مجلة الرسالة/العدد 509/البريد الأدبي
→ المنارة الجديدة | مجلة الرسالة - العدد 509 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 05 - 04 - 1943 |
حول قضية شهرزاد: الأدب والأشخاص
في العدد الفائت من الرسالة أكثر من ثلاث صفحات عن (قضية شهرزاد) للأستاذ (الدريني خشبة). وقضية (شهرزاد) قد أثيرت منذ صدرت (أحلام شهرزاد) وأثيرت في جو أدبي مقيد بهذا الوصف، ولا تزال قابلة لأن تثار في هذه الحدود. ولكنني أسمح لنفسي أن أقول: (إنني شممت في كلمة الأستاذ (رائحة) أخرى!
ففي حدود الأدب الخالص يملك الأستاذ أن يقول عن (أحلام شهرزاد) على لسان فاتنة (إنني أروع لوحات الفن في عالم الأدب المصري الحديث. . .) أو أن يقول: (صورتي الرائعة التي هي ابتكار جديد لم يسبق أحد صاحبي إليه، ولا استطاع أحد أن ينبت في جنة شهرزاد زهرة أينع منها ولا أعبق من شذاها شذى). . . الخ
فهذا حكم أدبي يجد الأستاذ كثيرين يوافقونه عليه، ويجد كذلك كثيرين يخالفونه فيه؛ بل يجد كثيرين يقولون له: إن أحلام شهرزاد بما فيها صورة فاتنة، لا تقاس إلى لوحات الفن التي رسمها الدكتور طه حسين نفسه في كتاب (الأيام) أو في (دعاء الكروان) أو في (الحب الضائع) أو في (أديب) إلى آخر هذه اللوحات التي عاشت طليقة في سماء الفن الرفيع غير مقيدة بأوضاع اجتماعية أو سياسية حياتها محدودة في نطاق من الزمان!
وسواء خالفه الناس أو وافقوه، فهو حكم أدبي خالص لا عليه فيه من جناح!
أما الذي عليه فيه جناح والذي تمنيت وتمنى الناس ألا يكون في لغة النقد الأدبي في هذا الزمان، فهو مثل قول الأستاذ في رأي من يخالف رأي صاحب أحلام شهرزاد عن المرأة إنه (رقاعات)!
أو مثل قوله فيمن يخالفون رأيه هو في أحلام شهرزاد: إنهم (خراصون مرجفون)!
أو مثل قوله في قراء (شهرزاد): (وإذا صح أن يكون الناس قد صاروا نوكى وقعاديد صح أن تؤلف لهم قصة كقصة شهرزاد تهدف بالمرأة إلى هذا الهدف الوضيع الذي يجعل بيوت الناس مواخير فسق وأسواقاً للبغايا).
ومثل هذا كثير في كلمة الأستاذ، بل هو مادة كلمته وقد اختار أن يجعل من (شهرزاد) رمزاً لبناتنا وأخواتنا وأُمهاتنا. واختار أن يجعل مؤلفها قد انتهك أعراضنا وحرماتنا، فلم نثر ولم نسخط، فنحن إذن: (نوكى قعاديد) ونحن إذن (فسول أفيكون مدخولون في عقولنا)
وأعتقد أن هذا وأمثاله لم يعد لغة في النقد في هذا الزمان. فالنقد لم يعد يقبل أن تستثير ضد الرأي الأدبي الذي تخالفه نخوة الدين ونخوة العرض ونخوة الأخلاق، وأن تتهم بلا حساب كل ناقد أدبي يخالف رأيك في نخوته وشرفه ومروءته ونجدته وتحيزته)!
أحسبه أراد أن يقول: إن لكل من مؤلف شهرزاد ومؤلف أحلام شهرزاد رأياً في المرأة يختلف عن رأي الآخر ويؤثر عليه في اتجاهاته الأدبية؛ فتلك قضية كان يمكن أن تؤدي بأعف من هذه الألفاظ وأكرم. ولقد أديتها في مجلة (المقتطف) في حدود أوسع من هذه الحدود، وأديتها واضحة صريحة مفهومة، ولم أجدني محتاجاً إلى كل هذا العناء!
