الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 357/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 357/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 357
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 06 - 05 - 1940


في سبيل الأزهر

تلقينا من الأستاذين عبد اللطيف السبكي وسيد نايل المدرسين بكلية الشريعة كلمتين عقبا بهما على مقال الأستاذ المدني (في سبيل الأزهر) تعقيباً لم يتجاوز أسلوب النقد ولهجة الناقد، فرأينا من الحكمة أن نتريث في نشرهما حتى لا يعوقنا الجدل في الشكل عن البحث في الموضوع. وما دامت الآراء مطبقة على حاجة الأزهر للإصلاح فلا بأس أن تتسع الصدور لما يسيل على الأقلام من مبالغة في عرضه أو شدة في طلبه. ومما لا ريب فيه أن أبناء الأزهر أجمعين سواء في المحافظة عليه والإخلاص له والجهاد فيه؛ ولكن أهواءهم إذا تفرقت في سبيل حبه، فقامت هنا صيحة تدعو إلى الإصلاح، وقامت هناك ضجة تخزّل عنه وقف بينهما المصلح موقف المتأني الحائر، لا يطمئن للوقوف ولا يثق بالتقدم.

قانون صنع التبشير في مصر

وقع صاحب الجلالة الملك مرسوماً بإحالة مشروع القانون الخاص بمنع التبشير إلى البرلمان، وهذا نصه بعد الديباجة:

المادة لأولى: تمنع الدعوة الدينية بأية طريقة كانت، خارجاً عن المحال المعدة لإقامة الشعائر أو الأمكنة المرخص بذلك.

المادة الثانية: تعتبر الأمور الآني ذكرها دعوة دينية إذا وقعت في معاهد تعليم:

(1) إشراك التلاميذ أو تركهم يشتركون في دروس ديانة غير ديانتهم.

(2) إشراك التلاميذ أو تركهم يشتركون في صلوات تخالف عقائدهم الدينية، أو إسماعهم أو تركهم يستمعون إلى خطب دينية كذلك.

(3) توزيع كتب أو نشرات على التلاميذ تخالف عقائدهم الدينية

وتسري الفقرتان الثانية والثالثة السالفتان على المنشآت الطبية أو المعاهد الخيرية إذا كانت الدعوة الدينية موجهة إلى المرضى أو اللاجئين إلى تلك المعاهد.

المادة الثالثة: لرجال الضبطية القضائية دائماً حق الدخول في الأماكن المشار إليها في المادة السابقة للتحقق مما قد يقع فيها مخالفاً لهذا القانون المادة الرابعة: مع عدم الإخلال بتوقيع عقوبة أشد حيث يقضي بذلك قانون العقوبات، يعاقب على المخالفات لأحكام هذا القانون بالحبس لمدة شهر وبغرامة قدرها عشرة جنيهات مصرية، أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط

المادة الخامسة: يعاقب بالحبس لمدة لا تزيد على سنة، وبغرامة لا تتجاوز مائة جنيه مصري، أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل من حاول تلقين حدث تقل سنه عن ثماني عشرة سنة كاملة عقائد تخالف دينه أو عقيدته، حتى ولو كان ذلك برضاه.

ويعاقب بنفس العقوبات كل من أعطى أو منح شخصاً عطية أو هبة من نقود أو أوراق أو عروض أو فوائد أخرى أو عرض عليه شيئاً من ذلك أو وعده به، سواء أكان ذلك بالذات أم كان بواسطة الغير، وسواء أكان للشخص نفسه أو للغير، وذلك بقصد التأثير على عقيدته الدينية أو تحويله عنها

ويعاقب أيضاً بنفس العقوبات كل من استعمل مع شخص آخر لهذا الغرض القوة أو التهديد أو الإرهاب أو أخافه من فقد خدمة، أو من تعريض نفسه أو أهله أو ماله للأذى، أو استعمل معه المخدرات أو التنويم

