مجلة الرسالة/العدد 438/البرَيدُ الأدبيّ
→ لا تقل. . .! | مجلة الرسالة - العدد 438 البرَيدُ الأدبيّ [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 24 - 11 - 1941 |
العروبة لغة لا جنس
نشرت (الرسالة) كلمة كريمة لحضرة (الفاتح النور) في التعقيب على البحث الذي أرسلته لمؤتمر الخريجين في السودان، وهو يقول إن من سمع ذلك البحث أو قرأه يعتقد أن العروبة في السودان لغة لا جنس، مع أن السودان أكثر من النصف من العرب العريقين
وأجيب بأن السودان لم يشغلني بالذات وأنا أعد ذلك البحث، وإنما هو بحث عام أردت به رفع الأشواك من طريق العروبة في أقطار اللغة العربية
ومن كلام هذا الأديب فهمت أن سكان السودان نصفهم عرب ونصفهم غير عرب، (من حيث الجنس) وأنا أريد غير ما يريد، أنا أريد أن تكون العروبة صفة أساسية لكل من يتكلم اللغة العربية، ولو كان أجداده من الصين
وأقول مرة ثانية إن اعتزاز العرب بالجنس كان له تأثير سيئ في تاريخ اللغة العربية، فهو الذي أقام في طريقها العقبات بالمشرق والمغرب، وهو الذي أوجب أن يحرص الفردوسي على أن تخلو (الشاهنامة) من جميع الألفاظ العربية، وهو الذي ساق أتاتورك إلى كتابة اللغة التركية بالحروف اللاتينية بعد أن كانت تكتب بالحروف العربية في آماد طوال طوال
ويرى هذا الأديب أني لا أستطيع الكتابة عن السودان بصدق إلا بعد أن أزوره وأتحدث مع عربان كردفان، وأقول إن الغاية مختلفة بعض الاختلاف، فأنا لا يهمني أن يثبت أن سكان السودان كلهم أو جُلهم من سلالات عربية، بقدر ما يهمني أن يثبت أن اللغة القومية لجميع أهل السودان هي اللغة العربية
وهنا يتسع المجال لحقيقة قليلة الخطور في البال، وهي أخوال الأشراف المنسوبين إلى الرسول، فقد كان للرسول زوجات من أجناس مختلفات، وكان من الممكن أن يكون للأشراف أخوال من الأقباط واليهود لو بقيت له أعقاب من جميع تلك الزوجات
أتريدون الحق؟
الحق أن العرب يبتعدون من تعاليم زعيمهم الأكبر وهو محمد، وهذا الابتعاد جديد، فمن أسماء المسلمين عيسى وموسى وهارون وإسحاق ويعقوب وإبراهيم، ولي صديق من نصارى العراق سيسمي ابنه محمداً حين يرزقه الله بمولود، ليؤكد القول بأن محمداً زعيم العرب بغض النظر عن اختلاف الدين
إن صدري ليضيق بالخلاف الذي يقع من غير موجب، وأنا أدعو إلى تقديس الفكرة التي تقول بأن (الخال والد) والعرب صاهروا أكثر الشعوب، ونقلوا إلى سلالاتهم كثيراً من الخصائص بفضل التسامح في العصبية الجنسية، فكيف نخرج على تقاليد أولئك الأسلاف، بل كيف نخرج على أدب الرسول؟
العروبة لغة لا جنس
ولي من هذا الرأي هدف لا يخفى على إخواني في جميع البلاد العربية، وسأجاهد في تأييد هذا الرأي بما أملك من الوسائل والأساليب، إلى أن يصبح من البديهيات
ويسرني أن أسجل أني لا أقول وحدي بهذا الرأي، فهو اليوم شريعة أدبية لجميع المتكلمين باللغة العربية على اختلاف الأجناس، وسترون كيف يصبح هذا الرأي من العقائد بعد قليل من الزمان
زكي مبارك
الخباز
من المآخذ التي أخذها الأستاذ عبد السلام هارون على كليلة ودمنة ما جاء في ص115 س13 (رأس الخنازير وسيد الخنازير) قال: (عندي أنها رأس الخبازين وسيد الخبازين) واستدل ببعض النسخ
ولكن محقق الكتاب الفاضل الدكتور عبد الوهاب عزام لم يرتض هذا الرأي فرد عليه في العدد 434 من الرسالة قال: (وأرى أن الخنازير أقرب إلى الصواب، لأن دمنة وصف هذا الرئيس بصفات الخنازير، وليس في وصفه بأنه صاحب المائدة ما يجعله خبازاً الخ.)
