الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 48/الكتب

مجلة الرسالة/العدد 48/الكتب

مجلة الرسالة - العدد 48
الكتب
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 04 - 06 - 1934


بحث في نقد الأدب العربي

بقلم محمد بديع شريف

مؤلف هذا الكتاب الموجز شاب عراقي، يتلقى علومه في مدرسة دار العلوم، تكلم فيه عن النقد في الأدب العربي من فجر تاريخه حتى يومنا هذا، فأرانا كيف كان أهل الجاهلية يتحاكمون في أشعارهم إلى النابهين منهم كالنابغة وأضرابه، ثم قص علينا حديثاً طريفاً عن النقد في صدر الإسلام وفي عهد بني أمية مشيراً إلى ما كان عليه أهل هذين العصرين من سلامة الذوق وحسن الفهم والنزاهة كما يتضح فيما أورده من حديث عقيلة بنت عقيل ابن أبي طالب مع جميل وكثير والأحوص، وانتقل إلى العصر العباسي فأرانا كيف كان الخلفاء يهتمون بالنقد ويفطنون إلى موازينه وأوضاعه، وأخيراً تكلم عن النقد في أيامنا ويعجبني منه قوله في ذلك (والنقد في أيامنا يجري في البيت والبيتين، وهو عند الصديقين إلى تقارض المدح أقرب منه إلى النقد، وعند المغيظ المحنق أبعد عن النقد وأقرب إلى السباب، والمنصف بينهما قليل بل من القليل أقل).

وختم المؤلف كتابه بكلمة عن النقد وموازينه وطرقه مورداً في ذلك كثيراً من الأمثلة التي تدل على صدق نظره وحسن فهمه وسلامة ذوقه، وهي باكورة تبشر بمستقبل أدبي باهر لهذا الطالب النجيب.

أما اسم الكتاب فقد يبدو لي غريباً أو منحرفاً عن موضوعه فكان أولى به أن يسميه بحث في طرق النقد في الأدب العربي، فهو لا ينقذ الأدب العربي كما يشعر بذلك عنوانه، ولكنه يبحث في أساليب النقد في هذا الأدب قديمه وحديثه.

م. الخفيف

مسعود

تأليف محمود أبو النجاة

يتوق كثير من شبابنا اليوم إلى التأليف، فأول ما يستهوي الشاب في مستهل حياته الأدبية، فترة المطالعة والتأمل والاستعداد، أن يكون له كتاب يقرؤه الناس. لا جناح على الشاب أن يعمل على رفع نفسه، بيد أن لكل غاية وسائلها ولكل أمر عدته، ولابد لمن يضطلع بالتأليف أن يكون له من الخبرة والنضوج ما يكفل له النجاح في هذه المهمة الشاقة، أما أن يعمد الشاب إلى التأليف وهو لم يدر بعد ما القراءة، فهذا إلى العبث أقرب منه إلى الجد، بل هو الهزل بعينه، وهذا الكتيب الذي أحدثك عنه مثل من أمثلة التسرع والشطط، فهو رواية شعرية في موضوع تافه لا يليق حتى الأسلوب (الحواديت) وحسبك أن تقرأ حواراً كهذا ولو على سبيل التندر والفكاهة

مسعود - ما العشاء الليلة؟

سعيد - إنه جبن وعدس

مسعود (متأثراً) - كنت أرجو الفرخة

زينب - ماتت الفرخة أمس

ثم اقرأ إحدى أغانيه وهي من أجود مقطوعاته

بسم الصبح ابتساماً ... فيه آيات الجمال

فانحنى الزرع احتراماً ... في سكون وجلال

وشعاع الشمس ضاءا ... يملأ الآفاق نورا

وسرى الزهر هواءا ... يملأ الدنيا عبيرا

ودونك حواراً لذيذاً بين المحضر والعمدة

المحضر: كم يملكون من العقار؟

العمدة: عشرون فداناً ودار

الحد من جهة الشمال: أرض مسطحة بوار

ومن الجنوب المصرف: والغرب أحمد ذو الفقار

والرواية كلها على هذا النحو وكم وددت لو اتسع المجال لأذكر لك طرفاً من ذلك الحوار البديع بين النائب والمحامي في الجلسة. . .!

