مجلة الرسالة/العدد 445/البريد الأدبي
→ الحكمة الحائرة | مجلة الرسالة - العدد 445 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
الكتب ← |
بتاريخ: 12 - 01 - 1942 |
وضع نشيد للسلام الملكي
انتهت لجنة (وضع النشيد للسلام الملكي) إلى دعوة الشعراء والأدباء لنظم نشيد يجري في توقيعه مع موسيقى السلام الملكي جرياناً دقيقاً؛ ويشترط في هذا النشيد أن يكون مؤلفاُ من ثمانية أبيات، ولا يزيد على اثني عشر، وأن يدور معناه حول العرش رمزاً لمصر الخالدة، وحول الملك رمزاً لآمال الجيل. وينبغي أن يكون هذا النشيد (مشرق اللفظ، محكم النظم، رائع المعنى، منشطاً للهمم)
وقررت اللجنة أن تمنح الفائز في هذه المسابقة مائة جنيه، وجعلت آخر موعد لتقديم الطلبات منتصف الشهر القادم
روح الإسلام
تحدث صاحب السمو الملكي الأمير فيصل نائب جلالة الملك عبد العزيز آل سعود إلى بعض الصحفيين المصريين قال: (إن الإسلام خير دين تعالى به الله عما يحاول أن يلصقه به المؤتفكون، فليس في الإسلام - كما يزعم هؤلاء - خمول ولا تواكل ولا استذلال ولا خضوع، وإنما هو دين الجد والكد والتوثب والنهوض. ولو أن المسلمين اعتصموا بكتاب الله وسنة رسوله، واستمسكوا بالعروة الوثقى، وتآزروا وتعاونوا على البر والتقوى، لكانت لهم قوة مرهوبة تبعث الرجفة في القلوب
(لقد جمع كتاب الله وسنة رسوله من الأحكام ما ينير للناس طريق الدين والدنيا معاً، فما بال بعض المسلمين يتنكبون هذا الطريق السوي المستقيم؟
(ولو أننا ألقينا نظرة على الدول الغربية، لرأينا أن الآخذة منها بما يقرب من أحكام ديننا في المعاملات والحقوق والشرائع والحرية والديمقراطية، هي أكثرها نجاحاً وأعظمها تقدماً وفوزاً)
واستطرد الأمير فقال: إن بعض الناس يدعى أن ضعف شوكة المسلمين يرجع إلى التدخل الأجنبي فيما بينهم؛ وأنا أقول: إن التبعة كلها واقعة على المسلمين أنفسهم الذين يوسعون شقة الخلاف فيما بينهم، والذين تفرقوا شيعاً وطرائق فرقت الشمل وأوهنت من قوة الإسلام وأضعفت شوكته ومن واجب المسلمين الصادقي الإيمان أن يقضوا على هذا الحال، وأن يعودوا جميعاً إلى جبهة واحدة، لا موئل لها ولا قبلة سوى الكتاب والسنة، وأن يعملوا متكاتفين متساندين، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى (غن أكرمكم عند الله أتقاكم)، ويوم يتم ذلك للمسلمين، لن نتوانى نحن (آل السعود) وأبناء نجد والجزيرة عن تبوئ مكاننا من هذا الموكب الجليل بين الصفوف
مؤتمر التعليم للأقطار العربية
تبحث اللجنة المؤلفة في وزارة المعارف للتمهيد لعقد المؤتمر العربي على ضوء الحاجة إلى إصلاح النظم الحالية وتعديل السياسة المتبعة في كثير من المسائل التعليمية في مصر وجاراتها
وفي انتظار موافقة مجلس الوزراء على عقد هذا المؤتمر تعمل هذه اللجنة على أن تنتهي من عملها على الوجه الأكمل حتى يمكن الاتصال بالأقطار العربية بعد موافقة المجلس مباشرة
ونستطيع أن نذكر أن الموضوعات الرئيسية التي يفكر كبار رجال التعليم في مصر في طرحها على بساط البحث في هذا المؤتمر تشمل المسائل الآتية:
1 - واجب الدولة نحو التعليم العام والتعليم الأولي
2 - وسائل تدريس اللغة العربية
3 - تبادل الزيارات العلمية بين طلاب الأقطار العربية والمدرسين بها
4 - تنظيم الانتفاع بالكتب التي تطبع حديثاً في هذه الأقطار في مختلف العلوم والفنون والآداب
5 - مواصلة السير على ندب مدرسين من قطر إلى آخر حسب ما تقتضيه روح التعاون الثقافي
ومما لا ريب فيه أن عقد هذا المؤتمر سيكون نواة لتعاون واسع النطاق بين البلاد العربية التي باعدت بينها ظروف خاصة، وأن الانتفاع به على الوجه الصحيح سيعزز مكانة مصر في الشرق. وقد يلاحظ أن حرص العراق يماثل حرص مصر على عقد هذا المؤتمر الأول من نوعه في العصر الأخير، وذلك يدل على تجاوب الآمال بين البلدين في إقامة الوحدة العربية الفكرية على أسس متينة بحيث يتاح لجميع البلاد التي تنطق لغة واحدة وتتأثر بشعور واحد أن تواجه مستقبلها بقلب مطمئن واتحاد وثيق
مكافحة الأمية بين الفلاحين والعمال
فكر لفيف من طلبة جامعة فؤاد الأول في أن يشغلوا أوقات فراغهم في عطلة الصيف بالعمل لمحو الأمية ورفع مستوى التفكير للفلاح والعامل. وقد وضعوا لذلك مشروعاً هو قيد البحث الآن مع كبار رجال التربية والتعليم والإصلاح الاجتماعي وهم يواصلون جهودهم في ذلك السبيل المشكور في كل فرصة تتاح لهم. وقد انتخبوا من بينهم وفداً لمقابلة صاحب المعالي الأستاذ إبراهيم دسوقي أباظة بك وزير الشؤون الاجتماعية لعرض هذا المشروع عليه ورجاء معاليه تعضيد الوزارة له.
