مجلة الرسالة/العدد 396/أومن بالإنسان!
→ في الاجتماع اللغوي. | مجلة الرسالة - العدد 396 أومن بالإنسان! [[مؤلف:|]] |
لست أومن بالإنسان ← |
بتاريخ: 03 - 02 - 1941 |
4 - أومن بالإنسان!
للأستاذ عبد المنعم خلاف
(عود لتوضيح معنى جليل - دنيا المهندسين - صوفية مادية
- إلى المعتمدين على المباحث الروحية - نتائج لقانون
التسلسل والترقي - فرضية لا بد منها - إشارة قرآنية عجيبة
- ضروب من العقول - أدوار المعرفة وأدوار العلم -
إنسانية الشرق المضيعة - العلم دين - أين رجال القمة في
الفكر والخلق؟
يدفعني التفاوت الكبير الذي أشرت إليه سابقاً بين قوة بعض الآلات التي صنعها الإنسان من الحديد وغيره من المعادن وبين قوة الحيوان والإنسان نفسه، إلى أن ألح بالبيان والتوضيح على هذا الموضع لأثبت به الحجة في الدعوة إلى الثقة بالإنسان بعد أن استطاع أن يصنع موجودات عظيمة وقوية تخلفه وتخلف الحيوان في السرعة والاحتمال والانبعاث والدقة في الحساب والرصد وقياس الدقائق وإبراز الخفايا وجلب المنافع والأضرار.
وهذا لا يعني أن هذه الآلات مستقلة بحياتها ومدركة لما تفعله، ولكنه يعني أن الإنسان مد حياته وتفكيره إليها، وأقامها مكانه في رصد حوادث الحياة وأداء بعض أفعاله فيها كي يتفرغ لغيرها ويتجه إلى فتوح وغزوات جديدة في مجاهل الكون. . .
ولست أستطيع أن أغفل هذا التفاوت العظيم بين هذه الآلات، وبين النماذج الحية من أجسام الحيوان التي اتخذها الإنسان أساساً لعمله وطرق إيجاد ما أوجده بدون أن أصل منه إلى مدى بعيد من الاستنتاج قد ينفع العلم وينفع الدين وعلم الاجتماع في تحديد وضع الإنسان. . .
وينبغي قبل كل شيء أن أقول لمن عساهم يخشون من مغالاتي في تقدير قيمة الإنسان وإعجابي بما صنعه من الآلات التي فاقت قدرة الحيوان وقدرته هو على العمل والاحتمال آلاف الأضعاف: إنني لا أبغي من وراء ذلك إلا لفت أنظار الغافلين إلى قدرة الفكر الإنساني وإلى وجوب تمجيده عن السفساف الحقير من التصرف وإطلاقه يرود وينظر ويعمل في ملكوت الطبيعة. . .
ولا أقصد بتمجيد الفكر الإنساني إلا تمجيد بارئه وواضع أسراره في هذا الجسم المحدود الضئيل. . . فلا يتوهمن متوهم أنني سأخرج بغلوي في تمجيد الإنسان إلى شيء أشبه بإشراكه في الخلق والإيجاد، فإنني قد حددت هذا النوع في مقال سابق بأنه آلة في يد البارئ يتمم بها التنويع والتفريع في خلق المادة وتصويرها.
ولا يسعني غير هذا بعد أن رأيت وفكرت في أعمال تلك الطائفة المجيدة التي لم يلتفت إلى وضعها في الحياة بعد ولم يعرف لها خطرها في تحقيق الغرض من خلق النوع ولم ينظر إليها ولم تنظر لنفسها نظراً صوفياً. . . وأعني بها طائفة المهندسين. . . أولئك الشعراء الصامتين الذين يرسلون قصائد مجسمة ويفعلون الأعاجيب من المواد المبعثرة المشوشة المختلطة الملقاة بدون نظام وتنسيق، ويقيمون منها هذه الأشكال الموزونة المصقولة المنوعة التي عملت فيها آلاف العقول والأيدي بالتلوين والتزيين والإخراج الفَنّي الغني باللفتات الذهنية واليقظة لألوان الشفق وأفواف الزهر، ومزج الأضواء والظلال. . .
