مجلة الرسالة/العدد 46/حول السلم الموسيقي
→ تذكار الشاعرة الكونتس دي نواي | مجلة الرسالة - العدد 46 حول السلم الموسيقي [[مؤلف:|]] |
الدوق دي لاروشفوكو ← |
بتاريخ: 21 - 05 - 1934 |
طالعت في مقال لحضرة الأستاذ مدحت عاصم نشر بالعدد 44
من مجلة الرسالة أن المسافة بين درجتين متتاليتين في السلم
الغرب المقرب تساوي 1615. ولما كانت القيمة الحقيقية
لهذه المسافة ليست وإنما هي أي الجذر الثاني عشر للنصف
ويساوي 0. 9438 (مقربا إلى أربعة أرقام عشرية) على حين
أن 1615 تساوي 0. 9375 ولما كانت فكرة الجذر الثاني
عشر للنصف فكرة أساسية في السلم المقرب الذي يشير إليه
حضرته، بل هي أساس التقريب في بناء السلم بواسطتها أمكن
توحيد المسافة بين الدرجات المتتالية وجعلها جميعاً متساوية،
على حين أن النسبة 1615 إنما تنطبق على السلم الدياتوني
قبل تعديله إلى السلم المقرب في أواخر القرن الثامن عشر،
فلذا رأيت أن أكتب منبها على ذلك.
وقد أشار الأستاذ عاصم في نفس المقال إلى تسمية الدرجة السابعة في السلم بالدرجة الحساسة قال (وان كنت لا أدري مصدر هذه التسمية - وأحسب علماء النغم أنفسهم لا يستطيعون لذلك تفسيراً دقيقا.)
والدرجة الحساسة التي تشير إليها حضرته وهي التي تعرف أيضا بالدرجة المؤدية أو الموصلة إنما سيميت بالحساسة أو الموصلة باعتبار الوظيفة التي تؤديها في التأليف الموسيقي، أو بعبارة أخرى مركزها النسبي في السلم وعلاقتها بالدرجة الأساسية أو الـ ومن المعلوم في التأليف الموسيقي أن الدرجة السابعة تجيء سابقة مباشرة ومؤدية أ موصلة إلى الدرجة الأساسية كما يحدث عند نهاية كل قطعة موسيقية تقريباً، فمثلا الفالس برييانت لشوبان (نمرة 2 من المؤلف نمرة 34)
فإذا علم أن القطعة درجتها الأساسية هي الـ أو الـ فان الدرجة السابعة وهي أو الصول الحادة كما يظهر بوضوح تؤدي أو توصل إلى الدرجة الأساسية في الختام أو الـ النهائية. أما فكرة الحساسية فناشئة عن إننا إذا وقعنا مجموعة النوتات أو الـ المشتمل عل الدرجة السابعة، فإننا نشعر بحساسية خاصة للصوت الحادث أو شعور بتوقع حدوث صوت آخر هو النهائي المشتمل على الدرجة الأساسية.
هذا وقد لاحظت بعض ملاحظات أخرى في المقالين السالفين لحضرته في هذا الموضوع منها وصف حضرته في المقال الثاني (المنشور في 29 يناير) لسلم فيثاغورس بأنه أقدم سلم عرف في التاريخ، مع أننا إذا ضربنا صفحاً عن موسيقى الأمم القديمة كالصين والهند، فان اقدم سلم عند الإغريق هو السلم الدوري ويليه في القدم السلم الفيثاغورسي. ولعل منشأ الخطأ في ذلك يرجع إلى ما حدث في القرون الوسطى من خطأ في هذه الأسماء يرجع إلى امبروز اسقف ميلانو الذي صار بعد ذلك بابا لروما، وسمي باسم جريجوري فانه أصدر أمرا بتجديد السلالم الموسيقية ورد فيه خطأ وخلط كثير في أسمائها.
محمد مصطفى شريف