مجلة الرسالة/العدد 408/القرآن والمسلمون
→ هل انبعث الأزهر؟ | مجلة الرسالة - العدد 408 القرآن والمسلمون [[مؤلف:|]] |
الفرد هو الحجر الأول ← |
بتاريخ: 28 - 04 - 1941 |
للأستاذ الشيخ محمود شلتوت
وكيل كلية الشريعة
(بقية ما نشر في العدد الماضي)
القرآن والمسلمون في العهد الأخير
وصلت إلينا هذه الثورة التي دونت في بطون الكتب ووضعت موضع التدقيس؛ وهي من الخلط والخبط وتشويه معالم الدين على ما وصفنا
فأقعدت الناس عن النظر في القرآن، وملأت أذهان الناس بألوان من الأوهام الفاسدة عن التشريع والعقيدة، وما يحل وما يحرم؛ وصار كثير من المسلمين يعتقدون أن الحلال ما أحله فلان في كتاب كذا، وإن الحرام ما حرمه في كتاب كذا؛ وأن فلانا ذكر في معنى الآية الفلانية كذا وكذا. بل وصل الأمر ببعض أهل العلم إلى أن يقول: أن هذا الشيء ثابت في القرآن، لأن فلاناً وفلاناً حملوا عليه بعض آيات الكتاب الحكيم!
لم يستطع الجمهور أن يستخلص خطة عملية واضحة من القرآن بطريق مباشر، ولم يستطع أن يعتمد على هذه التفاسير الموروثة في استخلاص هذه الخطة التي هو في أشد الحاجة إليها
أما أنه لم يجد غرضه وحاجته في هذه التفاسير فذلك يرجع إلى ما في كثير منها من الحشو والتخليط والاعتماد على الروايات التي لا تصح
وأما أنه لم يستطع الوصول إلى هذا الغرض من القرآن مباشرة، فلأن هؤلاء القائمين على أمر القرآن من أهل العلم أوهموا الناس - لغرض ما - أن فهم القرآن ومحاولة النظر في آياته، بدون استعانة بكتب السابقين وآرائهم التي دونوها غرض بعيد لا يصل إليه إلا الأفذاذ من أهل العلم وأصحاب العقول الراجحة، وإن من يطمع في ذلك أو تحدثه به نفسه من غير أن يستكمل شروطه، فقد عرض نفسه لغضب الله!
يومئذ تصور الناس القرآن كتابا عزيز المنال، بعيداً عن الأفهام، فهابوه ويئسوا من الوصول إلى معانيه، وتقبلوا فيه وساطة هؤلاء المحتكرين، وتلقفوا من أفواههم ما جادوا به عليهم، واقتنعوا به من القرآن كوسيلة من الوسائل يداوون بها ضعفهم النفسي والاجتماعي
انفتح لهم بهذا باب من الانتفاع بالقران لا عن طريق النظر في آياته أو التدبر في معانيه أو معرفة هدايته وإرشاده، ولكن على أساس ما تلقفوا من هؤلاء، فصاروا لا يعرفون القرآن إلا على نحو من الأنحاء آلاتية:
1 - التعبد بتلاوته مجردة عن التدبر والاعتبار لا تعدو أن تكون حركات لفظية تضطرب بها الشفاه، وتغمغم بها الخياشيم ومن وراء ذلك قلوب عليها أقفالها
2 - التبرك به، فاتخذوا منه التمائم والاحجبة والرقي والتعاويذ!
