مجلة الرسالة/العدد 411/البريد الأدبي
→ مختارات من مراثي الشعراء | مجلة الرسالة - العدد 411 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 19 - 05 - 1941 |
إلى الأستاذ الكبير (1. ع)
السلام على سيدي العلامة الأستاذ الكبير الكريم ورحمة الله وبركاته. . . وبعد، فرأى الأستاذ - أدام الله نفع الناس بطول بقائه - في أمر (الإرسال) هو الأعلى؛ ولا ريب في أن إرسال الريح الصرصر والحاصب والصيحة والعذاب - تسليط وعقاب، وكذلك إرسال الكلب والصقر على الصيد (المسكين) عند أبي العلاء والبراهمة والمنصفين من الآدميين. . . غير أن هذا الضعيف لا يرى في الإرسال إلا معناه الظاهر أي ضد الإمساك (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل له)؛ ويرى التوجيه مثل الإرسال (وجه إليه كذا أرسله)، كما في اللسان (وجهه في حاجته توجيهاً أرسله فتوجه جهة كذا) كما في التاج؛ وترسل النعم (يرسل السماء عليكم مدراراً) كما ترسل النقم (ويرسل عليها حساباً) قال الراغب في (المفردات): (الإرسال يقال في الإنسان وفي الأشياء المحبوبة والمكروهة)، فتختلف الإرسالات كما يختلف المرسلون والمرسلات. . . والإرسال حقيقة كما روى الأستاذ عن الأساس: (أرسل كلبه وصقره على الصيد) ومجاز كما روى - أيده الله - عن ذلك الكتاب (أرسل الله عليهم العذاب)
والآية الكريمة التي استشهد بها التاج - ناقلاً من اللسان؛ والتسليط قول الزجاج - وأوردها الأستاذ فيما روى من كلامه وهي: (ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزاً) وقد تشعبت في معنى الإرسال فيها أقوال لغويين ومفسرين - والأستاذ أعلم مني بذلك - والإمام ابن جرير يقول في تفسيره: (يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ: ألم تريا محمد أنا أرسلنا الشياطين على أهل الكفر بالله تؤزهم، يقول: تحركهم بالإغواء والإضلال، فتزعجهم إلى معاصي الله وتغريهم بها حتى يواقعوها. أزا: إزعاجاً وإغواء)
ولو لم يوجه الله الشيطان إليهم أو يسلطهم عليهم أو يخل بينهم وبينهم لطاروا إليهم من تلقاء أنفسهم، لأن عملهم في هذا الدنيا - وهذا (قضاء من الله العزيز أراده) - إضلال الكافرين وغير الكافرين وإفساد جميع الأناسين (إلا عباد الله المخلصين)
وأرسل في ختام هذا الكلام إلى سيدي العلامة الأستاذ الكبير الكريم - مد الله في عمره - خير تحيات * * *
عثمان زناتي
تفضل الأستاذ الكبير (ا. ع) فصحح الخطأ الذي وقعت فيه حين تحدثت عن أحمد زناتي وأنا أريد عثمان زناتي
وأقول إن ذلك الخطأ كان نعمة عظيمة. فقد أوحي إلى هذا الأستاذ الكبير كلمة من أطيب الكلمات في التعريف بأخوين كان لهما في خدمة اللغة والأدب والتعليم مكان مرموق
ذلك خطأ وقعت فيه سهواً، فكان من آثاراه أن ينتفع القراء بتلك الكلمة الطيبة، وإلا فأنا أعرف أن الشاعر هو عثمان زناتي، وكذلك ورد اسمه في كتابي (الأسمار والأحاديث) ص 298 عند الكلام عما انتهب شوقي من معانيه الجياد