وبعد فالأستاذ يكرر مرة ومرة: (أنه لا يبغي بما كتب أن يرضي أحداً أو أن يغضب أحداً) فأحب أن أطمئن الأستاذ (وهو حديث عهد بالعمل تحت رياسة المستشار الفني) أنني جربت مؤلف (أحلام شهرزاد) في نظرته للنقد الأدبي، وعلمت أنه لا يثير غضبه ولا يستوجب رضاه! والسلام
سيد قطب
هل ذو القرنين هو كورس الفارسي
أخذت في العدد - 507 - على بعض الفضلاء أن ما ذهب إليه في ذي القرنين لا يتفق مع القرآن ولا مع سؤال اليهود، لأنه يرى أن الآيات الواردة في ذي القرنين هي في الحقيقة تاريخ دولة برمتها، وهي دولة الفرس من كورش إلى دارا الثالث، مع أن كلا من سؤال اليهود وتلك الآيات صريح في أن ذا القرنين شخص واحد، لا تاريخ دولة برمتها. وقد عاد هذا الفاضل في العدد - 508 - إلى تأييد رأيه بعد تهذيبه بتأثير ما أخذته عليه، فذهب إلى أن الآيات القرآنية تمثل تاريخ ملك واحد لا دولة برمتها، وإلى أن ذلك الملك هو كورش منشئ الدولة الفارسية، وذلك باطل أيضاً من وجوه.
1 - أن كورش حينما اتجه إلى السكيثين المعروفين الآن بالتتر لقيته الملكة طوميريس بجيوشها، فوقع بينهما حرب شديدة انتهت بأسره وقتله، وهذا لا يتفق مع ما ذكره القرآن عن ذي القرنين حين وصوله إلى بلاد التتر، فهو لم يقتل هناك كما قتل كورش، وإنما بنى سداً ذكر القرآن أنهم لم يستطيعوا أن يظهروه ولم يستطيعوا له نقبا
2 - أن بلاد فارس تقع في جنوب آسيا، فحينما اتجه كورش منها إلى آسيا الصغرى وسوريا كان متجهاً إلى الشمال لا إلى الغرب كما جاء في القرآن عن ذي القرنين، ولا شك أن آسيا الصغرى وسوريا لا يمكن أن يقال عمن يصل إليهما إنه بلغ مغرب الشمس، لأنهما يقعان في قلب المعمور من نصف الكرة القديم، وإنما يمكن أن يقال ذلك فيمن بلغ في فتوحاته أوائل بلاد المغرب على الأقل
3 - أن رؤيا دانيال ليس فيها إلا تمثيل دولة الفرس بكبش ذي قرنين، وتمثيل دولة اليونان بتيس ذي قرن واحد، وكما لا يقتضي تمثيل دولة اليونان بهذا التيس تلقيب ملوكهم بذي القرن الواحد، لا يقتضي تمثيل دولة الفرس بذلك الكبش تلقيب ملوكهم بذي القرنين
أما الاسكندر المقدوني فإنه كان يلقب بذي القرنين كما ذكره كثير من المؤرخين، ويؤيد هذا تلك الدنانير القديمة التي عثر عليها في عصرنا، وقد رسمت فيها صورة الإسكندر وعلى رأسه قرنا أمون. أما فتوحاته فقد اتجه فيها من اليونان إلى آسيا الصغرى، فحارب فيها دارا وهزمه، وسار بعد هذا إلى سوريا فمصر حتى وصل إلى واحة سيوة، وبذلك يمكن أن يقال إنه وصل إلى مغرب الشمس، لأنه وصل بذلك إلى بلاد المغرب، ثم عاد بعد ذلك متجهاً إلى الشرق فقتل دارا وفتح بلاد فارس وما وراءها حتى وصل إلى بلاد الترك، وهذا الفتح يتفق اتجاهه مع اتجاه الفتح المنسوب في القرآن لذي القرنين، وكذلك يتفق الفتحان في نهايتهما غرباً وشرقاً.
أما وثنية ملوك الفرس فهي واضحة وضوح الشمس، وقد كان أسيياج جد كورش لأمه وثنياً، وهو الذي دعا أرباغوس من حاشيته ليحضر ما يقدمه من قربان لآلهته شكراً لهم على سلامة كورش، فقدم لأرباغوس لحم ابنه مطبوخاً فأكله، وقد فعل معه هذا لأنه لم يقتل كورش حين سلمه إليه وليداً وأمره بقتله، وكذلك كان كورش وقمبيز وغيرهما من ملوك فارس، وقد كان بعضهم يؤمن مع ذلك بإله الإسرائيليين، فيكرمهم تبعاً لإيمانه به، ولكن هذا لا ينفي الوثنية عنه، لأنها لا تنتفي إلا بالإيمان بالله وحده.
عبد المتعال الصعيدي
إلى الدكتور زكي مبارك قرأت مقال الدكتور النابغة عن (اللغة العربية في المدارس الثانوية) وقد تحدث فيه عن ضعف التلاميذ في الإنشاء فرجعه إلى المدرس، فهو السبب الأول والآخر والظاهر والباطن، وسرد أسباباً لبابها انصباب الضعف على رأس المدرس، أو من رأسه، أما التلميذ، وأما المفتش، وأما الوزارة، وأما الوسط، وأما المنهج، وأما توزيعه، فليس لكل أولئك أثر من جناية على التلميذ في ضعفه. والسكوت على الاتهام مع القدرة على دحضه فوق أنه ضعف إثبات للتهمة وتزييف للعدالة، لذلك سأرد على ذلك الاتهام لا لتبرئة نفسي وأخي بل لأضع الحق في نصابه.
