مجلة الرسالة/العدد 511/البَريدُ الأدَبيّ
→ معركة الآزور | مجلة الرسالة - العدد 511 البَريدُ الأدَبيّ [[مؤلف:|]] |
ديوان أغاني البحيرة ← |
بتاريخ: 19 - 04 - 1943 |
اقتراح مقدم إلى المجمع اللغوي في ضبط الخلاف بين العربية
والعامية
قدم بعض أساتذة كلية اللغة العربية اقتراحاً برأي جديد يرمي إلى تقريب الخلاف بين العربية والعامية، وإرجاعه إلى أصول ثابتة، وقواعد مضبوطة، تكون فيها العربية عربية بمقتضى هذه الأصول، وتكون العامية عامية بمقتضى هذه القواعد، فلا يشتبه أمر ذلك على أحد، ولا يكون فيه أثر لتعنت أو تحكم
والأصول التي يجب أن يرجع إليها في ذلك هي الأصول النحوية والصرفية والبلاغية؛ فكل كلمة لا تخالف شيئاً من هذه الأصول تكون عربية مقبولة، وكل كلمة لا توافق شيئاً من هذه الأصول تكون عامية غير مقبولة؛ وبهذا يكون قول العامة عباية في عباءة غير صحيح ولا مقبول، لأنه لا يجري على قاعدة الصرف في قلب الهمزة ياء، وكذلك قولهم توب بالتاء المثلثة، وقولهم جعر بالعين في جأر بالهمزة، وهكذا. ويكون قول العامة تِرْمس بكسر التاء والميم صحيحاً، لأنه لم يخرج عن أوزان الاسم الرباعي، وكذلك قولهم حُصان بضم الحاء، وقولهم معدن بفتح الدال، لأن هذا كله لا يخالف قاعدة من قواعد العربية ولا يؤثر بشيء في صميم اللغة ولا دليل على فساده عندهم إلا أن أئمة اللغة لم ينصوا عليه في كتبهم، مع أن حكم أئمة اللغة في لك قائم على الاستقرار الناقص، لأن لغة العرب من السعة بحيث لا يحيط بها إلا الله تعالى، والاستقرار الناقص لا يفيد العلم كما هو ثابت في علم المنطق.
(. . .)
جائزة فاروق الأول في مباراة الشعر والقصة
اجتمعت لجنة الأدب مجمع فؤاد الأول للغة العربية ونظرت في الجائزة التي خصصتها السيدة هدى هانم شعراوي وقدرها مائة جنيه مصري لإقامة مباراة سنوية باسم (جائزة فاروق الأول للشعر العربي والقصة المصرية) على أن توزع الجوائز كما يلي: 40 جنيهاً للفائز الأول في القصة المصرية، و20 جنيهاً للفائز الثاني فيها، و25 جنيهاً للفائز الأو في مباراة الشعر العربي، و15 جنيهاً للفائز الثاني فيه، على أن تكون المباراة بإشراف المجمع اللغوي
وقد قررت اللجنة أن تكون القصة باللغة العربية الفصحى، وأن تكون مبتكرة لم يسبق نشرها، وان تعرض صورة من صور الحياة المصرية العصرية، وألا يقل عن ستين صفحة؛ وأن يكون آخر موعد لقبول الاشتراك في هذه المباراة أول نوفمبر سنة 1943
كذلك اشترطت في نظم القصيدة المقررة للمسابقة أن تكون في أحد الموضوعين الآتيين: حياة الريف المصري - فصول السنة في مصر، وأن تكون مبتكرة لم يسبق نشرها، وألا تقل عن أربعين بيتاً. وآخر موعد لقبول الاشتراك فيها أول سبتمبر سنة 1943، وللمتبارين أن يذكروا أسمائهم أو أن يختاروا أسماء مستعارة والمحكمون هم أعضاء لجنة الأدب وترسل القصص والقصائد إلى كاتب اللجنة بالمجمع.
حول مسقط رأس السيد جمال الدين
ذكر الأستاذ محمد عبد الغفار الهاشمي الأفغاني أن السيد جمال الدين ولد في قرية (أسد أباد) لا (أسعد أباد). وقد استطعت من البحث أن أقف على ما يأتي:
1 - جاء في دائرة المعارف للبستاني: أسد أباذ مدينة بينها وبين همذان مرحلة واحدة نحو العراق، وبينها وبين مطبخ كسرى ثلاثة فراسخ وإلى قصر اللصوص أربعة فراسخ. ذكرها ياقوت وقال عمرها أسد بن ذي السرو الحميري في اجتيازه مع تبّع. . . وأسد أباذ أيضاً قرية من أعمال بيهق ثم من نواحي نيسابور أنشأها أسد بن عبد الله القسري سنة 120 هجرية لما كان على خراسان من قبل أخيه خالد في أيام هشام بن عبد الملك
2 - وجاء في دائرة المعارف الإسلامية (المجلد الثاني ص103 ما نصه: (أسد أباذ): مدينة في بلاد الجبل (ميديا) على بعد بضعة فراسخ أو مسيرة يوم إلى الغرب من همذان، وهي واقعة على المنحدر لجبل أروند عند مدخل سهل خصب مزروع يبلغ ارتفاعه نحو 5659 قدماً. وكانت أسد أباذ في عهد العرب إبان العصور الوسطى وفي عهد المغل (كذا) كذلك مدينة زاهرة كثيرة السكان بها أسواق عامرة. وأسد آباذ اليوم بلدة جميلة بها نحو مائتي منزل (كما يسكن بعضها أسر يهودية. ويسمى الفرس هذه البلدة (كما يروي بعض الرحالة الأوربيين، (أبسد آباذ) وكذلك (سعيد آباذ) أو (سهد آباذ) الخ. . .
