الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 413/أشعار ابن النحاس

مجلة الرسالة/العدد 413/أشعار ابن النحاس

مجلة الرسالة - العدد 413
أشعار ابن النحاس
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 02 - 06 - 1941


للدكتور زكي مبارك

حياة أبن النحاس - الحياة بلا عمل تحجب الأديب عن فهم الجوانب الجدية من الحياة - تأثير الأفيون في هدم أبن النحاس، وكان في صباه أجمل ما رأت العيون - أشعاره في البكاء على جماله الذاهب - أيامه في دمشق والقاهرة والمدينة - قصائده الباقيات - أشعاره في (شرب الدخان) - شعوره بالمعاني المنقولة عن القدماء

1 - فَتحُ الله بن النحاس شاعرٌ نشأ في حلب في أواخر القرن العاشر أو أوائل القرن الحادي عشر، فقد سكتت المصادر عن العام الذي وُلد فيه، واكتفت بالنص على أنه مات بالمدينة ليلة الخميس ثاني عشر صَفر من شهور سنة اثنتين وخمسين ألف.

2 - وسكتت المصادر أيضاً عن حياته العملية، فلم نعرف كيف كان يعيش، ولكنا فهمنا من سياق القول أنه أقام مدة في حلب، ومدة في دمشق، ومدة في القاهر، ومدة في المدينة؛ فعرفنا أنه شاعر لم تكن تربطه ببلده أو غير بلده رابطة معاشية، ولذلك تأثيرٌ في صبغ وجوده بصبغة الرجل الهائم في بيداء الوجود.

3 - والواقع أن هذه الحال كانت مألوفة في حيوات الشعراء، ولكن ابن النحاس فيما يظهر أسرف في اعتزال الناس والبعد عن طلب المعاش، لينجو بنفسه من آثام الخلق، وليعفي كاهله من حمل أثقال العيش المنظم، وهي أثقال لا يتصدى لحملها غير أقوياء الرجال، ولهذا رأيناه يتزيا بزيِّ الزهاد ويعيش عيش الدراويش من الفقراء مع الترفع عن قبول الإحسان؛ فقد كانت لهذا الرجل فِطرة سليمة تصده صداً عن المكسب الرخيص، وتسوقه إلى صف المتعففين من أتباع التصوف الصحيح.

4 - فكيف كانت البداية وكيف كانت النهاية لهذا الشاعر الرقيق؟

كان ابن النحاس في صباه غاية في روعة الجمال، وكانت صباحة وجهه أعجوبة الأعاجيب؛ فكان معاصروه يتوهمون أنه لم يُخلق إلا ليكون دُمية في قصر، أو زهرة في بستان، ولكنه صان نفسه عن مواطن الشبهات، فاعتزل الناس ليسلم شبابه وجماله من إفك القال والقيل في زمن لا يسلم فيه أهل الجمال من بغي الأقاويل والأراجيف.

نجا ابن النحاس من شر معاصريه فصار مثالاً للجمال المصون، ولكنه لم ينج م نفسه، والنفس في بعض الأحيان أعدى الأعداء!

فماذا صنع بنفسه، أو ماذا صنعت به نفسه، حتى نزل من الشرف إلى الحضيض؟

أقبل ابن النحاس على تعاطي (الكيف)، والكيف الذي كان يتعاطاه هو (الأفيون)، وقد هده الأفيون في شهور أو أعوام، فأمسى جماله طللاً من الأطلال، ولم يكن يحسب لجهله وغفلته أن الجمال دولةٌ تدول.

