مجلة الرسالة/العدد 418/الحديث ذو شجون
→ أبو المظفر الأبيوردي | مجلة الرسالة - العدد 418 الحديث ذو شجون [[مؤلف:|]] |
أنّة وزفير ← |
بتاريخ: 07 - 07 - 1941 |
للدكتور زكي مبارك
أثواب الخطباء - لفتة أندلسية - تأثير البيئة - الوزراء
الأدباء - الدكتور طه حسين - النزعة الكلبية - صديقي فلان
- كيف نحب الريف - برج بابل - بريد العراق - العقد
الفريد - هل تصلح هذه الأيام لأغاريد الوجد والحنين؟
أثواب الخطباء
صح عندي بعد الاستئناس بمصادر كثيرة أن مسوح الرهبان كان لها تأثير في الوضع الذي صارت إليه أثواب الصوفية، لأن الترهب والتصوف قريبان جداً من الناحية الروحية، بغض النظر عن اختلاف الدين
ثم بقي النظر في اللون المختار لأثواب الرهبان وهو السواد، فهل تأثر به أحد من المسلمين؟ وهل كان السواد من علائم الرزانة في أوقات الاهتمام بعظائم الشؤون؟
وجدت شاهداً صريحاً في إيثار الخطباء للثياب السود، وهو ما أنشد المقدسي على لسان غراب البين، أبعده الله:
أنوح على ذهاب العمر مني ... وحقٌ أن أنوح وأن أنادي
وأندب كلما عاينت راكباً ... حدا بهمُ لوشْك البين حادي
يعنفني الجهول إذا رآني ... وقد ألبست أثواب الحداد
فقلت له اتعظ بلسان حالي ... فإني قد نصحتك باجتهاد
وهاأنا كالخطيب وليس بدعاً ... على الخطباء أثواب السواد
ومعنى هذا أن الغراب لبس السواد لأنه وقف وقفة الخطيب، فهل يكون هذا التقليد رجعة إلى الأثواب الرهبانية، وكانت تحاك من الشعر الأسود؟
وعمن أخذ الرهبان لون السواد؟
أخذوه من رهبة الليل، فسواد الظلام يشيع في النفس معاني الانقباض والاستيحاش. وم أجل ذلك كان السواد شعار المحزونين
لفتة أندلسية
وبهذه المناسبة أذكر بيتين يشهدان بأن أهل الأندلس كانوا في الحداد يلبسون البياض لا السواد، فقد قال أحد الشعراء:
يقولون البياضُ لباسُ حزنٍ ... بأندلسٍ وذاك من الصواب
ألم ترني لبست بياض شيبي ... لأني قد حزنت على شبابي
تأثير البيئة
وأذكر بهذه المناسبة أيضاً أن الذين زاروا الأندلس من أهل المشرق كان فيهم من دهش حين رأى بعض القضاة يجلسون للحكم بين الناس ورءوسهم عارية، ولم يفهم أن هذا من تأثير البيئة، فأهل أوربا ينزعون أغطية الرءوس في المواقف الجدية، وبهم تأثر العرب في الأندلس، فكان من قضاتهم من ينزع عمامته عند الجلوس للحكم بين الناس
ولكن عمن أخذ الشيخ (فلان) خلع العمامة والاكتفاء بالطاقية في إحدى المحاكم الشرعية؟
أبق عمامتك على رأسك، يا شيخ فلان، فقد حدثني من أثق بروايته أن المحتكمات إليك من الملاح لا يرين ما تراه من ذلك التظرف (المقبول) وفيهن من ترى أن الطاقية لا تصلح غطاء لرءوس رجال الشرع الشريف!