3 - استنزال الرحمة به على موتاهم فجعلوا يستأجرون لذلك القراء المحترفين ليقرأوه في البيوت أحياناً وعلى القبور أحياناً لقاء اجر معلوم، ومال مقسوم
4 - التماسه دواء للأمراض والعلل الجسمية عن طريق تلاوته أو كتابته أو التبخير به أو محوه بالماء ثم شربه
5 - اتخاذه وسيلة لاستدرار عطف الغادين والرائحين، فتسولوا به في الطرقات وأمام المساجد وعلى أبواب البيوت في صور تنافي الكرامة ولا تتفق مع التقديس
وهكذا اخذوا ينتفعون بالقرآن، أو بعبارة أدق يستغلون القرآن على هذه الأوضاع المزرية التي لا تليق بكتاب أنزله الحكيم العليم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور
قد يجد الناظر في كتب السنة ما يفيد أن النبي ﷺ كان يقرأ في رقيته شيئا من القرآن كالفاتحة وغيرها، كما أنه قد يجد في كتب الفقه ما يدل على مشروعية القراءة وهبة ثوابها لأرواح الموتى
وسواء أصح هذا أم لم يصح، وسواء أكانت الرقية ونفعها لخصوصية في نفس الراقي، أم لأسرار ذاتية تحملها آيات القرآن وحروفه، فإن الذي ننكره على المسلمين اليوم ونلقي التبعة فيه على علمائهم أن ينبذوا كتاب الله وراءهم ظهرياً في كل شيء، ويتخذوا هذا القرآن مهجوراً إلا في هذه النواحي التافهة التي لا تقاس بجانب عظمة القرآن
إلا إن في ذلك لتصويراً للقران بصورة تنبو عنها الأذواق ودعاية سيئة عنه أمام العقول المفكرة لو كانوا يعلمون
استطار شرر هذه النزعة، وتفشى وباؤها، حتى تأثرت بها أذهان المفكرين من أهل العلم والسلطان؛ تأثر هؤلاء جميعاً إلا قليلاً منهم بهذه النزعة الشعبية الجمهورية؛ وكان منهم من مالأ العامة وسايرهم في اتجاهه خوفا منهم، وكان منهم من تسمم عقله فعلاً، وفسد تصوره لحقائق القرآن الصحيحة، واعتقد ما اعتقده العامة فيها
نزل هؤلاء وهؤلاء على حكم الشعب، فلم يقاوموا هذه النزعة فيه، بل سايروه فيها وزينوها له، وأخذوا يدافعون عنها كأنما يدافعون عن حق يتوقف عليه بناء الدين ويرتفع به شأن الإسلام والمسلمين. وإذا ما دعا داع إلى استقبال القرآن ككتاب هداية وإرشاد وتشريع، تناولوه بالألسنة والأقلام، واتهموه بالزيغ والالحاد، والتضليل والإفساد؛ والله يعلم المفسد من المصلح، والمضل من المرشد، أنه عليم بذات الصدور!
أما الحكام الذين طغت عليهم هذه النزعة وبيدهم مقاليد الأمور والتشريع للبلاد، فقد توهم بعضهم أن الكتاب بعيد عن مجاراة الحضارة والتشريع الحديث، وأنه لا يفي بحاجات العقول المفكرة والأمم المتحضرة!
نعم يوجد من بين هؤلاء من يفهم حقيقة القرآن، وأنه لا يضيق صدره عما يقتضيه التطور الحديث من تشريع وتنظيم، ولكنه يخشى سلطان هؤلاء العامة من جهة، ويؤثر أن يجاري هؤلاء العلماء من جهة أخرى، لئلا يتهموه بالمروق ومعاداة القرآن، فلذلك تراه لا يحب أن يعقد بينه وبين هذه الموضوعات الشائكة صلة، ولا يشاء أن يمد يده ليضعها في أيدي المصلحين ليطالبوا بالرجوع إلى شريعة القرآن والنزول على حكم القرآن.
وأنه لما يحز في قلوب المؤمنين الصادقين أن هذه الفكرة قد طغت على أذهان كثير من أهل الحكم والنيابة عن الأمة، حتى صاروا يعتقدون عدم كفاية التشريع القرآني لتنظيم شؤون الأمة ومعالجة أمراضها الاجتماعية!
ويبيحون لأنفسهم أن يلجأوا إلى التشريعات الأجنبية، فيستمدوا منها ما ينظمون به شئون المسلمين: في المدنيات والجنائيات والآداب العامة
وهكذا هانت على المسلمين أحكام القرآن، بل هانت على المشتغلين بها أنفسهم، ولم يقدروا قيمتها العلمية والعملية حق قدرها، فضعفت هممهم عن دراستها وموالاة النظر فيها والانتفاع بها، وصاروا يكتفون منها بالقليل، واستساغوا لكرامتهم أن يفروا من التحصيل والعكوف على العلم بكل ما يستطيعون، وأصبحوا يؤدون ما يؤدون من ذلك في الحدود التي تروقهم، وفي الأزمان التي يحددونها؛ ذلك بأنهم مسوقون إلى العلم بعوامل شخصية لا تمت إلى إرادة العلم والتثقف وخدمة الدين والقرآن بأدهى الأسباب
يحسن بعد هذا أن نتحدث عن موقف طائفة أخرى من القرآن - زعمت لنفسها ثقافة خاصة وأخذت تستند إليها في فهم القرآن وتفسير آياته؛ تلكم هي طائفة المثقفين الذين أخذوا بطرف من العلم الحديث وتلقنوا أو تلقفوا شيئا من النظريات العلمية والفلسفية والصحية وغيرها ثم نظروا في القرآن فوجدوا الله سبحانه وتعالى يقول: (ما فرطنا في الكتاب من شيء) فتأولوها على نحو زين لهم أن يفتحوا في القرآن فتحاً جديداً. فسروه على أساس من النظريات العلمية المستحدثة، وطبقوا آياته على ما وقعوا عليه من قواعد العلوم الكونية، وظنوا انهم بذلك يحترمون القرآن، ويرفعون من شأن الإسلام، ويدعون له أبلغ دعاية في الأوساط العلمية والثقافية
نظروا في القرآن على هذا الأساس فافسد ذلك عليهم أمر علاقتهم بالقرآن وأفضى بهم إلى صور من التفكير لا يريدها القرآن ولا تتفق مع الغرض الذي من أجله أنزله الله
فإذا مرت بهم آية فيها ذكر للمطر، أو وصف للحساب، أو حديث عن الرعد أو البرق، تهللوا واستبشروا وقالوا هذا هو القرآن يتحدث إلى العلماء الكونيين ويصف لهم أحدث النظريات العلمية عن المطر والسحاب وكيف ينشأ وكيف تسوقه الرياح.
