مجلة الرسالة/العدد 41/بعد النوى
→ تعتزل الحب! | مجلة الرسالة - العدد 41 بعد النوى [[مؤلف:|]] |
من الأدب الإنكليزيالحديث ← |
بتاريخ: 16 - 04 - 1934 |
أيها الرحل عن قلبي العميد ... سوف يشقى بالنوى حتى تعود
ويح للعشاق في وادي الهوى ... من عذاب فادح العبء شديد
أين من عيني وجه مشرق ... رائع الطلعة كالصبح الوليد
أين من أدنى صوت ساحر ... كل صوت دونه عندي زهيد
وحديث للهوى مستعذب ... هو في الأسماع قرآن مجيد
وغناء كم هفت روحي له ... مثلما يهفو لمغناه الطريد
يطفئ الوجد ويشفى مهجة ... من بتاريخ الجوى كادت تبيد
يا حبيبي لم تروِّعك النوى ... مثلما روعت الصب الوديد
أنت في الريف قرير ناعم ... رافل في عيشك الحالي الرغيد
بين أهل جمعوا فيك المنى ... وبك ازدان لهم هذا الوجود
وتمنوا بسط أكبادهموا ... لك تمشي فوقها أين تريد
وشباب أنت فيهم كوكب ... ضوءه ضاف على الدنيا مديد
كلما عدت تراءى جمعهم ... للورى حولك كالدر النضيد
تهبط الحقل فيغدو نبتهُ ... لك ما بين ركوع وسجود
ويهب الطير من أوكاره ... حائما حولك في كل صعيد
ويغني أينما سرت به ... كل لحن رائع الحسن فريد
ويفيق الدوح من غفوته ... بعد ما أيقظه رجع النشيد
فترى الأغصان في نشوتها ... قد غدت شطرك تهفو وتميد
وأنا في مصر نهبٌ للجوى ... سادر في ظلمة الوجه شريد
وإذ ما عاد بي الليل إلى ... مضجع عن أعين الناس بعيد
دفع الشوق بفكري عنوة ... في ظنون ماله عنه محيد
وظنون الحب إذ ما عصفت ... بفؤادي فهي شيطان مريد
أيها الغائب عن عيني وفي ... قلبي المضني له عرش وطيد
أدرك الغارق في بحر النوى ... قبل أن يصرعه الموج العنيد
فريد عين شوكه