وحي النسيب في شعر شوقي

تأليف أحمد محمود الحوفي بدار العلوم حاول المؤلف الشاب أن يبرهن على صدق عاطفة الحب عند شوقي، أو بعبارة أخرى أراد أن يقيم الدليل على أن الغزل في شعر شوقي نتيجة غرام حقيقي ملك قلب الشاعر الكبير ليبطل بذلك حجة الذين يقولون أنه غزل لم تلده عاطفة ولم يبعثه حب. ابتدأ المؤلف الفاضل كتابه بكلمة في الغزل وأنواعه، ثم تكلم عن العلاقة بين الحب والشعر، وذكر طرفاً من غزل شوقي في الصبا والكبر، ثم شرح بصره بنفسية المحبين، وتعرض لشرح بيئته وصور نزعته إلى الوصف وصلتها بالحب.

ولكنه لم يخرج في براهينه كثيراً عن ذكر أبيات شوقي في الغزل مستدلاً بها على صدق حبه مع أن تلك الأبيات التي يذكرها من ينكرون عليه هذا الحب مستشهدين بوجودها في مطلع بعض قصائده دون مناسبة أو داع، وكان أولى به أن يسلك في البرهان طريقاً غير هذا، فان إثبات مواقف معينه أو إقامة الدليل على صفة خاصة في حياة شاعر لا تتأتى إلا بذكر حوادث معينة واضحة، أو الإتيان بقرائن قوية توضح الغرض من شعره.

على أننا نحمد لهذا الشاب وأقرانه من طلاب دار العلوم نشاطهم وإقبالهم على الأدب العربي بحثاً وتنقيباً، ويسرنا بنوع خاص أن ينهض الشباب لدراسة شعر شوقي من جميع نواحيه، ولنا أن نعتبر هذا الكتاب باكورة طيبة لهذا الشاب الأديب.

م. الخفيف

المدينة الإسلامية وأثرها في أوروبا

تأليف محمد سعيد بخت ولي

دعا المؤلف إلى نشر هذا الكتاب كما يتضح من مقدمته ما يراه من إقبال الشبان على دراسة مدنية الغرب مع إغفالهم مدنية العرب والإسلام، ولقد تكلم في هذا الكتاب الصغير عن عظمة الإسلام في أول نشأته، ثم تقدم المسلمين في العلوم والمعارف والآداب، ثم عن قوى الإسلام البرية والبحرية في شتى عصوره، ثم عقد فصلاً عن مبلغ ما أفاده أهل الغرب من الإسلام مستشهداً بعبارات من كلام مؤرخيهم

وإنك لتلمس غيرة المؤلف وحماسته للإسلام في كتابه هذا على صغره، فلا يسعك إلا أن تشكره على هذه الأريحية، بيد أن الموضوع أوسع من أن يلم به كتيب كهذا لا تزيد صفحاته على السبعين.

م. الخفيف

العامي النبيل

تأليف موليير وتعريب فؤاد نور الدين

عرب هذه الرواية الظريفة التي تعد إحدى طرف الأدب الفرنسي شاب من شباب سوريا، ولا ريب أن حاجة العالم العربي في هذه الأيام إلى تعريب الآثار الغربية القيمة، حاجة شديدة ملحة، بيد أن الترجمة ليست كما يتوهم البعض من السهولة، وفضلاً عن ذلك فليس كل كتاب بصالح للنقل إلى العربية، وأكبر ظني أن معرب هذه الرواية لم يتوخ الدقة في الاختيار، فالرواية يغلب عليها عنصر الفكاهة، وأسلوب الفكاهة في لغة غيره في لغة أخرى، هذا إلى اختلاف الذوق العام في أمة عنه في أخرى وخصوصاً في الأدب الفكاهي، وهذه القصة بنوع خاص ينحصر جزء كبير من فكآهتها حول نطق الكلمات وإخراج الحروف فكيف ينقل ذلك إلى العربية؟ نقل المعرب الحروف الفرنسية كما هي، فكان موقفه أشبه بموقف ذلك الذي يتصدى لإضحاكك فلا تفهم ما يريد فتقابله بالوجوم فينقلب مرحه إلى فتور.