المرحوم (معاوية محمد نور)
رزئ القطر الشقيق - السودان - بفقد المرحوم معاوية محمد نور من أدباء الشباب المستنيرين الذين قامت بفضل جهودهم الموفقة دعائم النهضة الفكرية الحديثة في مصر الجنوبية
وقد تلاقيت مع المرحوم معاوية لأول مرة على صفحات جريدة السياسة الغراء حوالي عام 1929؛ ثم توثقت بيننا عرى الألفة والزمالة حين أسسنا جماعة الأدب القومي التي كان يرأسها معالي الدكتور هيكل باشا، فجمعية العشرين التي أسسها الأستاذ محمود تيمور بك. وكان الأستاذ معاوية قد تخرج حديثاً في كلية غردون بالخرطوم وأراد إتمام تعليمه في كلية الآداب؛ غير أنه صادف عقبات منعته من الالتحاق بالجامعة؛ واتصل النبأ بسمو الأمير العالم عمر طوسون فرأى أن يرسله في بعثة خاصة على نفقة سموه إلى الجامعة الأمريكية ببيروت. وبعد أن نال إجازتها في الآداب عاد إلى القاهرة واتصل بالأوساط الأدبية وزاول مهنة الصحافة في صحف شتى كالأهرام والهلال والإجبشيان ميل، وكتب على صفحات الرسالة، وساهم بقلمه وفكره في كافة الحركات الأدبية التي اضطلع الشباب بأعبائها. وفي غضون تلك الفترة وقع الاختيار عليه ليكون سكرتيراً لغرفة التجارية بالخرطوم، غير أن فاجعة أليمة وقعت له وانتهت باختلال قواه العقلية وكان المرحوم معاوية في كافة مراحل جهاده الأدبي يتوق جهده إلى توثيق عرى الصداقة بين القطرين الشقيقين، ويقصر جهده على خدمة أمته عن طريق إذاعة أدبها القومي فكتب بعض أقاصيص سودانية لها صبغة محلية، وصور طبيعة بلاده في صور سحرية أخاذة يساعده على ذلك ثقافة العربية والسكسونية
وأطلعني قبل موته على تجارب كتاب كان ينشر فصولاً منه على صفحات الإجبشيان ميل بعنوان (الأدب المصري وتاريخه) تناول فيه بالدراسة والبحث مدارس التفكير في الأدب المصري وقادته، ثم أدب المقالة والنقد الأدبي فخصائص الأدب القومي والشعر والقصة والمسرح وأثر الجيل في كل حقل من حقوله، وكان غرضه من ذلك أن يقف الرأي العام الإنجليزي على تطور الأدب العربي عامة والمصري خاصة
وكان إيمانه بالأستاذ العقاد يفوق حد الوصف فكتب بعض فصول حلل فيها أدبه وارتباطه بشخصيته، وحلل شعره وأثره في البيئة المصرية. أما أخلاقه فكانت على جانب من السمو. وقد عرف البؤس والفاقة في بعض أويقات حياته غير أنه لم يقاسهما مطلقاً، بل كان يعمل وكان سعيداً أن يرى الناس تفهمه وتقدر جهوده
محمد أمين حسونة
أهلاً وسهلاً بك
من الصواب المخطأ قولهم: (أهلاً بك) فقد قام في زماننا من ينكر هذا القول ويخطئه على صفحات جريدة كبرى
ودخل أستاذ على تلاميذه حاملاً معاجم اللغة مدعياً أن العرب لا تقول: (أهلاً بك) وإنما تقول: (أهلاً وسهلاً) أي حللت أهلاً ونزلت مكاناً سهلاً ومنه: (مرحباً وأهلاً، وناقة ورحلاً، ومستناخاً سهلاً)
قال قائل منهم: وما رأي أستاذي في قول حافظ:
(أهلاً بنابتة) البلاد ومرحباً ... جددتم العهد الذي قد اخلقا
فقال: كلام المتأخرين لا يحتج به
ثم دارت الأيام دورتها وإذا بهذا الأستاذ نفسه يملي على تلاميذه أنفسهم قصيدة النابغة في وصف المتجردة ومنها:
لا مرحباً بغد ولا (أهلاً به) ... إن كان تفريق الأحبة في غد
فأعجب للنابغة كيف حكم بين اللغويين العصريين ميتاً كما كان يحكم بين الشعراء الجاهلين حياً
وطالما جرى هذا التعبير على ألسنة الفحول من المتقدمين أمثال ابن دريد في مقصورته والجاحظ في بيانه وتبيينه وأبي الفرج في أغانيه
وفي الصناعتين لأبن المعتز:
أهلاً وسهلاً بالناي والعود ... وكأس ساق كالغصن مقدود
قد انقضت دولة الصيام وقد ... بشر سقم الهلال بالعيد
ولما دخل الرسول على المتوكل برأس اسحق بن إسماعيل قام علي بن الجهم يخطر بين يدي المتوكل ويقول:
أهلاً وسهلاً بك من رسول ... جئت بما يشفي من الغليل
برأس اسحق بن إسماعيل
فقال المتوكل قوموا التقطوا هذا الجوهر لا يضيع.