قلت: ظاهر عبارة الدكتور الأخيرة (وليس في وصفه الخ.) أن الخباز غير صاحب المائدة، وأن هذا من الأسباب التي يستبعد لها أن يكون المقصود خبازاً
وقد أوقع الدكتور الفاضل في هذا فهمُه (الخباز) بمعنى صانع الخبز، وهو كذلك، ولكن للخباز معنى آخر ورد كثيراً في كتب الجاحظ والمسعودي، ولعله كان على عهد ابن المقفع. وهو استعماله بمعنى (خادم المائدة) أي ما نسميه الآن (السفرجي)، ولعله يقوم أحياناً بصنع بعض الطعام
وقد يبدو هذا الاستعمال غريباً لندرته، ولكنك حين ترجع إلى ما أثبت من النصوص لا تجد ثم مجالاً للريب في صحته
1 - في كتاب البخلاء للجاحظ ص160: (قرَّب خباز أسد بن عبد الله - وهو على خراسان - شواء قد نضجه نضجاً. وكان يعجبه ما رطب من الشواء، فقال لخبازه: أتظن أن صنيعك يخفى علي؟)
2 - وفي البخلاء ص164: (جاء الخبازون فرفعوا الطعام)
3 - وفيه أيضاً: (إذا دعا على مائدته بفضل دجاجة. . . رد الخادم مع الخباز إلى القهرمان حتى يصك له بذلك إلى صاحب المطبخ)
4 - وفي الحيوان للجاحظ ج4 ص26: (إن العرب تقول للرجل الصانع. . . خبازاً إذا كان يطبخ ويعجن)
5 - وفي الحيوان ج5 ص136: (ولذلك صار الخبازون الحذاق قد تركوا الضأن لأن المعز يبقى شحمه ولحمه فيصلح أن يسمن مرات فيكون أصلح لأرباب العرس)
6 - وفي (التاج في أخلاق الملوك) للجاحظ أيضاً ص173: (فلا يوضع عليها إلا الخبز والملح والخل والبقل، فيأخذ منه شيئاً هو ومن معه، ثم يأتيه الخباز بالبزماورد في طبق الخ.)
وعلق على كلمة الخباز فيه محققه العلامة المغفور له أحمد زكي باشا بما ذكرنا من أنه خادم المائدة
7 - ولعل مصدر هذا الاستعمال ما ورد في القاموس والمختار والأساس أن (خبزَ القومَ) معناها (أطعمهم الخبز)
قلت: فالخابز - والخباز مبالغة منه - هو المطعمُ الخبزَ، ثم لعل توسع فيه فأطلق على المطعم أيا كان طعامه وهو خادم المائدة
وبعد. فورود هذا اللفظ في هذا المعنى مما يؤيد الأستاذ هارون بعض التأييد، ويوهي إحدى حجج الدكتور الفاضل
(بني سويف) محمد محمود رضوان
الأسود بن قنان
قرأت كلمة في (الرسالة) تحت هذا العنوان للأستاذ علي الجندي، وأقول: إن مآثر (الأسود) الغر وأياديه البيض حملت بديع الزمان الهمذاني على أن يكتب مقامة باسم (المقامة الأسودية) نسبة إليه، أتى فيها بما يراه القارئ
وبهذه المناسبة أقول: إن الذي أرشدني إلى هذا المصدر هو الأستاذ البحاثة محمد فؤاد عبد الباقي
علي حسن هلالي
بالمجمع اللغوي
مصر بين القطن والقمح
أذاع العالم الزراعي الكبير الأستاذ حسن الزيني بك حديثاً بالراديو على المزارعين أقنعهم فيه بمنطق الأرقام أن زراعة الحبوب على اختلافها أوفر وأيسر من زراعة القطن. وأهاب بكبار الملاك وبمصلحة الأملاك أن يكونوا قدوة للفلاحين في الإقلال من القطن والإكثار من القمح تأميناً لأقوات الشعب وتخفيفاً عن الفقير في هذه الظروف العصيبة. فإن من أعجب العجب أن تكون مصر في عصورها المختلفة من أوسع أهراء العالم للحبوب ثم لا يجد أبناؤها الرغيف إلا بشق الأنفس. وكان حديث الأستاذ واضحاً كل الوضوح مقنعاً كل الإقناع؛ فعسى أن يكون قد وقع من سامعيه موقع الرضى والاستجابة.
