مجلة الرسالة/العدد 453/البريد الأدبي
→ أغنية | مجلة الرسالة - العدد 453 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 09 - 03 - 1942 |
اتجاهات جديدة لرجال التعليم
في الأسبوع الماضي أقيم في القاهرة مؤتمران: مؤتمر التفتيش ومؤتمر تدريس العلوم. وإنما أقيم المؤتمران في أسبوع واحد، لأن (إجازة نصف السنة) هي الفرصة التي تسمح بأن يلتقي المفتشون والمدرسون في القاهرة بلا عناء.
وقبل أن نشير إلى أهمية هذين المؤتمرين نسجل أن (الظروف الحاضرة) لم تمنع رجال التعليم من أن يشغلوا أنفسهم بشئون لا يطالبهم بها أحد في هذه الأيام، وذلك يشهد بأن النزعة العلمية تأصلت في النفوس، ولم تعد تحتاج إلى بواعث وأسباب. ولو أضفنا إلى ذلك أن مؤتمر تدريس العلوم حضره مندوبان عن وزارة المعارف العراقية: هما الدكتور فاضل الجمالي والدكتور متي عقراوي، لعرفنا أن أصدقاء مصر في الشرق يلتفتون إلى أخبارها العلمية بأسلوب يستحق الثناء.
أقيم الاجتماع الأول لمؤتمر التفتيش في مدرسة فاروق الثانوية، وألقى فيه الأستاذ سامي بك حسونة كلمة ضافية حدد بها الأغراض المنشودة من التفتيش، ثم تفرع المؤتمر إلى لجان تدرس ما يعترض التفتيش من مصاعب ومشكلات.
وأقيم مؤتمر تدريس العلوم بالجمعية الجغرافية، وقد افتتحه سعادة الأستاذ شفيق بك غربال بالنيابة عن معالي وزير المعارف الرئيس الفخري للمؤتمر، وتكلم في اليوم الأول الأساتذة محمد فؤاد جلال وأحمد زكي بك والمستر هملي والدكتور الجمالي والدكتور الكرداني، ثم استمر في الأيام التالية يقوم بدراسات على جانب عظيم من الأهمية حضرها مئات المدرسين.
والمهم هو أن نذكر بصراحة أن الذين حضروا هذين المؤتمرين راعهم أن يشهدوا وثبات فكرية وعقلية تستوجب الإعجاب، وتجدد الثقة برجال التربية والتعليم في هذه البلاد.
وقد لاحظت أن اللغة العربية أصبحت في غاية من المرونة والقدرة على شرح أدق الأغراض، فقد كان الخطباء يتدفقون بأساليب منوعة الألوان، وكان تعبيرهم يشهد بأننا نعاصر (لغة علمية) تعرف كيف تحيط بدقائق المعضلات.
أما بعد فمن حق من شهدوا هذين المؤتمرين أن يرجوا أن تدوم هذه السنة الحميدة، وأن تكون (إجازة نصف السنة) فرصة سنوية لإذكاء الأفكار والآراء في التربية والتعليم، والله بالتوفيق كفيل، وهو القادر على إثابة أهل الصدق والإخلاص.
زكي مبارك
نزع العمائم في دور الخلفاء والأمراء والسلاطين وبحضرتهم
قرأت في باب البريد الأدبي من الرسالة الغراء (العدد429) ص1191) كلمة بعث بها الأستاذ عبد المجيد الساكني من بغداد يسأل فيها الدكتور زكي مبارك عن (البيئة ونزع العمائم) في عرض كلامه عن تأثير البيئة في بعض عادات أهل الأندلس (الرسالة العدد418؛ ص862: تأثير البيئة)
وقد وقفت أثناء مطالعاتي على ما له صلة بهذا الموضوع أحببت أن أبينه فيما يلي لأنه يرينا ناحية من مناحي الرسوم المتبعة عند الإسلام بشأن العمامة.