وغفل المقَّري صاحب نفح الطيب عن تأثير البيئة حين نص على أن أهل الأندلس تفردوا بشرب الخمر على قارعة الطريق، وأقول إن هذا من تأثير البيئة الأوربية، وليس شاهداً على استخفاف أهل الأندلس بواجب التستر عند اقتراف المحرَّمات
الوزراء الأدباء
يظهر أني رجلٌ متعب، كما يقول الدكتور طه حسين، فلي في كل يوم مشكلات مع أصحاب الرأي والبيان، ولن يكون للمتاعب التي أسوقها إليهم وإلى نفسي حدود
وكلمة اليوم أوحاها تعيين معالي الأستاذ دسوقي أباظة وزيراً للشئون الاجتماعية، وهو أديب كبير كانت له صولات في جرائد الحزب الوطني، فما الذي ينتظر الأدب من معاليه وقد صار قوة تنفيذية تقدم وتؤخر في شؤون الدولة والمجتمع؟ تولّى المناصب الوزارية في الأعوام الأخيرة رجال من كبار الأدباء، من أمثال مصطفى عبد الرزاق ومحمد حسين هيكل ومحمد علي علوبة وأحمد نجيب الهلالي وإبراهيم عبد الهادي وعبد القوي أحمد ومحمود فهمي النقراشي، فماذا استفاد الأدب من هؤلاء الوزراء الأدباء؟
سيجيبون بأنهم لم يقدموا إساءة لأي أديب
وأجيب بأن سكوتهم عن تشجيع الأدب ليس إلا صورة من صور الإيذاء
هل تصدّقون أن بعض هؤلاء الوزراء لم يكن يلقى أحداً من الأدباء إلا وعلى جبينه عبارة تقول: ابعدوا عني!!
وهل تصدقون أن معالي لأديب العظيم هيكل باشا لم يتلقّ كتاب التصوف الإسلامي يوم أهديته إليه إلا بعبارة: كل كتاب وأنت طيب!
كل كتاب وأنا طيب، يا معالي الوزير المؤلف؟
ومتى يتسع العُمر ويسمح الزمان بأن أؤلف كتاباً مثل كتاب التصوف الإسلامي؟
وإذا لم يظفر المؤلفون بتشجيع الوزراء الذين يعرفون متاعب التأليف، ففي أيّ عهد تنتظر كلمة اللطف وقد أقذينا عيوننا تحت أضواء المصابيح؟
لقد بُحَّ صوتي في الدعوة إلى اعتراف الدولة بالقيم الأدبية فلم يسمع سامع ولم يستجب مجيب، وظل الأدباء مشرَّدين لا يعرفهم غير الحظ الضائع في بلاد لم يرها شاعرنا حافظ (دار الأديب) مع أنها فيما نحب أن يقال أول مهد للعلوم والآداب والفنون.
إن هؤلاء الوزراء نفعهم الأدب أجزل النفع، فمتى ينتفع بهم الأدب؟ ومتى يظهر أنهم لم ينسوا التفكير في أن يدنوه كما دانهم؟ ومتى نسمع أن الحياة الأدبية تنتعش وتزدهر بفضل الوزراء الأدباء، كما كانت الحال في عهود أسلافنا الاماجد بالمشرق والمغرب؟
الدكتور طه حسين
في أخبار الجرائد أن الدكتور طه حسين بك لم يذهب إلى مكتبة بوزارة المعارف منذ أيام. ويظهر من الخطاب الذي نشره في جريدة البلاغ أن ناساً كانوا يحبون أن يواجه الأمور بمداورة وتلبيس!
وأقول إن كفاية الدكتور طه لا تحتاج إلى برهان، ولكنه سيندم طويلاً (وطويلاً جداً) على الفرصة التي أضاعها على نفسه قبل أن تستفحل أزمة الورق، فقد نبهته مرات كثيرة إلى أن مراقبة الثقافة العامة لن يكون لها وجود ملحوظ إلا إذا أُسندت بطائفة من المطبوعات الجياد، وأشرت عليه بأن يسارع فيقتني لمراقبة الثقافة ذخيرة من ورق الطبع قبل أن يرتفع ثمنه وقبل أن ينفد من الأسواق
وهو اليوم يترك مراقبة الثقافة العامة بلا أثر ظاهر يذكره الناس، فإن رجع إليها فليغير من مسلكه في تناول الأشياء، فقد كان يفهم أن الاقتراحات والفروض هي كل شيء في الدلالة على مواهب الرجال
والأمل كبير في أن يرجع الدكتور طه لعمله بوزارة المعارف وأن يتدارك ما فاته من تحقيق المشروعات الجدية في الترجمة والتأليف، فظهور كتاب أو كتابين أنفع من ألف اقتراح واقتراح؟
النزعة الكلبية
يلقاك بعض المعارف في الطريق فيسألك عن وجهتك، ولا يستريح إلا حين يعرف أين تريد وماذا تريد، كأنه من الأوصياء عليك!
