مجلة الرسالة/العدد 458/اجتماع الملائكة في مسجد الفردوس
→ على محمود طه | مجلة الرسالة - العدد 458 اجتماع الملائكة في مسجد الفردوس [[مؤلف:|]] |
ذكرى ميلاد الرسول ← |
بتاريخ: 13 - 04 - 1942 |
للتحدث في نكبة آدم الجديد
للدكتور زكي مبارك
سمع الملائكة بما صار إليه أمر آدم، وعرفوا أنه سيقدَّم للمحاكمة بلا تسويف، وترامَى إليهم أنه قد يتخذ منهم شهوداً على براءته من تهمة العصيان. فاجتمعوا بمسجد الفردوس ليتشاوروا فيما يليق بهم أن يصنعوه إن دُعي فريق منهم للشهادة في ساحة العدل. . . فما الذي دار من الأحاديث في ذلك الاجتماع؟
قبل أن ندون هذا المشهد نذكر أن شيث بن عربانوس يدير كلامه على أساس يخالف ما تعارف عليه جمهور المؤرخين، فهو لا يرى أن آدم صاحب حواء كان أول آدم، وإنما سبقته أوادم تعد بالمئات أو بالألوف. وسنرى كيف يحدثنا أن آدم حين هبط الأرض وجد فيها جماجم بشرية تشهد بأن الأرض سُكنَت قبله بأمم لا يعرف أخبارها غير علام الغيوب
وقد هالني هذا الرأي، فمضيت أستفتي المؤلفات الإسلامية لأعرف حظه من الصحة أو البطلان، فماذا وجدت؟
رأيت من يحكم بأن في قول الملائكة: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) دليلاً على أنهم رأوا قبل ذلك أجناساً آدمية تفسد في الأرض وتسفك الدماء. ورأيت من يجعل (الخليفة) في قوله تعالى: (إني جاعل في الأرض خليفة) آدم جديداً يخلف الأوادم القدماء
ومع أن هذه الأقوال لا تستند إلى نصّ قطعيّ الثبوت والدلالة - كما قال أستاذنا الشيخ عبد الوهاب النجار، رضي الله عنه وأرضاه - فهي تؤيد مذهب شيث بن عربانوس، أو تجعله مذهباً لا يتأثم الباحث من الاعتماد عليه وهو يقص أخبار آدم الرسول
والحق أن عبارة القرآن وعبارة التوراة صريحتان في أن آدم صاحب حواء هو أبو البشر. وعبارة القرآن أصرح في هذا المعنى، فالمألوف في أسلوب القران أنه ينهى كل نبي عن الوقوع فيما وقع فيه من سبقوه. ولو أن آدم كان سُبق بأمم بائدة لقص الله عليه أخبارها كما صنع مع سائر الأنبياء، فلم يبق إلا أن نعدّ شيث بن عربانوس مسئولاً عن القول بان آدم صاحب حواء ليس أول إنسان شهد هذا الوجود
ويظهر أن كتاب شيث كان معروفاً في بعض البيئات الإسلامية قبل أزمان طوال، فقد رأين أبا العلاء المعري يقول:
جائزٌ أن يكون آدمُ هذا ... قبلهُ آدمٌ على إثْر آدم
ويقول:
وما آدمٌ في مذهب العقل واحداُ ... ولكنه عند القياس أوادمُ
ويقول في شيء من الُخبث:
قال قومٌ ولا أدينُ بما قا ... لوهُ: إن ابن آدمٍ كابنِ عِرسِ
جَهِلَ الناس من أبوه على الده ... ر ولكنه مسمًّى بحرس
في حديثٍ رواه قومٌ لقومٍ ... رهنَ طِرس مستنسَخ إثر طرس
ولعل (الطرس) الذي عناه أبو العلاء هو كتاب شيث ابن عربانوس واسمه (تاريخ البشرية) وإن لم نجد فيه ذلك الاستهزاء البغيض
وقد أسرف أبو العلاء في الغض من شأن آدم حين يقول:
قالوا وآدمُ مثلُ أوبرَ، وابنُهُ ... كبناته، جَهِلَ امرؤٌ ما أوبرُ
وهو قول لا يعتمد على بينة ولا برهان. وأسخفُ منه زعم فريق من قدماء الهنود بأن آدم كان عبداً من عبيدهم ثم هرب إلى الغرب، ولم يَعد إليهم إلا حين أثقلته تكاليف الأبناء!