ولو ضمنت أن يصحح الأستاذ (ا. ع) جميع أخطائي لأخطأت عن عمد لأظفر بتلك النفثات التي تصدر عن باحث من أعاظم الباحثين
هذا، ولم أفهم من القول بان الشيخ عثمان زناتي كان من الشعراء الذين نبغوا في أواخر القرن التاسع عشر
فهل يكون معنى ذلك أننا انتقلنا من تاريخ الهجرة إلى تاريخ الميلاد؟
أرجو أن يتفضل الأستاذ الكبير (ا. ع) بالإجابة عن هذا السؤال، فأن لم يفعل فهو وحده الذي عاد يطرق باب (التجديف) وهي تورية أتحفني بها منذ أسابيع، فهي منه وإليه
أدام الله عليه نعمة العافية والتوفيق والسلام
زكي مبارك
في تأبين المرحوم فؤاد بليبل
. . . وكان أيضاً في تأبين فقيد الشعر المرحوم فؤاد بليبل ينادي لبنان مساء الأحد 11 مايو ظاهرتان تلفتان النظر، وتستوقفان الفكر
أما الأولى فكانت روح الشباب في إبانة، وثورة الصبا في عنفوانه، فالمرثي شاب والراثون شباب. فلا جرم أن يكون رثائهم من شباب الرثاء إن صح ان يكون للرثاء شباب
ومن ثم كانت القصائد التي سمعناها في هذا الحفل تفيض بالحرقة والأسى. . . والحياة. .
وما عرفت الفقيد ولا رأيته إلا في شعره، ولكنني والله ما تمنيت أن أرى مرثياً لم يتح لي لقاؤه، كما تمنيت أن أرى فؤاد بعد أن شفني رثاؤه. وهيهات
ولقد يكون من حسن التقدير أن نشير إلى قصيدة كانت (بيت القصيد) فيما سمعنا من القصيد، وهي قصيدة الأديب محمود السيد شعبان الدالية. . . استمع إلى حسن المقابلة في قوله:
فيا لك من حلم جميل قد انتهى ... ويا لك من حزن طويل قد ابتدأ
أو إلى قوله:
عرفتك سباقاً إلى كل غاية ... فهل كنت تهوى السبق حتى إلى الردى
أما الأخرى - وإن أغضبت صراحتها الرسالة - فقد زادتني إيماناً بأن الناقد الحق ينبغي أن يسمع الشاعر أو الكاتب خطيباً فيستشف منه ما لم يستشفه من قلمه، ويستشرف من روحه وصوته ونبراته، وموقفه وإشاراته ونظراته، إلى ما ينير له الطريق فلا يزيغ حكمه، ولا يضل قلمه
أيقنت أن قلم التحرير والتصحيح في الرسالة يعاني الأمرين في ضبط ما يرد إليها من قصائد الشعراء، وإلا فكيف نعلل هذا اللحن الشائن الذي كان يغيم على ألسنتهم خطباء؟. . .
لقد أتيح لنا في هذا الحفل أن نسمع من يقول في شعره (عرفت ورجعت ووقفت) فلعلها لهجة عامية غلبت على الألسنة. . . وأتيح لنا أن نسمع من يقول (تهرب منا القوافي) و (أمسك القلم)، وأن نسمع من يقول (كان فؤاد عبقري النفس عبقري الروح) و (كان ابن الرومي ثائراً) ويكررها مرات. . .
ومن البلية أن خطيباً استشهد بقول الفقيد (المصلحون وليس فيهم مصلح) بالرفع وهو ضبط صحيح كما ترى، ولكنه حسب أنه أخطأ فأعادها (مصلح) بالجر. . .
أفبعد هذا نستبعد أن يكون لقلم التصحيح في الرسالة فضل كبير فيما نراه من ضبط صحيح؟. . .
فشكراً لمواقف الخطابة. . . إنها تبصرك بالأدباء فلتعرفنهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول.