ويدخل أحد الأصدقاء بيتك فيبالغ في التعرف إلى ما فيه من حجرات وغرفات، ولا يهدأ إلا بعد أن يعرف من دخائل بيتك كل شيء، كأنه مسئول أمام بعض الجهات عن تقديم تقرير مفصَّل عن حياتك المنزلية!!
ويرى بعض الناس أن من حقه أن يعرف مرتبك بالقرش والمليم، وأن يعرف كيف تنفق ذلك المرتب، وماذا تدّخر من بواقيه الطفيفة، ولأي غرض تدّخر ما ادخرت!!
ومن الأصدقاء من يسأل عن أثاث بيتك ليعرف الأثمان، ثم يناقشك في الجزئيات كأنه ابن نجّار أو حدّاد أو سمسار، والعياذ بالأدب والذوق!
ومنهم من يسألك عن أملاكك في الريف ليعرف ما تملك من قراريط أو فدادين، وكأنه (خاطبة) ستجلب خاطباً لأختك أو ابنتك!
وفي هؤلاء من يسألك عن الربح الذي تجنيه من مقالاتك ومؤلفاتك. وفيهم من يسألك عن أثمان أثوابك ونعالك، كأنه ابن بزاَّز أو حذَّاء!!
فكيف تقع هذه المزعجات من بعض الناس وأكثرهم على شيء من الذكاء؟
الجواب سهل، وهو أن في بعض الناس نزعة كلبية، والكلب حين يدخل بيتاً لا يترك فيه بقعة بدون أن يشمها بشرهٍ فظيع ممقوت!
فيا بني آدم، إياكم ثم إياكم من التخلق بأخلاق الكلاب!
صديقي فلان
أما صديقي فلان فهو غاية في الأدب والذوق: يدخل بيتك فيجلس حيث تحب أن يجلس، ولا يمتد بصره إلى اختبار ما في البيت من أثاث ورياش، ولا يسأل أبداً عن ربة البيت إلا أن يتلطف زوجها فيدعوها للتسليم عليه، مع أنها قد تكون من بنات الأعمام أو الأخوال؛ وإذا قُدَّم إليه طعام أقبل عليه بشهية، كأنه أطيب ما رأى من ألوان الطعام، ولو كان ممعوداً لا يأكل إلا بمقدار وفي وقت محدود، وإذا حضر الأطفال لتحيته تلقّاهم بما تحبّون، ولا يسألهم عن دروسهم إلا بأسلوب يمكّنهم دائماً من الجواب، ليأنسوا به وليُدخل على قلوبهم قبساً من نور التشجيع. وإذا عُرِض عليه خلاف سوَّاه بلطف ورفق، لتكون زيارته مرحلة من مراحل التاريخ السعيد. وإذا دخلت عليه صبية دعا لها بالخير وتحدّث عن صاحبتها بأدب ولطف. وإذا رأى أن الذرية أكثرها بنات كان من واجبه أن يصرّح بأن لله حكمة في ذلك، فمن الخير للإنسانية أن تكثر البنات في المغرس الشريف. وإذا رأى عجوزاً واساه وأعلن أن الرجل لا يصل إلى الشيخوخة إلا وهو بذرة قوية لا تهددها عواصف المشيب. وإذا رأى مريضاً بشّره بقرب العافية، وأعلن أن مرضه من العوارض الوقتية، وأنه يعرف مئات كانوا في مثل حاله ثم صاروا في مثل عافية الفرس الجموح. وإذا اعتذر أهل البيت عن مظاهر البساطة في تكوين الأثاث كان عليه أن يقول إن هذا من أدب المعاش، وإن الإفراط في الزخرف ليس من أدب العقلاء. وإذا رأى البيت على جانب من الزينة والبهجة والنضرة كان عليه أن يعلن إعجابه بما ترى عيناه، وأن يصرح بأن أهل البيت لم يريدوا إلا إعلان الحمد والثناء على المنعم الوهاب