وبهذه المناسبة أقول: كان المرحوم مصطفى كمال زعم أن آدم وحواء من أصل تركيّ، وقد أزعجني هذا الزعم الفظيع، فكتبت إليه خطاباً أثبّت فيه أن آدم وحواء من أصلٍ عربيّ، بشهادة الاشتقاق؛ فآدم على وزن أفعل، من الأُدمة وهي السُّمرة المشَبعة بالسواد، وحواء على وزن فعلاء، من الحُوَّة وهي سمرة الشفتين، ثم رّجحت أنهما من أهل نجد، بدليل ما في أشعار آدم من الإقواء. وقد انتظرت أن يجيبني مصطفى كمال - غفر الله له - ولكنه لم يفعل. فسألت بعض الأتراك المقيمين بالقاهرة فأخبروني أن مصطفى كمال لم يكن يقبل الاطلاع على خطاب مكتوب بالحروف العربية بعد أن فرض على قومه أن يكتبوا بالحروف اللاتينية
ما لي ولهذا؟ إنما أريد أن يعرف قرائي أن كتاب شيث يقوم على أساس القول بأن آدم سبقته أوادم، ليعرفوا كيف اشتجر الملائكة وهم ينظرون فيما صار إليه بعد العصيان
في مسجد الفردوس تَنادَى الملائكة للاجتماع في مسجد الفردوس، فحضر فريق وتخلّف فريق، وكانت حجة من تخلفوا أنهم أبدوا رأيهم في آدم قبل أن يُخَلق، فهم لا يحبون التدخل في أمر مخلوق شرس لا يرضيه إلا أن يكون الوجود منادح شقاق ونضال وصيال. وقد خلقه الله برغم رأيهم فيه، فليصنع الله به ما يشاء. فهو المنتقم وهو الغفور!
ورأى الذين حضروا أن يصلّوا قبل الكلام في قضية آدم، لتزداد نفوسهم صفاءً إلى صفاء، فيسلموا من أوضار التطاول والإسراف، فما يجوز أن يجلس أحدٌ مجلس القضاء إلا بعد الصلاة والقُنوت، وبعد التحرر من شوائب الأهواء!
أحد الملائكة - هل ترون أن يكون لهذه الجلسة رئيس؟
ملك آخر - إنما هلك الآدميون بسبب الرؤساء
ملك ثالث - كنت أحب أن تقول بسبب استبداد الرؤساء أو تناحر الرؤساء، فالرياسة مأخوذة من الرأس، وهو في العرف مجتمع العقل، فمن الواجب أن يكون لكل جماعة رئيس!
- ولكن ما حاجتُنا إلى رئيس؟!
