مجلة الرسالة/العدد 392/إلى (الرسالة) الغراء
→ الشروق. . . | مجلة الرسالة - العدد 392 إلى (الرسالة) الغراء [[مؤلف:|]] |
البريد الأدبي ← |
بتاريخ: 06 - 01 - 1941 |
في عامها التاسع
للأديب إبراهيم محمد نجا
أقبلي كالربيع يخطر في الكو ... ن، فتهتز زهرة الأيام
أقبلي كالشباب يشرق في النف ... س فتشدوا عرائس الأحلام
أقبلي كالسرور، كالنشوة البي ... ضاء أو كالشفاء بعد السقام
أقبلي كالنسيم رقرقه الفج ... رُ، فغنَّى بأعذب الأنغام
أقبلي كالنمير يسكبه النَّبْ ... عُ فتروى به القلوب الظوامي
كأغاني الطيور، كالأمل البا - سم، أو كالضياء بعد الظلام
كالأصيل الجميل كالشفق الحا ... لم كالفجر كالضحى البسام
كالندى في الزهور كالعطر في الأن ... فاس كالبدر في ليالي الغرام
أقبلي كالسلام بعد حروب ... طال فيها تناحر الأقوام
يا ابنة النيل إن في مصر نوَّا ... ما، فهزِّي مضاجع النوَّام
وامسحي عنهم الفتور، يهبوا ... هبَّة الأسْد روِّعت في الموامي
واسكبي في النفوس بلسمك الشا ... في، وبثي الحياة في الأجسام
واحملي المشعل الكبير وسيري ... في طريق الحياة نحو الأمام
إنما أنت قَبْسة من ضياء الل ... هـ يهدي بها قلوب الأنام
إنما أنت يقظة بعد نوم ... وبلوغ المنى، ونيل المرام
ونعيم في العيش بعد شقاء ... وصفاء في الأفق بعد قتام
ووثوب إلى الأمام إلى الغا ... ية بعد النكوص والإحجام
وصعود إلى السماء إلى الذر ... وة بعد الحياة تحت الرغام
إنما أنت صرخة الحق في الشر ... ق، وبعث لعزة الإسلام
إنما أنت رجعة البطل الظا ... فر من ساحة الوغى والصدام
إنما أنت عودة النور والآ ... مال، بعد الظلام والآلام
لك في الشرق يا ابنة النيل ذكرٌ ... ومقام أَعْظِمْ به من مقام في فلسطين كم أسوت جراحا ... ت وكفكفت من دموع سجام
ذدت عنهم أذى المغير بقول ... يتلظى لهيبه المترامي
ولو اسطعت غيره ذدت عنهم ... بشبا الرمح، أو بحد الحسام
في فلسطين! أين ما كان في مص ... رَ، وأرض العراق أو في الشَّام؟
قد ربطت القلوب بعد انفصامٍ ... وجمعت الصفوف بعد انقسام
وزرعت الآداب في شاطئ الني ... ل، ورؤيتها بماء الغمام
فزكا أصلها، وطابت فروعاً ... وتباهت بزهرها البسام
واستوت تحت ظلها لغة الدِّي ... ن، وقامت على أعز دعام
وحميت الأخلاق من سطوة الشرْ ... رِ، وَبغْى الهوي، وجهل الطَغام
وجمعت الشباب في ظل نبع ... عبقري الرؤى، طهور، سام
رفرفت فوقه الأماني، وغنت ... في رباه عرائس الإلهام
وهفت نحوه المواكب شتى ... تتشكَى مما بها من أُوَام
فاسكبي في النفوس من نبعك العذ ... ب، وبثي الحياة في الأجسام
واحملي المشعل الكبير، وسيري ... في طريق الحياة نحو الأمام
واهزئي بالفناء يا زهرة الني ... ل، وعيشي على مدى الأعوام
وَابسمي للخطوب إن عبس الدَّهْ ... رُ، ولا تعبئي بكيد الخصام
ولك الحق غاية وطريق ... وإمامٌ. . . أنعم به من إمام
ولك الله ناصر ومعين ... وهْو نعم النصير، نعم الحامي
(طنطا)
إبراهيم محمد نجا