مجلة الرسالة/العدد 496/لا تثوروا على المدينة الحاضرة
→ وحي العام الجديد | مجلة الرسالة - العدد 496 لا تثوروا على المدينة الحاضرة [[مؤلف:|]] |
ذكرى المغفور له ← |
بتاريخ: 04 - 01 - 1943 |
للأستاذ محمد أيوب مدرس التاريخ القديم بكلية الآداب
إذا عجبت فإنما أعجب لكل من يفكر في التمرد أو الثورة على المدينة الحاضرة. وإني أنظر حولي فأجد أناساً كثيرون يحملون حملة شديدة على هذه المدينة ويودون إلغاءها بجرة قلم حتى تعود الإنسانية إلى الحياة البدائية الأولى، حياة البساطة والسذاجة لأنها في نظرهم خالية من التعقيد، قريبة من الطبيعة، وكل شيء قريب من الطبيعة جميل. وإني أسائل نفسي لماذا يريد هؤلاء الناس العودة بنا إلى الوراء حتى نعيش تلك الحياة التي يسمونها حياة بسيطة وما هي إلا حياة بدائية تقرب الإنسان من الحيوان، فقد كان الإنسان في القرون الخوالي كالحيوان يهيم على وجهه في القفار لا يعرف إذا كان يعيش أو لا يعيش.
فالمدينة الحاضرة أسمى ما وصل إليه العقل البشري، وهي عبارة عن تطور العقل البشري في مختلف القرون الماضية، بل هي التراث المجيد الذي تركه لنا العقل منذ حياة الإنسان الأولى، فكل المدنيات متصلة بل ومتمم بعضها للبعض الآخر، بحيث لا نستطيع أن نقيم حاجزاً بين مدنية ومدنية. فنقول إن هنا حدود المدنية المصرية، وأن تلك حدود المدنية اليونانية، بل ونحن لا نستطيع أن نوجد حلقة فاصلة بين المدنية الحاضرة وبين مدنية أخرى أجنبية عنها، إذ لا بد من التطور. وليس هناك من شك في أن هذه المدنية ستتطور في الأجيال القادمة كما سبق لها أن تطورت في الأجيال الماضية، فالمدنية الحاضرة وهي التي ابتدأت بإحياء العلوم ونهضة الآداب، متممة للحضارات القديمة، حضارات اليونان والرومان. وليس منا من يستطيع أن ينكر فضل تلك العقول الجبارة، عقول اليونان والرومان فيما أنتجته لنا في ميادين الفلسفة والعلم والآداب والقانون
ويخطئ من يظن أن المدنية الحاضرة عبارة عن الناحية المادية فحسب، وهي التي نتج عنها ما نراه اليوم من تحسين في أمورنا العامة وفي أمورنا الخاصة. كلا! هي لا تقتصر على هذه المخترعات العظيمة كالسكك الحديدية، والطيارات والسيارات التي قربت المسافات بين الأمم، وكالتلفون والتلغراف والراديو، وهي التي جعلت أنحاء العالم كلها تشعر بأنها عالم واحد، تربط بين أجزائها رابطة قوية؛ أقول ليست تقتصر هذه المدينة على هذه النواحي التي جعلت الإنسان يتحكم إلى حد كبير، في نظام هذا العالم الذي نعيش فيه، إنما المدينة الحاضرة تشمل أيضاً الناحية المعنوية التي شأنها أن حررت الفكر وأبطلت الرق وضمنت حقوق الإنسان. تشمل ناحية العلوم التي كشفت عن أسرار الطبيعة، وناحية الآداب التي سمت بالعالم إلى جو من الخيال جعله يبهج مشاعر النفس، وناحية الفنون التي أخذت بالذوق إلى أسمى درجة من درجات الرقي
على أن المدنية الحاضرة، وهي التي ظهرت في أوربا، تختلف عن غيرها من المدنيات القديمة التي ظهرت في الشرق عامة وفي حوض البحر الأبيض المتوسط خاصة؛ فالمدنية في الشرق خاضعة للدين متأثرة بالطبيعة، بينما هي في الغرب خاضعة للعقل مؤثرة في الطبيعة. ففي الشرق الجو حار والشمس ساطعة تغذي الجسم بأشعتها، والأرض خصبة تنتج المحصول الكثير والخير الوفير، مما جعلنا نحن الشرقيين نميل إلى التراخي والكسل لكثرة ما نرى أمامنا من المحاصيل التي تكفي لغذائنا دون مشقة كبيرة. وكان من أثر هذا الفتور والتراخي أن ركن الإنسان إلى الطبيعة وأخذ ينظر إليها ويتأمل فيها، فرآها تجود عليه بالمياه لري أراضيه، وبالشمس لإنضاج محصوله، فأكبرها ومجدها وأخذ يعبدها ويعبد مظاهرها كالشمس والقمر وخلافهما. من هذا كان خيال الشرقيين خصباً، فتخيلوا أدياناً مختلفة، وتصوروا مظاهر مختلفة للعبادات وهذا آت من الفراغ وقلة النشاط الذي يسد هذا الفراغ. فالشرقي بوجه عام، عابد للطبيعة متأمل فيها خاضع للدين ناظر فيه، فأثر الخيال عليه عظيم، وأثر الدين عليه عظيم، وكذلك أثر الطبيعة عليه عظيم. أما في أوربا فإن الجو بارد لا تظهر الشمس إلا في أحوال نادرة؛ لذلك احتاج الفرد إلى الكد والجهد لاستغلال الأرض حتى تنتج أكثر ما يمكنها إنتاجاً، ولاستغلال مظاهر الطبيعة ما يفيد منها أكبر إفادة، فهو مضطر لأن يأكل كثيراً ليتقي بذلك برودة الجو، وهو مضطر لأن يتدثر بالملابس الثقيلة لكي تبعد عنه أثر البرد القارس؛ من أجل هذا كان عقله كثير الاختراع وافر الإنتاج، وقد وجه هذا العقل نشاطه لتسخير قوى الطبيعة، ونجح في هذا الميدان إلى حد بعيد إذ أصبح هو المسيطر على هذه الطبيعة بدل أن تكون هي المسيطرة عليه
فكيف يجوز لنا أن نثور على المدنية الحاضرة وهي التي حكمت العقل في أمور كثيرة، أخذت ما يأخذ به ورفضت ما يرفظه، وقد غلبت الناحية العقلية على هذه المدنية، حتى كان لهذا أثر عظيم في تاريخ التطور البشري، فأول نتائج تحكيم العقل في كل شيء أن قل تعصب الناس للدين، فأصحاب المدنية الحاضرة لا يشنون الحرب على غيرهم بسبب اختلاف في الدين كما كان يحدث في القرون الوسطى مثلاً. ضعف إذن التعصب الديني إلى حد كبير، وليس معنى ذلك أن هذا التعصب القديم لم يصبح له أثر، كلا! بل أقول إن الدين لم يعد له تأثير كبير في سياسة الدولة وتوجيه الحكومات حتى تشن الحروب على غيرها بسببه، فهذا التعصب أصبح ضعيفاً جداً وهو إن وجد فإنما يوجد بين الطبقات الجاهلة من الشعب وهي التي لا تحكم العقل في قليل ولا كثير وإنما تخضع للعاطفة والوجدان والخيال أكثر من أن تخضع للعقل
