة الرسالة/العدد 570/نقل الأديب

بتاريخ: 05 - 06 - 1944


للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي

560 - أغذية السوء كالذنوب

أبو القاسم السميسر:

يا آكلا كلَّ ما اشتهاه ... وشاتم الطب والطبيب

ثمار ما قد غرست تجني ... فانتظر السقم عن قريب

يجتمع الداء كل يوم ... أغذية السَّوء كالذنوب

561 - الخليفة يدعو لطبيبه النصراني في عرفات

(عيون الأنباء): قال اسحق بن علي الرهاوي في كتاب (أدب

الطبيب): عن عيسى بن ماسة أن يوحنا بن ماسويه أخبره أن

الرشيد قال لجبرئيل بن بختيشوع وهو حاج بمكة: يا جبرئيل،

علمت مرتبتك عندي؟ قال: يا سيدي، وكيف لا أعلم؟! قال له

دعوت لك (والله) في الموقف دعاء كثيراً. ثم التفت إلى بني

هاشم فقال: عيسى أنكرتم قولي له، فقالوا: يا سيدنا، ذمى،

فقال: نعم، ولكن صلاح بدني وقوامه، وصلاح المسلمين بي.

فصلاحهم بصلاحه وبقائه. فقالوا: صدقت يا أمير المؤمنين

562 - وما ننفض من حولك

كان أحمد بن أبي خالد وزير المأمون فاضلاً مدبراً جواداً ذا رأي وفطنة، إلا أنه كانت أخلاقه سيئة

قال له رجل يوماً: والله لقد أعطيت ما لم يعطه رسول الله فقال: والله لئن لم تخرج مما قلت لأعاقبنك

قال: قال الله تعالى: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك)

وأنت فظ غليظ القلب، وما ننفض من حولك

563 - فيم اقتحامك؟ - أريد بسطة كف

دخل الشيخ عبد الرزاق الشيبي على الحسن بن أبي نمي شريف مكة يستأذنه في السفر وركوب البحر، فأنشده الشريف قول الطغرائي:

فيم اقتحامك لج البحر تركبه ... وأنت تكفيك منه مَصّة الوشل؟

فأنشده الشيخ على البديهة من القصيدة:

أريد بسطة كف أستعين بها ... على قضاء حقوق للعلي قبلي

فأمر له الشريف بقضاء دينه، وأمر له بألف أحمر، وترك الشيخ السفر

564 - مشيت في مكرمة

في (تاريخ بغداد) بينا أبو السائب المخزومي (عبد الله ابن السائب) في داره سمع رجلاً يتغنى بهذه الأبيات:

أبكي الذين أذاقوني مودتهم ... حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا

حسبي بأن تعلمي أن قد أحبكم ... قلبي وأن تجدي بعض الذي أجد

ألقيت بيني وبين الحب معرفة ... فليس تنفد حتى ينفد الأبد

وليس لي مسعد فامنن على به ... فقد بليت وقد أضناني الكمد

فخرج أبو السائب من داره يسعى خلفه، فقال له: قف، أنا مسعدك، إلى أين تريد؟ قال: إلى خيام الشعف من وادي العرج، فأصابتهما سماء شديدة فجعل أبو السائب يقرأ: (فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين)

ثم رجع إلى منزله وقد كادت نفسه تتلف، فدخل عليه أصحابه وإخوانه فقالوا له: يا أبا السائب، ما الذي تصنع بنفسك؟ قال: إليكم عني، فإني مشيت في مكرمة، وأحييت مسلما، والمحسن معان. . .