مجلة الرسالة/العدد 422/البريد الأدبي
→ مدينة تدمر | مجلة الرسالة - العدد 422 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 04 - 08 - 1941 |
واالد الملوك الأيوبيين
أنقل ميدان الكلام عن الملك ووالد الملوك نجم الدين بن أيوب إلى مجلة (الرسالة) الغراء، لأنني أصلحت على صفحاتها شعراً رواه الأستاذ جمال الدين الشيال عن الشاعر بوري أخي السلطان صلاح الدين الأيوبي.
ولقد ذكرت في كلمتي الأولى في (الرسالة) أن بوري هو (ابن الملك الصالح نجم الدين الأيوبي) فعد الأستاذ الشيال ذلك مني (خطأ رئيسياً هاماً)، ووهم - سامحه الله - أنني خلطت بين والد صلاح الدين وبين الملك الصالح نجم الدين حفيد العادل وأحد الذين حكموا مصر في العهد الأيوبي.
وليس في تلقيبي نجم الدين بن أيوب (بالملك الصالح) خطأٌ يدعو الأستاذ الشيال إلى تصحيحه في مجلة (الثقافة) الغراء؛ ولمأكن في هذا التلقيب حائداً عما اعتاده مؤرخو العصر الأيوبي من تلقيب طائفة من أمراء هذا البيت بالملوك، مع أنهم لم يكونوا ملوكاً (ولم يحكموا مصر). فالعماد الأصبهاني مؤرخ صلاح الدين وصاحب كتاب (الفتح القسي في الفتح القدسي) يلقب الأمير أسد الدين شيركوه (بالملك المجاهد، الجواد الماجد) (ص235 طبعة الموسوعات)؛ ويلقب أيضاً سيف الدين أخا صلاح الدين الأيوبي (بالملك العادل) قبل أن يصير إليه ملك مصر: (أنظر ص227 من الفتح في الكلام على وقعة أرسوف).
ويلقب تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أخي صلاح الدين (بالملك المظفر)، مع أنه مات في حكم صلاح الدين ولم يكن له، ولا يمكن أن يكون له حكم مصر: (أنظر ص290 من المصدر المذكور).
ومن هذا يتضح أن تلقيب نجم الدين بن أيوب بالملك الصالح صحيح لا غبار عليه وقد وصفه أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي صاحب النجوم الزاهرة بالأمير: (أنظر الجزء السادس) والسبب في تلقيبه بالصالح أنه كان محباً للصالحين، كما يذكر أبو المحاسن (ص67 ج6).
والحق أنني بعد ذلك كله لم أر وجهاً لاعتراض الأخ الأستاذ جمال الدين الشيال على هذ اللقب الذي لقب به نجم الدين الملك وأبو الملوك، وهو اللقب الذي كان يخلع في ذلك العهد على أمراء البيت الأيوبي غير الملوك.
(المنصورة)
محمد عبد الغني حسن
آثار الحضارة المصرية في نيجيريا العليا
نشرت إحدى المجلات العلمية في لوزان نبأ جاء فيه أن بعض المكتشفين عثروا في منطقة نيجيريا العليا على مجموعة من الفيروز الأزرق الذي كان يحتفظ الصناع من قدماء المصريين بسره.
ومما قالته المجلة أن هذه المجموعة من لآلئ الزجاج الأزرق، لابد أ، تكون أتت من مصر، لأن قدماء المصريين كانوا رسل الحضارة، وأول من أنشأوا المراكز التجارية، وأدخلوا الحرف في المناطق التي تقع على ضفاف بحيرة تشاور والبلاد التي يرويها نهر النيجر وفي السنغال. بل إن أولئك المصريين القدماء كانوا أول من أدخلوا في هذه البلاد عن طريق دارفور و (واداي) الحيوانات الداجنة، ولاسيما الحمير كما أنهم مارسو فيها فن البناء الفرعوني.
في اللغة
1 - دعا الأستاذ طه محمد الساكت الباحثين إلى استنباط مثال واحد من منثور العرب - بعد أن بحث جاهداً عن شاهد واحد فأعياه البحث - تقدم فيه القسم على الشرط والجواب فيه للشرط، على خلاف القاعدة النحوية المشهورة أن يكون الجواب للمتقدم.
وأجيب دعوة الأستاذ فأقول: إن لدي شواهد كثيرة لما يريد وقعت لي في أثناء قراءتي وعنيت بتدوينها وإن لم تكن بين يدي أو في الطاقة الحصول عليها الآن؛ ولكني أذكر واحداً منها يحضرني، وقع لي في الجزء الأول من العقد الفريد من كلام لعمر بن الخطاب قاله لمعاوية بن أبي سفيان حين قدم عمر على معاوية بالشام. قال معاوية: (فإن أمرتني بذلك أقمت عليه وإن نهيتني عنه انتهيت). فقال عمر: (لئن كان الذي تقول حقاً فإنه رأي أريب، وإن كان باطلاً فانها خدعة أديب).