قال محمد بن عبدوس الجهشياري المتوفى سنة331 للهجرة ما هذا نصه: (وكان عيسى (بن عبد الرحمن) كاتب طاهر (بن الحسين) لما دخل مجلس الفضل (بن سهل) نزع قلنسوته وجعلها إلى جانبه، ثم فعل ذلك مراراً، فقال نعيم بن حازم ليعقوب بن عبد الله، وكان يعقوب آلفا لعيسى: إن أبا العباس - يعني عيسى - إذا جلس في مجلس الأمير - يعني الفضل - رفع قلنسوته عن رأسه، وهذا استخفاف منه بالأمير، قد أنكره الناس، وتكلموا فيه، فأعلمه ذلك ليمسك عنه فيما يستقبل، فإنه إن عاود دنوت منه ورددتها على رأسه بعنف وإنكار. فقال يعقوب لعيسى ذلك؛ فقال له: بأي شيء رددت عليه؟ قال قلت له: إنه محرور، ولعله قد استأذن الأمير في ذلك، أن كان لا يجهل ما يأتي ويذر. فقال: والله ما بي أني محرور، وما استأذنت، ولكني أريد أن يعلم الفضل أولاً، ثم من حوله إنه أهون علي وأدق في عيني ما دام صاحبي - أعزه الله - حيا، من هذه الشعرة - وقلع شعرة من عرف دابته - ومن فوق نعيم، فضلا عن نعيم، أشد تهيبا للإقدام عليّ بشيء أنكره، فلا يدخلك من قولهم شيء، وعرف نعيم ابن حازم ما قلته)
ونظير هذا النبأ ما أورده هلال بن المحسن الصابي المتوفى سنة448 للهجرة، قال: (وحدثني جدي (أبو أسحق إبراهيم الصابي) أن المكنى أبا الهيثم حضر يوماً في دار عضد الدولة وأخذ عمامته من رأسه ووضعها بين يديه، ورآه بعض أصحاب الأخبار فكتب بما كان منه، وخرج أستاذ دار، فخرق به وشتمه، وأخذ العمامة وضرب بها رأسه حتى تقطعت قطعاً، ووكل به واعتقله. فسئل فيد عضد الدولة، وقيل: هذا رجل محرور الرأس، ولا يستطيع ترك العمامة على رأسه، وإنما فعل هذا لذاك، لا لجهل بأدب الخدمة. فبعد مراجعات ما. أمر بإطلاقه)
(بغداد)
ميخائيل عواد
إلى الدكتور زكي مبارك
قرأت بمزيد الأسف ما كتبته في رسالة هذا الأسبوع من حديث تهكمت فيه بمن يدرس اللغات الميتة كما سميتها أنت، ونعيت فيه على الجامعة المصرية التي تعنى بإحياء ما اندثر وباد وانقطعت صلته بالحياة، وأنا في هذه الكلمة أضرب صفحاً عما أدخلته في هذه المسألة من جوانب شخصية، فإن هذا لا يعنيني، وإنما أنفذ إلى لب المسألة فأقول:
يؤسفني أن أرى الدكتور زكي مبارك - وهو الرجل العظيم الذي أحبه أشد الحب وأعجب بشخصيته أعظم الإعجاب - يتجرد من ثياب العالم الواسع الأفق والباحث الطويل الباع، وكيف يكون عالماً واسع الأفق وباحثاً طويل الباع من يجهل صلات العربية بهذه اللغة الميتة؟ كيف يكون كذلك من يجهل أن خدمة اللغة العربية خدمة صادقة حقاً تستلزم معرفة واسعة بلغات عاصرتها في أجيال طويلة من التاريخ فأثرت فيها وتأثرت بها؟ بل كيف يكون كذلك من يريد أن يفهم لغة بله أن يدرسها فلا ينظر إلى أخواتها التي تفرعت معها من أصل واحد؟
هل يصح في أذهان العلماء أن تدرس اللغة العربية دراسة لغوية لا تستند إلى مقارنات شتى بينها وبين العبرية والسريانية وسائر الأخوات؟ وهل ينكر أثر اليونانية واللاتينية في قاموس اللغة العربية؟ ثم هل ينكر وجوب دراسة الصلات بين الأدب السريانية والعبرية والأدب العربي، تلك الصلات التي لم أجد أحدا تنبه إليها حتى الآن إلا البعض القليل؟ ثم هل ينكر أثر الوراثة الأجنبية فيما نظمه ابن الرومي وأبو تمام؟ لئن كان الفرنجة يدرسون اللاتينية واليونانية كوسيلة لدراسة لغاتهم، فنحن يجب علينا أن ندرس اللغات السامية أولاً ثم اللاتينية واليونانية ثانيا لدراسة لغتنا العربية التي نتعشقها ونفنى أعمارنا في خدمتها.
السيد يعقوب بكر
حول مقال الأستاذ المازني
يقول الأستاذ في مقاله تحت عنوان (بطولة محمد) في العدد (449) الهجري ما نصه:
(فما كان ﷺ يعنى بالاشتراك في القتال بسيف أو رمح، وكان يشهد المعارك ويصحب رجاله، ولكنه لا ينزل إلى الحومة بنفسه، ولا يخوض المعمعة مع أنصاره، وإن كان يوجههم)
وهذا يخالف الواقع والتاريخ؛ فقد ثبت إنه كر على الأعداء في بعض الغزوات كراً عنيفاً قائلاً متحمساً: (أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب) وثبت أنه كسرت رباعيته وجرح حتى سال منه الدم، فجعل يمسح الدم ويقول: (كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم)؟ وفي تفسير الكشاف الجزء الأول ص (214) في ذكر غزوة أُحد ما نصه: (وكان نزوله في عدوة الوادي وجعل ظهره وعسكره إلى أُحد، وأمر عبد الله ابن جبير على الرماة وقال لهم: انضحوا عنا بالنبل لا يأتونا من ورائنا)
وفي الجزء الأول من السيرة الحلبية ص (550، 551) في غزوة بدر أنه ﷺ أخذ ثلاث حصيات فرمى بهن في وجوه المشركين يمنة ويسرة، وحين رمى بذلك قال لأصحابه شدوا، فكانت الهزيمة. وأنزل الله تعالى: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى). وقاتل رسول الله ﷺ يومئذ بنفسه قتالاً شديداً)
هذا وغيره كثير يدل دلالة واضحة أن رسول الله خاض المعمعة بنفسه وقاتل بسيفه.