أو يقيمون أجساماً آلية تنبض بالنار والبخار وتسعى بهما أو بالكهرباء وتضيف إلى عالم الحركة في الأرض قوى أخرى تملأ مسمع الزمان مع كل ما يدور فوق وتحت. . .
أولئك الذين تسير أعينهم على مواقع يد الله يلقطون أسرارها من غُمار الحياة الزاخرة وعباب المائع و (المتبلور) والجامد، ثم ينظمون كل هذه الأفانين ويتخذونها أساساً لقوة التقليد وقدرة الابتكار التي في أفكارهم وأيديهم
أولئك الذين يسيرون على أسلوب الله من العمل في المادة مع الصمت. . . ويتلقون فيوض المواد والقوى الطبيعية من يده الكريمة فيقسمونها ويوزعونها ما أراده فيها ويجلون ما أخفاه في أطوائها وثناياها ثم يضعونها في الأرض مجملة منسقة متاعاً للعيون ومثابة للأجسام ومظهراً وتأويلاً لأحلام الروح في عالم الجمال
ولن ينتهي العمل الهندسي للإنسان في الأرض إلا بعد أن يملأ شعابها وهضابها وهواءها وماءها وسهولها وأوعارها بآثار يده وفكره. فإنه مخلوق برهن على أنه يصلح للعيش في اليابس والماء والهواء، وأنه لا شيء إلا وهو واجد فيه حقلاً ليده يعمل فيه ويأخذ منه. . .
وإنني ما سمعت صوت قارئ واحد يتلو كلام الله في تمجيد ذاته العليا في محطة الإذاعة فتردد صوته جميع آلات الالتقاط في جميع الأنحاء وتبث ذلك التمجيد إلى زوايا الدنيا وأركانها وطبقات الجو إلا أحسست أن الإنسان ابتدأ يؤدي رسالته وعبادته ويُنطق بها الجماد ويُسمع بها على رغم الأبعاد. . .
تلك صوفية مادية حديثة ينبغي أن تكون من مظاهر التدين في هذه العصور التي تسير فيها المدنية المادية بحياة الإنسان في ساعة واحدة أضعاف ما كانت تسير به مدنيات العصور السالفة في عشرات السنين. . .
نعم إن أصول الدين واحدة ثابتة لا تتغير، ولكن ما نشأ حولها بفعل جهالات الإنسان وتزيداته ينبغي ألا يجعلنا جامدين متحجرين في طرق العبادات، فنفهم أن عباداتنا قاصرة على الأشكال الموروثة بل يجب أن تكون انتقالات العلوم بنا سبباً في أن نعبد الله بها وأن يزيد فكرنا فيه من أجلها. وتلك عبادة مطلقة من قيود الطقوس والرسوم والأشكال. . . عبادة يستطيع أن يقوم بها من يسير بسرعة ألف ومائتي ميل في الساعة. . . ويرتفع إلى طبقات الجو العليا، وينخفض إلى أعماق البحار السفلى. . . ويتنفس في أقصى الشرق فتسمع أنفاسه من أقصى الغرب. . . ذلك الذي يستطيع أن يترك في كل مكان كلمة تشهد بالله وينطق بها الأحجار والأشجار والماء والهواء. . .
فبين العلم المادي والتصوف هنالك يجب أن يقف الإنسان الحديث ينادي الله وفي قبضة يده مفاتيح أسرار المادة ونواميسها وفي قلبه صلاة دائمة جامعة. . .!
وهذه الصوفية المادية تمجد العلم المادي والعمل به وتخضع لدولة الأجسام ولا تثور عليها ولا تعطل قواها بل تنميها، لأنها تعرف أننا ما خلقنا في عالم الأجسام إلا لنعرف قوانينها ونؤمن بها.