محمد فتح الباب
برقة وأبو عبادة
طلع علينا الأستاذ النشار - بعد صمت طال حنيننا إليه فيه - بقصيدته الرائعة (برقة)؛ فحمدنا له هذا العود الحميد، على أننا نستميحه المعذرة في ذكر نقطتين من قصيدته عن لنا بسط الرأي فيهما:
1 - ضبط الاسم في مطلع قصيدته (برقة) بفتح الباء. والذي أعرفه أن اسم هذا الإقليم (برقة) بالضم - وفي معاجم اللغة أن البرقة (بزنة غرفة): أرض غليظة فيها حجارة ورمل وطين، وجمعها برق. . . أما البرقة - بالفتح - فهي الدهشة والخوف، ولم ينظر في تسمية الإقليم إلى هذا المعنى
2 - يقول الأستاذ في قصيدته مشيراً إلى. . . برقة: تلك التي حمل ابن أوس همها ... في بارع بادي الجمال مخلد
(أصبا الأصائل إن برقة منشد ... تشكو اختلافك بالهموم العود)
ونفهم من هذا أنه ينسب البيت إلى (ابن أوس)، أي إلى حبيب ابن أوس الطائي، وهو المعروف بأبي تمام؛ مع أن المعروف أن البيت هو مطلع قصيدة لأبي عبادة البحتري يمدح بها يوسف ابن محمد. . . والأستاذ النشار لم يخطئ في نسبة البيت إلى قائله فحسب، بل نقله على تحريف، إذ صحته كما جاء في ديوان البحتري
أصبا الأصائل إن برقة منشد ... تشكو اختلافك بالهبوب السرمد
هذا ما عن لي التعليق به، وعلى الأستاذ منى أزكى السلام
(جرجا)
محمود عزت عرفة
مهرجان أدبي لعيد ميلاد حضرة صاحب الجلالة مولانا الملك
في كل يوم تتوالى مبرات المليك على شعبه، وتتجلى إمارات عطفه على رعيته، ولأياديه يد بيضاء في كل عمل خيري، وتجابر من صنع يده يتوج به كل مشروع نافع
وللشعب - بحمد الله - قلوب تفيض بإجلاله وتبجيله، وتخفق بحبه والتعلق به، وتنبض على حركاته، لحراسة ذاته وكلاءة الله له؛ ووراء هذه القلوب ألسنة يرطبها ترديد محاسنه، وذكر مفاخره، والدعاء له بطول العمر وفسحة الأجل
ولمناسبة عيد ميلاد جلالته السعيد في 11 من فبراير سنة 1942 تعقد لجنة المهرجان الملكي الأبدية بمشيئة الله مباراة عكاظية، يلتقي فيها الكتاب والأدباء والشعراء والزجالون بخطبهم وقصائدهم وأزجالهم وأناشيدهم كل بما تجود به يراعته وما تفيض به نفسه من إخلاص للمليك المفدى، وولاء وحب لصاحب العرش المكين
وإن ميدان البيان البليغ لمتسع: شباب رائع فتي، وعقل ألمعي، وقلب تقي، وخلق عظيم، ودين مكين؛ قد ضرب أروع الأمثال في رعاية الفقير والترفيه عنه واحتضانه والأخذ بيده
لنا من سيرته الحميدة ومآثره المشهورة نبراساً يضيء الطريق في ميدان الخطابة والإنشاد، وخير حافز على تسجيل نفثات اليراع في كتاب يرفع إلى مقام المليك وينشر على الملأ بعد أن يذاع منه بحفلة دار الأوبرا الملكية ما هو جدير بالتفضيل
وستضع اللجنة جوائز مختلفة لمن يجوز قصب السبق في المباراة. والمرجو ممن يتقدم لهذه الحلبة أن يبعث بما تجود به قريحته إلى حضرة الأستاذ محمد عبد الجواد المدرس بمعهد التربية للمعلمات بالزمالك في ميعاد لا يتجاوز آخر يناير الجاري
السكرتير
أمين حمدي فرج