مجلة الرسالة/العدد 471/البريد الأدبي
→ عازفة القيثارة | مجلة الرسالة - العدد 471 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 13 - 07 - 1942 |
الصداقات بين الأدباء
جاء في آخر مقال (الصداقات بين الأدباء) للأستاذ العقاد المنشور في عدد الرسالة رقم (465) ما يلي:
(فهل يعني الأستاذ - يعني الأستاذ توفيق الحكيم - شعراء البحيرة في إنجلترا؟ هل يعني صداقة شلي وبيرون هناك؟ هل يعني صداقة جيتي وشلر بين شعراء الألمان؟ هل يعني صداقة تولستوي وتورجنيف وديستفسكي بين عظماء الأدب العالميين من الروسيين؟)
وقد وجدنا في هذه النهاية استرسالا يتجاوز الحقيقة نفصله فيما يلي:
1 - لم يكن اللورد بيرون من شعراء البحيرة في إنجلترا. وكانت المدرسة الأدبية التي دعيت نسبة إلى منطقة البحيرة والتي أسسها الشاعر (وردز ورث) لوجود بيته في تلك المنطقة تضم (سوثي صموئيل تيلور كوليردج دي كوينزي
2 - لم يكن شلي أيضاً من شعراء البحيرة، وإنما كان له اتصال غير مباشر بسبب وجود مسكنه في تلك المقاطعة، وكان بذلك مثل (سكوت، وكارليل، ومسز هيمانز، ومتيو أرنولد، وإدوارد فتزجرالد، وتنسون، وجري، وشارلس لامب)
3 - إذا كان يعني الأستاذ العقاد بقوله (هناك)، أي (بإنجلترا) دون تحديد لمنطقة البحيرة، فهذا يتجاوز الحقيقة أيضاً؛ ذلك لأن الشاعرين بيرون وشلي لم يتفق لهما الالتقاء في أي مكان بإنجلترا، ثم لم يقم بينهما أي اتصال أدبي أو مراسلة تشير إلى معرفة أو صداقة. وما قدِّر لهما الالتقاء إلا في سويسرا أول مرة وذلك في شهر مايو سنة 1816، عندما كان بيرون قد ترك إنجلترا للمرة الأخيرة. وكلاهما لم يعد إلى وطنه بعد ذلك التاريخ. ذلك أن شلي توفي في إيطاليا سنة 1822، واللورد بيرون توفي في اليونان سنة 1824
والقضية الثانية تتعلق بما أورده عن صداقات تورجنيف وتولستوي ودستيوفسكي من مشاهير الأدب الروسي. وهذه الصداقة لا تنطبق على الواقع، بل لعلها أقرب إلى العداء بين بعضهم
1 - لم تكن هنالك صداقة بين تولستوي وتورجنيف. ولم يتجاوز الأمر إعجاب تورجنيف تولستوي. غير أن تولستوي لم يبادله إعجاباً بإعجاب بل كافأه عليه بالإهمال والكره، ولع في العبارة التي كتبها تولستوي إلى (فث والتي قال فيها: (إني أحتقر الرجل) - يشير إلى تورجنيف ما يبدد أي زعم بقيام صداقة بينهما
2 - وفي ناحية أخرى لم تقم أي صداقة بين ديستوفسكي وتورجنيف، بل وجد بينهما عداء لم تسبقه صداقة ولم تتله صداقة. وفي كتاب ديستوفسكي نراه يصف تورجنيف بجميع نقائصه بأسلوب شديد المبالغة، ثم يقول عن تورجنيف بأنه من أولئك الكتاب الذين يؤثرون علي في جيل واحد، ولكن مصيرهم مناظر رواية تمثيلية على الرف
3 - وأخيراً لم تقم صداقة بين تولستوي وديستوفسكي، وليس ما يشير في تاريخ الأدب الروسي إلى التقاء هذين الأديبين. والفرصة الوحيدة التي أتاحت لتولستوي قضاء مدة طويلة في موطن ديستوفسكي - سان بطرسبورج، لننجراد الآن - كانت عندما ذهب تولستوي وهو شاب يدرس الحقوق في جامعتها، وصادف ذلك نفي ديستوفسكي مع جماعته إلى سيبريا
على أن ذلك لم يمنع إعجاب تولستوي بإنتاج ديستوفسكي، وليس في مقدورنا اعتبار الإعجاب صداقة، خصوصاً إذا كانت ذات طرف واحد.