محمد محمد رضوان
ربيع وجمادى
شاع - خطأً - وصف هذا الشهرين بما لم يعرف في اللغة فأحببت أن أنقل عن كتب اللغة وصفهما تنبيهاً وتصويباً؛ ولفت نظر الكتاب والمؤرخين؛ والرسالة الغراء - ومكانها في اللغة والأدب عالي الذروة - أسبق المجلات إلى الصواب والهدى
قال صاحب القاموس وغيره: والربيع ربيعان: ربيع الشهور، وربيع الأزمنة؛ فربيع الشهور شهران بعد صفر، ولا يقال إلا شهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر (بوزن الفاعل). وإما ربيع الأزمنة فربيعان: الربيع الأول الذي يأتي فيه النَّوْس والكمأة؛ والربيع الثاني الذي تدرك فيه الثمار. . .
وجمادي من أسماء الشهور معرفة مؤنثة وجمعها جماديات، وجمادي خمسة الأولى وجمادي ستة الآخرة.
طه محمد الساكت
مدرس بمعهد القاهرة
مذهب الفرد ومذهب الجماعة
أثار الأستاذ الكبير الدكتور زكي مبارك مناقشة في مقاله (الفرد أساس الجماعة). ولا ينكر أحد أن الفرد أساس الجماعة بمعنى أن الجماعة أفراد. لكن الأمة ليست أفراداً فحسب، بل هي أفراد اقتضى اشتراكهم في فوائد المجتمع أن يضحي كل فرد بشيء قل أو كثر. والمعضلة هي إلى أي حد ينبغي أن يضحي الفرد من اجل الجماعة. . . ففي بعض العصور راجت فكرة من يقول: إن الفرد ينبغي أن يضحي بكل شيء إذا اقتضت فائدة الجماعة ذلك، وفي عصور أخرى راجت فكرة من يقول: أن الدولة التي أنشأتها الجماعة ينبغي ألا يتعدى اختصاصها النظر في أمور الأمن العام، وأنها ينبغي أن تترك كل فرد حراً في آرائه وإحساسه وميوله وأفعاله، ما دام لا يتعدى على غيره اعتداء يحرمه القانون؛ أما فكرة من يقول: إن الفرد ينبغي أن يكون في كل أمر خاضعاً للجماعة، فإنها تضحي بحريات كثيرة، وقد تؤدي إلى تضاؤل الإنسان في فكره وإحساسه وعمله، وهذا التضاؤل مصيره تأخر الإنسانية؛ كما أن فكرة من يقول بمذهب صيانة أعظم قدر من الحرية للفرد قد تؤدي إلى كثير من الاختلال في الأمور الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وإلى التخاذل والتفرق والتباغض، وقد تؤدي إلى أن يضر الفرد نفسه بإساءة استعمال حريته الكبيرة. وهذا أيضاً مصيره تأخر الإنسانية لو دام هذا الأمر ودامت عواقبه. وقد كانت الفكرة السائدة بعد تأسيس الديمقراطيات الحديثة فكرة صون قداسة حرية الفرد لأن المفكرين وجدوا أن تدخل الحكومات قبلها لم يكن رشيداً ولا منتجاً نتاجاً حسناً. لكن تاريخ الديمقراطيات الحديثة قد أثبتت أن الأخذ بمبدأ الفرد أخذاً عاماً أدى إلى فساد كثير، وقد اضطرت الحكومات إلى رفضه في أمور كثيرة حتى في العهد الذي بلغ فيه غايته؛ فقد رفضته الحكومة الإنجليزية في القرن التاسع عشر بالرغم من إنها تقدس مبدأ الفرد، رفضته عندما تدخلت لحماية الأولاد والنساء والرجال في المصانع، وقد أدى الغلو في الأخذ بمبدأ الفرد إلى ضياعه وإلى قلة الثقة بالديمقراطية في بعض الأمم الأوربية، وإلى سقوط تلك الديمقراطية فيها، وإلى اضطرار الدول التي لا تزال تعتنقه إلى التفكير في أن