المادة السادسة: يعتبر من رجال الضبطية الفضائية فيما يتعلق بتطبيق هذا القانون، موظفو وزارة المعارف وموظفو وزارة الصحة الذين يندبهم لهذا الغرض وزير المعارف أو وزير الصحة بالاتفاق مع وزير الداخلية

المادة السابعة: على وزراء الداخلية والمعارف والصحة تنفيذ هذا القانون؟ كل منهم فيما يخصه، ويعمل به من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية

وقد أرفقت بالمشروع مذكرة إيضاحية أشير فيها إني أن الدستور يعلن حرية العقائد ويحميها كما يحمي حرية القيام بشعائر الأديان، طبقاً للعادات المرعية في الديار المصرية، وذلك في حدود النظام العام والآداب، وأن هذه المبادئ تتفق وأصول التسامح الذي درج علية الإسلام

وقديماً أحسنت مصر معاملة أهل الأديان المختلفة، وأقطعتهم الأراضي الواسعة وكانت تعفيهم من أغلب الرسوم وتتركهم يباشرون في حرية تامة ما تقوم عليه جمعياتهم ومؤسساتهم ومنشآتهم من أعمال التعليم والبر، غير أن بعض هؤلاء انصرفوا إلى التبشير بدينهم، وتوسلوا إلى ذلك بوسائل أقل ما يقال فيها إنها استهانة بكرامة المسلمين، وتحد لعواطفهم الدينية

وإذا كانت الدعوة الدينية تتصل في بعض صورها بحرية العقائد، فإنها إذا بوشرت خارجاً عن محال العبادة أو الأماكن المخصصة لهذا الغرض والمرخص لها بذلك قد تحدث الفتنة وتصبح إخلالاً بالنظام لا يجدر السكوت عليه. لذلك وضع مشروع هذا القانون ليحظر الدعوة الدينية على أية صورة، خارجاً عن تلك الأماكن؛ ثم تضمنت المذكرة الكلام عن مواد المشروع

تعبانٌ وظمآنٌ

تعبان على وزن فعلان، وهذا الوزن يمنع من الصرف إذا توفر فيه شرطان زيادة الألف والنون، وكون أنثاه على وزن فعلي كسكران وغضبان وما شابهه، فإن أنثاه فعلى كسكري وغضبي. . . أما إذا كان فيه زيادة الألف والنون ولم تكن أنثاه على فعلى نحو تعبان وتعبانة فإنه لا يمنع من الصرف، فنقول مثلاً: استيقظت تعباناً، وهو تعبانٌ. وفي هذا يقول أبن مالك في الألفية:

وزائدا فعلان في وصف سلم ... من أن يرى بتاء تأنيث ختم

وأما ظمآن فإن أنثاه ظمأى فهو ممنوع من الصرف لأنه منطبق على القاعدة، وقد نص عليه صاحب اللسان فقال: (رجل ظمآن وامرأة ظمأى لا ينصرفان نكرة ولا معرفة)

والذي حدا بي إلى الكلام عن هذين اللفظين أنهما وردا في عبارتين لأديبين من كبار الأدباء على غير وضعهما الأصلي فأحببت أن أنبه عليهما لئلا يقلدهما القراء لأنهما ممن يقتدي بهم ويقتفي أثرهم، فالعبارة الأولى جاءت في أول الجزء الثالث من كتاب (ليلى المريضة في العراق) للأديب الكبير الدكتور زكي مبارك قال: (واستيقظت في الساعة التاسعة تعبان) وصحتها أن تكون (تعباناً) لما قدمنا، والرجاء من الدكتور مبارك أن يستيقظ نشيطاً حتى لا يتعبنا ويتعب نفسه مرة ثانية والعبارة الثانية. والعبارة الثانية جاءت في العدد 70 من الثقافة في مقال الدكتور محمد عوض محمد قال: (ورأى الزعيم، الذي لم يزل ظمأناً إلى فتح جديد) وصحتها ظمآنَ لما قدمنا أن مؤنثه ظمأى فهو ممنوع من الصرف.