يرى الدكتور أن السبب الأول: (سيطرة المدرس على لغة التلميذ) وهذه السيطرة هي السبيل الوحيد لتزويده بما يشاء من ألفاظ ومعان يستخدمها فيما يكتب، لأنه لا يزال في أول طريق الكتابة فسنة أو سنتان في التعليم الابتدائي لا تقدر التلميذ على الكتابة المستقلة.
السبب الثاني: (تحكم المدرس في عقل التلميذ)، ويقصد الدكتور بذلك حصر عناصر الموضوع وتسلسلها؛ ومع أن هذا لا عيب فيه، لأن العناصر تستخلص من أفكار التلاميذ وبألسنتهم فتلك الطريقة لا تتبع إلا في السنوات الأولى من التعليم الثانوي، على أن الأساتذة لا يقيدون التلاميذ بالعناصر بل يتركون لهم العنان يفكرون كما يشاءون، ويكتبون ما يشاءون السبب الثالث: (تقديم موضوعات بعيدة عن مدارك التلاميذ وأريد بها الموضوعات الميتة)
في هذا السبب يتجنى الدكتور على كثرة المدرسين إذ هو لم يطلع - من غير شك - على جميع - الموضوعات المختارة وإنما اطلع على قلة ضئيلة لا يمكن إلا أن يكون فيها الحي والميت والحكم القائم على القلة حكم واهي الأساس.
السبب الرابع: (إقبال المدرس على تصحيح الكراريس وفي ذهنه صورة محدودة للاجابات، فهو يهمل كل صورة منحرفة عن تلك الصورة) وذلك تجن ثان أو ثالث - كما يشاء الدكتور - فإن أحداً لم يطلع على ما ارتسم في ذهن المدرس حتى يحكم هذا الحكم، وإن يكن الدكتور أيام تدريسه يسلك تلك الطريق فلا يصح اتخاذه طريقته دليلاً على طرائق غيره.
السبب الخامس: (إغرام بعض المدرسين بالإكثار من التصحيحات إكثاراً يشهد برغبتهم في التفوق والاستعلاء).
وإن يكن الشق الأول مما يزعمه الدكتور صحيحاً فليس فيه ما يعيب المدرس الذي يعني بتقويم العبارة وتحقيق اللغة، أما التفوق والاستعلاء فمعنيان لا يردان في خاطر المدرس لأنه بطبيعة مكانه من التلميذ يستأهلهما. ولا أحسب الإباحية اللغوية التي يدعو إليها الدكتور في كثير من أدبه صراحة حيناً ودوراناً حيناً مقبولة لدى جمهرة الأدباء عامة وعلماء المجمع اللغوي خاصة.
السبب السادس: (الهيام بتجميل الموضوعات بالباطل حيثما وقعت) وقد يكون في هذا شبهة من الحق لو أنه نسب إلى التلميذ وأن الأستاذ يعالجه أنجع العلاج.
أما مراقبة التلاميذ فيما يقرءون فأؤكد للأستاذ الدكتور أنها لا تجدي، ولا يصلح اتخاذ موضوعات الإنشاء مما تثيره تلك القراءات، فجلهم - إن لم أقل كلهم - يقرأ من القصص الوضيع ومن الأدب الرخيص
وبعد فالعذر للأستاذ واضح فما جدوى اثني عشر موضوعاً يكتبها التلميذ ثم لا يجد من الوقت ما يدفعه إلى تعرف أخطائه؟ وأني له الفرصة ليصف لكل تلميذ داءه والفصل يتراوح بين الثلاثين والخمسة والثلاثين؟)
حضرات المفتشين:
وحدوا خططكم، وسددوا توجيهاتكم، ونظموا مناهج لغتكم، وامنحوها من الحظ ما للغة الأجنبية، وأعطونا من الحرية ما يحفزنا إلى الإثمار والإنتاج، ثم تعالوا بعد ذلك فحاسبونا ولومونا إن وجدتم إلى اللوم سبيلاً فلوم المقصر تقويم لا يخشاه الجادون في عملهم البصيرون بواجبهم.
عبد العظيم علي قناوي
المدرس بالقبة الثانوية ï» ؟ Error
ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپطط© ï» ؟ Error
ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپطط© ï» ؟ Error
ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپطط© ï» ؟ Error
ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپطط© ï» ؟ Error
ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپطط© ï» ؟ Error
ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپطط© ï» ؟ Error
ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپطط© ï» ؟ Error
ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپطط© ï» ؟ Error
ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپطط© ï» ؟ Error
ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپطط©