4 - خزانة الرؤوس «مجلة الرسالة/العدد 493/خزانة الرؤوس» في دار الخلافة العباسية ببغداد للأستاذ ميخائيل عواد (ج) رأس بن الحسن بن حمدان، رؤوس جماعة من أصحابه ذكر مسكويه في حوادث سنة 304هـ أنه (قبض على أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان وجميع اخوته وحبسوا في دار السلطان. وكان هرب ابن الحسين بن حمدان في جماعة من أصحابه وبلغت هزيمته أمد، فأوقع بهم الجزري وقتل ابن الحسين وجماعة من أصحابه وحملت رؤوسهم إلى الحضرة) (د) رأس ليلى بن النعمان الديلمي كان من ماجريات سنة 309هـ، أنه (دخل رسول صاحب خراسان براس ليلى بن النعمان الديلمي الذي خرج بطبرستان (هـ) رأس أحمد بن علي ارتكب أحمد بن علي وهو من أمراء الأعاجم من الظلم والشر أمراً عظيما، وذاع خبر شره؛ فخافه الناس. ولكن أمد الظلم قصير، (فلما كان في ذي الحجة من سنة 311هـ، ورد الخبر على ابن الفرات بإيقاع ابن أبي الساج بأحمد بن علي أخي صعلوك، وقتله إياه، وأنه اخذ رأسه وهو على حمله إلى بغداد) ثم قال مسكويه في أحداث سنة 312هـ، إن (في هذه السنة ورد الكتاب بشرح الخبر في مصير ابن أبي الساج من أذربيجان إلى الري ومحاربته أحمد بن علي، وحمل رأس أحمد ابن علي وجثته إلى مدينة السلام) (و) رأس لصيدلاوي لم تخل خزانة الرؤوس حتى من رؤوس العيارين، والشطار وقطاع الطرق: فهذا المعروف بالصيدلاوي كان (يقطع الطريق فاحتال عليه بعض الولاة فدس إليه جماعة من الصعاليك اظهروا الانحياز اليه، فلما خالطوه؛ قبضوا عليه وحملوه أسيراً إلى الكوفة، فقتل وحمل رأسه إلى بغداد) (ز) رؤوس جماعة من الفرنج: كان من أجل أنباء سنة 552هـ: الواقعة بين الإسلام وبين الفرنج. قال ابن الجوزي: (وكانت وقعة عظيمة بين محمود بن زنكي وبين الإفرنج، وفتح عسكر مصر غزة واستعادوها من الإفرنج، ووصل رسول محمود بتحف وهدايا ورؤوس الإفرنج وسلاحهم واتراسهم) 3 - نصب الرؤوس في جانبي بغداد (ا) رأس رافع بن هرثمة: من الأنباء التي حفلت بها سنة 284هـ: (قدوم رسول عمرو بن الليث الصغار براس رافع بن هرثمة في يوم الخميس لأربع خلون من المحرم على المعتضد، فأمر بنصبه في المجلس بالجانب الشرقي إلى الظهر، ثم تحويله إلى الجانب الغربي ونصبه هنالك إلى الليل، ثم رده إلى دار السلطان. وخلع على الرسول وقت وصوله إلى المعتضد بالرأس) 4 - نصب الرؤوس على جسور بغداد (ا) رأس القرمطي، رؤوس جماعة من قواده وأصحابه: والقرمطي هذا، هو الحسين بن زكرويه المعروف بصاحب الشامة، الذي اشتهر امره، وبالغ في الظلم والفساد، وهزم جيوش الخليفة غير مرة: وقد شرح أمره وأعماله جملة من المؤرخين، فإذا أردتها فارجع إلى سنة 291هـ وما قبلها تجد أخباره مفصلة. والذي يهمنا هاهنا رواية تعذيبه وقطع رأسه إذ كان قد حان قطافه. ودعنا نستل خبره من الطبري الذي قال في الوقعة بين القرمطي هذا وبين أصحاب الخليفة: (. . . ولما تقدمت (الكلام لمحمد بن سليمان الكاتب) في جمع الرؤوس، وجد رأس أبى الحمل، وراس أبي العذاب، وأبي البغل وقيل النعمان قد قتل؛ وقد تقدمت في طلبه واخذ رأسه وحمله مع الرؤوس إلى حضرة أمير المؤمنين أن شاء الله) وهاهو ذا يحدثنا عن القرمطي وأصحابه يوم جيء بهم أسرى إلى بغداد لينالوا جزاء ظلمهم وعيشهم، ولا يبعد أنه رأى المشهد بعينه؛ فأمعن في الوصف وبالغ بذكر هذه الحقيقة. ودونك ما قاله: (. . . ولما كان يوم الاثنين لسبع بقين من شهر ربيع الأول أمر المكتفي القواد والغلمان بحضور الدكة التي أمر ببنائها، وخرج من الناس خلق كثير لحضورها فحضروها؛ وحضر أحمد بن محمد الواثقي وهو يومئذ يلي الشرطة بمدينة السلام، ومحمد بن سليمان كاتب الجيش، الدكة فقعدا عليها. وحمل الأسرى الذين جاء بهم المكتفي معه من الرقة، والذين جاء بهم محمد بن سليمان ومن كان في السجن من القرامطة الذين جمعوا من الكوفة، وقوم من أهل بغداد كانوا على رأي القرامطة وقوم من الرفوغ من سائر البلدان من غير القرامطة، وكانوا قليلاً، فجيء بهم على جمال واحضروا الدكة ووقفوا على جمالهم، ووكل بكل رجل منهم عونان، فقيل انهم كانوا ثلاثمائة ونيفاً وعشرين وقيل ثلاثمائة وستين. وجيء بالقرمطي الحسين بن زكرويه المعروف بصاحب الشامة ومعه ابن عمه المعروف بالمدثر على بغل في عمارية، وقد اسبل عليهما الغشاء ومعهما جماعة من الفرسان والرجالة، فصعد بهما إلى الدكة واقعدا، وقدم أربعة وثلاثون إنساناً من هؤلاء الأسارى؛ فقطعت أيديهم وأرجلهم، وضربت أعناقهم واحداً بعد واحد؛ كان يؤخذ الرجل فيبطح على وجهه فيتقطع يمنى يديه ويحلق بها إلى اسفل ليراها الناس؛ ثم تقطع رجله اليسرى، ثم يسرى يديه، ثم يمنى رجليه، ويرمى بما قطع منه إلى اسفل، ثم يقعد فيمد رأسه فيضرب عنقه ويرمي برأسه وجثته إلى اسفل. فلما فرغ من قتل هؤلاء الأربعة والثلاثين نفساً، وكانوا من وجوه أصحاب القرمطي فيما ذكر وكابرائهم، قدم المدثر فقطعت يداه ورجلاه وضربت عنقه. ثم قدم القرمطي فضرب مائتي سوط، ثم قطعت يداه ورجلاه وكوى فغشى عليه ثم اخذ خشب فأضرمت فيها النار ووضع في خواصره وبطنه، فجعل يفتح عينيه ثم يغمضها؛ فلما خافوا أن يموت ضربت عنقه، ورفع رأسه على خشبة. وأقام الواثقي في جماعة من أصحابه في ذلك الموضع إلى وقت العشاء الآخرة، حتى ضرب أعناق باقي الأسرى الذين احضروا الدكة، ثم انصرف، فلما كان من غد هذا اليوم حملت رؤوس القتلى من المصلى إلى الجسر، وصلب بدن القرمطي في طرف الجسر الأعلى ببغداد) (ب) رؤوس جماعة من الاباضية من الأحداث التي وقعت في سنة 280هـ؛ في خلافة المعتضد، على ما نقله المسعودي أن (افتتح أحمد بن ثور عمان، وكان مسيره إليها من بلاد البحرين، فواقع الاباضية من الشراة وكانوا في نحو من مائتي ألف، وكان أمامهم الصلت بن ملك ببلاد يروى من ارض عمان، وكانت له عليهم فقتل منهم مقتلة عظيمة، وحمل كثيراً من رؤوسهم إلى بغداد فنصبت بالجسر) (يتبع) ميخائيل عواد