مجلة الرسالة/العدد 394/البريد الأدبي
→ رسالة الشعر | مجلة الرسالة - العدد 394 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 20 - 01 - 1941 |
وفاة هنري برجسون
توفي في الأسبوع الماضي الأستاذ هنري برجسون الفيلسوف الفرنسي العظيم وعضو الأكاديمية الفرنسية عن 82 سنة
وقد تخرج برجسون في مدرسة المعلمين العليا وبعد أن حصل على دكتوراه الدولة في الفلسفة أخذ يدرّس العلوم الفلسفية
في مدرسة فرنسا فلم يلبث أن أصبح من أبرز أساتذتها منذ سنة 1900، وطبقت شهرته الآفاق فأخذ الطلبة يفدون عليه من جميع أنحاء العالم لسماع محاضراته وتعاليمه
وقد وضع برجسون مؤلفات عديدة في الفلسفة منها (قوة التطور المبدعة) و (القوة الروحية) و (الضحك). وقد انتخب عضواً في الأكاديمية الفرنسية سنة 1914 ونال جائزة نوبل للآداب سنة 1927
حقوق المؤلفين في الدانمرك
فكرت الحكومة الدانمركية في حظ المؤلفين وفيما يلحقهم من غبن فقررت أخيراً زيادة دخلهم المادي تشجيعاً لهم على مواصلة العمل والإنتاج
ومن التدابير التي اتخذتها أنها فرضت رسماً على كل من يطالع أي كتاب من المكاتب العامة أو في أندية المطالعة، وفرضت رسماً آخر على كل من يقتبس جزءاً من كتاب ويذيعه بالمذياع أو الحاكي
وهذه الرسوم تجمع بعد انقضاء فترة معينة وتوزع على الكتاب الذين انتفع بمؤلفاتهم للإذاعة أو المطالعة
إعلان الحرب على الفقر
نصب الأديب توم كرومر نفسه مدافعاً عن فقراء نيويورك، وعقد العزم هو وجمع من أنصاره على إعلان حرب شعواء على الفقر والتعطل، وقد أخرج كتاباً بعنوان (طريدو الجوع)، رسم فيه صوراً مروعة من حياة رجل أمريكي متعطل شريد.
ولقد تناول المؤلف بطل قصته في حياته اليومية، فأظهر لنا كيف يعيش، ومع من يعيش، وماذا يأكل، وكيف يلهو، وفي أي أمكنة يقضي لياليه، وكيف ينحط جسمه وينحط عقله وتفني كرامته حتى يستحيل إلى آله صماء وقد أعجبت هيئة اتحاد العمال الأمريكيين بهذا الكتاب، واتخذت منه وسيلة لمكافحة الفقر والدعاية للطبقة العاملة ومحاربة التعطل، فطبعته على نفقتها ووزعت منه آلاف النسخ بثمن زهيد ليكثر انتشاره بين العمال وصغار الموظفين
ومن الظواهر التي أحدثها هذا الكتاب اهتمام الرئيس رزفلت به واعترافه في جمع من الصحفيين بقيمته ومصارحته لهم بأن توم كرومر هو أول أديب شعبي ظهر في أمريكا وأول قصصي إنساني تحرر من دراسة أخلاق الطبقة الوسطى وأقبل على دراسة حياة العامل والفلاح من الجانب الاجتماعي الاقتصادي الذي يسيطر في هذا العصر كل السيطرة
حول أهل الكهف
إلى أستاذي الدكتور زكي مبارك
قلت يا سيدي في تحليل كتاب (أهل الكهف) إن عندك ثلاثة فروض كان توفيق الحكيم تحت تأثيرها عند كتابته القصة. . . وهي قوة الشهوة، وقوة الحب، وقوة الإيمان
وأنا معك أيها الأستاذ الجليل حين تقول إن الكاتب لم يصور الشهوة العارمة التصوير الذي يجعلها شهوة عارمة
ولكني لا أفهم الغرض الذي يرمي إليه الدكتور حين يقول إن توفيقاً عرض للحب في أدب ولطف كما يصنع العذريون الضعفاء. . . وهل عند الدكتور أن العاشق العذري ضعيف؟ وكيف يجوز هذا؟ وأهل الصبابة العذرية يكابدون في الحب أهوالاً، بل ويقاومون في الحب قوتين: قوة الحب نفسه والدكتور خبير بها عليم، وقوة كبت العواطف الملتهبة بنار الشهوة؟ إن العذريين لم يكونوا ضعفاء وعندهم قوة الصبر وقهر النفس وشهواتها. . .