فما رأيكم في أخلاق هذا الصديق؟؟
لقد عرفت أنه ما دخل بيتاً ورأى فيه شيئاً غير جميل، ولا صحب صديقاً وسأل عن أخباره المطوية، ولا سمع في صديق كلمة سوء، ولا استباح التعقب لمسالك المعارف والأصحاب، ولا كان من همه أن يتخذ الأصدقاء دريئة يدفع بها عاديات الكوارث والخطوب
صديقي هذا يرى للصداقة قدسية منزهة عن شوائب المنافع، وإن كان لا يضيع فرصة يملك فيها القدرة على نفع الصديق!!
ما رأيكم في أخلاق هذا الصديق؟؟
أنا أرى هذه الشمائل غاية في الكمال والجمال، وأرى التحلي بها واجباً على من يهمه الظفر بثقة المجتمع. ولو شئت لقلت إن الإكثار من الصلاة والصيام لا يغني عن التحلي بهذه الصفات، لأنها أصدق في الدلالة على صفاء القلب وطهارة الروح، ولأن التحلي بها لا يكون إلا بعد رياضات عنيفة تُقهر فيها نزعات النفوس والأهواء
كيف نحب الريف
تفضل الدكتور عبد الرحمن عمر فدعاني لتناول الغداء في داره بالريف، فعرفت كيف يطيب له أن يهجر مصر الجديدة أياماً وأسابيع، وعرفت كيف استطاع الأستاذ الجليل عبد العزيز فهمي باشا أن يجعل مقامه المختار في الريف
الدار الجميلة هي التي تجعل القرية أحب إلينا من المدينة، فجمّلوا بيوتكم في الريف لتشتاقوا إليه، ولتذيعوا بين أهليكم ذوق الأناقة في بناء البيوت، فأكبر عيوب مصر هو حرمان ريفها الجميل من التأنق في بناء البيوت
وبعض الناس يتوهمون أنه لا يجوز للرجل أن يقيم داراً جميلة في الريف إلا إذا كان له أملاك واسعة في الريف، وأقول إن الدار الجميلة هي في ذاتها ملك نفيس، فلا تنسوا هذا المعنى، ولا يفتكم أن تكونوا من أصحاب المنازل في الريف وإن لم تكن لكم فيع أملاك
برج بابل
كان في مقال (برج بابل) الذي نشرته (الرسالة) منذ أسابيع إشارات إلى ما قد يحلّ بالإسكندرية، فهتف الأستاذ عبد اللطيف النشار يقول:
كذَبتْ (بابل) فيما زعمتْ ... لن يصيبَ (الثغر) شٌّر أبداً
ثم عاد فأبدى أسفه لتحقق النبوءة البابلية
وأقول: ليت تلك النبوءة كانت من كواذب الأوهام والظنون، فما رأينا من تحققها غير الكرب والويل!
