مجلة الرسالة/العدد 451/المسرح والسينما
→ الكتب | مجلة الرسالة - العدد 451 المسرح والسينما [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 23 - 02 - 1942 |
محطة الإذاعة
إن محطة الإذاعة وسيلة من وسائل التهذيب والترقي عند الأمم، ولكنها في مصر بوق تنفخ فيه فئة معينة من الناس. واقفة عند حدود بدائية من الفن والفكر. وأبين ما يتضح من هذه الحدود تلك الأغاني الخائرة (معنىً وموسيقى) التي تجأر بها حناجر المطربين فتتناقلها أفواه الناس في سائر الأقطار - صورة من الفن المصري والأدب المصري!
يا ضيعة الشعر والغناء في هذا البلد. . . هل يحسب المشرفون على أمر المحطة أن ما يختارونه ليذاع لا تردده إلا أركان مصر حتى يتساهلوا كل هذا التساهل في توخي الدقة والصلاحية فيما يذاع؟
إن البلدان العربية تعني بالاستماع إلى الإذاعة المصرية فيجب أن نعطيها أمثلة صادقة عن الشعر والغناء في مصر، ولكن المحطة - سامحها الله - تسرف في تنكب الصراط المستقيم ولا يقع اختيارها إلا على الأزجال الرخيصة، والموسيقي المتهالكة، والمطرب الناشئ المضطرب
إن الغناء والشعر غذاء الأرواح في كل بلاد الله. فماذا يمنع محطة الإذاعة أن تقدم شعراً طيباً فيه قوة الشباب وعفاف الهوى العذري بدلاًٍ مما نسمع من لغة ركيكة ومعان مبتذلة ولدينا - والحمد الله - شعراء موهوبون لهم من القصائد ما يبهر القلب، وما لو تغني به المغني الموهوب لأعطى المستمع فكرة سليمة عن الشعر والفن والغناء. ماذا يمنعها؟! أحد أمرين: إما أن المشرفين عليها جهلة، وهذا ما لا نعتقد. وإما أنها المحسوبية العمياء التي تسد الطريق إلى الحق والصواب. نرجو الله أن يوفق أولي أمر هذه المحطة إلى ما فيه الخير
صالات الرقص
إن جبين الحر ليندي خزياً كلما استعرض صالات الرقص في هذه الأيام السود
أي مصر! يا بلد الإسلام والمسلمين! كيف يسمح القوم أن تدار في رحابك المواخير علناً باسم الحرية؟! وكيف يرفع المصري وجهه وقد وصمه العار بأبشع ما يوصم به الرجل الشريف؟ لقد آن لنا أن نحارب هذه المباءات المتناثرة في أحضان القاهرة، فنأتي على فيها من أسباب الإجرام
قالوا يوم افتتحوا هذه الصالات: إنها لون من التسلية لا بد منه للبلد الراقي. وكانوا يعرضون فيه الرقص والغناء والرواية الهزلية ثم أضافوا (الفتح) إلى البرنامج، ثم هم يقتصرون الآن على شرب الخمور وارتطام الصدور في الصدور، وامتصاص دماء الرواد. . . فما معنى أن يسمح بفتح هذه المحلات (وهي عمومية) خاصة للشابين الماجنين. لا يدخلها عامر الجيوب إلا ويخرج منه صفر الجيب من المال مفلس الروح من الإيمان.
يخيل إلي أن انصراف الناس عن التمسك بالدين يغرى في نفوس بعض المسئولين نوعاً من أنواع الخمسة الجوعى.
أفلام جديدة
يدور العمل (الآن) بين جدران استديو مصر في صنع أفلام جديدة نذكر منها فلم (محطة الأنس) سيناريو وإخراج الأستاذ عبد الفتاح حسن، وتمثيل: علي الكسار، عبد العزيز خليل، عقيلة راتب، ماري منيب، وغيرهم. وفلم (الستات في خطر) تأليف الأستاذ فؤاد الجزايرلي وإخراج الأستاذ إبراهيم عمارة وتمثيل: فوزي الجزايرلي، مختار عثمان، عبد العزيز خليل، تحية كاريوكا، إحسان الجزايرلي، أمينه فهمي. وقد أوشك الأستاذ (محمد عبد الوهاب) أن ينتهي من فلمه الجديد (ممنوع الحب) الذي أخرجه الأستاذ محمد كريم. وقد انتهت شركة أفلام جلال من فلم (رباب) الذي ألفه وأخرجه الأستاذ أحمد جلال والذي سنشاهد فيه: ماري كويني، ثريا فخري، سميرة كمال، أحمد جلال، عمر جميعي، عبد الحميد زكي. ونذكر بهذه المناسبة أن أحد تجار الحمزاوي يعمل على تأليف شركة سينمائية جديدة اسمها (شركة أفلام عبد الجليل غازي) ولا يسعنا إزاء هذا المجهود إلا أن نرجو الله أن يوفق الجميع إلى ما فيه الخير للفن المصري الشرقي.
عبد الفتاح متولي غبن