فإن رأيتم شاعراً يبكي شبابه الذي ضاع، فاعرفوا أن ابن النحاس كاد يتفرد بالبكاء على الجمال الذي ضاع، وما أضاع جمال هذا الشاعر غير الابتلاء بكيف الافيون، وهو كيف أتى على بناء هذا الشاب الجميل من الأساس، ولننظر كيف يقول:

من يدخل الأفيون بيت لهاتهِ ... فليلق بين يديه نقد حياته

وإذا سمعتم بامرئ شرب الردى ... عزّوه بعد حياته بمماته

ما شأنه وحشاه يؤوى أرقماً ... لا يستفيق الدهرَ من وثباته

وهذا الشاعر الذي يرى الأفيون ثعباناً لا تنقطع وثباته الفواتك على الأحشاء هو الشاعر الذي رثي صباه فقال في تصوير ماضيه لعهد الجمال، يوم كان في مثل عمر البدر، ويوم كانت لفتاته لفتات الظبي بين أزهار الرياض:

ونراه إن عبث النسيم بقدِّه ... ينقدَّ شروى الغصن في حركاته

وإذا مشى تيهاً على عشاقه ... تتفطر الآجال من خطراته

يرنو فيفعل ما يشاء كأنما ... مَلكُ المنية صال من لحظاته

حُسْنٌ ولا كيفٌ يخالط ذاته ... والآن صار الكيف بعض صفاته

والكيف حقدٌ إن تشبث بامرئ ... لم يَبْق للرائين غير سِماته

وهو الشاعر الذي أرخ جماله الذاهب فقال:

سقى المزنُ أقواماً بوعساء رامةٍ ... لقد قُطِّعتْ بيني وبينهم السُّبْلُ

وحيا زماناً كلما جئت طارقاً ... سليمي أجابتني إلى وصلها جُمل

تودّ ولا أصبو وتوفى ولا أفى ... وأنأى ولا تنأى وأسلو ولا تسلو

إذِ الغُصنُ غصٌ والشباب بمائه ... وجيد الرضا من كل نائبةٍ عطل

ومن خشية النار التي فوق وجنتي ... تقاصرَ أن يدنو بعارضيَ النمل فهل يرى أن نار وجنته أخافت نمال الشعر حيناً من الزمان فظل أمرد، أسيل الخدين، إلى أن ابتلته المقادير بالأفيون فأمسى جماله تاريخاً من التواريخ

والجمال حلة نفيسة يرفعها الله عمن يجهل قدرها الرفيع، وكذلك كان حظ الشاعر الذي أضاعه الجهل بنعمة الله عليه فلم يؤد زكاة الجمال، وهي الابتعاد عما يوهن الجسم ويشل الروح.

ثم ماذا؟ ثم رحل الشاعر عن الوطن الذي نشأ فيه وهو حلب، بعد أن فضحه الافيون، الافيون الذي أصار جماله رسماً من الرسوم وطللاً من الأطلال.

5 - وإلى أين؟ إلى دمشق، وهي مدينة سمعت باسمه قبل أن يحل ساحتها الفيحاء، فأقام بها ما أقام بين أيام بيض وأيام سود؛ فقد كان فقيراً لا يتبلغ بغير ما يجود به أهل الأدب، وكانوا في أغلب أحوالهم فقراء.

ومن دمشق انتقل إلى القاهرة فاتصل بالسادة البكرية، وكانوا كراماً أجاويد، لا يشعر بينهم بالغربة رجلٌ أديب، وكانت حفاوتهم بالأدباء الوافدين من الشام مضرب الأمثال.

ويظهر أن أيام ابن النحاس بالقاهرة لم تخل من رخاء، فقد اتصل بالقضاة والأعيان، واتصل به الأمل المعسول فمدح سنجق منفلوط، ومعنى ذلك أنه عرف كيف ينتفع بوداد المصريين، وكانوا في ذلك العهد يرعون حقوق الغرباء من أهل الأدب والبيان.

ثم امتدت السن بالشاعر الذي كان له ماض في الجمال فرأى أن ينتقل إلى المدينة ليعيش عيش المجاورين، وهو عيش يليق بمن يلبس ثوب الحداد على جماله الذاهب ذهاب البرق اللامع في أجواز السماء.