ولقد حاولت أن أوفق بين ما قاله الأستاذ وما ورد في الدائرتين المذكورتين فلم أوفق؛ فبينما هي - كما ذكر - قرية خربة لم يبق منها إلا الأثر إذ هي في دائرة المعارف الإسلامية مدينة زاهرة أو بلدة جميلة
لذلك آثرت أن أقف عند هذا الحد، وأن أدع لقراء الرسالة فرصة البحث عن مسقط رأس أبي النهضة الشرقية.
محمود شلبي
حول (معركة الآزور)
نشر الأستاذ محمود عزت عرفة ترجمة جزء من قصيدة لشاعر الإنجليز (تنسون) وقد راعنا من الأستاذ تصرفه في الترجمة تصرفاً شديداً لا تدعو إليه ضرورة، وإغراقه في المجازات والاستعارات والتشبيهات مما لا وجود له في أصل القصيدة ولا قبل له باحتماله، وتعسفه في تصيد الكلمات الغريبة.
وقد جاءت ترجمة الأستاذ أطول من الأصل كثيراً لكثرة ما زاد عليه من حشو وذيول.
قال الأستاذ: (كان السير رتشارد جرانفل مرفئاً بسفينته إلى جدة من جدد شاطئ الفلورز إحدى جزر الخالدات، عندما أقبل زورق ذو مجاذيف يهوي من بعيد كأنه الطائر يزف بجناحيه. وارتفع صوت من داخله يقول: السفن الحربية الإسبانية تمخر العباب. . . لقد رأينا منها ثلاثاً وخمسين). فإذا رجعنا إلى الأصل وجدناه هكذا:
, , ' ,
وترجمته: بينما كان السير رتشارد جرنفل عند فلورز في الجزر الخالدات إذ أقبل من بعيد زورق حربي يخفق خفقان الطائر: (السفن الحربية الإسبانية في اليم لقد رأينا منها ثلاثاً وخمسين!)
ويقول الأستاذ: (وهكذا انسحب لورد هوارد بخمس من السفن الحربية في ذلك اليوم، وانطلق موغلاً في اليوم حتى ذاب كما تذوب السحابة في صفحة الأفق الغارق في الصمت المتشح بالدفء والسكون)
ففي أي مكان من الأصل تقع هذه المجازات والاستعارات وهو:
,
وترجمة: (ابتعد لورد هوارد في خمس سفن حربية، حتى تلاشى تلاشى سحابة في سماء صيفية ساكنة)
وشر من ذلك في الحذلقة قول الأستاذ: (نحن جميعاً من أبناء إنجلترا الأنجاد وفتيانها المصاليت؛ فدعونا نسدد الطعن وخضاً إلى هذه الكلاب (الإشبيلية) الخواسئ أبناء الأبالسة ونسل الشياطين. والأصل:
. . . ,
,
وترجمته: (نحن جميعاً إنجليز كرام؛ فهيا بنا نضرب هؤلاء الكلاب الأشبيليين، أبناء الشياطين) فأين من هذا (المصاليت والطعن الوخض). ومثله قوله: (نطق السير رتشارد بهذا، ثم افتر فمه عن ابتسامة ساخرة فانفجرنا جميعاً نهتف في صوت مدو: مرحى، مرحى!. . . وهكذا صمدت (الانتقام) صمد عدوها دون محاشاة، وعلى ظهرها مائة مقاتل، وفي جوفها تسعون مريضاً قد أداءتهم العلل وبرحت بهم الأسقام) والأصل:
' , ' ,
, , ;
وترجمته: (نطق السير رتشارد بهذا ضاحكاً فزأرنا مرحى مرحى، واندفعت (الانتقام) الصغيرة خفيفة إلى قلب العدو وعلى ظهرها مائة مقاتل تحتهم تسعون مريضاً)
ومثل ذلك في الأغراب قوله: (بجدت في موضعها لا تريم) و (أُغر دعن لقائهم) و (الحاملة جماء ألف من الأطنان وخمسمائة) ويقول الأستاذ (ألوفاً آخرين من بحارتهم يسخرون من المركب الصغير الذي ركب فيما زعموا متن الغرر، وأقحم نفسه بلقائهم المتالف) والأصل:
وترجمته: (ألوف من بحارتهم سخروا من المركب الصغير الأخرق) هذا، ولم يترجم الأستاذ غير ثلث القصيدة فشغل نحو صفحة من الرسالة، وكان يمكن ألا يشغل إلا نصفها إذ الأصل طولا كذلك.
(سمالوط)
محمد خليفة التونسي
هل ذلك من نوادر الخواطر؟
وقع في يدي منذ أيام كتاب بعنوان (مصر قي قيصرية الإسكندر المقدوني)، وهو من الكتب التي تعد حديثة، وكاتبه هو الأستاذ إسماعيل مظهر، فوجدته ترجمة حرفية للفصل الأول من كتاب:
ولم يأت الكتاب بشيء من عنده اللهم إلا بعنوان كتابه هذا، وحتى هذا العنوان إذا راعينا الدقة العلمية نجد فيه خطأ، فكلمة قيصرية هذه لم تعرف إلا منذ عهد يوليوس قيصر - نسبة لاسمه - فكيف ينسبها الأستاذ مظهر إلى الإسكندر المقدوني الذي سبق قيصر بنحو ثلاثة قرون.
مختار العبادي
طالب بكلية الأداب - جامعة فاروق)