وإذا رأوا القرآن يذكر الجبال أو يتحدث عن النبات والحيوان وما خلق الله من شيء قالوا: هذا حديث القرآن عن علوم الطبيعة وأسرار الطبيعة
وإذا رأوه يتحدث عن الشمس والقمر والكواكب والنجوم قالوا هذا حديث يثبت لعلماء الهيئة والفلكيين أن القرآن كتاب علمي دقيق!
ومن عجيب ما رأينا من هذا النوع أن يفسر بعض الناظرين في القرآن قوله تعالى: (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين، يغشى الناس هذا عذاب أليم)، بما ظهر في هذا العصر من الغازات السامة والغازات الخانقة التي أنتجها العقل البشري فيما أنتج من وسائل التخريب والتدمير في هذا الزمان!
يفسرون الآية بهذا ويغفلون عن قوله تعالى بعدها: (ربنا اكشف عنا العذاب أنا مؤمنون، أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين، ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون)، مما يدل على أن هذه الظاهرة كانت على عهد النبي ﷺ أصيب بها الذين عارضوه وكذبوه وقالوا معلم مجنون
روى أن رجلاً جاء إلى ابن مسعود قال له: تركت في المسجد رجلاً يفسر القرآن برأيه: يفسر قوله الله سبحانه: (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) بأن الناس يوم القيامة يأتيهم دخان فيأخذ بأنفاسهم حتى يأخذهم كهيئة الزكام. فقال أبن مسعود: (من علم علما فليقل به، ومن لم يعلم فليقل الله أعلم)! إنما كان هذا لأن قريشاً استعصوا على النبي ﷺ فدعا عليهم بسنين كسني يوسف، فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام؛ فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد!
وأغرب من هذا وأعجب أن يفسر بعض هؤلاء المفسرين الحديثين شأناً غيبياً من شئون الله الخاصة لم ينزل بتفصيله وحي، ولم يطلع الله على حقيقته أحدا من خلقه، ببعض الظواهر الحاضرة التي اكتشفها العلم واهتدى إليها بنو الإنسان:
يفسر الكتاب المبين والإمام المبين الذي تحصى فيه الحسنات والسيئات وتعرض على أصحابها يوم القيامة، بالتسجيل الهوائي للأصوات، ويقول: أظهر العلم ذلك بالمخترعات البشرية واستخدمه الإنسان فيما يختص بالاصوات، ولا تبعد أن يستخدمه فيما يختص بحفظ الحركات والسكنات والخواطر النفسية، والله القادر خلق الكون على هذه السنن لغاية أسمى من ذلك هي محاسبة الناس يوم القيامة، وعرض أعمالهم عليهم كشريط مسجل يضم جميع حركات الناس وسكناتهم وخواطرهم وأقوالهم، وما قدموا من عمل
يقولون هذا ويفسرون به قوله تعالى: (علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى). وقوله تعالى: (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشوراً). ويهجمون على الغيب بما لم يأذن به الله، ويجدون من العلماء من يؤيدهم ويشجعهم ويزكيهم ويتمنى أن يكثر الله من أمثالهم!
إن هؤلاء في عصرنا الحديث لمن بقايا قوم سالفين فكروا مثل هذا التفكير، ولكن على حسب ما كانت توحي به إليهم أحوال زمانهم، فحاولوا أن يخضعوا القرآن لما كان عندهم من نظريات علمية أو فلسفية أو سياسية
ولسنا نستبعد إذا راجت عند الناس في يوم ما نظرية داروين مثلا أن يأتي إلينا مفسر من هؤلاء المفسرين الحديثين فيقول: أن نظرية داروين قد قال بها القرآن منذ مئات السنين!