وفي المدينة مات، وقد دفن في بقيع الفرقد، بجوار الأكابر من رجال الأدب والدين، فعليه رحمة الله، وألف سلام على روحه الجميل!!

6 - ولكن أين مكان ابن النحاس بين الشعراء؟

لا تظنوه شاعراً من طبقة أبي تمام أو البحتري أو المتنبي أو الشريف الرضي، فبينه وبين أمثال هؤلاء مسافات أعرض من الصحراء.

ولكنه شاعر من طبقة ابن زريق، وما عاش ابن زريق إلا بقصيدة واحدة هي العينية التي سارت مسير الأمثال.

وكذلك عاش ابن النحاس بقصيدة أو قصيدتين، ومن لم يعرف ابن النحاس في معانيه القلائل وهي نوادر فليس بأهل للانتساب إلى دوحة الأدب الرفيع.

والذي يجهل ابن زريق وابن النحاس لا يقل حمقاً عن الذي يجهل ابن النبيه صاحب هذا البيت

إذا نشرتْ ذوائبه عليه ... حسبتَ الماء رفَّ عليه ظِلُّ

فما فرائد ابن النحاس؟

الفريدة الأولى هي الحائية

بات ساجي الطرف والشوق يُلحُّ ... والدجا إن يَمض جُنحٌ يأت جُنحُ

يقدح النجم لعيني شرراً ... ولزند الشوق في الأحشاء قدح

لست أشكو حرب جفني والكرى ... لم يكن بيني وبين الدمع صلح

إنما حال المحبين البكا ... أيُّ فضل لسحاب لا يسُّح

يا نداماي وأيام الصبا ... هل لنا رجع وهل للعمر فسْح

صبَّحتك المزن يا دار اللوى ... كان لي فيك خلاعات وشطح

حيث لي شغلٌ بأجفان الظبا ... ولقلبي مرهمٌ منها وجرح

كل عيش ينقضي ما لم يكن ... مع مليح ما لذاك العيش مِلح

وبذات الطلح لي من عالج ... وقفة أذكرها ما اخضل طلح

يوم منا الركب بالركب التقى ... وقضى حاجته الشوق الملح

لا أذمُّ العِيسَ، للعيس يدٌ ... فلا تلاقينا وللأسفار نجح

قرَّبتْ مِنا فماً نحو فمٍ ... واعتنقنا فالتقى كشحٌ وكشح

وتزودتْ الشذى من مرشف ... بفمي منه إلى ذا اليوم نفح

وتعاهدنا على كأس اللمى ... إنني ما دمت حياً لست أصحو

يا ترى هل عند من قد ظعنوا ... إن عيشي بعدهم كدٌ وكدح؟

كنت في قرْح النوى فانتدبت ... من مشيبي كربة أخرى وقرح

كم أداوي! القلب قلت حيلتي ... كلما داويت جرحاً سال جرح

ولكَمْ أدعو وما لي سامعٌ ... فكأني عندما أدعو أُبَحُّ وأنفاسه في هذه الحائية تذكر بأنفاسه في الحائية الثانية

تذكر السفح فانهلت سوافحه ... وليس يخفاك ما تخفى جوانحه

صدع الهوى يا عذولي غير ملتئم ... يدريه بالبان من أشجاه صادحه

فهذه القصيدة من ذخائر الأدب العربي ولا ينكر قيمتها إلا غافل أو جهول، وهي مقدودة من روح الشاعر، وليس فيها بيت إلا وهو صورة من أقباس وجده المشبوب.