- لينظّم الكلام عند اشتجار الجدال
- لا يحتاج المتكلمون إلى رئيس إلا حين تغلب عليهم شهوة الثرثرة. . . إن وجود الرئيس هو في ذاته شهادة بضعف المجتمع الذي يحتاج إليه، ولو أدّى كل مخلوقٍ واجبَه تأديةً صحيحة لتساوتْ أقدار المخلوقين. ولن تنجح أمة إلا حين يصبح كل فرد من أفرادها وهو مرءوسُ لعقله ورئيسٌ على هواه. وقد حمانا الله من الأهواء فلن نحتاج إلى رئيس. وعلى هذا أرجو أن يدور الكلام بلا ترتيب ولا تنسيق، على أسلوب الغابات لا أسلوب البساتين
- ماذا تريد؟
- أريد أن يكون كلامنا طبيعيّاً على نحو ما تكون الغابة، ولا أريد أن يكون منسَّقاً على نحو ما يكون البستان، فالفطرة في الغابات أقوى من الجمال المصنوع في البساتين
ثم دار الحديث على الصورة آلاتية بلا تمييز بين الآراء:
- أرأيتم كيف صحت فِراستُنا في آدم فعصى ربَّه وغوَى؟
- تريد الرجوع إلى التاريخ القديم يوم حاورنا الله في خلق (آدم)؟ - هذا ما أريد
- ولكن فاتك أن مضغ حوادث التاريخ عملٌ ضائع، فآدم خُلِق بالفعل، وهو شرٌّ موجود، أو خيرٌ عتيد، والمهم هو أن نحدد موقفنا بالنسبة إليه
- نحن من نور وهو من طين
- ولكنه أحدثَ في الجنة زلزلة لن نستطيع مثلها أبداً، وستجعل له مكانةً في التاريخ
- تحسده على ذلك؟
- ومن أحسد إذا لم أحسد آدم؟ فنحن جميعاً موكلون بعدّ ما له وما عليه، مع أنه خُلِق من طين، فهل تكون للطين فاعلية يخَفى علينا سرها المكنون؟
- إن تحقير الطين بدعةٌ أذاعها إبليس اللعين، ويكفي الطينَ شرفاً أنه أصل آدم
- وآدم مخلوقٌ شريف؟
- بالتأكيد
- وبرغم العصيان؟
- أي عصيان؟
- الأكل من شجرة التين
- إنما أراد الله أن يأكل من الشجرة المحرمة لنجد عملاً، ولو نزَّه الله آدم عن المعاصي لبقينا بلا أعمال. وهل يعيش القضاة والمحامون والشهود إلا بفضل انحراف الناس عن سواء السبيل؟
- إن رأسي يدور من هول ما تقول
- وهل قلت غير الحق؟ إن آدم هو مصدر الفاعلية في جميع أرجاء الوجود، ومن اجل ضلاله وهداه تنصب الموازين
- نحن مقبلون على متاعب جديدة بسبب آدم الجديد
- وهل أنت راض عن الراحة التي عانيناها بعد انقراض آدم القديم؟
- شكراً لك، أيها الرفيق، فقد خطر في بالي مرةً أن الله قد يسرّح جيوش الملائكة بعد انقضاء مهمتهم في مراقبة السلالات الآدمية
- أخطأتَ أخطأت، فما كنا جنود شرطة ولا جنود استطلاعات، وإنما خُلقنا للتسبيح والتقديس
- خلقنا للتسبيح والتقديس؟ يظهر أنك لم تفهم السخرية الملفوفة في قوله تعالى: (إني أعلم مالا تعلمون)
- وكيف سِخر الله مّنا بهذه العبارة؟
- حين عقّب بها على قولنا: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، ونحن نسبّح بحمدك ونقدس لك) فهو لا يرى التسبيح ولا تقديس أفضل من الإفساد وسفك الدماء، بدليل أنه سكت عما اتهمنا به الطبيعة البشرية
- تأدبْ أيها الملَك، فأنت في غفلة عما يعنيه صاحب العزة والجبروت، ولو قضيت دهرك في الاستغفار لعجزت عن محو هذا التطاول الممقوت
- أريد أن أعرف كيف لا يكتفي الله بالتسبيح والتقديس؟
- وما حاجة الله إلى التسبيح والتقديس من أقوام لا تعتلج في صدورهم معاني الكفر والإيمان، والشك واليقين؟ إنما يرضى الله عن تسبيح من يهتدي بعد ضلال، ويؤمن بعد كفران
- إن رأسي يدور من هذا التخريج
- سَلِم رأسك إن كان لك رأس، أيها الشرطيُّ الذي يريد الإقامة بمنطقة ليس فيها خلائق
- أنفهم من هذا أن البشر أفضل منا؟
- لك أن تذكر أن الله يعاقبهم بالانقراض، ثم يتلطف فيخلقهم من جديد، لحكمة سامية، وكيف يغيب عنك المعنى الذي استوجب خلق آدم الجديد في الفردوس؟
- كنت أحب أن أعرف هذا السر العجيب
- خلقه الله في الجنة ليأخذ فِكرةً عن النظام والترتيب والعدل، وليكون لهْ مَثلٌ أعلى يدور حوله حين يقيم مملكته الجديدة في الأرض. ولو أن الله أنشأ الأوادم القديمة هذه النشأة لقل بغُي بعضهم على بعض وسلموا من آفة الانقراض
- غضبة الله عليهم، فما كانوا إلا وحوشاً في ثياب ناس!