وينبغي أن نقول هنا لبعض المغرمين بمباحث الروح الذين يفرحون إذا عثروا على حادثة غريبة لا يمكن تفسيرها تفسيراً مادياً ليتخذوها حجة على وجود قصد وعالم آخر وراء هذا العالم المادي: إن ما تغرمون به وتنفقون حياتكم من أجله لا يمكن أن يبلغ مهما كثر إلى معشار الحجج التي تستطيعون أن تأخذوها من ذلك العالم الظاهر المليء بالعجائب والمعجزات التي لا تحتاج العقول معها إلا إلى حركة ارتداد إلى مبادئ الأشياء، وإلا إلى اليقظة الدائمة لمراقبة كل شيء والدوران حوله.
وما حاجتنا إلى أن نستمد من عالم غير مرئي حججاً إن رآها شخص فسوف لا يراها آلاف؟ مع أن ما بين أيدينا وما خلفنا مليء بالعجائب التي يراها كل فرد، ويخضع للمنطق المستمد منها كل سليم الطبيعة غير شاذ ولا شارد. (وكأيٍّ من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون)
فنحن نستطيع بجهد فكري قليل أن نأخذ من هذا العالم المادي الظاهر أدلة كثيرة على أن وراء عالماً آخر بل عوالم أخرى مجردة من قيود حياتنا هذه ولو لم نر من ذلك شيئاً. . . فإن الرؤية ليست هي الطريق الوحيد إلى التصور والحكم.
والنظرة العلمية المبنية على إدراك قانون الترقي وقوة التطور تبين لنا أنه ما دام قد وقف الإدراك بواسطة جسم من الأجسام عند حد الإنسان بعد أن تدرج إليه في سائر أنواع الحيوان، فينبغي أن يكون وراء الإنسان أفق حياة عاقلة أخرى هي بطبيعة سلم الترقي مجردة من الأجسام. وكما أن هذه الآثار والمشاهد البارعة التي نراها في العالم المادي نتيجة لعوامل خفية نوعتها وشكلتها فلا بد أن يكون في غير الأرض آثار ومشاهد أخرى هي نتيجة لعوامل ونواميس أخرى غير التي كان من نتائجها ظهور عالمنا الذي ندركه بحواسنا. وهذا هو اللائق باتساع الكون الذي أرضنا فيه كذرة رمل في صحراء. فلا يصح أن تكون أساساً في الحكم على جميع ما فيه.
وهذا حكم نحكمه خضوعاً للفرضية الآتية التي تحل لنا هذا الإشكال وإن أوقعتنا في غيره. . .:
تخيل إنساناً خرج إلى الحياة أعمى أصم أبكم معدوم اللمس والشم. . . فهل مثل هذا يكون لعالمنا وجود عنده؟ بالطبع، لا. . . ولكننا مضطرون إلى أن نحكم أن عالمنا هذا موجود ولو لم يوجد في حواس هذا الممسوخ. . .
وكذلك نحن مضطرون إلى أن نحكم أن وراء عالمنا هذا عوالم أخرى، ولو لم توجد لنا حواس تدركها. . . لأن هذا هو الذي يتلاءم مع اتساع الكون واتساع قدرة المسيطر عليه، واتساع عالم المفروض والصور في بعض العقول.
وقد أشار القرآن إلى معنى عجيب يتفتح معه خيالنا ويأخذنا في عالم لا نهاية له من المفروض وإن كان لا طاقة لنا بإدراك ما فيه من الصور. قال: (أفرأيتم ما تُمْنوُن؟ أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون؟ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين على أن نبذل أمثالكم وننشئكم فيما لا تعلمون. . .).