وهل في الدنيا أديب عربي لا يحفظ هذا البيت:

كم أداوي القلب قلَّتْ حيلتي ... كلما داويت جرحاً سال جرح

أما الفريدة الثانية فهي العينية

رأى اللوم من كل الجهات فراعه ... فلا تنكروا إعراضهُ وامتناعهُ

ولا تسألوني عن فؤادي فإنني ... علمتُ يقيناُ أنه قد أضاعه

له الله ظبياً كل شيء يَرُوعهُ ... ويا ليت عندي ما يزيل ارتياعه

ويا ليته لو كان من أول الهوى ... أطاع عذولي واكتفينا نزاعه

فما راشنا بالسوء إلا لسانُهُ ... وما خرب الدنيا سوى ما أشاعه

فأصبح من أهوى على فيه قُفلة ... يُكتم خوف الشامتين انفجاعه

وآلى على أن لا أقيم بأرضه ... واحرمني يومَ الفراق وداعه

فرحت وسيري خطوة والتفاتة ... إلى فائت منه أُرجى ارتجاعه

ذرعت الفلا شرقاً وغرباً لأجله ... وصيرت أخفاف المطيِّ ذراعه

فلم يبق بَرٌ ما طويت بساطه ... ولم يبق بحرٌ ما رفعت شراعه

كأني ضميرٌ كنت في خاطر النوى ... أحس به واشي السُّرى فأذاعه

أخلاي من دار الهوى زارها الحيا ... ومد إليها صالح الغيث باعه

يعيشكم عوجوا على من أضاعني ... وحيوه عني ثم حيوا رباعه

وقولوا فلان أوحشتنا نِكاتهُ ... وما كان أحلى شعره وابتداعه

فتىً كان كالبنيان حولك واقفاً ... فليتك بالحسنى طلبت اندفاعه

أبحت العدا سمعاً فلا كانت العدا ... متى وجدوا خرقاً أحبوا اتساعه

فكنت كذي عبدٍ هو الرجل والعصا ... تجنَّى بلا ذنب عليه فباعه لكل هوىً واش فإن ضُعضع الهوى ... فلا تلم الواشي ولم من أطاعه

وقولوا رأينا من حمدتَ افتراقه ... ولم ترنا من لم تذم اجتماعه

وما كنتما إلا يراعاً وكاتباً ... فملَّ وألقى في التراب يراعه

فإن أطرق الغضبان أو خط في الثرى ... فقولوا فقد ألقى إليكم سماعه

وبالله كفوا إن تمادى فإنه ... رقيق حواشي الطبع أخشى انصداعه

وإن نصب الشكوى عليَّ فسابقوا ... وقولوا: نعم، نشكو إليك طباعه

وإن رام سبي فاحدثوا لي معايباً ... وسباً بليغاً تحسنون اختراعه

وهنوا رقيبي بالرقاد فطالما ... جعلت على جمر السهاد اضطجاعه

ولا تحسدوا وداين يومين عنده ... فإن حبيبي تعلمون خداعه

ودوروا على حكم الغرام فإنه ... قضى لظاه أن تهين سباعه

ضعيف الهوى من بات يشكو زمانه ... وأضعف منه من يرجِّى اصطناعه

ولو علم المشتاق عقبى اتصاله ... لآثر بين العاشقين انقطاعه

ومن طلب الأحباب حرصاً على البقا ... فما رام بين الناس إلا ضياعه

فهذه القصيدة من آيات الشعر العربي. ومن غرائبها هذا البيت:

لكل هوى واشٍ فإن ضُعضِع الهوى ... فلا تلم الواشي ولُمْ من أطاعه

وهذا البيت:

ولو علم المشتاق عقبى اتصاله ... لآثر بين العاشقين انقطاعهُ

والقصيدة في جملتها روحٌ مضرَّج بالدم، وإن بدت للغافل في صورة الحديث المعاد

7 - وتجيء بعد ذلك مقتطفات من شعره الرقيق؛ ولكن أين تلك المقتطفات؟

كنت أرجو أن أجد شواهد كثيرة على شاعرية ابن النحاس مما انتثر في أثناء قصائده من الأبيات الفرائد؛ ثم صَعُب عليَّ تحقيق ما رجوت؛ فقد راجعتُ الديوان مرات ومرات ولم أظفر بما أريد.