ثم يخاطبني النشار فيقول: عهدتُك لا يخيفك ما يُخيفُ ... فهل يحظَى برؤيتك المصيفُ
وأقول: إني لا أملك الصدوف عن هوى الإسكندرية، وسألقاكم بها في هذا الصيف، ولو بَغَى العدو واستطال، فأنا لم أشبع من الإسكندرية أيام الأمن، وهي أقل طيباً من أيام الخوف
ثم يقول النشار: علمت أنك نقلت كتبك إلى سنتريس، فأنت الجدير إذن برثاء مكتبة الإسكندرية الثالثة، فهل تجيز:
لا تذكر اليوم (يوليوساً) ولا (عُمَرا) ... عِلمُ القرون الخوالي مر واندثرا
وانظر لمكتبة الثغر التي صُعقت ... فلا كتاباً ترى فيها ولا حجرا
وأقول: إني لم أكن أعرف أن مكتبة الإسكندرية أصابتها الغارات الأخيرة، فإن كان ذلك فمن حقي أن أسجل أن أعداء الإسكندرية يعرفون في كل عصر أن ثروتها الصحيحة في تراث الأفكار والعقول، فهم يجعلون (المكتبة) أعظم الأهداف وما شأن (عمر) في هذه القضية، وقد قامت البراهين على أن اتهامه بإحراق مكتبة الإسكندرية لم يكن إلا إشاعة روجها أعداء العرب والمسلمين؟
بريد العراق
تلقيت اليوم رسالة من العراق، ونظرت في التاريخ فرأيتها قطعت الطريق في شهرين وثلاثة أيام، فمتى يرجع العهد الذي كان يسمح بأن يصل بريد العراق في أقل من يومين؟
كان بريد العراق كله جوياً وبخمسة عشر مليما، فمتى يعود ذلك العهد؟ متى يعود؟
وكان محصول المجلات المصرية حديث الناس في جميع الأندية العراقية، فأين حديثهم اليوم وقد جدت خطوب تبلبل الأرواح والقلوب؟
ليتني أعرف ما صار إليه أصدقائي في تلك البلاد. فما أظلمَ ليلٌ ولا أشرق صباح إلا وأنا بأخبارهم مشغول. وهل كانت لوعة الشريف الرضي أقسى من لوعتي حيث قال:
ومن حَذَرٍ لا أسأل الركب عنكمُ ... وأعلاقُ وجدي باقياتٌ كما هيا
ومن يسأل الركبان عن كل غائبٍ ... فلا يدّ أن يَلقَى بشيراً وناعيا
فهل يتفضل أصدقائي هناك فيعفوني من كرب هذا السؤال؟
أجيبوا، يا أصدقائي، أجيبوا، فلي عليكم لهفة لا يطفئها غير اليقين بأنكم في سلام وأمان العقد الفريد
ظهرت الطبعة الجديدة من (العقد الفريد) بتحقيق الأستاذ محمد سعيد العريان، وفي الرونق لطيف تُهنَّأ عليه (المكتبة التجارية) التي لم يَعُقها غلاء الورق عن الإنفاق على طبعه بسخاء
ومن القليل جداً أن ننوّه بمجهود الأستاذ العريان في تحقيق هذا الكتاب، فله مجهودات كثيرة لم تأخذ حقها من الثناء، فنوجّه إلى هذه الطبعة نظر (الأستاذ الليل) والأستاذ (ا. ع) فعندهما من الوقت ما يسمح بالنظر في نصوص هذا الكتاب بأسلوبهما الجيد في التحقيق
كنت نسيت
في الحِوار الذي دار بين الأستاذ محمود البشبيشي وابنه النجيب حسين إشارة إلى أني كنت أكتب في الوجدانيات، فمتى كان ذلك؟ ذكَّروني فقد نسيت!
أنا أكتب في الوجدانيات؟ أنا؟
لعل ذلك كان قبل أن تصير الدنيا إلى ما صارت إليه من الرعب والخوف والانزعاج
إن البشبيشي وابنه يقيمان في بلدٍ أمين هو المنصورة العصماء، وأنا أقيم في بلدٍ مهدَّد بالغارات الجوية، إلا أن يلطُف الله بما فيه من كنوز السحر والفتون
والحق أني لم انس واجبي في التشوف إلى مطالع الأقمار ومشاوق الشموس، ولكن أين من يسمع في هذه الأيام أغاريد الوجد والحنين؟!
زكي مبارك