تحده بتنظيم أمور الجماعة تنظيما لا بد أن يحد حرية الفرد وحقوقه، ولا شك أن هذه الحاجة إلى التنظيم ستزاد بعد الحرب القائمة الآن. فهذه المسألة التي أثارها الأستاذ لا تحل إلا بمحاولة التوفيق بين المذهبين وتجنب ما في كل منهما من أضرار لا شك فيها؛ والبحث في كل أمر يراد به إنقاص حرية الفرد وحقوقه وفحص نتائجه وألا يكون تدخل الحكومة في أمثال هذه الأمور نتيجة العاطفة وحدها أو الحيرة من وجود فساد لا تدري علاجه فتعالجه بالعاطفة أو القهر أو الوسائل التي لا تؤدي إلى إزالته وإن خيلت أنها تؤدي
رشيد العسقلاني
أصل الفقر
كتب الدكتور زكي مبارك في (المصور) وفي (الرسالة) كلاماً كثيراً عن الفقر والفقراء، خلاصته أن الفقر ظاهرة فردية ترجع إلى انحطاط أخلاق الفرد. فليسمح لي الدكتور الفاضل أن أقول له في صراحة نافعة له جداً، إنه لو كان قد درس شيئاً من الاجتماعيات والاقتصاديات قبل أن يكتب ما كتب، لعلم علم يقين أن العلماء الاجتماع والاقتصاد في العالم كله قد أجمعوا على أن الفقر ظاهرة اجتماعية وليست فردية. وأن علة الفقر هي النظام الاقتصادي لا الأخلاق. فنحن عندما نبحث مشكلة الفقر في مصر مثلاً، لا نقول إن فيها أفراداً أغنياء وأفراداً فقراء. ولكننا نقول إن في مصر طبقات غنية وطبقات فقيرة. وهذه الطبقات الفقيرة - وهي الأغلبية الساحقة - ليست فقيرة لأنها منحطة الأخلاق كما يتوهم الدكتور. ولكنها فقيرة لأن النظام الاقتصادي السائد قد فرض عليها الفقر فرضاً. أرجو أن يعلم الدكتور أن الأخلاق هي أيضاً ظاهرة اجتماعية. فأخلاق الطبقات تتكيف إلى حد كبير جداً بالمستوى الاقتصادي لتلك الطبقات، أي بالغنى والفقر. ولم تكن أخلاق الطبقات قط، ولن تكون أبداً، سبباً من أسباب فقر الطبقات أو غناها
وغنى عن البيان ان هذا كلام مجمل يحتاج إلى تفصيل وإلى شرح طويل. ولكنى لا أنوي الآن أن أتولى هذا الشرح فليلتمسه الدكتور - إذا شاء - في مظانه، أي عند علماء الاجتماع والاقتصاد. فلو قد فعل لفهم المسألة على وجهها الصحيح.
ولأراح نفسه وأراح القراء من هذا الكلام الكثير عن مشكلة لم يدرسها ولم تتصل بحياته الأدبية المعروفة عن قرب أو عن بعد
عزمي الدويرى
الأرجي
سيدي الأستاذ الزيات:
ورد في مقالكم القيم (ما خلفته أثينا ورومة) العبارة الآتية: فتدفقوا في اللهو و (الأُرْجي)، فرجعت إلى القاموس فوجدته يقول: الأرج والأريج والأريجة توهج ريح الطيب، والتأريج الإغراء، كالأرج والأرَجَان المغري، والأراج الكذاب، والمؤرج كمحد الأسد، ولم أجد كلمة (الأرْجي). فهل لسيدي الأستاذ الكبير أن ينفحنا بنفثه من يراعه السيال في معنى هذه الكلمة، وله جزيل الشكر
حسن محمد عويس