غير أني لا أنكر على المعرب ما بذل من جهد وما توخى من كمال كما يتضح في كثير من عبارته.

سعادة الأسرة

للحكيم الروسي الأكبر ليو تولوستوي

نقله إلى العربية (مختار الوكيل)

لا تكاد تمضي في قراءة هذه الترجمة العربية للقصة الروسية البديعة حتى تشعر بدقة المعرب وسلامة أسلوبه من الضعف والابتذال، فألفاظه منتقاة وتراكيبه عربية وجمله متزنة، ثم أنك لتشعر أيضاً بأن المعرب الفاضل يفهم الأصل فهما صحيحاً فلا التواء في الحوادث ولا اضطرب في مجرى القصة كلها، هذا إلى ما يشع من هذه الترجمة من روح الاتزان والحصافة والشغف بفن القصص مما كان له أكبر الأثر في إنجاز هذا العمل على خير ما يرجى من طالب في كلية الحقوق لما يزل بين أعماله الدراسية المرهقة، وحسبك أن تقرأ هذه الفقرة من مقدمة المعرب لتعرف الروح التي سيطرت عليه أثناء التعريب فهو يقول (أما بعد، فغاية ما أطمح فيه من نقل هذه القصة إلى لغتنا هو تغذية الفن القصصي الناشئ عندنا بضم عناصر قوية خالدة من الفن العالمي إليه، فهل يا ترى ستحقق هذه الأمنية؟ علم الله أنها غاية ما أتوق إليه. . .؟)

ولا شك عندي أن تعريبه جاء مصداقاً لمقدمته المهذبة.

ديوان الفراتي

نظم محمد الفراتي

مطبعة باييل أخوان - دمشق

يقع هذا الديوان في أربعين ومائتي صفحة من القطع الكبير، جيد الورق متقن الطبع قسم ناظمه ما جاء فيه من قصائد إلى مصريات وسوريات وحجازيات وعراقيات وبحرينيات! ولست أذكر ديواناً في هذا الحجم تنوعت قصائده على نحو ما تنوعت القصائد في هذا الديوان، فلقد نظم الشاعر في الاجتماعات وفي شكوى الزمان وفي الرثاء والمديح والعتاب، وتغني بحنينه إلى البادية، وتفاخر بمجد الأوائل، ونظم يستنهض أهل عصره، ثم نظم في الوصف فوصف الكهرباء وصاغ شعراً في الأكسجين والنتروجين! وناجى الكواكب، ولم تكفه الأرض بما رحبت فطار على أجنحة الشعر إلى المريخ ونظم قصائد في وصفه وشط به خياله فاخترع ألفاظاً أشار في الحواشي إلى أنها من لغة المريخ!!

وهكذا أطلق الشاعر العنان لخياله في غير تحفظ ولا احتراس وسجل كل ما جادت به قريحته من غير حذف ولا إصلاح

من أجل ذلك أرجع أن الفراتي الفاضل يعنى حقاً ما أثبته في مقدمة ديوانه إذ يقول (لم أنظمة للناس وإنما نظمته لنفسي، وحسبي أن نفسي عنه راضية، ولم أقدم على نشره ليذيع اسمي ويشتهر، وإنما نشرته حرصاً عليه من الضياع) أقول أني أرجح أنه يعني ما كتب، وقد كنت أحسب ذلك منه تواضعاً أول الأمر، على أنني لست أقصد بذلك أن الديوان لا يستحق النشر، كلا ففيه عدد من القصائد يستحق الشاعر من أجلها التهنئة الصادقة، ثم أن شعره في الجملة مشرق الديباجة جيد الصياغة بله تنوعه المدهش، ومن قصائده البارعة قصيدته المسماة (درة في جبين الدهر) وأختها (نفثت مصدور) وقصيدته تحت عنوان (يا ابنة عمي) ومرثيته لسعيد وغيرها.