وأكثر من هذا أن توفيقاً صور الحب تصويراً عاصفاً قوياً في مواضع كثيرة. وما ظنك بمن يقبر ويبعث فتكون أول عاطفة تموج في صدره هي عاطفة الحب. حب مشيلينا لبريسكا. . . ويظهر ذلك في حديثه مع مرنوش في أول فصل وفي حب مرنوش لزوجته وولده، وهو نوع نبيل من الحب جعله في آخر الأمر بعد أن شعر بفقدهما يفضل الموت في الكهف على الحياة بغير قلب! وأكثر من هذا أيضاً أن قوة الحب في نفسه جعلته يعشق بريسكا الثانية مجردة عن حقيقته الأولى! ويظهر ذلك حين يقول (سيان عندي أن تكون هي أو لا تكون. أحب هذه المرأة التي رأيتها في اليقظة. . .)
هذا من ناحية الحب. . . أما من ناحية الإيمان والارتياب، فأنا أرد على سؤال أستاذي الجليل: (ماذا صنع توفيق في وصف الإيمان، وماذا صنع في تشريح أوضار الارتياب، وأين المعركة التي أثارها بين نسائم الهوى وزوابع الضلال؟)
إن توفيقاً صنع كثيراً في وصف الإيمان. . . بل الإيمان المتجسم الذي يبلغ حد التسليم بكل شيء في شخص يمليخا. . . حين أرى أجرى على لسانه الفرق بين التدوين بالوراثة والتدين عن عقيدة وإقناع؛ وحين يقول: إنه لا يتصور الوجود بدون عقيدة الإيمان ولا انتهاءه بدونه؛ وحين يقول: أنا لا نملك حق السؤال. . . إنما ينبغي لنا أن نعتقد
تلك ناحية الإيمان القوي، أما ناحية الارتياب فتبدو واضحة في حيرة وتهكم مرنوش حين يقول له يمليخا: (إن رحمة الله قريب)؛ فيصرخ: (حقيقة! قرب السماء من الأرض تلك الرحمة التي لا تسعف إلا من يستطيع الانتظار)؛ وحين يقول له يمليخا: (لا تسخر، إن الله حق)؛ فيقول: (لا شأن لله بناها هنا. . . نحن اللذان أوقعنا بنفسينا!)
وحين يقول له يمليخا (كل شيء على الأرض بأمر الله)؛ فيصرخ: (إلا ما نحن فيه، فقد حدث بفعل الإنسان). . . الست ترى أن توفيقاً تعرض هنا لأخطر نواحي الارتياب حين يشك في رحمة الله. . . وحين لا يجعل له يداً في حالته. . . وحين يقول: إن ما يفعله الإنسان لا سلطان لله عليه
إن توفيقاً لم يكتب هذه القصة، ولم يعرض هذه الأفكار - وإن لم تكن جديدة - إلا لغرض في نفسه، وما أقام الإيمان يناقش الارتياب إلا ليعالج إحساساً اضطرب في نفسه من قبل. أنا أشعر بهذا فهل للدكتور العظيم أن يتكرم فيلقي نظرة كاشفة على حقيقته؟
(المنصورة)
حسن حسني محمود البشبيشي
اللوزينج جاء في عدد الرسالة (387) في كلمة الدكتور زكي مبارك هذه الجملة:
(وحشو اللوزينج في تعبير كتاب القرن الرابع يضرب مثلاً للشيء يكون حشوه أجود من قشرة. . .)، وهذه كلمة عابرة لا تعطي القارئ الثمرة الكافية، وبخاصة من وجهت إليهم تلك الدراسات. فتوضيحاً للفائدة وبسطاً للمقام. أذكر هذه الكلمة:
قال في المصباح: مادة لوز (الَّلوزينج - بهذا الضبط - شيء من الحلواء شبه القطائف يؤدم بدهن اللوز) وهو جمع مفرده (لَوْزِينَجَه). جاء في كتاب حصاد الهشيم ن 347 (يا جمال) (جاء في يوم أمام المكتفي (لوزينجة) فقال: هل وصف ابن الرومي اللوزينج؟ فأنشُدِ قوله:
لا يخطئني منك لوزينج ... إذا بدا أعجب أو عجبا