إبراهيم محمد عيسى
إجازة القضاء الشرعي
مات حتف أنفه تحت هذا العنوان كتب الأديب خالد الشواف كلمة في البريد الأدبي بعدد (الرسالة) الأخير تساءل فيها: كيف يمكن التوفيق بين ما روى عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من قوله: (ما سمعت كلمة غريبة من العرب إلا وسمعتها من رسول الله ﷺ، وسمعته يقول: (مات حتف أنفه)، وما سمعتها من عربي قبله)، وبين ما يروى للسموءل بن عادياء من قوله في لاميته:
وما مات منا سيد حتف أنفه ... ولا طل منا حيث كان قتيل؟
وطلب الأديب الإجابة عن هذا السؤال ممن يشاء من القراء فإليه الجواب:
رويت هذه القصيدة لعبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي، وهو شاعر إسلامي شامي من شعراء الحماسة. ولئن اعتمدنا هذه الرواية فلا إشكال. . . على أن البيت في بعض الروايات هكذا: (وما مات منا سيد في فراشه. . . الخ)
قال الخطيب التبريزي تعقيباً على هذه الرواية في شرحه للبيت في الجزء الأول من الحماسة صفحة113، تحقيق الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد: (وهذه الرواية رواية من يجعل القصيدة جاهلية). وعليها فالبيت مني بالتحريف، وكم عدا التحريف البغيض على آثار العبقرية العربية الشاعرة.
ولقد ذهب الأستاذ الزيات في كتابه (تاريخ الأدب العربي) صفحة177 الطبعة السادسة، إلى أن ما روى عن علي دليل على أن قصيدة السموءل منحولة كلها أو بعضها. . .
ولعل في هذا ما يكشف الريب.
محمد فهيم عبيد
عام الفيل ومولد الرسول
في بريد العدد451 من (الرسالة)، يذكر الأديب الفاضل علي محمد حسن في الفقرة الثالثة من كلمته (في مطالعاتي) أن النبي ﷺ ولد عام الفيل الموافق سنة (570م) وبالرجوع إلى العدد349 من (الرسالة)، نرى الأستاذ البحاثة المرحوم (إسماعيل أحمد أدهم) في مقالة له عنوانها (عام الفيل وميلاد الرسول) يثبت ويؤكد بالأدلة القاطعة، أن عام الفيل كان يوافق سنة (540م)، وميلاد الرسول يوافق سنة (570م). وهذا يدل على أن الصلة مفصومة بين ميلاد الرسول وعام الفيل، وأن محمداً صلوات الله وسلامه عليه ولد بعد عام الفيل بنحو ثلاثين سنة، ويوجه في ختام بحثه أنظار المشتغلين بالتاريخ الإسلامي، وخاصة أساتيذ الجامعة إلى هذه الحقيقة. ورجا أن يكون في (بحثه هذا) تصحيح لما تجري به أقلام الباحثين في العالم العربي، من أن رسول الله ولد عام الفيل.
وبعد. فإلى الأديب الفاضل أقدم هذا البحث القيم للاطلاع عليه في ص450 من العدد349 في السنة الثامنة من عمر (الرسالة) المديد.
وإلى جمهرة المؤرخين الأفاضل، أرجو بسط هذا الموضوع وبحثه على صفحات (الرسالة) الغراء لحيويته وخطورته بالنسبة لتاريخ مولد سيد العالمين، وحقيقة صلة هذا الميلاد بعام الفيل.
(ديروط)
أحمد محمد فرج ï» ؟ Error
ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپطط© ï» ؟ Error
ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپطط© ï» ؟ Error
ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپطط© ï» ؟ Error
ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپطط© ï» ؟ Error
ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپطط© ï» ؟ Error
ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپطط© ï» ؟ Error
ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپطط© ï» ؟ Error
ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپطط© ï» ؟ Error
ظٹظˆطط¯ ط®ط·ط ظپظ‰ ط¹ط±ط¶ ظ‡ط°ظ‡ طظ„طµظپطط©