وما تحته خط هو موضع النظر الطويل، وباب للخيال المجَنَّح. . . ولكنه خيال مطموس الصور لأنه لم يجد أصباغاً وألواناً ينتزع منها ما يريد أن يؤلفه ويركبه ويَفتَنَّ في تهاويله.
وكيف ذلك وقد قالت الآية: (فيما تعلمون. . .!)
وينبغي لمن لم يدرك ألا ينكر على من أدرك. . . فإن جوانب الكون واسعة ورسالات علم الله إلى العقول كثيرة. . . وليست كل العقول قادرة على الغوص في أعماق الكون. كما أنه ليست كل الأجسام قادرة على الغوص في أعماق الماء. فمن لم يستطع السباحة والغوص في تلك اللجج والرجوع إلى الشاطئ فليلزم وليحذر حتى لا يغرق ويذهب في أهوال المعاني. . .
وما في العالم (المتبلور) (شيء تافه بالنسبة للعالم الذي تلتقي فيه أمواج المعاني ويعب عباب الفروض والغيوب والرموز، ولكن ما فيه لا يكون أساساً لأحكام الحياة الدنيا. . . وعقل الإنسان كطفل الأم: ينبغي إلا تطلقه في المخاطر والمزالق إلا إذا شب وكان له قوة واقتدار. . .
ومن المعقول نوع لا يعيش إلا في أعماق الكون. فإذا طفا على السطح وأخذ بظاهر الحياة اختنق وقلت فيه الحياة، كالسمك الكبير. . .
ومن العقول ما هو مساير لظاهر الحياة لا يتخلف عنها ولا يتقدم. . .
ومن المعقول ما هو واقف متخلف انقطعت به الطريق فلم يصل إلى العالم الفكري الموجود الآن في أذهان الأمم المتحضرة، وهذا عقل مخروم فاته كثير من رسائل الله إلى الفكر الإنساني.
ومن العقول ما هو أسرع من الحياة بحيث يرى مشاهد آخر ساعة فيها كصور مكررة قديمة لا تثير في نفسه تطلعاً، فلو خرج من الحياة لم يخسر شيئاً ولم يفته شيء، وهذا هو العقل الفائق السابق.
والنفس إذا عرفت قرار الحياة وأولها لم تبال بما يحدث في فروعها من تلون وتبدل، وما عند هذا الصنف من صور كمال الحياة أرحب من الموجود وأكمل. فهو يسير في مستحدثات الأيام كما يسير المرء في طريق معروفة له تردد عليها مراراً من كثرة فكرة في الموجود والمعدوم وما يصح أن يوجد.
وهذا قد يعمل في الحياة بجد وصبر، ويسير كما يسير الغافلون بدفعة دولاب الحياة، وطواعية لحركات سيرها بالناس. وإنما يطيع آمالها ويزاول أعمالها خضوعاً لقانونين عظيمين من قوانينها: وهما الأمل والعمل. . .
وهكذا الطبيعة رسالات من علم الله إلى الفكر الإنساني العام. يتلقاها كل عقل حسب طاقته واتساع حوزته، ويأخذ منها ما قدر ويسر له. . .
فينبغي لمن لم يدرك ألا ينكر على من أدرك. . . ينبغي لرجل الشارع ألا يجادل في عالم (أينشتين) أو (أديسون) أو الغزالي من إليهم من العقول الفائقة التي أطلت على الأرض وكانت فيها كالثمرات التي تلقط أسرار نوعها وتحفظ بذوره وترقيها
وبين الإله البارئ الكبير وما عنده من عوالم المعاني والقوى المجردة والكمالات التي لا تتناهى، وبين عالم المولد والكثافات، وقف الإنسان التائه المتأمل الساعي وراء المعرفة حيناً من الدهر لم يتقدم فيه خطوات كثيرة، ثم انقسم فريقين: فريقاً استمر في التفكير المجرد في الطبيعة وما وراءها، وأدرك بعض اتجاهات الكون باللمحات والنظرات الشعرية الخاطفة، وقنع بذلك حتى خرج من الحياة (عارفاً) غير (عالم) ولا (عامل). . .