- هل تذكر بعض أعمالهم القباح؟
- أعمالهم القبيحة تفوق العد والإحصاء، ولكني أرجح أن الله لم يعاقبهم بالهلاك إلا حين عاملوه بما لا يليق
- وكيف؟
- كانوا يضيفون إليه أوامر ونواهي لم ينزل بها وحْي، ولا صَدَرتْ عن شرع، ليسوموا رعاياهم سوء العذاب، باسم الله وهم كاذبون
- كما صنع آدم الجديد؟
- آدم الجديد لم يصل إلى ذلك الدَّرَك، فقد عصى الله عن جهل
- إنما عصاه عن حذلقة
- وما حذلقة آدم الجديد؟
- قال الله: (لا تقربا هذه الشجرة) فترك (هذه الشجرة) بعينها ثم قرب شجرة من ذات الجنس، وهو يتوهم أن في هذه الحذلقة ما ينجيه من العقاب
- إن آدم حيوان لئيم!!
- وبلا عقل، فلو كان يعقل لأدرك أن الله لا تخفى عليه خافية من حِيل الفقهاء، وسنرى كيف يدافع غداً عن إثمه في ساحة العدل
- لا يَبعُد أن يرضى الله عن بلاغته وهو يصوّر الدميم بصورة الجميل
- الجمال في نظر الله هو الحق، وذلَّ من يزعم أنه يستطيع مخادعة الله، هلك آدم القديم بسبب الحذلقة الفقهية، وسيهلك آدم الجديد بسبب الحذلقة الفقهية. وسنقول فيه كلمة الحق والصدق إن دُعينا للشهادة في ساحة العدل
- تذكر أنه صاحب حواء!
- ماذا؟
- آدم الجديد هو صاحب حواء
- لا أفهم ما تريد أن تقول
- أريد أن أقول إن آدم لن يهبط الأرض إلا ومعه حواء
- وتظن أننا نزور الشهادة من أجل حواء؟
- أنا لا أدعو إلى تزوير الشهادة، وإنما أدعو إلى الترفق بمن يملك امرأة جميلة
- بهذا هَلَك بنو آدم الأول، فقد كان فيهم من يحالف أمةً تعدي أمته من أجل وجهٍ جميل، والجمال سهم يصيب صدر الأسد الرابض في حمي العرين
- وما رأيك في المَلك الذي نظّم باقةً من أزهار الفردوس ليتحف بها حواء؟
- كان ذلك بوحي الله
- إنما كان ذلك بوحي الجمال
- هذا تخريج لا أرضاه
- إنما هو حساب يساق إليك
- الآدميون الأغبياء يهيمون بالجمال، فكيف يعاب علينا أن نهيم بالجمال؟
- ومن أجل الجمال عصى آدم ربه طاعة لحواء، أفلا يستحق العطف؟
- سأنظر في هذه القضية
- العجيب أن تُخلَق بلا شهوات ثم تهيم بحواء، فما حال آدم المظلوم في حب حواء وهو مخلوقٌ موقَر بأوزار الشهوات؟
- نهاه الله عن الانخداع لحواء وما نهاني
- كان الظن أن تفهم أن النهي لا يوجه إلا لمن تغيب عنهم دقائق الأدب الرفيع
- أتتهم الملائكة بالغباوة؟
- أتهمك وحدك
- أنا ملكٌ مِثلك
- لن تكون مثلي إلا حين تعترف اعترافاً صريحاً بأن الجمال يزيغ البصائر والعقول
- ولن أعترف إلا إذا سمح جمهور الملائكة بأن أتهم الله بالغَرَض
- ماذا تريد، يا زنديق؟
- أريد القول بأن الله خصّ حواء بأشياء