هذه النظرة إلى القرآن خاطئة من غير شك، لأن الله لم ينزل القرآن ليكون كتاباً يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم ودقائق الفنون وأنواع المعارف
وهي خاطئة من غير شك لأنها تحمل أصحابها والمغرمين بها على تأويل القرآن تأويلاً متكلفاً يتنافى مع الإعجاز، ولا يسيغه الذوق السليم
وهي خاطئة لأنها تعرض القرآن للدوران مع مسائل العلوم في كل زمان ومكان. والعلوم لا تعرف الثبات ولا القرار ولا الرأي الأخير، فقد يصح اليوم في نظر العلم ما يصبح غداً خرافة من الخرافات
فلو طبقنا القرآن على هذه المسائل العلمية المتقلبة لعرضناه للتقلب معها، وتحمل تبعات الخطأ فيها، ولأوقفنا أنفسنا بذلك موقفاً حرجاً في الدفاع عنه وإقناع الناس به
فلندع للقرآن عظمته وجلالته، ولنحفظ عليه قدسيته ومهابته، ولتعلم أن ما تضمنه من الإشارة إلى أسرار الخلق وظواهر الطبيعة إنما هو لقصد الحث على التأمل والبحث والنظر ليزداد الناس أيماناً مع أيمانهم
وحسبنا أن القرآن لم يصدام ولن يصادم حقيقة من حقائق العلوم تطمئن إليها العقول. قيل: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو دقيقاً مثل الخيط، ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير، ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود كما كان لا يكون على حالة واحدة؟ فنزل قوله تعالى: (يسألنك عن الأهلة، قل هي مواقيت للناس والحج. وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها، ولكن البر من اتقى، وآتوا البيوت من أبوابها، واتقوا الله لعلكم تفلحون)
وانك لتجد هذا في سؤالهم عن الروح حيث يقول عز وجل:
(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)
أليس في هذا دلالة واضحة على أن القرآن ليس كتاباً يريد الله به شرح حقائق الكون؛ وإنما هو كتاب هداية وإصلاح وتشريع؟؟
قد عرفنا مهمة القرآن التي لأجلها نزل، وعرفنا موقف المسلمين الأولين من هذه المهمة، وما كان لهم بفضل موقفهم هذا من عز وجاه وسلطان
ثم عرفنا موقف المسلمين في العصور التالية، وكيف عقدوا على الناس طرق الانتفاع بالقرآن والاهتداء بهديه
وعرفنا كيف تلقى المسلمون في عهودهم الأخيرة كتاب لله في وسط هذا المزدحم فاشتبهت عليهم معالمه واختلطت بغيرها، فانصرفوا عن القرآن وهدايته وتدبر آياته إلى أشياء لا تنفعهم في دينهم ولا دنياهم، أو خرجوا به عن مهمته الكبرى، وحملوه مالا يحتمل مما يروج عندهم أحياناً وتزيفه العقول أحيانا
وعرفنا كيف تقلص عن المسلمين خير القرآن، وحرموا الانتفاع به في الهداية والإرشاد والتشريع وقد آن لنا أن نتساءل هل للمسلمين أن يفكروا فيما يعود بهم إلى سالف غيرهم ورفيع مجدهم عن طريق القرآن وتشريع القرآن؟
هذا سؤال لابد أن يدور في خلد كل مؤمن يعتقد أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين
هذا سؤال لابد أن يتوجه إلى كل من يهمه أمر الإسلام والمسلمين ويكون صادقاً في غيرته على الإسلام والمسلمين
هذا سؤال لابد أن نوجهه إلى طائفتين من الأمة، عن آرائهم تصدر وفي خطتهم تسير: هما طائفة العلماء وطائفة الحكام
بل هذا سؤال لابد أن نوجهه إلى كل فرد في هذه الأمة من عالم ومتعلم، من حاكم ومحكوم، من شيخ وشاب
فعلى كل من هؤلاء قسط من المسؤولية لا مناص له من تحمله: على العلماء البيان والنصح والإرشاد وتيسير سبل الدين وهداية القرآن للناس؛ وعلى الحكام الرجوع إلى هذا المصدر الإلهي في التشريع والتنظيم؛ وعلى الأمة أن تشعر ولاة أمورها بتلك الرغبة، وإن تنادي بتنفيذها، وتؤازر من آزرها وتحارب من حاربها.
أيها العلماء: اسمعوا ما يقول الله في كتابه العزيز:
(إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم؛ وأنا التواب الرحيم)
أيها الحكام: اسمعوا ما يخاطبكم الله به في شخص الحاكم الأعظم محمد ﷺ: (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم، وأحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك، فإن تولوا فاعلم إنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم. وإن كثيرا من الناس لفاسقون. أفحكم الجاهلية يبغون؟ ومن أسن من الله حكماً لقوم يوقنون؟)
أيها المسلمون: اسمعوا ما يناشدكم به الله في كتابه:
(ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق، ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم، وكثير منهم فاسقون. أعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها. قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون)
محمود شلتوت