وفريقاً أعياه التفكير المجرد، ولم يجد له محصولاً يملأ يديه ويشهد له الناس بأنه أدركه وقنصه، فانصرف إلى أنواع الحياة في الأرض وأشكال المادة يعبث فيها ويدور حولها ويخرج أسرارها حتى (علم) ثم أخذ يقلد ويبتكر
وكما أن الأقدمين كانوا ينظرون إلى أعمال الطفولة وحب استطلاعها الأشياء على أنها عبث ولعب لا طائل تحته. . . كذلك نظروا إلى أعمال أكثر الرجال في المادة وتنويعها وملء الحياة بضجاتها وأصواتها على أنها عبث ولعب لا يليق بمن يسير إلى الموت والفناء. وكان المثل الأعلى للحياة الصالحة عندهم أن يطلْق الناس أعمال الدنيا ويذهبوا إلى المعابد والمعاهد يتلون الأوراد ويفلسفون ويرسلون الأشعار ولا يرفعون في الأرض حجراً على حجر، فيكونون عنصراً مستهلكاً غير منتج يأخذون من الحياة أغذية وأعمالاً، ولا يعطونها إلا أقوالاً وأشعاراً، ويقفون في طريق تحقيق بعض الغايات الكبرى من خلق الإنسان
هؤلاء لا تزال منهم بقايا كثيرة في الشرق، بل هم الكثرة الغالبة فيه. وهم الذين جعلوا إنسان الشرق كأكداس الحصيد وأهراء الغلال التي تترك في أماكنها حتى تقتلها الآفات وينخر فيها السوس. . . وهم بذلك يضيعون على الإنسانية ثروات تحصل عليها من تشغيل أفكار هؤلاء الملايين وأيديهم. وهم بذلك يتركون أفراد الناس من غير تنسيق وتنظيم في الحشد والتعبئة للمعابد والمعاهد والمعامل والحقول والجيوش. . .
هؤلاء ينبغي أن زيلوا عن عيونهم غشاوات القرون الأولى ويعدلوا أفكارهم على مقتضى ما توحيه سنن الله الدقيقة التي تجعل من تصرفات جميع قوانين الطبيعة في وقت واحد لحناً موسيقياً متسقاً يشترك في توقيعه كل شيء. . . ويعلموا أن الكفر بعلوم الطبيعة والفسق عن نظمها كالكفر بعلوم العقائد والفسق عن نظم الأخلاق
إن الإيمان بالعلم وتنظيم الحياة الإنسانية بطرقه وإطلاق الأفكار فيه هو الدين الواحد الذي يدين الإنسانية جميعها وتلتقي عليه بأفكارها وأيديها. . . وقد جعلها تلمس عرشها المرموق، وتعرف دولتها المأمولة في مستقبل الحياة. . .
ولكن أين العصا السحرية التي ستفعل في تعديل شهوات الأمم وغرائزها وتعصباتها الذميمة، بحيث تجتمع على خدمة العلم والحياة بأفكارها وأيديها؟
ذلك ما يسأل عنه رجال التربية والمفكرون في الدين والاجتماع
رجال التربية فلاحو حقول الطفولة: منطقة النمو الدائم وعُلَب أسرار المستقبل. . .
ورجال الفكر رسامو المثل العليا القادرون على استدراج الناس إليها وسجنهم فيها. . .
ولكن هؤلاء وأولئك لا يزالون بعيدين عن مقاليد الحكم وتسلم مقاود القطيع بينما مكانهم هناك لو صحت الأوضاع. . . ولا يزال محترفو السياسة والدجاجلة بها المتخلفون عن بلوغ القمة في الفكر والخلق هم الغالبين المتسلطين. . .
وهؤلاء هم سر البلاء النازل الآن بالناس، كما كانوا في القديم. . .
عبد المنعم خلاف