ونحن لا نستطيع أن نبين مزايا المدنية الحاضرة إلا إذا وازنا بين الشعوب المتمدينة والشعوب غير المتمدينة، أما الأولى فيحكمها القانون وتسيطر عليها هيئة منظمة تحقق فيها التوازن بين مختلف الفرق والطوائف والطبقات، ويسود مجتمعها الهدوء والسكينة، فإذا طغت سلطة على سلطة فإنما الهيئة العليا هي التي تحد من هذا الطغيان. وهي فضلاً عن هذا النظام الذي نتمتع به لها جميع وسائل الراحة التي أنتجها العقل البشري. والثانية في فوضى لا ضابط لها، لا تخضع إلا للغريزة، وفيها يحاول الإنسان أن يأكل أخاه الإنسان، وفيها يعيش الإنسان وكأنه لا يعيش، لا يعرف من أحوال هذا العالم شيئاً. ينتقل من مكان إلى مكان كالحيوان حينما ينتقل من شجرة إلى شجرة، لا يدري ما أحدث العلم من تقدم ولا يعرف ما قدمه العقل من وسائل الرفاهية والسعادة. فالفرق عظيم بين الشعوب الأولى والشعوب الأخرى، كالفرق بين الإنسان المثقف والغير مثقف، الأول يحاول أن ينفذ ببصره إلى أعماق الأشياء فيعمل على تفهم أسرار الطبيعة، أما الآخر فإن العالم مغلق في وجهه، أسراره محجوبة عليه لا يستطيع لها كشفاً
فالمدنية الحاضرة تعمل أن يسود النظام المجتمع، وعلى أن يطيع الإنسان القانون، وعلى أن تكون العلاقة بين الأفراد علاقة منظمة أساسها الاحترام والود، ورائدها المنفعة العامة للدولة وللناس جميعاً. وتعمل أيضاً على تنظيم العلاقات بين الدول بحيث تكون خاضعة لعادات وتقاليد وقوانين، وبحيث تشرف على هذا هيئة عليا كجمعية أو عصبة عامة أو محكمة عليا. وليس منا من يفضل الفوضى على النظام أو التمرد على الطاعة
وكيف يجوز لنا إذن أن نثور على المدنية الحاضرة وهي التي أشعرت الفرد بكرامته وقوة شخصيته وجعلته يعرف حقوقه وواجباته، بل وذهبت إلى أبعد من هذا فحققت المساواة بين أفراد البشر جميعاً. وقديماً كانت المدنيات القديمة تعمل على تحقيق المساواة بين أفرادها الخاضعين لها: أي أن المدنية اليونانية مثلاً تنظر بعين المساواة إلى اليونان فقط، أما غيرهم من الشعوب الأجنبية فهي تلفظها وتحتقرها وتبعدها عن ميدانها. تحققت إذن المساواة بين أفراد الدولة في الداخل، فالكل سواء أمام القانون، لا عبد هناك ولا سيد، ولا فرق بين الصغير والكبير أو الغني والفقير أو المواطن ورئيس الدولة، فالكل متساوون أمام القانون. وهي لم تقتصر على تحقيق المساواة فقط، بل عملت على تحقيق الحرية لبني الإنسان، فألغت الرق وحررت العبيد، وقد كان الرق شيئاً عادياً طبيعياً تقول وتأخذ به المدنيات القديمة. ونحن نعجب كيف أن عقولاً جبارة كعقول سقراط وأفلاطون وأرسطو كانت توافق على استخدام فرد لفرد آخر، وإخضاع هذا الفرد لاستغلال فرد آخر يكبره من حيث الثروة أو الجنس أو المولد
بل وتعدت المدنية الحاضرة حدود الفرد وذهبت إلى ميدان الشعوب فعملت على رفع الظلم عن كاهله. حررت الشعب وضمنت له حقوقه وحددت له واجباته بهذه النظم الديمقراطية التي تعتبر أرقى ما وصل إليه العقل البشري من تصور لتنظيم الجماعة وحكمها فقضت على النظم الطاغية، نظم الظلم والاستعباد؛ فقد كان الفرد فيما مضى يخشى السلطان، وكان السلطان إذا تكلم كان هذا الكلام قانوناً مقدساً وإرادة لا نقض لها. كانت سلطة السلطان مطلقة مستبدة، ورغبته هي النافذة، وإرادته هي القانون والقانون هو إرادته. فجاءت المدنية الحاضرة وقضت على هذا كله، وأصبحت الهيئة الحاكمة تعترف بأنها تحكم لا لتستبد بل لتخدم الشعب ولتقوم على مصالحه. وقد سرت هذه المبادئ الحديثة بين الأمم سريان الكهرباء وانتشرت انتشار الهواء، لما عرف القوم من مزايا هذه الديمقراطية التي ترتكز على المبادئ الشعبية الخالدة، وهي التي تقدس الحقوق والحريات العامة. فالديمقراطية أثر من آثار هذه المدنية، وهي التي جعلت الإنسان يشعر بشخصيته ويحافظ على حقوقه، ويقوم بواجباته بدافع من نفسه. ولهذه الديمقراطية مزايا ومنافع، فهي التي تعمل على تساوي الحظوظ بين أفراد المجتمع فلا تقصر الفوائد كنشر الثقافة والتعليم على طبقة دون طبقة. إنما الجميع في نظرها سواء، لكل فرد الحق في أن يتعلم، ولكل فرد الحق في أن يشترك في إدارة شؤون الدولة
وللمدنية الحاضرة فضل آخر هو الخاص بتحرير المرأة من عقالها، إذ جعلتها تشعر بأنها عضو نافع من أعضاء المجتمع، فقد سوت بين المرأة والرجل، وقضت على هوة الخلاف بين النوعين وأصبح للمرأة ما للرجل من حقوق وعليها ما عليه من واجبات، وأشعرت المرأة أنها تستطيع أن تعطي رأيها في المسائل، وأن تشارك الرجل في إدارة شؤون بيته وأعماله، بل وتعاونه معاونة تامة سواء أكان ذلك في الحياة الخاصة أو الحياة العامة. وهي التي أعطتها هذا الغذاء العقلي غذاء العلم والثقافة، فأصبحت تتعلم في المدارس على قدم المساواة مع النوع الآخر، وبذلك أصبحت تحس بأنها تعيش حقاً، تهنأ لسعادة المجموع وتبأس لشقائه
وقد يقول بعض المكارين إن هذا صحيح، ولكن أنظر إلى هذا الاستعمار الأوربي وليد الحضارة الحالية، ألم يعتد هذا الاستعمار على مصير الشعوب وحريات الأمم؟ وقد يكون هذا صحيحاً إذا كان الاستعمار ظهر في عهد هذه المدنية ولم يظهر في عهد غيرها من المدنيات الأخرى؛ فالاستعمار عرفه قدماء المصريين واليونان والرومان وكذلك العرب، فهو يرجع إلى طبيعة الإنسان لا إلى طبيعة المدنية، والإنسان بطبعه تواق إلى التحكم والسيطرة، فإذا وجد أمامه إنساناً ضعيفاً فرض عليه سلطانه وسيادته، وكذلك الدولة الضعيفة، وهذا من طبيعة الناموس البشري، فلا بد للضعيف من أن يخضع للقوي، ولا بد للقوي من أن يسود الضعيف؛ فللقوي البقاء، وللضعيف الفناء
وقد يقول هذا النفر أيضاً: أنظر إلى هذه الحرب التي تفتك بالناس فتكاً ذريعاً، والتي تأتي على اليابس فتأكله، وعلى العامر فتخربه؛ وانظر إلى هذه المخترعات الفتاكة، وهذه القنابل التي لا تفرق بين المحارب وغير المحارب؛ وانظر إلى هذه الوحشية التي تتطاير من أبراج الطائرات، أفبعد هذا تقول إنه خير لنا أن نؤيد المدنية الحاضرة وهي التي أنتجت كل هذه الأشياء الفتاكة؟ أما عن الحرب فإنها قد وجدت في كل زمان وفي كل مكان. والحرب لا تتصف بالوداعة ولا الهدوء، وإنما تصحبها الوحشية؛ فالمحارب يبغي من الحرب القضاء على قوة خصمه بأي وسيلة، سواء أكانت هذه الوسيلة مشروعة أم غير مشروعة. ففي كل حرب وقعت كانت الجيوش لا ترتدع عن إتيان كل أعمال الوحشية والهمجية من قتل وتدمير وتخريب، بل نستطيع أن نذهب إلى أبعد من هذا فنقول إن هذه المدنية نفسها اخترعت وسائل أخرى تتقي بها شر الوسائل الفتاكة، وهذبت من طباع البشر فجعلت الدول تراعي في الحرب بعض القواعد الإنسانية والمبادئ السمحة الكريمة التي لم تكن تتبع في عهد المدنيات السابقة. وبعد هذا نستطيع أن نقول إن الحرب لازمة لرقي المجتمع الإنساني، فهي موافقة للطبيعة البشرية ولهذا القانون الخالد: البقاء للأصلح؛ فالسمكة الكبيرة تأكل السمكة الصغيرة، والفرد القوي يستغل الفرد الضعيف. وكذلك الحال بين الأمم، فالصراع بين الأمم القوية والأمم الضعيفة قديم قدم الإنسان. الصراع قديم بين القوة والضعف، فالقوي يسود الضعيف، وخليق بالأمم القوية أن تتزعم الأمم الضعيفة، وللأمم الضعيفة بعد ذلك أن تعمل، إذا أرادت أن تعيش، على تنظيم أمرها وتحسين حالها. فالحرب تحفز الأمم الضعيفة التي تخاف على نفسها فتدفعها إلى أن تتقوى وتشتد فتستيقظ من نومها وإلا طال عليها الرقاد، وخيم عليها حكم الاستعباد. فالنزاع إذن سيظل ما دام في الإنسان الضعيف والقوي. سيظل دائماً بين عامل الخير وعامل الشر. وما الحرب إلا عامل من عوامل الشر ولكنها عامل مطهر كالنار، فهي تقضي على العناصر الفاسدة. وما الحرب إلا محنة من المحن لا بد منها في أطوار التاريخ، لأن الشعوب تخرج منها نقية طاهرة كأقوى ما تكون. والشعوب التي لا تحارب، تخلد إلى الراحة وتقبل على الترف وترتوي من المتعة واللذة، فيدركها الضعف والوهن، وهي بعد ذلك تفقد أسس النضال وعوامل الكفاح، ويكون مصيرها آخر الأمر إلى الفناء. فالحرب وإن كانت عاملاً من عوامل التدمير، تعمل على إذاعة الأخلاق المتينة بين الأفراد وإشاعة الصفات القوية بين الأمم، فهي تمجد البطولة والشجاعة والصبر والاعتماد على النفس، فهي مفيدة إذن للإنسان والإنسانية.
ونحن نرى من تطور التاريخ في مختلف عصوره أن الحرب يعقبها طور رقي وتقدم، فالإنسانية سائرة أبداً في طريقها نحو التقدم. من أجل هذا يجدر بنا أن ننظر إلى المستقبل نظرة آمنة مطمئنة معتقدين أن النصر سيكون دائماً في جانب الخير.
يجب علينا أن ننظر إلى المستقبل لا إلى الماضي، وأن نطمئن إلى أن هذه المدنية ستتطور لا شك إلى مدنية أرقى. أما النظر إلى الماضي والتمسك به فهذا شأن الطاعنين في السن الذين في عروقهم فقتل حيويتهم ويفتر نشاطهم، وهم لهذا السبب لا يستطيعون إلا البكاء على الماضي.
لذلك أومنبالمدنية الحاضرة إيماناً شديداً، لاعتقادي في الإنسان وفي قدرته على التطور. ونحن بدلاً من أن نحاول الرجوع إلى الماضي ونتعلل به، يجب أن ننظر إلى المستقبل وكلنا تفاؤل واطمئنان إلى قدرة الإنسانية على السير بالمدنية في طريق التطور حتى تصل إلى أسمى ما يعرف العقل البشري من تقدم ورقي. فيجب ألا نثور على المدنية الحاضرة، وألا نقيم العراقيل والصعاب في طريقها، بل نؤيدها بكل ما نملك فلا ندخر وسعاً إلا بذلناه حتى تسير هذه المدنية في طريقها الطبيعي، وهو طريق التطور والرقي.
محمد أيوب