لم تغلق الشهوة أبوابها ... إلا أبت زلفاه أن يحجبا
وهو على حسنه نادر جداً في اللغة قال في ثمار القلوب للعلامة الثعالبي ص488: سمعت أبا الفرج يعقوب بن إبراهيم يقول سمعت أبا سعد رجاء يقول: دخلت يوماً على أبي الفضل ابن العميد فقال لي: امض إلى أبى الحسين بن سعد فقل له: هل تعرف لقول عوف (إن الثمانين وبلغتها) ثانياً في كون الحشو أحسن من المحشو؟
قال: فسرت إليه، وبلغته الرسالة فقال: سألني عنه محمد بن علي بن الفرات فسألت عنه أبا عمر غلام ثعلب فقال: سألت عنه ثعلباً فلم يأت بشيء؛ ثم بلغني أن عبيد الله بن عبد الله سأل المبرد عنه فأنشده قول عدي بن زيد لابنه زيد بن عدي في حبس النعمان
فلو كنت الأسير ولا تكنه ... إذا علمت معد ما أقول
قوله: ولا تكنه. حشو مستغنى عنه ولكنه في الحسن نظير، وبلغتها:
ومما عثرت عليه في حشو اللوزينج من الشعر قول البحتري يمدح المتوكل:
وجزيت أعلى مرتبة مأمولة ... في جنة الفردوس غير معجل
فقد تم الكلام عند قوله: في جنة الفردوس؛ وقال: غير معجل أي بعد عمر طويل لأن الجنة إنما يوصل إليها بالموت
وقول أبي الطيب يمدح كافوراً:
وتحتقر الدنيا احتقار مجرِّب ... ترى كل ما فيها - وحاشاك - فانيا فقوله: وحاشاك. حشو فيه حلاوة، وعليه طلاوة
قال العكبري: وحاشاك من أحسن ما خوطب به في هذا الموضع؛ والأدباء يقولون هذه اللفظة حشوة ولكنها حشوة فستق وسكر)
وضد هذا الحشو. حشو الأكر لأنها تحشى بكل شيء ساقط: قال جحظة: أنشدت لأبي الصقر شعراً لي فقال: يا أبا الحسن، ولا زلت تأتينا بالغرور والدرر، إذا جاءنا غيرك بحشو الأكر (490 ثمار القلوب). ثم إنه قد ذكر مؤلف كتاب الثمار أنه افتتح كتاباً صغير الجرم لطيف في نظائر هذا الحشو وترجمه بحشو اللوزينج. فأطرح السؤال على الدكتور المبارك: أين يوجد هذا الكتاب؟
فخر الدين غزي
حول الفيتامين
جاء في مقال قصة الفيتامين للأستاذ عبد اللطيف حسن الشامي المنشور بالعدد (382) من الرسالة عن البلاجرا
1 - (ويوجد هذا المرض في بلاد البترول) وأظنه يقصد بلاد التيرول
2 - في العمود الثاني من الصفحة 1636 يقول: (زد حقيقة ثابتة أخرى وهي انتشار مرض البلاجرا في الأوساط الفقيرة فقط في البلدان التي تعتمد في غذائها على الذرة اعتماداً كلياً فاستنتج من هذا ارتباط مرض (البري بري) بالتغذية) وهذا خطأ إذ أن الأستاذ يقصد مرض البلاجرا كما هو مفهوم من معنى الجملة. فتكون (فاستنتج من هذا ارتباط مرض البلاجرا بالتغذية)
3 - وجاء في الصفحة 1637 - العمود الثاني - (وتارة أخرى تتعاونان معاً على تنبيه (النخاع الشوكي) ودفعه إلى تكوين الكرات الحمراء. . . الخ)
وهنا أخطأ الأستاذ أيضاً فهو يقصد النخاع العظمي لأن النخاع الشوكي هو قسم من الجهاز العصبي والموجود في القناة العظمية داخل العمود الفقري وليس له أي وظيفة في تكوين الكريات الحمراء فهو النخاع العظمي الأحمر أي الموجود داخل العظام. كما أن هذه الغلطة مكررة أيضاً في شرح الشكل المرسوم في الصفحة 1636 بهجت قدوري سلمان
بكلية الطب ببغداد