إبراهيم يسن القطان النقد والتصويب

صاحب الرسالة الأستاذ الكبير أحمد حسن الزيات

لك مني تحيات وإعجاب

وبعد فإنني معجب تمام الإعجاب بحضرات الشعراء البارعين الذين يتحفون رسالتهم بجرائدهم البليغة. وأبداً لا تعدو عيناي عن واحدة مما ينشرون. غير أن هنالك أمراً كنت أتمنى كثيراً أن ينهجه أرباب الدراية في العربية وبحور الشعر. ذلك هو النقد والتصويب الذي رأيته لأول مرة على ما أذكر لحضرة الأستاذ أبي الفضل السباعي ناصف الذي أحكم بيتاً ند عن الوزن في قصيدة ذكرى المرحوم الهراوي للأستاذ علي الجندي. وكم كان جميلاً أن يعلن الأستاذ الجندي شكره للناقد المصوب. إن هذا النقد والتصويب الذي يجمل بالأساتذة أن ينهجوه على النمط المتقدم أرى ألا يقتصر على ما تنشره الرسالة وغيرها، بل يتعدى إلى ما يسمع في المحافل من مناظرات وخطب وإذاعات، كما جرى عليه الأستاذ الدكتور زكي مبارك - أدام الله عليه التوفيق وأصلحه مع زمانه - فقد ناقش ببراعته المعروفة الأستاذ الكبير أحمد أمين في كلمة (أوقات) التي نصبها الأستاذ بالكسرة إذ كان يلقى نفثاته عن طريق المذياع. ومن المؤكد أن الأستاذ أحمد أمين يدري يقيناً أنها تنصب بالفتحة كما هو معروف ولم يلفظها مكسورة إلا سهواً، ومع ذلك يجب أن تعلن كلمة الحق وهذا حسن

لقد قرأت في العدد (353) من الرسالة قصيدة (رجع أيامي) للأستاذ محمود خفيف وهي من القصائد الرقيقة المعجبة، ولكني لن أسكت على شطر منها كما لم يسكت الأستاذ أبو الفضل السباعي ناصف. ذلك قوله: (صوحت ويلاه خضر الأماني) فهل سها الأستاذ الخفيف عن وضع النداء بين كلمتي (صوحت) و (ويلاه) حتى يصح الوزن على هذا الوضع؟ (صوحت يا ويلاه خضر الأماني). أن الأستاذ وضع حرف النداء وابتلعته المطبعة على كل حال أعلن نقدي وتصويبي لهذا الشطر راجياً أن يتحفنا الأستاذ الخفيف وغيره من المبدعين دائماً بآياتهم البالغة الباهرة، وأن يتوالى النقد والتصويب على هذا الطراز (نابلس)

محمد البسطامي

أندونسيا

جاء في مقالة الأستاذ عبد العزيز الدوري (النقابات الإسلامية) المنشورة في العدد (355) ما نصه: (ونجد مثلاً عصرياً لنجاح هذه الفرق وفشل المذهب السني في حالة الهولنديين في الهند الصينية (أندونسيا) الخ. ولا شك أن الأستاذ يقصد بذلك جزائر الهند الشرقية الهولندية لا الهند الصينية، لأن الأخيرة - كما نعلم - تابعة للفرنسيين لا للهولنديين، وجزائر الهند الشرقية هذه هي التي أجمع أهلها الوطنيون في الأعوام الأخيرة على تسميتها بأندونسيا - أي جزائر الهند -، وكان العرب يطلقون عليها أسم (جاوة) - إحدى جزائرها - من قبيل تسمية الشيء ببعض أجزائه

