مجلة الرسالة/العدد 422/هتاف من الماضي
→ أصابع على معزف | مجلة الرسالة - العدد 422 هتاف من الماضي [[مؤلف:|]] |
مدينة تدمر ← |
بتاريخ: 04 - 08 - 1941 |
أو في ظلال الأقصر
للأستاذ عماد الدين عبد الحميد
(هذه مقطوعة غنائية أطلعني عليها صاحبها الأديب في حياء وتردد واستطلاع!
فوجدتها - كأغنية - تستطيع أن تقف شامخة بين نظيراتها وأحببت أن أقدمها للرسالة.
وإذا قد لها أن تخرج ألحاناً وغناء فأرجو أن يكون حظها من التلحين والأداء خيراً من حظ مثيلاتها. وأن تخرج فيجو مصري لا في (سوق فارسية) ولا في (معبد صيني). وأن تسلم كذلك من روح الميوعة والتطريب التي يشقى بها الغناء وتفسد الأذواق)
سيد قطب
جَرت الفلكُ بركبِ الأملِ ... تسمع الدنيا نشيد القبلِ
كلما مرْت بنبعِ الأزلِ ... شدت الأطيارُ لحن الغزلِ
أيها السْاري إلى الفجر بنا ... تتهادى بشراعٍ من منى
هاك خمر النيل تجري فاسقنا ... واملأ غناَء حَوْلنا
مرْ بنا كم مار في هذا المكان ... موكبُ النيل رهيباً بالحسان
ومضىَ يختالُ في عرسِ الزمانِ ... بين عزفٍ وشراب وأغانِ
كم جميلٍ قد طوى النيلُ وسارا ... ها هنا قبَّل النيلُ عذاري
كنَّ يَلْقَيْنك يا نيلُ حيارى ... ثملاتِ بين نشوى وسكارى
ملْ بنا نحو ظلالِ الأقصرِ ... في تهاد يا لسحر المنظر
لَيتنا نقضي نصيب العمر ... ها هنا بين ظلال الأثر
حين تبدو سابحات كالجبالِ ... في محيطٍ من صخورٍ ورمالِ
لا ترى غير خيالٍ لجمالِ ... وخلودٍ لوجودٍ وزوالِ
قف بنا نتل كتاب الأقدمين ... سادة الأيام بين العالمينْ
ونحيّى في الثرى مجدَ السنينْ ... في جلالٍ وخشوعٍ وسكونْ
ها هنا قد عاش فرعونُ هنا ... ها هنا قد ساد خوفو ومِ ها هنا كل بعيدٍ قد دنا ... وجثا كلُّ عظيمٍ وانحنى!
هات ياهيكل وحيَ العبر ... شاخصاتٍ بين هذى الصُّور
ليتنا نقضي نصيب العمر ... هها هنا بين ظلال الأثر
عماد الدين عبد الحميد