- لتحلو في عيني آدم، لا في عينيك
- أمركم عَجبٌ من العجب، أنتم تعرفون أن الجمال في ذاته شريعة أذلية، ولا ينظر إليه إلا أصحّاء القلوب، كالشمس لا ينظر إليها إلا أصحاء العيون، ونحن مطالبون بالنظر إلى جميع ما في الوجود، لنزداد يقيناً إلى يقين، فكيف يجب النظر إلى زهرة نضيرة ولا يباح النظر إلى وجه جميل؟ - اترك هذه الفلسفة وحدِّد رأيك في آدم
- هو من المذنبين
- لأنه غريمك في حواء؟
- غريمي في حواء؟ كيف؟ وهل جُنِنْتُ حتى أهيم بمخلوقة لا تملك غير عينين نجلاوين، ولا تعتزّ بغير قدها الرشيق وأنا أعرف أنها سرقت سواد عينيها من عيون الظباء، ونهبت مرونة قدها من أعواد ألبان؟ أنا أحب مخلوقةً مقتولة اللحظ، مبحوحة الصوت؟
- هي سبب نكبة آدم فلتهبط معه إلى الأرض
- يهبط وحده، وتبقى حواء، فما عددت عليها ذنباً يستوجب العقاب
- هذا ما أردنا أن نصل إليه، فقد زعم خصومك أنك لم تراع الأمانة في عدّ أعمال حواء
- اسمعوا، أيها الملائكة، اسمعوا، هل تظنون أن الله يحتاج إلى من يعدّ على عباده الذنوب؟ إنه عز شأنه يعلم من سرائر القلوب ما لا نعلم؛ وهو لم يوكِّلنا بعدّ الأعمال إلا ليختبر ما نحن عليه من الأدب والذوق، فهو يبغض أن نكون جواسيس، وهو يرجو أن نتخلق بأخلاقه فنتغاضى عن أشياء
- وهل يتغاضى الله عن أشياء!!
- لو حاسبَ الله مخلوقاته بالعدل الحاسم لأهلك طوائف من الملائكة والناس
- من الملائكة؟
- نعم، من الملائكة، الملائكة الذين يتعقبون رفيقاً من رفاقهم فيأخذون عليه أنه قدَّم باقةً من الزهر إلى حواء!
- لا تنس أنهم الملائكة الذين يرجون أن تتناسى ذنب آدم كما نسيت ذنوب حواء!
وهنا وقف أحد كبار الملائكة وصاح:
(أيها الرفاق المصطفَوْن
لا أحب أن نحترب في شأن آدم أكثر مما احتربنا، فلنا مع أسلاف هذا المخلوق تاريخ، وستكون لنا معه تواريخ، وأنا أدعوكم إلى الرفق به إن دعيتم إلى الشهادة غداً في ساحة العدل، فالصدق في الشهادة يٌطلب في حالة واحدة، وهي الحالة التي يقضي فيها كتمان الشهادة بضياع الحقوق، والترفق بآدم لن ينتصر به باطل، ولن ينهزم به حق، وأنا أخشى أن يغضب الله علينا إن أدينا الشهادة تأديةً حرفية. وهل يحتاج القاضي العالم بالسرائر إلى شهود؟!)
- ونذٌنب بالكتمان؟!
- قد يكون الكتمان في بعض الأحوال أشرف من البلاغ!!!
- أوضِحْ، أوضح
- آدم متهم بالعصيان، ولهذه التهمة إن صَّحتْ عواقبُ سود، فعلينا أن نقف في صفه صادقين أو مرائين
- ماذا يقول الله؟
- سيقول إن سَتْر العيوب فضيلة لا يتحلى بها غير الملائكة والأنبياء!
(للحديث شجون)
زكي مبارك