(القدس)
علي كمال
حول إصلاح الأزهر
كنت آخر من تحدث في (الرسالة) عن الأزهر وإصلاحه بكلمة صريحة أغضبت بعض الناس، وقدّرها قدرها مفكرو الأزهر من المدرسين وغير المدرسين، وانتظروا أن تتبعها أخواتها حتى يتم الحديث. واليوم قرأت في الرسالة كلمة للزميل الفاضل الدكتور محمد البهي دفعه إليها فيما أعتقد عامل نبيل، إلا أني رأيت فيها عبارة أرسلها دون تحديد فلم تعبر فيما أظن عما أراد. إن حضرته يصف بعض الكتاب الأزهريين بالمغالاة (لأنهم - فيما يقول - من رجال العهود السابقة وهي عهود قريبة إلى الطبيعة الساذجة التي لم تلتو بعد)
للأستاذ الزميل رأي في الأزهر - يجهر به ولا يخفيه - لا يختلف عن رأينا، كما لا نختلف أيضاً في تقدير الجامعة وجهودها ومبلغ ما أصاب رجالها من حظ من النجاح في تأدية الرسالة الجامعية العلمية، فلا أفهم بعد هذا كيف يكون من يكتب عن الأزهر مشخصاً لداء واصفاً الدواء مبالغاً ساذجاً من رجال العهود السابقة! لعل الزميل الفاضل لو وصف هؤلاء الكاتبين بالشجاعة والصراحة والرغبة في الإصلاح والعمل له لكان مصيباً. ليست السذاجة في تعرف الداء ليتأتى أن نطبّ له بل في كتمه حتى يصير معضلاً. وكم كان حكيماً (كونفشيوس) حينما جعل من أسس منهجه الفلسفي (تحديد الألفاظ) حتى لا يكون ضلال في الأحكام!
محمد يوسف موسى
مجمع فؤاد الأول للغة العربية
انتهت وزارة المعارف من إعداد مشروع قانون بإنشاء مجمع فؤاد الأول للغة العربية، بدلاً من المرسوم الحالي الخاص به
وترجع الحكمة في إصدار القانون الخاص بالمجمع إلى جعله مؤسسة مستقلة ذات شخصية معنوية
وينص المشروع على بقاء أغراض المجمع على ما كانت عليه مع إضافة مهمة جديدة هي تشجيع الإنتاج الأدبي العربي الحديث وإقامة المسابقات الأدبية وتقدير الجوائز لها
وقد حدد عدد أعضاء المجلس بثلاثين لا يزيد الأجانب منهم على عشرة
ونص المشروع على أن يكون لوزير المعارف حق تعيين رئيس للمجمع من بين ثلاثة يرشحهم أعضاؤه لمدة ثلاث سنوات وينتخب له وكيل مصري لمدة سنة
وقد منح وزير المعارف وحده سلطة إصدار القرارات التي تمس مادة اللغة العربية وجوهرها.
التعاون الثقافي بين مصر والعراق
رفعت وزارة المعارف إلى مجلس الوزراء مشروعاً بإنشاء مكتب للتعاون الثقافي بين مصر والعراق تكون مهمته وضع الأسس لمعاهدة ثقافية بين البلدين، والدعوة إلى عقد مؤتمرات ثقافية تمثل فيها البلاد العربية المختلفة.
وسيعهد إلى هذا المكتب بإطلاع كل من وزارتي المعارف المصرية والعراقية على ما يحدث في الأخرى من تطور في شئون التربية والتعليم من حيث الأنظمة والقوانين والمناهج والكتب الدراسية وغيرها
ويبحث المكتب كذلك تبادل الطلبة والأساتذة الكتب والمطبوعات، ووضع نظام ثابت لذلك
وسيدعو المكتب إلى عقد مؤتمرات ثقافية عربية ويكون مقره متنقلاً بين القاهرة وبغداد وبالتناوب، ويرأسه وزير المعارف في البلد التي يكون بها، وأعضاء المجلس أربعة غير الرئيس، على أن يكون اثنان منهما عن كل بلد
وحين يتم عقد المعاهدة الثقافية بين البلدين يعهد إلى المكتب بتنفيذها.
وسيباح للبلدان العربية الانضمام للمكتب بعد موافقة الوزارتين المصرية والعراقية على ذلك
القصص الفائزة في مسابقة وزارة المعارف
وافق مجلس مجمع اللغة العربية الملكي على قرار لجنة مسابقة القصة لوزارة المعارف، وقدمه إلى معالي وزير المعارف فوافق عليه
وكان المقرر منح ثلاث جوائز: أولى وثانية وثالثة، ولكن اللجنة رأت العدول عن ذلك واختارت خمس قصص منحتها الجوائز دون مراعاة الأولية نظراً لامتياز كل منها من ناحية.
أما القصص الفائزة فهي: ملك من شعاع، للأستاذ عادل كامل؛ وزينات، للأستاذ حسين عفيف؛ وجهاد أو وا إسلاماه، للأستاذ علي أحمد باكثير؛ وعودة القافلة، للأستاذ يوسف جوهر؛ وكفاح طيبة، للأستاذ نجيب محفوظ
مسابقة الشعر العربي
أعلنت محطة الإذاعة المصرية أن الأستاذ محمد الأسمر الشاعر المعروف، قد فاز بالجائزة الأولى في مباراة الشعر العامة التي أقامتها محطة الإذاعة البريطانية.