قلت: ورد الخبر هكذا في جميع طبعات العقد حتى الطبعة الحديثة التي أخرجتها لجنة التأليف والترجمة والنشر منذ شهور، (ج1 ص16).
وهكذا ورد أيضاً في طبعة المكتبة التجارية التي صدرت منذ شهرين وحققها الأستاذ محمد سعيد العريان.
فان لم يكن محرفاً - وما أكثر التحريف في العقد - فهو الشاهد المسكت للأستاذ الساكت.
2 - من القواعد أفعل التفضيل المشهورة أنه إذا كان محلي بأل امتنع أن يؤتى بعده بالمفضل عليه مجروراً بمن، فلا يصح أن يقال: (أنا الأكثر منك مالاً).
ولما رأيت أكثر أدبائنا وأشدهم تدقيقاً وتحرياً للصواب في اللغة يقعون في هذا الخطأ أو فزت إلى التنبيه عليه. ومن أمثلة الخطأ فيه ماجاء أخيراً في كلمة الأستاذ حبيب الزحلاوي (محصول الرسالة) المنشورة بالعدد 418 من الرسالة قال: (والأنفع من هذا وذاك الخ)، وما جاء من مقال الأستاذ العقاد (القدوة والإصلاح) بالعدد 377 قال: (دنيا صاخبة هي العوض الأنفس من كل ما يفوته من الأنس بالمجتمعات) إن كان يريد أن كل ما يفوته هو المفضل عليه. أما إن جعل الجار والمجرور متعلقاً بالعوض - ولست أظنه يريده - فلا خطأ. ومنه أيضاً ما جرى على لسان الشيخ البشري كثيراً في الجزء الثاني من كتابه (المختار) حيث قال: (الأقل من القليل). . . والسلام على من اتبع الهدى.
(بني سويف)
محمد محمود رضوان
المدرس بالمدرسة النموذجية
الحسبة في الاسلام
نشر الأستاذ محمود الشرقاوي في العدد 417 من (مجلة الرسالة) كلمة عن التسعيرة الجبرية في الأندلس تحت عنوان: (من حضارة الإسلام في الأندلس). ولعل في الكلمة الآتية زيادة فائدة في الموضوع.
علم الاحتساب علم باحث عن الأمور الجارية بين أهل البلد من معاملاتهم اللاتي لا يتم التمدن بدونها، حيث إجرؤها على القانون العدل بحيث يتم التراضي بين المعاملين، وعن سياسة العباد بتهي المنكر وأمر المعروف.
أما المحتسب فله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما ليس من خصائص الولاة والقضاة وأهل الديوان ونحوهم. وكثير من الأمور الدينية هو مشترك بين ولاة الأمور، فمن أدى فيه الواجب وجبت طاعته فيه. فعلى المحتسب أن يأمر العاملة بالصلوات الخمس في مواقيتها ويعاقب من لم يصل بالضرب والحبس، ويتعاهد الأئمة والمؤذنين، فمن فرط منهم فيما يجب من حقوق الإمامة أو خرج عن الأذان المشروع ألزمه بذلك، واستعان فيما يعجز عنه بوالي الحرب والحكم وكل مطاع يعين على ذلك.
ويأمر المحتسب بصدق الحديث وبأداء الامانات وينهي عن المنكرات من الكذب والخيانة ما يدخل في ذلك من تطفيف الميزان والمكيال والغش في الصناعات والبياعات ونحو ذلك.
وله أن يكره الباعة على بيع ماعندهم بقيمة المثل عند ضرورة الناس إليه، ولا معنى للتسعير إلا إلزامهم بقيمة المثل. وله أن يجبر أهل الصناعات على ما يحتاج إليه الناس من صناعاتهم كالفلاحة والحياكة والبناية، ويقدر أجرة المثل فلا يمكن المستعمل من نقص أجرة الصانع عن ذلك، ولا يمكن الصائع من المطالبة بأكثر من ذلك حيث تعين عليه العامل. وهذا من التسعير الواجب.
وأما صفة ذلك (أي التسعير) فينبغي للامام أن يجمع وجوه أهل سوق ذلك الشيء ويحضر غيرهم استظهار على صدقهم فيسألهم كيف يشترون وكيف يبيعون فينازلهم إلى ما فيه لهم وللعامة سداد حتى يرضوا، وإذا امتنعوا عن بيع ما يجب عليهم بيعه عوقبوا.