وإنما أقصد بما ذكرت أنه كمان ينبغي أن يحذف الشاعر من ديوانه بعض القصائد التي لا تسمو إلى مستوى شعره، ولئن فعل فما كان ذلك بضائره، فبضاعته موفورة، ولا سيما وأن هذا هو الجزء الأول، وخير له أن ينتقي من الجزءين ديواناً جيداً. ثم ليسمح لي أن أنبهه في احترام إلى ألفاظ استعملها بكثرة وهي في زعمي مما يمجه الذوق الشعري (كالقطقط والعجنفل والصنبر ونفنف اللوح وغيرها مما يجب أن يخلص منها شعر الفراتي.

صحيفة مدارس الأقباط الخيرية الكبرى بطنطا

هذه الصحيفة التي تفضل حضرة المربي الفاضل ناظر مدارس الأقباط بطنطا بإهدائها إلى الرسالة، هي باكورة أعمال الطلبة وأول ثمرة لجهودهم الأدبية الفتية، فإذا قلبتها أعجبك وسرك أن تكون تلك الباكورة على خير ما تكون عليه المجلات المدرسية من دقة وجمال وحسن نظام، وإذا قرأتها حمدت لأصحابها روحهم الطيبة التي تتجلى في إخلاصهم لمدرستهم وبلادهم، فالصحيفة مليئة بدروس الوطنية، حافلة بالأبحاث المتنوعة في الاجتماع والاقتصاد والتاريخ والعلوم والآداب. والذي تغتبط له بنوع خاص أن هذه الأبحاث التي كتبها الطلاب من عملهم لم يعمدوا فيها إلى نقل أو تلفيق، بل هي أصدق صورة لعواطفهم وآمالهم، وإذا أنت قارنت بين هذه الصحيفة وأمثالها مما يظهر في مدارسنا اليوم، وبين الصحف التي كانت تصدرها المدارس منذ بضع سنوات أحسست بتقدم الطلاب في فهم العالم الذي يحيط بهم، واستبشرت بالخير لبلادنا على أيدي هؤلاء الشبان الذين نعتبرهم عدة الحاضر ورسل المستقبل.

صحيفة مدارس الأهرام

تفضل حضرة المربي الفاضل ناظر مدارس الأهرام فأهدى صحيفة مدارسه إلى الرسالة أيضاً، وتلك الصحيفة في مرحلتها الثالثة، متقنة الطبع، أنيقة الشكل، كبيرة الحجم، وهي كأختها السالفة دقة وحسن نظام، تشرق صفحاتها الغر بقيم البحث في شتى المواضيع، كما أنها ثمرة خالصة لجهود الطلاب، ومرآة صادقة لعواطفهم وميولهم، التي تنهض دليلاً على وصول التعليم الأهلي في بلادنا إلى درجة يغبط عليها، فالصحيفتان ناطقتان بما يرفع رأس رجال التعليم الحر، وما جاء فيهما على ألسنة أبنائهم شاهد بما يبثونه في قلوبهم من الفضائل وما يغذون به عقولهم من المعارف.

هذا وتجد في الصحفيتين طائفة من الصور البديعة للجمعيات المدرسية المختلفة، والفرق الرياضية تتوج كلاً منهما صورة صاحب السمو الكشاف الأعظم أمير الصعيد كما تتصدر الصحيفتين صورة جلالة الملك مما يكسبهما جلالاً وعزة.