تصويبات:
قرأت مواضع من الجزء الحادي عشر من تفسير القرطبي فوجدت فيها الأغلاط الآتية:
ص3 س22: (مدجح) صوابها: (مدجج). وص 26 س1: (أَتنَتهون) والصواب: (أَتنْتهون). وص 26 س11 (عبّدا) صوابها: (عبْداً). وص 135 س14: (المقرَور) والصواب: (المقرُور). وص 153 س14: (يريدون) وصوابها: (يردون). وص 187 س7: (يلومَها) وصوابها: (يلومُها). وص 268 س23: (كثيرة) والصواب: (كثير). وص 320 س14: (وأما ما بوسها) وصوابها: (وأما بوسها). وص 341 س22: (كما اللسان) وصوابها: (كما في اللسان)
أحمد صفوان
النفط
أستاذنا الكبير صاحب الرسالة
ذلك تحقيق لغوي عثرت عليه من مطالعاتي بمجموعتي من (المقتطف) سنة 1928، في الجزء الخامس من المجلد الثاني والسبعين تحت مقال للدكتور أمين المعلوف صاحب المعجم الطريف في (علم الحيوان)
قال الدكتور:
(النِفط والقار والقير والكُفر والقُفر وقفر اليهود والحُمَر والزفت والمومياء والقَطْران مواد هدروكربونية مؤلفة الهدروجين والكربون على نسب مختلفة والعلماء في أيامنا يطلقون القار وهو يطلق عند الرومان على جميع هذه المواد، سواء كانت جامدة كالحُمَر، أو سائلة كالنفط، أو هوائية كالغاز الحقيقي. فالنفط بكسر أوله وإسكان ثانيه وقد يفتح أوله، دُهن معدني أبيض أو أسود ضارب إلى الخضرة سريع الاحتراق يسمى باللاتينية بتروليوم أي دهن الحجر أو زيت الحجر
ولفظة النفط عربية سامية قديمة جداً أخذها اليونان عن العرب وقالوا نفثاً وهي معناها. ومما يدل على أصلها السامي أنها بالسريانية والعبرانية مثل العربية مع اختلاف قليل في اللفظ. ثم إن اليونان كانت أول معرفتهم بالنفط في العراق، وكان من البديهي أن يسموه نفطاً كما سمها العراقيون من سريان ويهود وعرب؛ ولعله سمي بذلك لخروجه من باطن الأرض، كما يتضح من مادة النفط ومشتقاتها في كتب اللغة. كذلك نفه ونبط ونبض ونبث ونبش وأشباهها، فكلها تدل على الخروج أو الدفع ثم تفرع من ذلك معنى الاحتراق. كقولنا تنفط الرجل غيظاً أي احترق. . .)
ثم قال بعد كلام كثير مفيد. . . والنفط كما تقدم لفظة عربية فصحية وهي شائعة عن العراقيين. . .
(المنصورة)
حسين محمود البشبيشي
جماعة تيسير الحج
ترحب بكل مستفهم عن جميع ما يتعلق بحج بيت الله وزيارة رسوله ﷺ من كل أمر يهم الحاج معرفته من أحكام دينية وحاجات السفر وأجور الانتقال وزيارة الآثار.
والجماعة إذ ترشد لشيء فإنما ترشد عن تجربة وخبرة تامة؛ لأن أعضاءها ممن رزقهم الله حج بيته، وقد سنحت لهم الفرص بتصوير جميع المشاهد الإسلامية التي ينبغي أن تزورها في مكة والمدينة
وإذا شرفت مقر الجماعة أخذت فكرة حقيقية عن الحج قبل سفرك، وشاهدت أكثر من ستين صورة من صور الأماكن المقدسة، وإن شئت الاستفهام بالرسائل فالجماعة على أتم الاستعداد للإجابة.
وللجماعة عدا الإرشاد غرض هام آخر، هو أنها تساعد من يريد الحج على توفير المال اللازم له، كما أنها تمده بجميع ما يحتاج إليه منه وفق قانونها.
وقد خصصت الجماعة لاستقبال الحجاج يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع فيما بين الساعة الرابعة والسادسة مساء بشارع رفعت رقم 27 شبرا مصر
وكيل الجماعة
محمد الشافعي
مدرس بمدرسة شبرا الابتدائية للبنات
جريدة الواجب
نقلت جريدة (الواجب) الأسبوعية التي تصدر من مدينة المنصورة لصاحبها الأستاذ احمد جاد جمعة إلى مدينة القاهرة شارع البراموني رقم 6 تليفون 47738 وستظهر في ثوب جديد قشيب، يشترك في تحريرها نخبة من رجال الأدب والمحامين.