حسن أحمد باكثير

القرن العشرون

في العدد 354 من الرسالة قرأت في باب (الأدب في أسبوع) تحت عنوان: (القرن العشرين) ما يأتي بعد كلام: وذاك تنبيه لنا أننا نعيش في القرن العشرين، وفي سنة 1940 منه). والمعلوم أن (من) للتبعيض وبالضرورة يعود الضمير فيه على القرن العشرين فيكون معنى ذلك أننا نعيش في سنة 1940 من القرن العشرين؛ والواقع أننا نعيش في سنة 40 فقط من هذا القرن وفي سنة 1940 من العشرين قرناً، ففي أي سنة نعيش؟

إبراهيم عقلة

معهد القاهرة

الأبيات الحائرة

للحجاج بن يوسف الثقفي مع الشعراء أحاديث طوالٍ. وقد فر جماعة منهم من وجهه وهربوا منه، ومن هؤلاء (سوار ابن المضرب) و (محمد بن عبد الله بن نمير الثقفي) وهو الذي شبب بزينب أخت الحجاج ولما ظفر به عفا عنه. وغير هذين كثير.

وليس يعنيني الآن أن أستقصي أحاديث هؤلاء، ولكني أعرض لأبيات تتصل بالحجاج وتلك هي:

إن تنصفونا آل مروان نقترب ... إليكم وإلا فأذنوا ببعاد

فإن لنا عنكم مزاحاً ومرحلا ... بعيس إلى ريح الفلاة صوادي

فماذا عسى الحجاج يبلغ جهده ... إذا نحن جاوزنا حفير زياد

فقد ذكر ابن قتيبة في كتابه الشعر والشعراء أنها (لمالك أبن الريب) وكذلك ذكر المبرد في كتابه (الكامل جـ1 ص 301 طبعة المكتبة التجارية. والبيت الثالث من شواهد النحويين وقد أجمعوا في كتب النحو والشواهد أنها لمالك هذا. ولكن المعروف أن هذا الشاعر مات في عهد معاوية وكان في بعث (سعيد بن عثمان بن عفان) إلى خراسان وقد مات في الطريق ورثى نفسه بقصيدته اليائية المشهورة - وهو أول من رثى نفسه - فليست الأبيات له إذن فلمن هي؟

جاء في (معجم البلدان لياقوت الحموي جـ3ص304 الطبعة الأولى) أنها للبرج بن خنزير التميمي، قال: وكان الحجاج قد ألزمه البعث إلى المهلب لقتال الأزارقة فهرب منه إلى الشام وقال. . . الأبيات:

وقد رضى الشيخ المرصفي رحمة الله عليه هذا الإسناد وشنع على المبرد (رغبة الأمل ج 5 ص 27) ولكن صاحب الحماسة نسبها إلى (الفرزدق) جاء ذلك في جميع الطبعات التي بين أيدينا لحماسة أبي تمام، وقد ارتضى بعض أساتذتنا هذا

فلمن هذه الأبيات؟ لعلنا نظفر بجواب ممن عنده تحقيق هذه المسألة

علي محمد حسن

كلية اللغة العربية

الثاني والآخر

قرأت في العدد 67 من مجلة الثقافة مقالاً بعنوان: (حديث أمس) للأستاذ أحمد أمين جاء فيه: قال أحدنا: جزءاً من العقد الفريد، وآخر: جزءاً من الأغاني وثالث: نهج البلاغة، ورابع: مقدمة ابن خلدون

والمعروف في اللغة أنه لا يسوغ أن تقول آخر إلا إذا كان هو الأخير، فلا تقفي بعد ذلك بأعداد أخرى؛ وأن الواجب أن تقول: قال أول وثان وثالث وآخر إذا لم يبق إلا واحد بعد ثالث، أو إن شئت قلت (رابع)

وأحسبك لم تنس استدراكهم على من قال: ربيع الثاني وجمادي الثانية بأن الصواب ربيع الآخر وجمادي الآخرة ما دام ليس هناك ثالث ورابع؛ وعندي أن هفوة ربيع الثاني. . . أهون من قولنا: قال أول وقال آخر وقال ثالث. . .

(الفشن)

م. م. إبراهيم