أحمد صفوان
مصطلحات المجمع اللغوي
كان المجمع اللغوي ينشر في مجلته السنوية ما أقره من المصطلحات العلمية والفنية أثناء موسم الانعقاد؛ وقد رؤي أن تفرق هذه المصطلحات في مختلف أجزاء المجلة، واختلاطها بغيرها من الأبحاث والدراسات، لاييسر على الباحثين سبيل الرجوع إليها عند الحاجة، فتقرر أن تجرد جميع المصطلحات التي وضعها المجمع خلال أدوار انعقاده الماضية قبل النظام الجديد، وأن تطبع في كتاب مستقل يكون قريب التناول للمؤلفين والمدرسين والراغبين في البحث والدراسةذ. وقد أعد هذا الكتاب للطبع في المطبعة الأميرية، وتبلغ مصطلحاته نحو ثلاثة آلاف في علوم الأحياءذ والطب والحرارة والكهربا واللاسلكي، وفورع الرياضة والعمارة والموسيقى والتاريخ، وأدوات الشؤون العامة، إلى غير ذلك من ضروب العلوم والفنون والآداب. وينتظر أن يخرج هذا الكتاب من المطبعة في سبتمر المقبل.
إلى الدكتور علي عبد الواحد وافي من السودان
أتتبع باهتمام القيمة (في الاجتماع اللغوي) على صفحات (الرسالة) الزاخرة. . . وفي حديثك أخيراً عن الهجات العامية الحديثة استوقفتني عبارتك: (وأدنى هذه المجموعات إلى العربية الفصحى مجموعتا اللهجات الحجازية المصرية). . . استوقفني هذه العبارة، وكان بودي أن أكتب إليك هذا في حينها، ولكن الانهماك المتواصل في سبيل العيش لم يسمح لي بذلك.
فإن كنت تقصد بتلك العبارة أن اللهجة المصرية هي لهجة وادي النيل الذي يشمل مصر والسودان، وهذا ما أستبعده وأشك فيه، لأنها ليست هذه هي أولى المرات التي يُهمل فيها السودان ويسقط سهواً وعمداً من حساب الشرق والعرب. . . إن كنت تعني بها ما قدمت، فذاك، وإلا فلتعلم ياأستاذي الفاضل أن بالسودان - وخصوصاً أواسطه - لهجة هي من أدنى اللهجات إلى العربية الفصحى إن لم تكن أدناها جميعاً.
ولست في حاجة لسرد الأدلة والبراهين لإثبات هذه الحقيقة ولكن لك أن تبحث وراءها، ولك في الكثير من قادة الفكر المصري الذين زاروا السودان خلال السنوات الأخيرة أكبر مصدر ومرجع.
وبهذه المناسبة أتمنى أن تساعدني ظروفي السيئة لأتحف أستاذينا الكبيرين المبارك والزيات بمختارات من أدبنا القومي ليلمسا فيه الذوق العربي الصحيح مجسماً؛ وليستنشقا منه عبير العربية المتغلغلة في النفوس. أسأل الله أن يوفقني ويوفق معي الكثير من أبناء هذا القطر البررة هنا وهناك للقيام بهذه المهمة وإسداء هذا الجميل إليهما، حتى إذا ما زارا هذا القطر المظلوم تذوقاً بسهولة ما يقدمه إليهما من أدب قومي رفيع.
أحمد المبارك عيسى تعقيب
جاء في ص (867) من العدد (418) من (الرسالة) في حديث للدكتور علي عبد الواحد وافي عن (اللهجات العامية الحديثة)، ومنه عن اللهجات غير العربية التي يتكلم بها بعض الطوائف في سوريا، وهي اللغة المتحدرة من الآرامية، وأن ثلاث قرى هي: معلولة، صدنايا، يبرود. وهي التي يتكلم أهلها هذه اللغة.
والمعروف أن القرى الثلاثة المقصودة في حديث الدكتور هي: معلولة - جَبْعِدين - بحْفَا، وهي واقعة في الشمال الشرقي عن دمشق.
فهل لحضرة الدكتور أينير معرفتنا عن سبب الخطأ الوارد في حديثه عن تسميته هذه القرى، وله منا خالص الشكر المشفوع بالاحترام.
جودة مرعشلي
استدراك
في العدد 417 من الرسالة الغراء مقال في غزوة حنين، جاء في آخره ما يفيد أن النبي ﷺ سئل عن الخوارج: (أكفارٌ هم؟) فقال: (من الكفر فروا) قيل: (أمنافقون هم؟) فقال: (إن المنافقين لايذكرون الله إلا قليلاً وهؤلاء يذكرون الله كثيراً) قيل: (فما هم) قال: (فتنتة غشيتهم).
والصواب أن المسؤول الذي أجاب هذه الأجوبة عن الخوارج هو علي بن أبي طالب لا النبي ﷺ. وفي أيام علي خرج الخوارج في العراق، وكانت سيرة على في مقاتليه من أصحاب الجمل وصفين والخوارج سيرة إنصاف وإغدار واعتراف بحق ولم بك رضي الله عنه يبخس أحداً شيئه صديقاً كان أم عدواً.
(دمشق)
سعيد الأفغاني