روافد الأدب العراقي طلعت علينا أميرة المجلات للعربية - كما سماها الزهاوي - في عددها (رقم 404) بمقالة للدكتور الأستاذ زكي مبارك، حول (الأدب العربي الحديث في العراق)، وقد أكبرنا له جرأته وتجشمه الصعائب، وكتابته عن أدبنا الحديث الذي لم يكتب له تاريخاً يقرأ، وقد ذكر - حياه الله - ثلاثة روافد للأدب العربي العراقي هي: الأدب التركي والفارسي، والأدب المصري؛ وقال عن الأدب المصري: ((ص 375). . . أما اتصال العراقيين بالأدب المصري فهو أقوى من اتصال المصرين بالأدب المصري وقال أيضاً: (ولن يمضي زمن قليل حتى يكون من الصعب أن نجد اختلافاً جوهرياً بين أساليب الشعراء والكتاب في مصر والعراق. . .). ويخيل إلي أن الدكتور نسى رافداً رابعاً وهو الأدب السوري الأمريكي، وإن أراد الدكتور أن أذكر له كتابنا الكثيرين الذين اقتفوا أثر (جبران خليل جبران) و (أمين الريحاني) و (ميخائيل نعيمة)؛ فأنا على قدم الاستعداد؛ وهم في السنين الأخيرة اتصلوا بالأدب المصري، اتصال محكماً - كما يقول الدكتور - ولكنهم لا يزالون متصلين اتصالهم القديم بأدب سورية في المهجر
محمود العبطة
تصويب
وقع تحريف مطبعي في بيتين من قصيدة الأستاذ محمد مصطفى الماحي في رثاء المغفور له محمد مسعود بك، وصحة الأول:
ما العلم مجد إذا لم يحمه خلق ... ولا الإخاء على حقد بمضمون
وصحة الثاني:
لم ينج في مسبح الأفلاك معتصم ... من البلاء ولا في مسبح النون
نداء الصخرة
هذا الاسم لمجموعة قصصية مصرية، أصدرها الأديب القصصي الأستاذ شعبان فهمي، وهو من نوابغ شبابنا القصصيين؛ وقد تجلت مقدرته القصصية في روايته الطويلة (وجيدة) التي أخرجها في مثل هذه الأيام من العام الماضي
وهذه المجموعة التي نحن بصدد عنها، تحوي ستة أقاصيص مصرية، ومسرحية واحدة عنوانها (من السما)
وهذه الأقاصيص كتبت بأسلوب عربي جيد ممتع، غير أنك تقع في أثناء الكتاب على بعض الهنات اللغوية وهي قليلة جداً. وأرى أنها من المطبعة أكثر منها راجعة إلى قلم الكاتب. وتجد واحدة من قصصه كتبت بالعامية الدارجة، كذلك كتب مسرحية باللغة العامية
والكاتب شديد الولع بالشقراوات من النساء، فبطلات أقاصيصه كلهن شقراوات، وفي هذا تكرار للصورة الواحدة، في قصص مختلفة، في مجموعة واحدة. والحق أن هذه الصورة المتكررة بعثت في نفسي شيئاً من الضيق؟ كذلك نرى الكاتب يغرم بمشرب واحد من المشارب العامة في الإسكندرية كلها. فكلما أراد أن ينقل شخوص أقاصيصه إلى مشرب عام نقلهم إلى (كارلتون)، كأن الإسكندرية خلت إلا من (كارلتون)
والأستاذ كتب قصة الأميرة الراقصة في شكل يوميات، وقد وفق في ذلك. وهو يبث في قصصه فكرات اجتماعية عميقة ويحلل بعض نواحي مجتمعنا المصري في الطبقات الوسطى والمترفة، كما أن له قدرة في الحبكة القصصية، ولم أطراف الموضوع، والتسيطر على قلمه، وفي قصصه وحدة فنية، فالفكرة الأساسية واضحة بارزة
ومسرحية (من السما) لم أستطع أن أسكت على بعض حوادثها، فهي عندي مفتعلة، وليست صادرة عن منطق الحياة. فهو يظهر فيفي وهي التي بلغت السادسة عشرة من عمرها في مظهر ساذج. وأرى بعض الوقائع تبعد عن الواقع، ولا سيما إذا لاحظنا أنها تقع في مصر، بل وفي صميم الريف
ولا يسعني ألا أن أهنئ الأستاذ شعبان فهمي بهذا التوفيق
(القاهرة)
إبراهيم أحمد أدهم