فهل يكون من الخير أن أشير إلى أن له بيتين في (الدُّخان) لا يزال معناهما على ألسنة الناس في مصر إلى هذا العهد؟ ابن النحاس يقول:

وأرى التولع بالدخان وشربه ... عوناً لكامن لوعة الأحشاء فأُديم ذلك خوف إظهار الجوى ... وأشوبه بتنفس الصُّعَداء

وهو معنى لطيف، فهو يستر بدخان التبغ دخان القلب، حتى لا يفتضح بين الرقباء.

وقد يداوي ناراً بنار، كأن يقول:

عكفت على شرب الخان وفي الحشا ... لهيب جوىً فازددت جمراً على جمر

وقلت أداوي نار قلبي بمثلها ... (كما يتداوى شارب الخمر بالخمر)

وكان التدخين في تلك الأيام مما يعاب؛ فقد كان مفهوماً عند أهل مصر أنه من أهواء العبيد. ولهذا شواهد قد نرجع إلى سردها بعد حين!

8 - أين شاعرية ابن النحاس بعد الحائية والعينية؟ أين؟ أين؟

لم يرضني شعر ابن النحاس من الوجهة الفنية، ولكني مع ذلك أجده شاعراً في جميع معانيه، وإن كان أكثرها منقولاً عن الشعراء القدماء؛ فهو في رأيي يعني ما يقول، وإن ضعُف عن مقارعة الفحول.

تلك ومضة من الشاعرية تألقت حيناً ثم خَبَتْ، كما تألق جمال صاحبها لحظة ثم خبا، وقد حقت في هذا الشاعر كلمته في مصيره فأصبح تاريخاً من التواريخ، وهل من القليل أن يمسي الرجل وله تاريخ؟!

9 - على أن من الظلم أن نحكم بأن ابن النحاس لم يجد في غير الحائية والعينية، وكيف وهو صاحب هذا القصيد:

عطف الغصنُ الرطيبُ ... وتلافانا الحبيب

أضمر الدهر لنا الصُّل ... ح فلم يبق غُضوب

زار والعرَف له من ... نفسَ الصبح هبوب

يظهِر البث وأولى ... منه بالبث الكئيبُ

كل عضوٍ منه في الحس ... ن عن الوجه ينوب

أيَّ عضو تسرح الألحا ... ظ فيه وتؤوب

أنا والقلبُ إذا لا ... حَ سليبٌ وكسيبُ

بأبي جَنة وصلٍ ... منه ما فيها لغوب

بات يدعوني بها طو ... راً وطوراً يستجيب والمنى نقلٌ ومن ند ... ماننا كأسٌ وكوب

أيها العشاق محزو ... نُ الهوى مني طرُوبُ

أيَّ وقتٍ ليس تنشقُّ ... قلوبٌ وجيوبُ

إنما يمرح بي في ... لجة العشق لعوبُ

والذي يهجر في الحبِّ ... للاحيه نسيب

ما على مَن سرهُ الوص ... لُ إذا غِيظَ الرقيب

رنة القوس لرامي ... ها وللغير النُّدوب

حسراتي هي دمعي ... ولها قلبي قليبُ

ليس لي مالٌ ولكن ... ذَهبٌ قولي صبيبُ

من بني جنسي ولكني ... مع الغزلان ذيبُ

كلَّ يومٍ لي صلاحٌ ... بخلاعاتٍ مشوبُ

ومتى أمكنت الفر ... صة أجني وأتوب

في الهوى صح اجتهادي ... فأنا المحظي المصيب

هذه حالي وأحوا ... لُ بني العشق ضروب

وقد نجد لابن النحاس أطايب كثيرة إذا سايرناه بتلطف وترفق، فليكتف القارئ بهذه اللمحات، فإن المقام لا يسمح بالإطناب.

زكي مبارك